أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، أن القدس لا تباع ولا تشترى، ولا يساوم عليها بسياسة طاهرة أو بسياسة نجسة، وأن القدس في قلوب كل المسلمين، وإذا أراد العالم سلامًا فلا بد أن يكون مبنيًا على رد الحقوق إلى أصحابها، وإلا فلا سلام.

وأضاف الدكتور علي جمعة، عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»، قائلًا: «ليس لأننا لا نحب السلام، فديننا اسمه الإسلام من السلام، وتحيتنا هي السلام، ونُنهي صلاتنا بالسلام عليكم، نُسلّم على العالم، وعلى من بجوارنا، حتى إن كنا منفردين نُسلّم على الملائكة، والجنة اسمها دار السلام، فلا يزايد علينا أحدٌ في رغبتنا للسلام».

القدس من حق العرب

وتابع: «لكن القدس مدينة عربية أنشأها اليبوسيون من ستة آلاف سنة قبل سيدنا إبراهيم، وقبل العبرانيين، وقبل سيدنا موسى بمئات السنين، فهي من حق العرب، ولما دخل العرب مرةً أخرى مدينة القدس فإن سيدنا عمر بن الخطاب كتب وثيقةً، وعهدًا عُمريًا للمسيحيين بها، هذا العهد يُبيّن لكم تاريخكم، ويُبيّن لكم أنه يجب عليكم أن تعتزوا بإسلامكم.. جلس عمر في كنيسة القيامة حتى يكتب للناس عهده فكتب عهدًا فريدًا».

وأوضح: «أظن أننا لم نصل إليه إلى اليوم، كتب عهدًا يقشعر بدني عندما أقرؤه، وأتأمله، وأقف عند مفرداته، أردت أن أتلوه عليكم، لأنه مما يُتلى، وأن نقف عند كل جزءٍ منه، لأنه مما يُدرس، كتب: هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء، أعطاهم أمانًا لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم، وصلبانهم سقيمُها - الآيلة للسقوط أو التي ليس فيها خدمة - وبريئُها - البريئة من العيوب في المباني -، إنه لا يهدم لا تلك ولا هذه وسائر ملتها - الروم، والأرمن، الأرثوذكس-، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شئ من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود - لأنهم كانوا لصوصًا، وكانوا جبّارين في الأرض، فقال لهم: تخلوا عن هذا الكيلو ونصف، اجلسوا في الخارج لا تضايقوا أهل البلد، ولكن لكم أن تدخلوا للعبادة، -فسمح لهم بالوجود، وأجلاهم عن السكن-».

علي جمعة إلى سيدنا عمر: كنت خيرًا من الأمم المتحدة

ونوه: «رضي الله تعالى عنك يا عمر كنت خيرًا من الأمم المتحدة التي كتبت حقوق الإنسان على الحجر وحرمتها البشر، وكنت خيرًا من الولايات المتحدة التي تظلمنا ليل نهار بهذا الاعتراض التي تعترض عليه على كل خير، وكنت خيرًا يا عمر من هذا الكيان الصهيوني المُدّعي الذي احتل الأرض، وأراد أن يُهوّد القدس، كنت عادلًا يا عمر فرضي الله تعالى عنك وأرضاك، وأعلى شأنك في الدنيا والآخرة».

ولفت:« أما بالنسبة لأولئك الصهاينة فنقول لهم: حسبنا الله ونعم الوكيل سيُغنينا الله من فضله ورسوله، تسيرون في طريقٍ مظلم مسدود، وستصطدمون بحائط القدر، لأن الله سبحانه وتعالى يُمهل ولا يُهمل، وفي التلمود بعد ما عبدوا الوثن في فلسطين طردهم من أرض فلسطين، وقال: «لو عدتم ستُذبحون كما تُذبح الغزلان في الغابة».. هم الذين يقولون على أنفسهم هذا، وهم يعلمون أنهم في طريق الدمار، والشنار، والعار، أما أنت أيها المسلم فلا بد عليك من أن تهتم، وأن تُعلّم أبناءك قيمة القدس الشريف الذي كاد كثيرٌ من الناس أن ينساه».

