السومرية نيوز- فن وثقافة

تعتبر القضية الفلسطينية إحدى أهم القضايا العربية التي تم تناولها على شكل مسلسلات تلفزيونية، وذلك من أجل الكشف بشكل أكبر ومعمق عن تفاصيل ما يعيشه الشعب الفلسطيني من ظلم ومعاناة، منذ النكبة إلى غاية الآن. وقد تم تسليط الضوء من خلال هذه المسلسلات تارة على معاناة الشعب الفلسطيني، من خلال رصد واقع العائلات التي تعيش تحت القصف بشكل دائم، وتارة أخرى على حركات المقاومة الشعبية، والنضال المستمر من أجل الحرية والاستقلال التام، بعد الاحتلال من طرف دولة الاستعمار إسرائيل.



كما تمكنت بعض هذه الأعمال التي غالباً ما يتم عرضها في الموسم الرمضاني، من رصد واقع الشباب الفلسطيني، ومشاكله الكبيرة في تحقيق ذاته، في ظل الاعتقالات التعسفية المستمرة، والتهجير القسري إلى مخيمات اللاجئين.

نستعرض لكم في هذا التقرير، أبرز المسلسلات العربية، منها الفلسطينية والسورية، التي تم إنتاجها في فترات زمنية مختلفة، وهدفها الأساسي كشف واقع ما يعيشه الشعب الفلسطيني في أرضه.

المسلسل السوري "عز الدين القسام" سنة 1981
يروي المسلسل، الذي تم تصويره عام 1981، قصة ثورة الشيخ السوري المجاهد عز الدين القسام ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني، في فلسطين.

إذ تدور الأحداث في الفترة التي كان فيها الاحتلال البريطاني يستعد لاستلام زمام أمور فلسطين، بعد سقوط الدولة العثمانية إثر الحرب العالمية الأولى، وقدوم القسام من سوريا إلى فلسطين، هارباً من وجه الفرنسيين الذين أصدروا بحقه حكماً بالإعدام.

إذ خلال تلك الفترة، بدأ الشيخ القسام يستنهض المواطنين في فلسطين ويكشف لهم خيوط المؤامرة التي تحاك ضد بلاد العرب والمسلمين عموماً وفلسطين خصوصاً.

وفي عام 1921، تمكن الشيخ من تأسيس خلايا مقاومة ضد الاحتلال البريطاني، والتي خاضت العديد من المعارك والمواجهات في سبيل تحرير الأرض.

وبعد أن كُشف أمره، قامت القوات البريطانية بشن حملة عسكرية واسعة ضده في مدينة يعبد، حيث قضى الشيخ القسام مع معظم أعضاء خليته شهداء.

مسلسل "عز الدين القسام" كان من إنتاج تلفزيون قطر ودائرة الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية، وبطولة أحمد فضة، ومنى واصف، وأديب قدورة، وهاني الروماني، ومن إخراج هيثم حقي، وتأليف أحمد دحبور.

المسلسل السوري "التغريبة الفلسطينية" سنة 2004
يعتبر مسلسل "التغريبة الفلسطينية" واحداً من أهم المسلسلات العربية التي سلطت الضوء بشكل كبير وواضح على القضية الفلسطينية، من خلال التفاصيل التي كشف عنها، والمشاهد الواقعية التي صورها للمشاهد.

وقد تم إنتاج المسلسل في رمضان سنة 2004، وهو من إخراج حاتم علي، وكتابة وليد سيف، وإنتاج سوريا الدولية للإنتاج، فيما عادت أدوار البطولة إلى كل من جمال سليمان، وخالد تاجا، وجولييت عواد، ويارا صبري، وتيم حسن، ونادين سلامة، وباسل خياط، ونسرين طافش، ومكسيم خليل.

وتدور أحداث مسلسل "التغريبة الفلسطينية" حول عائلة فقيرة تعيش بالريف الفلسطيني، في فترة الانتداب البريطاني، والمعاناة التي تعيشها بسبب التضييقات الكبيرة بسبب الاستعمار.

