أبوظبي في 20 أكتوبر/ وام/ ناقشت ندوة علمية، نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وأكاديمية ربدان، تحديات وفرص ودور مؤتمر الأطراف “ COP28 ” في رسم مسار تحول الطاقة وتمويل المناخ وذلك بمشاركة عدد من الأكاديميين والخبراء.

وأكد المتحدثون، خلال الندوة التي تضمنت ثلاث جلسات عمل وقدمتها آلاء إبراهيم الأخصائية في إدارة المؤتمرات، أهمية تمويل تحول الطاقة في المنطقة لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة المتجددة، لافتين إلى أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة في هذا المجال.

وأوضحوا أن المنطقة تتمتع بالعديد من الفرص في مجال تمويل تحول الطاقة، مثل توفر الموارد الطبيعية اللازمة لطاقة متجددة، ونمو الطلب على الطاقة المتجددة.

ولتمويل تحول الطاقة في المنطقة، أوصت الندوة بضرورة زيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتطوير أدوات وتقنيات جديدة لتمويل المشاريع الخضراء. وأوضح المشاركون أن إنشاء صندوق الخسائر والأضرار يعد خطوة حاسمة لمواجهة آثار تغير المناخ، مشددين على أن تمويل تحول الطاقة يعد أمراً بالغ الأهمية لتحقيق أهداف المنطقة في مجال الطاقة المتجددة، وأنه من خلال مواجهة التحديات واستغلال الفرص، يمكن للمنطقة أن تتحول إلى اقتصاد مستدام.

من جهتها قالت العنود الحوسني الباحثة في "تريندز" ، التي أدارت الجلسة الأولى تحت عنوان “السياق العام لمؤتمر الأطراف "COP28"، إن تغير المناخ والطقس المتطرف في جميع أنحاء العالم يتسببان في حدوث اضطرابات متزايدة عالميا ومحليا، ويؤدي لتهديدات عاجلة، إضافة إلى أضرار اقتصادية واجتماعية، لافتة إلى أن هذا المحور يستكشف السياق الإقليمي والدولي لمؤتمر"COP28".

واستهلت الجلسة بورقة عمل للدكتور سرحات جوبوكتشو أوغلو، الباحث الأول في "تريندز للبحوث والاستشارات"، الذي لفت إلى أن العالم يواجه تحديات في إنشاء صندوق الخسائر والأضرار المناخية، واقترح بعض الحلول المحتملة لإنشاء الصندوق.

بدورها ذكرت جين بو سرحال الباحثة في مكتب "تريندز" في دبي، أن اتفاق باريس حول المناخ يهدف إلى إبقاء ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية دون درجتين مئويتين، ويفضل ألا يزيد على 1.5 درجة مئوية، مشيرة إلى أنه تم إحراز تقدم كبير في قطاع الطاقة المتجددة، لكن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لا تنخفض بالسرعة المطلوبة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.

وتناولت الجلسة الثانية التي أدارتها الباحثة في "تريندز" موزة المرزوقي موضوع "تحول الطاقة واقتصادات إزالة الكربون وأمن الطاقة". وذكر الدكتور فلادو فيودوفا، الأستاذ المساعد في أكاديمية ربدان في ورقة عمل بعنوان "دور المعادن المهمة في الانتقال الطاقي" أن الانتقال الطاقي العالمي، المتمثل في التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، يؤكد الدور الحيوي للمعادن المهمة، مثل الليثيوم والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة، والتي تعد مكونات أساسية لتقنيات، مثل البطاريات، والألواح الشمسية، وطواحين الهواء.

من جانبه قال ستيفن سكاليت المستشار العلمي في "تريندز" إن التحول إلى الطاقة النظيفة يمثل فرصة اقتصادية كبيرة، يمكن أن تؤدي إلى نمو جديد في الاقتصاد، وتوفير فرص عمل جديدة.

من ناحيته قال البروفيسور مارتن سبراغون هيرنانديز، مدير قسم الشراكات البحثية بأكاديمية ربدان إن منطقة الشرق الأوسط، تقوم بإعادة ضبط نموذج نموها؛ ليتماشى مع أهداف الاستدامة العالمية،لافتا إلى أن هذا التحول لا يعد فقط بخفض البصمة الكربونية للمنطقة، ولكنه يمكنها من تحقيق نمو اقتصادي مستدام في عالم خالٍ من الكربون.

وتناولت الجلسة الثالثة، التي أدارها سلطان الربيعي الباحث في "تريندز"، محور تحويل تمويل المناخ وتفعيل الخسائر والأضرار، وأوضح الدكتور محمد حسام حلمي، الأستاذ المساعد في أكاديمية ربدان، في ورقة عمل بعنوان "تطور ومستقبل التمويل المناخي" أن المنطقة تتمتع بالعديد من الفرص في مجال تمويل تحول الطاقة، مثل توفر الموارد الطبيعية اللازمة لطاقة متجددة، ونمو الطلب على الطاقة المتجددة.

