بوابة الوفد:
2024-07-03@18:45:35 GMT

أحمد لطفي السيد أفلاطون الأدب العربي

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

أحمد لطفي السيد مفكر وفيلسوف مصري، وصف بأنه رائد من رواد حركة النهضة والتنوير في مصر. وصفه عباس العقاد «بأنه بحق أفلاطون الأدب العربي» كما أ طلق عليه لقب أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية،  ويُعد واحداً من أفصح المتحدثين وانبغ المفكرين الذين وجدوا في النصف الأول من القرن العشرين، ساهم في تقديم نموذجاً من الصحافة الحديثة في مصر ولعب دوراً سياسياً فعالاً في أحرج فترات التاريخ الحديث لمصر.

وُلد أحمد لطفي السيد في 15 يناير 1872 في قرية "برقين" التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية  ، ونشأ في أسرة على جانب من الثراء؛ فعُني أبوه بتعليمه، فألحقه بكُتاب القرية، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة المنصورة الابتدائية عام 1882، وبعد ثلاث سنوات من الدراسة انتقل إلى القاهرة، والتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، وظل بها حتى أتم دراسته الثانوية في 1889، ثم التحق بمدرسة الحقوق التي تخرج منها في 1894،  

بعد حصوله على ليسانس الحقوق عمل بالنيابة، وتدرج في مناصبها حتى عُين نائباً للأحكام بالفيوم عام 1904، وظل بها حتى ترك العمل بالقضاء في 1905، فاشتغل بالمحاماة، ثم لم يلبث أن ضاق بها؛ فتركها إلى العمل بالصحافة والسياسة.

 بعد أن ترك أحمد لطفي السيد العمل الحكومي اشترك مع جماعة من أعيان مصر في تأسيس حزب الأمة سنة 1907، وتولى هو سكرتارية الحزب، ورأس صحيفته المعروفة باسم "الجريدة"، وقد استمرت رئاسته للجريدة سبع سنوات وبضعة أشهر توقفت بعدها تماماً؛ وكانت سياسة الجريدة تقوم على الدعوة إلى فكرة "مصر للمصريين"، ومهاجمة الجامعة الإسلامية التي كان يدعو إليها السلطان عبد الحميد الثاني.

 وكان أحمد لطفى السيد قد تعرف أثناء دراسته على الإمام محمد عبده وتأثر بأفكاره. كما تأثر بملازمة جمال الدين الأفغاني مدة في إسطنبول، وبقراءة كتب أرسطو، ونقل بعضها إلى العربية. مثل كتاب الاخلاق والسياسة.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى سنة 1918، استقال أحمد لطفي السيد من دار الكتب، واشترك مع سعد زغلول وعبدالعزيز فهمي وعلى شعراوي وغيرهم في تشكيل  وفد للمطالبة بالاستقلال، حتى قامت بريطانيا  بنُفي سعد زغلول ورفيقاه إلى خارج البلاد، وظل أحمد لطفي السيد في القاهرة يحرر بيانات الوفد ومذكراته، وتطور الأمر إلى رضوخ بريطانيا للتفاوض، وتشكلت وزارة حسين باشا؛ فأفرجت عن الزعماء المنفيين، وسافر لطفي السيد مع الوفد المصري إلى باريس، لعرض مطالب مصر على مؤتمر السلام المنعقد في فرساي.

عمل لطقى السيد وزيرا للمعارف ثم وزيرا للخارجية ثم نائبا لرئيس الوزراء في وزارة إسماعيل صدقي ونائبا في مجلس الشيوخ المصري، ورئيسا لمجمع اللغة العربية، ، كما عمل رئيسا لدار الكتب المصرية، ومديرا للجامعة المصرية، كما أسس عددا من المجامع اللغوية والجمعيات العلمية.

تبنى أحمد لطفي السيد المفهوم الليبرالي للحرية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر مناديا بتمتع الفرد بقدر كبير من الحرية وبغياب رقابة الدولة على المجتمع ومشددا على ضرورة أن يكون الحكم قائما على أساس التعاقد الحر بين الناس والحكام. وهو صاحب القولة الشهيرة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. ونادى بتحديد مفهوم للشخصية المصرية رافضا ربط مصر بالعالم العربي أو تركيا أو العالم الإسلامي سياسيا، ويربط بين الجنسية والمنفعة، وكان أهم ما طرحه في هذا الشأن الدعوة إلى القومية المصرية كأساس لانتماء المصريين. كما نادى بتعليم المرأة، وتخرجت في عهد رئاسته للجامعة أول دفعة من الطالبات عام 1932.

و دعا  لطفى لبسيد إلى استعمال اللغة العامية المصرية بدلاً من العربية الفصحى. كما طالب بدراسة الفلسفات اليونانية، والاقتباس منها، وتشجيع تلامذته على ذلك. كما ترجم بعض كتب أرسطو إلى العربية.

كان أحمد لطفي السيد وراء حملة التبرعات الخاصة بإنشاء أول جامعة أهلية في مصر العام 1908 "الجامعة المصرية"، والتي تحولت في 1928 إلى جامعة حكومية تحت اسم جامعة فؤاد الأول - جامعة القاهرة فيما بعد.

اعتزل أحمد لطفي السيد العمل السياسي.. عقب اشتعال الخلاف بين رئيس الوزراء آنذاك مع سعد زغلول على رئاسة المفاوضات، فعاد إلى العمل بدار الكتب مديراً لها حتى مارس 1925، قبل أن يعين مديراً للجامعة المصرية بعد أن أصبحت حكومية، وفي عهده اتسعت الجامعة؛ كما قبلت الجامعة سنة 1929 أول مجموعة من الفتيات للالتحاق بها، وكان ذلك مأثرة له في سبيل النهوض بالمرأة، والمحافظة على حقها في التعليم.

