أكبر تطبيق لتجميع الأخبار في أوروبا يأمر محرريه بالحد من أخبار الضحايا الفلسطينيين

أصدرت إدارة التحرير بتطبيق Upday، أكبر تطبيق لتجميع الأخبار في أوروبا، أمرا لمحرريها بالحد من أخبار ضحايا القصف الإسرائيلي من الفلسطينيين، في الوقت الذي أدت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية إلى منع الوصول إلى الإنترنت في قطاع غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وذكر موقع "ذا إنترسبت"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن إدارة التطبيق أصدرت توجيهات لتلوين تغطية الشركة للحرب في غزة بالمشاعر المؤيدة لإسرائيل، وفقًا لمقابلات مع موظفين بالشركة ووثائق داخلية.

وتضمن توجيه إدارة Upday، وهي شركة تابعة لشركة النشر العملاقة Axel Springer ومقرها ألمانيا، تعليمات لإعطاء الأولوية للمنظور الإسرائيلي وتقليل الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين في التغطية، وفقًا للموظفين.

وقال أحد الموظفين، في إشارة إلى الإشعارات الفورية، والتنبيهات المرسلة إلى ملايين الهواتف: "لا يمكننا دفع أي شيء يتعلق بعدد القتلى أو الضحايا الفلسطينيين دون ظهور معلومات حول إسرائيل في مكان أعلى من القصة".

وقال الموظفون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لحماية سبل عيشهم، إن هناك انزعاجًا واسع النطاق في جميع أنحاء الشركة بشأن هذه التحركات.

وقالت جوليا سومرفيلد، ممثلة شركة Axel Springer: "نحن نرفض بشدة هذه الادعاءات. لم نوجه صحفيينا إلى تجاهل الضحايا المدنيين في غزة، ولم نطلب من محررينا التلاعب بالتغطية الإخبارية، ولم تشارك إدارة الشركة في أي قرارات تحريرية. تستند المبادئ التوجيهية التحريرية لموقع Upday على المبادئ الصحفية".

وأضافت: "التغطية الإخبارية لموقع Upday تتبع هذه المبادئ، ويتم اتخاذ كل قرار تحريري من قبل صحفيين مدربين".

اقرأ أيضاً

نقابات مصرية تتحرك لدعم غزة.. وقفة للمحامين وتنديد للصحفيين بانحياز الإعلام الغربي

لكن "إنترسبت" رصد ما يخالف ذلك، متمثلا في التقدير الكبير الذي يكنه كبار مسؤولي Upday  لإسرائيل، ما بدا واضحًا في الاتصالات اليومية بتطبيق "سلاك" الخاص بالشركة، والذي يُظهر علم إسرائيلي بجانب الصورة الرمزية للرئيس التنفيذي للشركة، توماس هيرش، وفقًا للموظفين.

وقالت أحلام محتسب، أستاذة الدراسات الإعلامية في جامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو، عندما سُئلت عن التوجيهات الداخلية لـ Upday: "هناك حملة إعلامية سخيفة للغاية لرفض أي تعاطف مع الفلسطينيين وإخفائه".

وفي توجيهاتها، حذرت Upday موظفيها من نشر أي عناوين يمكن أن "يساء فهمها" على أنها مؤيدة للفلسطينيين، ونبهت على ضرورة عدم الاستشهاد بالجماعات الفلسطينية المسلحة في العناوين الرئيسية.

ووفقا للموظفين، فقد أعطت الشركة تعليمات "لدعم الشعب اليهودي وحق إسرائيل في الوجود".

التحديث والتحيز الإعلامي

تم إصدار تطبيقUpday لأول مرة في عام 2016، وهو يخدم أكثر من 30 دولة، ويستخدمه عشرات الملايين بفضل صفقة مع شركة "سامسونج"، التي تقوم بتحميل التطبيق مسبقًا على أجهزتها.

وتمتلك شركة Axel Springer في الولايات المتحدة حصة أغلبية في موقع "إنسايدر" الإخباري واشترت صحيفة "بوليتيكو" في عام 2021.

وتعرضت الشركة لانتقادات بسبب تشغيل إمبراطوريتها الإخبارية وفقًا للمبادئ المحافظة، ومن بين مواقفها المعروفة دعمها القوي لإسرائيل.

ويعكس نهج Upday انحيازًا واسع النطاق بين عمالقة وسائل الإعلام الغربية، والذي كان موجودًا منذ سنوات، ولكنه تكثف مع عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ففي شبكة MSNBC الإخبارية الأمريكية، تم إيقاف 3 مذيعين مسلمين، واتخذت مؤسسات إخبارية أخرى إجراءات عامة لفرض رقابة على المراسلين المتهمين بانتهاك المبادئ التوجيهية الداخلية أو انتهاك أخلاقيات مهنة الصحافة أو طردهم.

وأوقفت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) 6 صحفيين أثناء التحقيق فيما إذا كانوا قد نشروا منشورات معادية لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي.

واضطرت الشبكة البريطانية أيضًا إلى الاعتذار للمشاهدين بسبب المعلومات المضللة التي تصور الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في المملكة المتحدة على أنها "موالية لحماس".

اقرأ أيضاً

الإعلام الغربي والسلاح النووي.. تركيز على "احتمال" إيراني وتجاهل لـ"واقع" إسرائيلي

المصدر | ذا إنترسبت/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد