إسرائيل تواصل الإبادة الجماعية فى غزة.. والعالم يتفرج
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
16500 شهيد ومصاب.. إلغاء بعض العمليات لنفاد المخزون بالقطاع الصحى
الضحايا يفترشون الأرض.. وخروج 4 مستشفيات عن الخدمة
المقاومة تواصل ضرب معاقل الاحتلال.. ونتنياهو يزعم محاربة محور الشر بقيادة إيران
واصلت اليوم إسرائيل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى ضد الشعب الفلسطينى لليوم الثالث عشر على التوالى فى غزة ونفذ طيرانها المسعور عشرات الغارات استهدفت مئات العائلات الفلسطينية خاصة محيط مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين «الأونروا» لجأ إليها نازحون فى حى الأمل بغرب خانيونس، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية قصف المواقع العسكرية ردا على المذابح النازية فى غزة.
وزعم أمس رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أن بلاده تحارب محور الشر بقيادة إيران، فيما واصلت قواته اقتحام الضفة المحتلة واعتقال قادة المقاومة.
أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة، استمرار الاحتلال الإسرائيلي فى ارتكاب المجازر وإبادة العوائل الفلسطينية وتدمير الأحياء السكنية والبنية التحتية، مشيرا إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 4 آلاف شهيد منهم 1524 طفلا و1000 سيدة و120 مسناً، و12500 مصاب منهم 3983 طفلا و3300 سيدة و44 من الطواقم الطبية وإصابة 70 آخرين. وأضاف أن أعداد الشهداء والجرحى تحت الأنقاض يفوق بكثير ما يتم نشره.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة فى مؤتمر صحفى فى مجمع الشفاء الطبى «لا مخزون للأدوية فى كل المستشفيات ونخشى نفادها نهائياً قريباً»، مطالباً المجتمع الدولى بتعجيل إدخال المستلزمات الطبية ومختلف الاحتياجات.
أكد «القدرة» أن الاحتلال أنذر حتى الآن 24 مستشفى بالإخلاء فى غزة بينها مستشفى الشفاء الأكبر فى القطاع. وأشار إلى خروج 4 مستشفيات عن الخدمة بسبب الاستهداف المباشر وهى مستشفيات بيت حانون والدرة والكرامة والعيون الدولى، مشيرا إلى أن مستشفيات قطاع غزة تعانى من ارتفاع نسبة إشغال الأسرة إلى 150% والجرحى والمرضى يفترشون الأرض وممرات الأقسام. وأوضح أن الاحتلال تعمد استهداف 23 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة بعد تدميرها بالكامل. وقامت وزارة الصحة فى غزة بإعادة تخصيص كميات محدودة من الوقود للمستشفيات التى لا تزال متوفرة فى المرافق العامة الأخرى للحيلولة دون إغلاقها بالكامل، بينما دعت الأشخاص الذين لديهم وقود للاستهلاك المحلى إلى التبرع به للمستشفيات.
أكد شهود عيان لـ«الوفد» أن أعداد الشهداء لا تتوقف فيما مسحت عائلات بأكملها من السجلات مطالبين المجتمع الدولى بوقف اطلاق النار تزامنا مع ادخال المساعدات.
وقال الشهود إنه تم نقل معظم جرحى انفجارالمستشفى الأهلى المعمدانى إلى مجمع الشفاء الطبى، وهو أكبر مستشفى فى غزة وقبل المجزرة كان يعمل بما يفوق طاقته بكثير، حيث كان يعالج حوالى ربع المرضى فى غزة. وأوضحوا أنه تم تعليق بعض العمليات الجراحية، بالإضافة إلى العمل فى الظلام والحد من استخدام المصاعد، وسط مخاوف من توقف الإجراءات الحيوية مثل التعقيم وغسيل الكلى.
وقالت الأمم المتحدة، إن العدد الهائل من المصابين جراء غارات إسرائيل المتواصلة على قطاع غزة للأسبوع الثانى تجبر الأطباء على إجراء عمليات جراحية على الأرض وفى القاعات، دون تخدير فى الغالب. وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا»، فى بيان له من أن المستشفيات فى قطاع غزة على حافة الانهيار، ومعظمها يعمل بالحد الأدنى من طاقته.