وسوف تتطور الأحداث بين جيد وسيئ مع كل شخصية من الشخصيات، إلى غاية سنة 1936، أي عام الثورة الفلسطينية الكبرى، والهجرة اليهودية، إذ سيصبح الأخ الأكبر في العائلة هو الحاكم والناهي بالقرية التي تعيش فيها الأسرة البسيطة.

لكن مباشرةً بعد النكبة سنة 1947، تتحول حياة العائلة إلى جحيم، بعد أن يجدوا أنفسهم بين العائلات النازحة، التي تعيش في مخيمات للاجئين.

ومع ذلك تستمر الأحداث مع الأحفاد الذين يواصلون المقاومة، وذلك خلال أحداث حرب يونيو/حزيران سنة 1967، لينتهي المسلسل بأحداث مفتوحة، تكشف أن المقاومة باقية ومستمرة.

المسلسل العربي المشترك "الاجتياح" سنة 2007
يسلط مسلسل "الإجتياح" الضوء على عدة أحداث شهدتها الضفة الغربية سنة 2002، بدءاً من الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية، ثم حصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله، وصولاً إلى حصار كنيسة المهد في بيت لحم ومجزرة جنين.

ويبدأ المسلسل من خلال قصة حب بين فتاة إسرائيلية وشاب فلسطيني من المشاركين في عمليات المقاومة، حيث تقوم بتزويده ببعض المعلومات، وذلك لأن أخاها يعمل في جيش الاحتلال.

وإضافة إلى قصة الحب هذه، يركز المسلسل على الواقع الذي يعيشه الشباب الفلسطيني، والمعاناة الدائمة مع قوات الاحتلال، وعمليات الاعتقال التعسفية المستمرة.

المسلسل من إنتاج المركز العربي للإنتاج الإعلامي، وإخراج التونسي شوقي الماجري، وسيناريو رياض سيف، وتم تصويره في مدينة دمشق في سوريا.

وشارك في بطولة المسلسل باقة من الممثلين العرب، من بينهم عباس النوري، وصبا مبارك، ومنذر رياحنة، ونضال نجم، وديما قندلفت، وعبد المنعم عمايري، وكندة علوش، ومكسيم خليل، ونادرة عمران، ونادين تحسين بك.

المسلسل الفلسطيني "الروح" سنة 2014
تم إنتاج مسلسل الروح الفلسطيني من طرف القناة الفضائية "الأقصى"، التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهو من إخراج عمار التلاوي، وبمشاركة ممثلين شباب غير محترفين، بسبب الافتقار إلى إمكانات كبرى داخل قطاع غزة، موقع التصوير.

هذا المسلسل الدرامي، وحسب تصريح المخرج التلاوي، عبارة عن تجسيد لوحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وتأكيد لروح المقاومة في صفوف المواطنين، بكافة الأشكال، ومن كافة الأطياف.

مسلسل الروح| مواقع التواصل
مسلسل الروح| مواقع التواصل
إذ يتم تسليط الضوء على الطرق البسيطة التي تتم بها الاحتياطات الأمنية والمجهودات التي يقوم بها المقاومون خلال عملهم.

إضافة إلى تأكيد ضرورة عدم الوقوع في شباك المحتل في حال وقوع أحد المقاومين رهن الاعتقال، خصوصاً عندما تتم مساومتهم، من أجل إفشاء الأسرار، وإيقاع أفراد أخرى من المقاومين.

المسلسل الفلسطيني "الفدائي" عامي 2016 و2017
يتطرق مسلسل "الفدائي" في جزئه الأول إلى موضوع واقع الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى التهويد الذي تتعرض له الضفة الغربية.

إذ يقرب المسلسل المشاهد من واقع معاناة سكان حارات مدينة الخليل في الضفة الغربية، بسبب مضايقات المستوطنين الإسرائيليين.

إضافة إلى الكشف عن عمليات الاستيلاء التي يقوم بها اليهود على ممتلكات الفلسطينيين، والتجاوزات الكبيرة التي تتم من طرف الاحتلال بشكل علني، والتي تعيق عيش حياة طبيعية.