وتطرق إلى تطور ومستقبل التمويل المناخي، الذي يلعب دوراً حاسماً في تمكين الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، ومساعدة المجتمعات على التكيف مع آثار تغير المناخ.

بدوره وأوضح نيك غرين، مدير أول للسياسات في الهيئة التنظيمية للخدمات المالية سوق أبوظبي العالمي ADGM في مداخلة بعنوان "تمويل انتقال الطاقة"، أن آليات التمويل المبتكرة لانتقال الطاقة، والاستراتيجيات البديلة لدعم مساعي الطاقة المستدامة، وتعزيز القدرة على الصمود في ظل تغير المناخ.

وسلط الضوء على السبل المالية التي يمكن من خلالها دعم مشاريع الطاقة المتجددة، وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة، وذلك بهدف تسريع وتيرة الانتقال إلى الطاقة النظيفة.

دينا عمر

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة تمویل المناخ تغیر المناخ فی مجال إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقرير: العالم لا يزال على مسار ارتفاع كارثي في ​​درجات الحرارة

وفقا لتقريرين رئيسيين صدرا حديثا، لا يزال العالم على مسار زيادة كارثية في درجات الحرارة بمقدار 2.6 درجة مئوية، حيث لم تقدم البلدان تعهدات مناخية قوية بما فيه الكفاية، في حين وصلت الانبعاثات من الوقود الأحفوري إلى مستويات مرتفعة.

ورغم وعودها، فإن الخطط الجديدة التي قدمتها الحكومات لخفض الانبعاثات لم تفعل الكثير لتجنب الاحتباس الحراري العالمي الخطير للعام الرابع على التوالي، وفقًا لآخر تحديث أصدره برنامج تتبع العمل المناخي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل أخطأ العلماء في حساب معدل الاحترار العالمي؟list 2 of 4دراسة: درجة احترار المحيطات أسوأ مما كان يعتقدlist 3 of 4التقاعس عن مواجهة الاحترار المناخي يتسبب بملايين الوفيات بحسب تقريرlist 4 of 4احترار المحيطات يعطل عمليات تخزين الكربون الحيويةend of list

وحسب التحديث، من المتوقع الآن أن ترتفع درجة حرارة العالم بمقدار 2.6 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول نهاية القرن، وهو الارتفاع نفسه في درجات الحرارة الذي كان متوقعا في العام الماضي، حسب تقرير برامج تتبع العمل المناخي.

ومن شان هذا المستوى من الاحترار أن يخرق بسهولة العتبات المنصوص عليها في اتفاق باريس للمناخ، الذي وافقت عليه الدول عام 2015، كما من شأنه أن يدفع العالم إلى حقبة جديدة كارثية من الطقس المتطرف والصعوبات الشديدة، كما يشير التقرير.

من جهته، خلص تقرير منفصل إلى أن انبعاثات الوقود الأحفوري التي تؤدي إلى أزمة المناخ سترتفع بنحو 1% هذا العام لتصل إلى مستوى قياسي مرتفع، رغم أن معدل الارتفاع انخفض إلى أكثر من النصف في السنوات الأخيرة.

وشهد العقد الماضي ارتفاعا في انبعاثات الفحم والنفط والغاز بنسبة 0.8% سنويًا، مقارنةً بنسبة 2% سنويا خلال العقد الذي سبقه. ويقترب التوسع المتسارع في استخدام الطاقة المتجددة الآن من تلبية الزيادة السنوية في الطلب العالمي على الطاقة، ولكنه لم يتجاوزها بعد.

ويقول بيل هير، الرئيس التنفيذي لشركة "كلايمت أناليتكس" إن "ارتفاع درجة حرارة العالم إلى 2.6 درجة مئوية يعني كارثة عالمية".

ومن المرجح أن يُحدث هذا الارتفاع في درجة الحرارة تحولات كبرى، من شأنها أن تُسبب انهيار الدورة الرئيسية للمحيط الأطلسي، وفقدان الشعاب المرجانية، وتدهورا طويل الأمد للصفائح الجليدية، وتحويل غابات الأمازون المطيرة إلى سافانا.

إعلان

ويعني ذلك نهاية الزراعة في أوروبا، والجفاف وتوقف الرياح الموسمية في آسيا وأفريقيا، والحرارة والرطوبة القاتلة، كما يقول هير.

وارتفعت درجة حرارة العالم فعليا بنحو 1.3 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية بسبب إزالة الغابات وحرق الوقود الأحفوري، وهو الوضع الذي أطلق العنان بالفعل لمظاهر الطقس المتطرف من عواصف أشد ضراوة، وحرائق غابات، وجفاف وكوارث أخرى.