وقال البيان إن تقديرات الشركاء فى مجموعة الصحة تشير إلى أن معدلات الوفيات فى غزة، باستثناء الضحايا فى سياق الأعمال العدائية، آخذة فى الارتفاع بسبب محدودية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية. وأكد أن ما يثير القلق بشكل خاص حالة ما يقدر بنحو 20 ألف شخص يعانون من أمراض الصحة العقلية؛ وقد انقطعت إمكانية حصولهم على خدمات الصحة العقلية والأدوية، بينما تعرضوا للعنف وسوء المعاملة، واختفوا أثناء الإخلاء.
وأشار البيان إلى مواجهة ما يقدر بنحو 50 ألف امرأة حامل تحديات شديدة فى الحصول على رعاية ما قبل الولادة والأمومة بسبب المخاطر المرتبطة بالحركة، وتوقف المرافق الصحية، ونقص الإمدادات المنقذة للحياة. ويبلغ إنتاج المياه من مصادر المياه الجوفية البلدية أقل من 5% من مستوى ما قبل الأعمال العدائية.
تعرض أحد المخابز الستة المتعاقدة مع برنامج الأغذية العالمى، والذى يوفر الخبز لحوالى 12000 شخص، للقصف وكان المخبز موجوداً فى دير البلح بالمنطقة الوسطى ولم يعد يعمل. وقد لا تتمكن أربعة مخابز أخرى فى أنحاء القطاع من توفير أى خبز بحلول يوم غدٍ بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل الآلات.
والمخابز غير قادرة على العمل بسبب النقص فى المواد الأساسية، وخاصة دقيق القمح، والذى من المتوقع أن ينفد خلال أقل من أسبوع. ولا تعمل سوى واحدة من المطاحن الخمسة فى غزة.
وأدى انقطاع التيار الكهربائى إلى تعطيل الأمن الغذائى من خلال التأثير على التبريد ورى المحاصيل وأجهزة حضانة المحاصيل، وبالتالى الإضرار بسبل العيش المختلفة، بما فى ذلك الدواجن والماشية والأسماك وغيرها من السلع.
وأقام نازحون فلسطينيون، أول معسكر من الخيام فى غزة للإيواء بعد تدمير منازلهم جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي. وجرت إقامة المعسكر من الخيام فى مقر ساحة مركز تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فى مدينة غزة لاستيعاب المئات من النازحين. وتقدر جهات حكومية فى غزة أن أكثر من 15 ألف وحدة سكنية دُمرت أو باتت غير صالحة للسكن منذ بدء الاحتلال الإسرائيلى هجومه على قطاع غزة فى السابع من الشهر الجاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسرائيل حرب الإبادة الجماعية الشعب الفلسطيني غزة الأمم المتحدة الأمم المتحدة قطاع غزة فى غزة
إقرأ أيضاً:
«جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعد المقاومة الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل التحرر واستعادة حقوقه الوطنية.
انطلقت المقاومة بأشكال متعددة عبر العقود الماضية، متأثرة بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى مر بها الشعب الفلسطينى ورغم التحديات العديدة التى واجهتها، لا تزال المقاومة تشكل محوراً أساسياً فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلي.
وفى هذا السياق، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مقالا للكاتب أطار بورات عن استمرار استراتيجية حماس بسبب منطق مشوّه يحتفى بالمعاناة كقوة ويستغل الديناميكيات العالمية لصالحها.
قال بورات إن المنطق فى استراتيجيات الحرب يعتمد بالكامل على نظرية أنه إذا أردت إجبار عدوك على الهزيمة، عليك أن توقع به ثمناً باهظاً بحيث تدفعه للاستسلام ومع ذلك، لا يعمل هذا المنطق مع إسرائيل فى تعاملها مع الفلسطينيين وحماس من وجهة نظر الكاتب.
وأضاف أن هناك عدة أسباب لذلك، لكن السبب الرئيسى هو أن إسرائيل والولايات المتحدة (وجهات دولية أخرى تضغط على إسرائيل) لكى تخلق إطارًا يجعل فكرة المقاومة (المقاومة) بالنسبة للفلسطينيين منطقية بشكل مستمر.
ولكى تنتصر إسرائيل، يجب أن تعيد صياغة قواعد الصراع بحيث تصبح المقاومة غير مجدية، وغير فعالة على المدى الطويل، وبالتالى لا معنى لها فى نظر الفلسطينيين.