أما الجزء الثاني، فهو امتداد لأحداث الجزء الأول، الذي يتم فيه تقريب الصورة بشكل أكبر، على مشاهد اعتداءات أخرى على المواطنين الفلسطينيين.

من بين هذه المشاهد تلك التي تكشف الاعتداء على المصلين، والأطفال الصغار من طرف المستوطنين، وصولاً إلى معاناة سكان مدينة القدس.مسلسل "الفدائي" تأليف الكاتب أحمد عبد اللطيف داود وإخراج محمد خليفة وإنتاج شبكة الأقصى الإعلامية، ويشارك في بطولته كل من حسن الخطيب، وسعدي العطار، ووليد أبو جياب، ومحمد العر، وعلي نسمان، وخالد اللهواني، وأحمد كلاب، وكاظم العف، وعبير أبو عتيلة، وكاميليا فاضل، ومادلين أحمد، وناهض أبو عبيد.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی التی تعیش من خلال من طرف

إقرأ أيضاً:

لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء عن مدى استفادة النظام المصري من إطالة أمد الصراع في غزة، العامل الذي يجعله يتراخى في البحث عن سبل حله.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الطبيعة العسكرية العميقة للنظام المصري ظلت قائمة منذ سنة 1952، عند إطاحة جمال عبد الناصر والضباط الأحرار بالملكية البرلمانية.

وأضافت الصحيفة أن هذه الهيمنة العسكرية استمرت في عهد خلفاء ناصر، أنور السادات ثم حسني مبارك، قبل أن تهتز خلال الاضطرابات الثورية بين سنتي 2011 و2013.

وأنهى الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي الفترة الانتقالية وأعاد ترسيخ أسس النظام العسكري الذي تقوم خلاله الدائرة الرئاسية بتوزيع الامتيازات بين الجنرالات، سواء كانوا في الخدمة الفعلية أو "متقاعدين" يشغلون مناصب في القطاع الخاص. في المقابل، تتولى أجهزة المخابرات فرض رقابة شديدة على البلاد والشعب، مع هيمنة جهاز المخابرات العامة، الكيان العسكري المكلف بتنفيذ عمليات داخل مصر وخارجها.

"إيجار" غزة
وأوضحت الصحيفة أنه بمجرد عودته إلى البيت الأبيض؛ قرر دونالد ترامب تعليق جميع أشكال المساعدات الخارجية، باستثناء الدعم المقدم لإسرائيل وكذلك لمصر. ويعود الفضل في استثناء نظام السيسي من القرار إلى بند في معاهدة السلام الموقعة سنة 1979 بين إسرائيل ومصر تحت إشراف الولايات المتحدة يقضي بمنح دعم عسكري سنوي لإسرائيل يناهز حجمه ملياري دولار وثلثي هذا المبلغ لمصر.


وطيلة أكثر من أربعة عقود من الزمن، ظل الجنرالات المصريون يعتبرون أن هذا المبلغ حق مكتسب لهم رافضين تخصيص حتى جزء منه إلى تنمية البلاد. وغالبًا ما يُعاد استثمار هذا المبلغ في شراء المعدات الأمريكية، مما يتيح للقاهرة الحصول على دعم الصناعيين المعنيين في واشنطن الذي يشكلون "مجموعة ضغط".

وتشيد مجموعة الضغط هذه بمساهمة نظام السيسي في الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه في حزيران/ يونيو بعد فوزها في الانتخابات2007. مع استمرار تراجع نفوذ بلاده في الأزمات الإقليمية، من ليبيا والسودان إلى اليمن تزداد العائدات التي يجنيها السيسي من استمرار الحرب في غزة.

