التصعيد مستمر .. هل الداخل اللبناني مستعد للحرب؟
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
يستمر التصعيد العسكري عند الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ولعل ابزر تطور حصل امس كان ان الهجوم الصاروخي الواسع الذي قام به الحزب تجاه النقاط والمواقع العسكرية الاسرائيلية، والذي بات يشمل كامل خط الجبهة، ترافق بشكل لافت مع اطلاق عشرات الصواربخ على المستوطنات الحدودية وتحديدا على مدينة كريات شمونة التي اصيب بها شخصين بحسب اعترافات تل ابيب.
هذا التطور يوحي بأن المستوطنات لن تكون محمية من الجهة اللبنانية وان كان "حزب الله" حيد نفسه عن هذا الحدث، اذ اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن هذه العملية، لكن، تعرف تل ابيب ان كل العمليات التي تحصل من الجهة اللبنانية تحصل بالتنسيق والتسهيل والدعم من حزب الله، وهذا يعني ان مستوى جديد من المعركة قد بدأ، سيترافق فيه الهجوم على الاهداف العسكرية بالهجوم على المستوطنات.
ترافق التصعيد العسكري مع استمرار الدول الغربية والعربية بدعوة رعاياها الى مغادرة لبنان تجنبا للمخاطر التي قد تصيبهم في حال حصول معركة كبرى بين اسرائيل و"حزب الله"، وهذا الامر يعني ان الساحة اللبنانية يتم اعدادهم لتكون جاهزة في حال تدحرجت الامور الى حرب كبرى متعددة الجبهات، حتى ان الحكومة اللبنانية باتت تحضر بشكل عملي لكي تتعاطى مع الازمة في حال حصولها من دون الدخول في صدمة وعجز عن تلبية حاجات المواطنين...
لكن السؤال، كيف ستتعامل البيئات السياسية والاجتماعية اللبنانية مع الحرب في حال حصولها؟ من الواضح ان البيئة الاجتماعية والسياسية اليوم افضل من حرب تموز بالنسبة لـ"حزب الله"، خصوصا في ظل التغيرات والظروف المحيطة التي ترافق هذه المرحلة والتطورات العسكرية النشطة في كامل المنطقة، هكذا يمكن النظر الى البيئة اللبنانية عامة، وبالرغم الواقع الاقتصاد والاجتماعي السيء، بإعتبارها بيئة غير معادية للحزب.
وبحسب مصادر مطلعة فإن دخول الحزب المعركة الى جانب حركة حماس وتحت عنوان فلسطين والمسجد الاقصى، يعطيه غطاء سنّياً بشكل تلقائي، وينهي الخلافات التي حكمت علاقة حارة حريك بالسنّة خلال السنوات الماضية او يجمدها، في ظل تعاطف سنّي كامل مع فلسطين ومع غزة تحديدا، لذلك فإن مشاركة الحزب في المعركة منذ اليوم الاول احدث تحولا جديا في النظرة الجماهيرية السنيّة له، وهذا سيظهر بشكل اكثر وضوحا في حال تدحرجت الامور الى حرب كبرى.
وتقول المصادر ان الواقع الدرزي حسم النائب السابق وليد جنبلاط تموضعه من خلال تصريحاته العلنية، التي تعبر غالبية الرأي العام اللبناني من خلال "رفضه التدحرج الى الحرب، لكنه سيكون الى جانب الحزب في حال وصلنا اليها"، اما الساحة المسيحية فلا تزال منقسمة، لكن لا يوجد داخلها اصوات تذهب بعيدا الى حدّ منع المهجرين من الدخول الى "المناطق المسيحية"، في الوقت الذي أعلن "التيار الوطني الحر" ورئيسه انه الى جانب حليفه في حال حصول معركة..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حسن فضل الله: لا يمكن لأحد أن يفرض على الشعب اللبناني رئيساً
شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "انتخاب رئيس الجمهورية هو مسؤولية اللبنانيين من خلال مجلسهم النيابي، ولا يمكن لأحد في الخارج مهما مارس من ضغوط وتحت أي مسمى أو مطلب أن يفرض على الشعب اللبناني رئيساً، أو أن يملي عليهم شروطاً بشأن عملية الانتخاب، أو كيفية إدارة بلدهم، فمحاولة فرض رئيس من الخارج تصطدم بممانعة وطنية تحول دون مصادرة قرار اللبنانيين، وهناك من لا يفهم طبيعة التوازنات الداخلية وتركيبة لبنان التي تمنع أي تفرد أو فرض أراء خارجية على حساب رأي الغالبية اللبنانية، وكل المحاولات التي جرت في السابق كانت تصطدم بإرادة القوى السيادية الحقيقية التي ترفض أي إملاءات خارجية، ولا ترتضي أن يفرض عليها الآخرون مصالحهم على حساب مصلحة لبنان".