لا يزال الوقود الأحفوري المصدر الرئيسي للطاقة في العالم رغم طفرة مصادر الطاقة النظيفة (أسوشيتد برس)خطط مرتبكة

وبموجب اتفاق باريس، يتعين على البلدان أن تقوم بشكل دوري بوضع خطط مناخية جديدة لما يسمى "المساهمات المحددة وطنيا" لجولة من محادثات المناخ التي تجري حاليا في بيليم بالبرازيل. ولكن حوالي 100 دولة فقط فعلت ذلك، ومن المتوقع أن تكون التخفيضات غير كافية لمعالجة أزمة المناخ.

وفي ظل سيناريو يأخذ في الاعتبار أهداف البلدان المتعلقة بصافي الانبعاثات الصفرية وكذلك المساهمات المحددة وطنيا، فقد ساءت التوقعات قليلا، مع تحرك الاحترار العالمي من 2.1 درجة مئوية إلى 2.2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، وفقا لمؤشر متتبع العمل المناخي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ .

وكان الرئيس دونالد ترامب قد وصف أزمة المناخ بأنها "خدعة"، وحثّ على زيادة التنقيب عن النفط والغاز في الولايات المتحدة وخارجها. وللمرة الأولى، لم ترسل الولايات المتحدة وفدا إلى قمة الأطراف.

وفي حين أن معدل الاحتباس الحراري العالمي لا يزال مرتفعًا بشكل خطير، فقد انخفضت التوقعات منذ اتفاقية باريس، حيث كانت تشير إلى إمكانية أن يبلغ الاحتباس الحراري حوالي 3.6 درجات مئوية بحلول عام 2100.

ويعود هذا الانخفاض إلى الارتفاع الهائل في معدل نشر الطاقة النظيفة وتراجع استخدام الفحم، وهو أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا للبيئة.

ومع ذلك، وجد تقييم أصدره مشروع الكربون العالمي في الوقت نفسه أن الانبعاثات من الوقود الأحفوري ما زالت ضمن توقعات الارتفاع بنحو 1% في عام 2025. وتظهر التحليلات الجديدة أيضا ضعفا مثيرا للقلق في أحواض الكربون الطبيعية على كوكب الأرض.

ويرجح التقرير أن يصل مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى 425 جزءا في المليون بحلول عام 2025، مقارنة بـ 280 جزءًا في المليون في عصر ما قبل الصناعة. وكان من الممكن أن ينخفض ​​بمقدار 8 أجزاء في المليون لو لم تُضعف أحواض الكربون.

ويقول العلماء إن التأثيرات المشتركة للاحتباس الحراري وقطع الأشجار أدت إلى تحويل الغابات الاستوائية في جنوب شرق آسيا وأجزاء كبيرة من أميركا الجنوبية من مصادر إجمالية لثاني أكسيد الكربون إلى مصادر للغاز المسبب لارتفاع درجة حرارة المناخ.

وفي مؤتمر المناخ الـ28 في دبي عام 2023 كان هناك اتفاق عالمي على "الانتقال بعيدا" عن الوقود الأحفوري، لكن القضية دائما ما تكون موضع نزاع في اجتماعات الأمم المتحدة.

وخلال مؤتمر الأطراف الـ30، أعلنت مجموعة الـ77 والصين، التي تمثل نحو 80% من سكان العالم الثلاثاء الماضي دعمها لعملية متفق عليها لدعم انتقال عادل بعيداً عن الوقود الأحفوري، رغم أن بلدانا أخرى، بما في ذلك أستراليا وكندا واليابان والنرويج والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لم تدعم هذه العملية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تحول استراتيجي.. الطاقة الدولية تتراجع عن توقعاتها لمستقبل النفط
  • تقرير: العالم لا يزال على مسار ارتفاع كارثي في ​​درجات الحرارة
  • 5 دول إفريقية تضع قطاع الكهرباء في مصر تحت المجهر
  • جناح سلطنة عُمان يستعرض في قمة المناخ مسار التحول الأخضر
  • تدشين مرحلة جديدة في مسار الطاقة المتجددة بوصول أولى شحنات توربينات لمشروعي "رياح 1 و2"
  • استثمار يُعيد تشكيل مزيج الطاقة في عُمان
  • أوكيو للطاقة البديلة تدشّن مرحلة جديدة في مسار الطاقة المتجددة في سلطنة عُمان
  • تونس والبنك الدولي يوقعان اتفاق تمويل بـ 430 مليون دولار
  • ما تمويل المناخ وكيف يخطط العالم لدفع تكاليفه؟
  • مشروعات نوعية في الطاقة النظيفة