اقرأ أيضاًماذا تفعل حتى لا تكون من المفلسين؟.. علي جمعة يُجيب

علي جمعة يكشف معنى عقوق الأباء للأبناء.. 8 أفعال يحذر الوالدين منها

علي جمعة لـ"الشاهد": محمد مرسي رفض التمديد لي مفتيًا للجمهورية وقال "علي جثتي"

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف فلسطين فيسبوك الأمم المتحدة الولايات المتحدة مفتي الجمهورية القدس علي جمعة الدكتور علي جمعة أرض فلسطين سيدنا إبراهيم الأرثوذكس أمير المؤمنين علی جمعة

إقرأ أيضاً:

ما هي أنواع الملائكة وحكم الإيمان بهم؟ علي جمعة يكشف

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإيمان بملائكة الله الكرام واجب على كل مسلم ومسلمة، فيعتقد المسلم بوجود الملائكة الكرام، ويعلم أنهم خلق لله، فيؤمن المسلم بوجود الملائكة، ويؤمن بما ورد في الشرع الشريف من أسمائهم وأعمالهم كجبريل عليه السلام.

واستشهد على جمعة بقول الله تعالى: ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَن كَانَ عَدُوًا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة :97 ، 98].

وقال سبحانه لزوجتي النبي صلى الله عليه وسلم  اللتين تظاهرا عليه صلى الله عليه وسلم : ﴿إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ [التحريم :4].

كما ذكر ربنا ملك الموت في كتابه كذلك، فقال تعالى : ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ المَوْتِ الَّذِى وَكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾ [السجدة :11]. وذكر ربنا خازن النار، وذكر اسمه وهو «مالك»، فقال تعالى: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾ [الزخرف :77]

وذكر كذلك ملائكة النار فقال تعالى : ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ * وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلاَ يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِى مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ﴾ [المدثر : 30 ، 31]

وذكر ربنا صنفًا من الملائكة آخر في كتابه وهم «الحفظة» فقال تعالى : ﴿وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعام :61]، وقال سبحانه : ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾ [الرعد :11]، وعطف عليهم صنف الكاتبين، فقال تعالى : ﴿كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الانفطار :9].

وذكر كذلك السائق، والشهيد، والرقيب، والعتيد، فقال تعالى : ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق :18] ، وقال سبحانه : ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ [ق :21].

وأوضح على جمعة، ان هناك أصناف من الملائكة جاء ذكرها في السنة النبوية الصحيحة، ولم تذكر في القرآن فيجب الإيمان بها كذلك ومنها «ملك الرحم أو نفخ الروح» فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال : «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه في أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه، ويؤمر بأربع، يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها».

وأكد انه يجب الإيمان بالملائكة إجمالاً، ويجب الإيمان بما أعلمنا الله منهم تفصيلاً مما ذكر في النصوص السابقة وفي غيرها.

وللإيمان بالملائكة أثر عظيم في ترقية المؤمن للوصول إلى ربه، فشعوره بوجود خلق كريم حوله يجعله دائما على استحياء من إتيان المعاصي، ويجعل بالأنس والراحة والسكينة بمجاورتهم إياه فيزيد إقباله على ربه، ووجودهم بجوار المؤمن من باب عون الله له على طاعته، رزقنا الله ذلك العون دائما وجميع المسلمين. كان ذلك فيما يتعلق بالإيمان بالملائكة.

مقالات مشابهة

  • عبارات عن أول جمعه في شعبان
  • دعاء أول جمعة من شهر شعبان.. نفحات إيمانية واقتراب من رمضان
  • دعاء للميت في أول جمعة من شعبان.. يفرح به ويوسع قبره ويدخله الجنة
  • أدعية أول جمعة في شعبان.. أدعو الله وانتم موقنون بالإجابة
  • دعاء أول جمعة في شعبان.. 6 كلمات تقضي حاجتك وتفرج همك
  • علي جمعة: الإيمان بالغيب ونعيم وعذاب القبر من ركائز الإيمان
  • المأثور عن النبي في شهر شعبان .. علي جمعة يوضح بالدليل
  • علي جمعة: هناك ملائكة لم تذكر فى القرآن كـ ملك الرحم أو نفخ الروح
  • ما هي أنواع الملائكة وحكم الإيمان بهم؟ علي جمعة يكشف
  • الطريقة الرفاعية: الليلة الكبيرة في مولد السيدة زينب لها مكانة خاصة في قلوب المصريين