أحمد لطفي السيد أفلاطون الأدب العربي
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
أحمد لطفي السيد مفكر وفيلسوف مصري، وصف بأنه رائد من رواد حركة النهضة والتنوير في مصر. وصفه عباس العقاد «بأنه بحق أفلاطون الأدب العربي» كما أ طلق عليه لقب أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية، ويُعد واحداً من أفصح المتحدثين وانبغ المفكرين الذين وجدوا في النصف الأول من القرن العشرين، ساهم في تقديم نموذجاً من الصحافة الحديثة في مصر ولعب دوراً سياسياً فعالاً في أحرج فترات التاريخ الحديث لمصر.
وُلد أحمد لطفي السيد في 15 يناير 1872 في قرية "برقين" التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية ، ونشأ في أسرة على جانب من الثراء؛ فعُني أبوه بتعليمه، فألحقه بكُتاب القرية، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة المنصورة الابتدائية عام 1882، وبعد ثلاث سنوات من الدراسة انتقل إلى القاهرة، والتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، وظل بها حتى أتم دراسته الثانوية في 1889، ثم التحق بمدرسة الحقوق التي تخرج منها في 1894،
بعد حصوله على ليسانس الحقوق عمل بالنيابة، وتدرج في مناصبها حتى عُين نائباً للأحكام بالفيوم عام 1904، وظل بها حتى ترك العمل بالقضاء في 1905، فاشتغل بالمحاماة، ثم لم يلبث أن ضاق بها؛ فتركها إلى العمل بالصحافة والسياسة.
بعد أن ترك أحمد لطفي السيد العمل الحكومي اشترك مع جماعة من أعيان مصر في تأسيس حزب الأمة سنة 1907، وتولى هو سكرتارية الحزب، ورأس صحيفته المعروفة باسم "الجريدة"، وقد استمرت رئاسته للجريدة سبع سنوات وبضعة أشهر توقفت بعدها تماماً؛ وكانت سياسة الجريدة تقوم على الدعوة إلى فكرة "مصر للمصريين"، ومهاجمة الجامعة الإسلامية التي كان يدعو إليها السلطان عبد الحميد الثاني.
وكان أحمد لطفى السيد قد تعرف أثناء دراسته على الإمام محمد عبده وتأثر بأفكاره. كما تأثر بملازمة جمال الدين الأفغاني مدة في إسطنبول، وبقراءة كتب أرسطو، ونقل بعضها إلى العربية. مثل كتاب الاخلاق والسياسة.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1918، استقال أحمد لطفي السيد من دار الكتب، واشترك مع سعد زغلول وعبدالعزيز فهمي وعلى شعراوي وغيرهم في تشكيل وفد للمطالبة بالاستقلال، حتى قامت بريطانيا بنُفي سعد زغلول ورفيقاه إلى خارج البلاد، وظل أحمد لطفي السيد في القاهرة يحرر بيانات الوفد ومذكراته، وتطور الأمر إلى رضوخ بريطانيا للتفاوض، وتشكلت وزارة حسين باشا؛ فأفرجت عن الزعماء المنفيين، وسافر لطفي السيد مع الوفد المصري إلى باريس، لعرض مطالب مصر على مؤتمر السلام المنعقد في فرساي.
عمل لطقى السيد وزيرا للمعارف ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس الوزراء في وزارة إسماعيل صدقي ونائبا في مجلس الشيوخ المصري، ورئيسا لمجمع اللغة العربية، ، كما عمل رئيسا لدار الكتب المصرية، ومديرا للجامعة المصرية، كما أسس عددا من المجامع اللغوية والجمعيات العلمية.
تبنى أحمد لطفي السيد المفهوم الليبرالي للحرية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر مناديا بتمتع الفرد بقدر كبير من الحرية وبغياب رقابة الدولة على المجتمع ومشددا على ضرورة أن يكون الحكم قائما على أساس التعاقد الحر بين الناس والحكام. وهو صاحب القولة الشهيرة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. ونادى بتحديد مفهوم للشخصية المصرية رافضا ربط مصر بالعالم العربي أو تركيا أو العالم الإسلامي سياسيا، ويربط بين الجنسية والمنفعة، وكان أهم ما طرحه في هذا الشأن الدعوة إلى القومية المصرية كأساس لانتماء المصريين. كما نادى بتعليم المرأة، وتخرجت في عهد رئاسته للجامعة أول دفعة من الطالبات عام 1932.
و دعا لطفى لبسيد إلى استعمال اللغة العامية المصرية بدلاً من العربية الفصحى. كما طالب بدراسة الفلسفات اليونانية، والاقتباس منها، وتشجيع تلامذته على ذلك. كما ترجم بعض كتب أرسطو إلى العربية.
كان أحمد لطفي السيد وراء حملة التبرعات الخاصة بإنشاء أول جامعة أهلية في مصر العام 1908 "الجامعة المصرية"، والتي تحولت في 1928 إلى جامعة حكومية تحت اسم جامعة فؤاد الأول - جامعة القاهرة فيما بعد.
اعتزل أحمد لطفي السيد العمل السياسي.. عقب اشتعال الخلاف بين رئيس الوزراء آنذاك مع سعد زغلول على رئاسة المفاوضات، فعاد إلى العمل بدار الكتب مديراً لها حتى مارس 1925، قبل أن يعين مديراً للجامعة المصرية بعد أن أصبحت حكومية، وفي عهده اتسعت الجامعة؛ كما قبلت الجامعة سنة 1929 أول مجموعة من الفتيات للالتحاق بها، وكان ذلك مأثرة له في سبيل النهوض بالمرأة، والمحافظة على حقها في التعليم.
طالب باستقلال الجامعة، وقدم استقالته حين تم إقصاء طه حسين عن الجامعة سنة 1932. كما قدم استقالته مرة أخرى حين اقتحمت الشرطة حرم الجامعة عام 1937. كما كان ضد إنشاء المدارس الدينية سواء إسلامية أو إرساليات مسيحية إضافة لرفضه إنشاء المدارس الأجنبية في مصر.
توفي أحمد لطفي السيد في 5 مارس عام 1963 بالقاهرة. ولديه ابنة واحدة هي الدكتورة عفاف لطفي السيد وتعمل أستاذة العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية.
وترك لطفي السيد عديد المؤلفات الفكرية التى اثرت المكتبة العربية منها «صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية»، «تأملات»، «المنتخبات»، «تأملات في الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع» كما ترجم عدة مؤلفات لأرسطو منها علم الأخلاق إلى نيقوماخوس «، علم الطبيعة»، و«السياسة»، إضافة إلى مذكراته بعنوان «قصة حياتي».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المفكرين صحافة للالتحاق السلطان عبد الحميد محافظة الدقهلية حركة النهضة دار الكتب حفظ القرآن الكريم مدرسة المنصورة فی مصر
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تحذر من أي خطوات تؤدي إلى تقسيم السودان
حذرت الجامعة العربية من أي خطوات تؤدي إلى تقسيم السودان؛ جاء ذلك حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.
أعلنت وكالة الأنباء السودانية، أن الخرطوم استدعت سفيرها لدى كينيا للتشاور، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.
وجاء القرار احتجاجا على استضافة نيروبي اجتماعات ميليشيا الدعم السريع وحلفائها.