ولهذا السبب يبالغ نظام السيسي بشأن أهمية المفاوضات المفترض تنظيمها في القاهرة، سواء بين إسرائيل وحماس أو بين الفصائل الفلسطينية. إن الحوار الفلسطيني الداخلي بشأن تسليم السلطة التي تتقلدها حماس إلى غزة متوقف منذ ستة عشر شهراً، دون الوصول إلى أي صيغة قابلة للتطبيق. في المقابل، المحادثات الجادة الوحيدة بشأن الهدنة في غزة، والتي ترتب عنها إعلان الهدنة الحالية، كانت تحت إشراف قطر.

أرباح كبيرة
وذكرت الصحيفة أن عدم فاعلية أجهزة الدولة المصرية على الرغم من الكفاءات والخبرات التي تمتلكها هو نتيجة تطبيق قرارات سياسية على أعلى مستوى. في الواقع، تسمح الأزمة الفلسطينية بإحياء المشهد الدبلوماسي والإعلامي في القاهرة، التي تراجع دورها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.


بالإضافة إلى ذلك، يوفر الحصار المفروض على غزة فرصًا متعددة للمخابرات العسكرية وعميلها إبراهيم العرجاني، الزعيم البدوي الذي لم يكتفِ فقط بتجنيد ميليشيا كبيرة لدعم الجيش المصري في سيناء، بل يسيطر فعليًا على عمليات الدخول والخروج من قطاع غزة عبر معبر رفح.

وبينت الصحيفة أنه حتى حدوث الهجوم الإسرائيلي على رفح في آيار/مايو 2024، والذي نتج عنه غلق المعبر المصري؛ تمت مطالبة كل فلسطيني يرغب في الفرار من الحرب بدفع مبالغ تصل إلى آلاف الدولارات.  بالإضافة إلى ذلك، فرض العرجاني ومجموعته على الشاحنات المتجهة نحو غزة، دفع ضرائب تناهز عشرات الملايين من الدولارات شهريًا. إلى جانب ذلك، تم إنشاء شركة أمنية باسم "الأقصى"، مكلفة بحماية الشاحنات داخل قطاع غزة، بتكلفة باهظة.

وأوردت الصحيفة أن الهدنة السارية في غزة منذ 19 كانون الثاني/ يناير أدت إلى إعادة الفتح الجزئي لمعبر رفح، مما أعاد تنشيط شبكات التهريب التابعة لإبراهيم العرجاني، حيث تم فرض رسوم تصل إلى عشرين ألف دولار على كل شاحنة تجارية.

وبفضل العلاقة التي تجمعه مع محمود السيسي، نجل الرئيس ونائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية أصبح العرجاني شخصية فوق القانون. بالإضافة إلى ذلك، تتكفل شركته "الأقصى" بتوفير المرتزقة المكلّفين بمراقبة عمليات العبور بين شمال وجنوب قطاع غزة.

وتحرص المخابرات المصرية على عدم التواجد فعليًا داخل قطاع غزة خدمة لمصالحها، بحيث يستفيد نظام السيسي من استمرار تدهور الوضع في غزة، عن طريق مواصلة ابتزاز المدنيين الذين يحاولون المغادرة وفرض الرسوم على الشاحنات التي تدخل القطاع.


وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأن فهم الدوافع العميقة لسياسة النظام المصري في غزة أمر ضروري لتقييم مدى قدرته على التصدي لـ"رؤية" دونالد ترامب، التي تقوم على تهجير سكان قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

مقالات مشابهة

  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • حسين الرواشدة: القضية الفلسطينية قيد التصفية بمخططات الاحتلال وأمريكا.. والعرب حائط صد
  • حسين الرواشدة: القضية الفلسطينية قيد التصفية بمخططات الاحتلال وأمريكا.. والعرب يشكلون حائط صد
  • أحمد موسى: القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى.. وأتمنى خروج القمة العربية بقرارات واضحة ومحددة
  • متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
  • أبوالفتوح: جهود الرئيس لدحض مخطط التهجير ودعم القضية الفلسطينية سيسطرها التاريخ
  • باحث: القضية الفلسطينية تتجه إلى منطقة ضبابية
  • "فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • موسم درامي حافل بأعمال متنوعة.. انطلاق السباق الرمضاني 2025