طالب باستقلال الجامعة، وقدم استقالته حين تم إقصاء طه حسين عن الجامعة سنة 1932. كما قدم استقالته مرة أخرى حين اقتحمت الشرطة حرم الجامعة عام 1937. كما كان ضد إنشاء المدارس الدينية سواء إسلامية أو إرساليات مسيحية إضافة لرفضه إنشاء المدارس الأجنبية في مصر.

توفي أحمد لطفي السيد في 5 مارس عام 1963 بالقاهرة. ولديه ابنة واحدة هي  الدكتورة عفاف لطفي السيد وتعمل  أستاذة العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية.

وترك لطفي السيد عديد المؤلفات الفكرية التى اثرت المكتبة العربية منها «صفحات مطوية من تاريخ الحركة الاستقلالية»، «تأملات»، «المنتخبات»، «تأملات في الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع» كما ترجم عدة مؤلفات لأرسطو منها علم الأخلاق إلى نيقوماخوس «، علم الطبيعة»، و«السياسة»، إضافة إلى مذكراته بعنوان «قصة حياتي».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المفكرين صحافة للالتحاق السلطان عبد الحميد محافظة الدقهلية حركة النهضة دار الكتب حفظ القرآن الكريم مدرسة المنصورة فی مصر

إقرأ أيضاً:

تعاون بين الشبكة العربية للابداع والابتكار ومجموعة طلال أبوغزاله العالمية

وقعت الشبكة العربية للابداع والابتكار اتفاقية تعاون تاريخية مع  مجموعة طلال أبوغزاله العالمية ستدفع إلى الأمام مسيرة دعم وتشجيع الابتكار والإبداع في جميع أنحاء العالم العربي.

وقع الاتفاقية الشيخ فيصل بن سعود القاسمي، الرئيس الأعلى للشبكة ومؤسس ورئيس مجموعة أبوغزاله العالمية الدكتور طلال أبوغزاله.

وتهدف الشراكة إلى تعزيز عملية الابتكار من خلال دعم المبدعين عبر مبادرات مختلفة، والحفاظ على الملكية الفكرية، وتبادل الخبرات بشكل مستمر في مجالات متعددة، وتنظيم الندوات والمؤتمرات، وستتعاون المنظمتان أيضًا في إصدار الشهادات للمتدربين، مما يضمن التطوير الشامل للمهارات والمعرفة.

وأكد الشيخ فيصل بن سعود القاسمي أهمية التعاون في دعم وتبني المبدعين في الوطن العربي، وذلك باعتباره السبيل لتقدّم الدول العربية، معبّرا عن تطلعه لأن يشكّل هذا التعاون اضافة نوعية في دعم الابتكار والإبداع العربي.

 أكد الدكتور طلال أبوغزاله، رئيس مجلس أمناء الشبكة، الأهمية الحاسمة للابتكار في عالم اليوم، مسلطا الضوء على مهمة الشبكة المتمثلة في تحويل الابتكار إلى اختراعات ملموسة وتعزيز الابتكارات المتعلقة بالصناعة من خلال العمل مباشرة مع الشركاء الصناعيين، تهدف الشبكة إلى معالجة التحديات التي يواجهها الشباب، وتزويدهم بفرص فريدة للنمو والتنمية.

وشدد أبوغزاله على الدور الحيوي للشبكة في تحويل الأفكار المبتكرة إلى اختراعات، وتشجيع الشباب على الانتقال من البيئات الأكاديمية إلى البيئات المهنية من خلال التدريب الموجه وفرص التواصل.

وتضمّ الشبكة العربية للابداع والابتكار، خمسين شخصية اعتبارية من (18) دولة عربية، وهي جهة غير حكومية وغير ربحية، أُسست بهدف الارتقاء والنهوض بالواقع الإبداعي العربي، وتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات التي تعصف بالأمة العربية وتستهدف أمنها واستقرارها.

 دعا الدكتور محمود فراج رئيس مجلس إدارة  الشبكة  إلى إنشاء صندوق أو منصة تمويل مخصصة للمشروعات الإبداعية المنتسبة للشبكة، متوقعا أن تؤدي هذه المبادرة إلى تعزيز الدعم المقدم للمبتكرين والمشاريع الإبداعية في جميع أنحاء المنطقة.

وتهدف  الشبكة إلى أن تكون الحاضنة الأساسية لكل مبدع ومبتكر عربي، وأن تلعب دورًا محوريًا في بناء مستقبل مزدهر للمنطقة.

مقالات مشابهة

  • احتفالات 30 يونيو.. تاريخ الثورات المصرية في لقاءات نادي الأدب بالزقازيق
  • مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربيّة تشارك بالمؤتمر الاقليمي لاستعراض الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة
  • الموقف العربي والإسرائيلي من الدولة الفلسطينية
  • تقرير الجامعة العربية يبحث مسببات التفكك المبكر للزواج
  • طارق لطفي "صعيدي" في أجدد أعماله التلفزيونية
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم الدورة الدولية لفهرسة المخطوط وتحقيقه
  • تعاون بين الشبكة العربية للابداع والابتكار ومجموعة طلال أبوغزاله العالمية
  • الخميس.. ندوة نقدية وأمسية شعرية فى سبعينية الشاعر محمد الشحات بنقابة الصحفيين
  • بالأسماء.. التشكيل الجديد للمجلس الخاص بمجلس الدولة
  • ضياء السيد: لوائح الكرة المصرية لا تحترم.. والأزمات تضخمت هذا الموسم