كلام فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" للشهداء إبراهيم محمد قبيسي، عباس إبراهيم شرف الدين، حسين هاني عز الدين، حسين أحمد عوالي، محمد حسين رباح، وعلي حسن حمود، وذلك في مجمع الإمام المجتبى في السان تيريز، بحضور عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين أمين شري وعلي عمار، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
ودعا النائب فضل الله الجميع إلى "عدم انتظار كلمة السر من الخارج، لأن السر مفضوح، والكل يعلم بحقيقة التدخلات الخارجية ومحاولات الاستثمار على الوقائع التي حصلت في لبنان والمحيط من أجل تغيير التوازنات في الداخل، وهذه لعبة خطيرة ستسقط على أبواب المجلس النيابي بإرادة لبنانية حرة، علماً أنه وفي الوقت الذي نرفض فيه أي إملاءات خارجية، فإنه ليس لدينا أي مانع من تقديم المعونة الخارجية للبنان، ولكن من دون شروط سياسية، فاللبنانيون يختارون رئيسهم بملء إرادتهم، والمساعدة تكون لمن ينتخب بقرار وطني".
وقال: "لدينا دستور واضح يحدد كيفية انتخاب الرئيس وآليته وعدد النواب المطلوب حضوراً واقتراعاً، ونحن ملتزمون بها، ونذهب إلى جلسة انتخاب الرئيس بموقف موحّد مع حركة أمل، ولدينا قراءة واحدة لطبيعة هذا الانتخاب ولمن سنقترع، وستكون الأصول الدستورية حاكمة على هذا الاستحقاق، وما سمعناه من دولة الرئيس نبيه بري هو تأكيده من جديد أنه مؤتمن على تطبيق الدستور في الاستحقاق الرئاسي، ولن يستطيع أحد في الداخل أو الخارج تجاوز بنوده".
وأكد فضل الله أن "التفاهمات الداخلية هي المعبر الضروري لانتخاب الرئيس، ونحن من دعاة التفاهم ورفض الإقصاء والعزل، وندعو الجميع إلى الشراكة الفعلية في بناء الدولة، ونحن جزء أساسي من هذه الدولة التي نريدها عادلة وقوية وقادرة على ممارسة دورها، لا أن تكون على قياس مصالح هذه الجهة أو تلك، ونعمل من أجل تطبيق القانون على الجميع دون تمييز، وأن تسود المحاسبة بعدالة، والابتعاد عن لغة التحريض والتضليل ومحاولات شرذمة اللبنانيين وإبعادهم عن بعضهم البعض، وأيضاً أن يكف بعض المسؤولين عن العراضات التي لا طائل منها أو عن تقديم أوراق اعتماد للحصول على مكاسب في المستقبل، ونحن من موقعنا في الدولة ومن خلال المؤسسات الدستورية سنتصدى لمحاولات بعض المسؤولين أو الأجهزة الرسمية تنفيذ أجندات تتعارض مع القانون، وبموازاة رقابتنا النيابية، هناك رقابة شعبية حاضرة دائماً لتكون إلى جانبنا".
وشدد على أن "المعبر الحقيقي لسيادة الدولة هو دفاعها عن أرضها وشعبها، وهذا يبدأ من موقف وطني عملي للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ونحن في مواجهة الخروق الإسرائيلية لوقف النار ومن موقع حضورنا في الدولة، نتابع يومياً مع الجهات المعنية هذا الأمر، لأن الدولة هي المسؤولة، وهناك أسئلة كبيرة عند أهل الجنوب عن سبب التأخر في تطبيق الاتفاق وعن بطء الإجراءات الرسمية اللبنانية، وعن غياب أي تحرك رسمي على الأرض، وهذه السياسة تزيد شكوك الناس بدولتهم من جهة، وتجعلهم أكثر تمسكاً بمقاومتهم من جهة أخرى".
وختم فضل الله: "نحن نعي خطورة المرحلة للاستثمار على وقائع العدوان الإسرائيلي، ولكن نعرف كيف نواجه ونتصدى لأي محاولة تهدف إلى تغيير التوازنات الداخلية أو فرض وقائع تمس بمصالح شعبنا".
وتخلل الاحتفال تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ومجلس عزاء حسيني عن أرواح كل الشهداء.