جوهر الروح الفلسطينية هو المقاومة الفكرة يمكن تلخيصها فى جملة واحدة: إسرائيل هى الشر المطلق فى العالم، مصدر كل ما هو خاطئ فى العالم، وإجابة الفلسطينى عن سؤال معنى الحياة هى محاربة إسرائيل، والتضحية بالنفس (وبالعائلة) لإلحاق أكبر قدر ممكن من الدمار بإسرائيل.
وتابع "لا يهم إذا ما حسّنت المقاومة حياة الفلسطينيين، لأن فلسفتها تركز على تدمير إسرائيل وإذا تسبب إلحاق الضرر بإسرائيل أيضًا فى إيذاء المجتمع الفلسطيني، فإنه يُعتبر مسعى مرغوبًا.
وقد أكد على هذا المعنى أحد قادة حماس فى خطاب ألقاه بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، قائلاً: "سنواصل السير على درب القادة الشهداء حتى نحقق النصر أو الشهادة، بإذن الله".
ترتكز الروح الفلسطينية على وجود إسرائيل، وتبنى هويتها بالكامل فى معارضة لها باختصار، يحتاج الفكر الفلسطينى إلى وجود إسرائيل لإضفاء معنى على وجوده – كهدف للكراهية وإسقاط كل الشر عليه.
ويدعى الكاتب أن القضية الفلسطينية وفلسفتها،، تشبه ما يمثله الجوكر لباتمان، إذا اختفت إسرائيل غداً، لن يعرف مروجو الفكر الفلسطينى ماذا يفعلون بأنفسهم، تماماً كما يعتمد وجود الجوكر على مواجهة باتمان.
من وجهة النظر الفلسطينية، لا يُعتبر هناك أى خسارة، كل خسارة فى الأرواح خلال المقاومة تُعتبر تضحية من أجل القضية الكبرى، مما يجعل هذه التضحية ليست فقط مقدسة بل أيضًا مدعاة للاحتفال. كلما عانى الفلسطينيون أكثر، كلما أثبتوا مزيدًا من "الصمود" أو الثبات، وكلما زادت المعاناة، زادت الإشادة بهم – حيث تصبح التضحية عملاً بطوليًا.
وبعد وقف إطلاق النار، قدم المروجون الفلسطينيون سكان غزة على أنهم "أمة من الأسود" بعد "نجاتهم من إبادة جماعية".
ويرى الكاتب أن ضمن هذا الإطار الفكري، يصبح من شبه المستحيل ردع الفلسطينيين لأنهم لا يربطون بين الفعل والنتيجة لا يرون الدمار فى غزة، الذى جلبته حماس عليهم، كنتيجة مباشرة لعدوان حماس فى ٧ أكتوبر. والمعاناة التى يتحملونها تُعتبر جزءًا من الثمن الذى يدفعونه مقابل "صمودهم" البطولى فكرة أن "الليل يكون أشد ظلمة قبل الفجر" واضحة فى معظم مقاطع الفيديو الدعائية من غزة فى هذه الأيام لهذا السبب، يرون أنفسهم حقًا كمنتصرين، وليس فقط كوسيلة لحفظ ماء الوجه فى مقاطع الفيديو الدعائية.
وأحد المبادئ الفكرية التى يستند إليها الفلسطينيون هى فكرة "الصبر"، والتى تعنى أنه يمكنك الانتصار على أى خصم إذا لعبت على عامل الوقت وأظهرت تصميمًا أكبر منهم.
قد تعانى أكثر من خصمك، ولكن إذا تمكنت من الصمود لفترة أطول، فستنتصر فى النهاية.
وقد قال بسام نعيم، مسئول آخر فى حماس: "الضربة التى بدأت فى ٧ أكتوبر، والصمود والمقاومة التى تلتها، تثبت أن الشعوب قادرة على امتلاك الوسائل والظروف المناسبة لتحقيق أهدافها العظيمة فى الحرية والاستقلال." يشير هذا إلى إيمانهم بأن المقاومة تحقق مكاسب فعلية.
وقال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس فى خطابه: "سيظل يوم ٧ أكتوبر مصدر فخر لشعبنا ومقاومتنا." وإذا حاولنا رؤية الحرب من المنظور الفلسطيني، فإن سلوكهم المدمر ذاتيًا له منطق خاص بهم. منطق مريض ومشوّه، يجعل إسرائيل دون قصد تضفى عليه طابعًا مقبولاً.بعد أن يتم الحكم على من المقاومة الفلسطينية ، غالبًا ما يلقون خطابًا يُفترض أن يكون متحديًا وبطوليًا قبل دخولهم السجن يصرحون بأنهم يدركون أحيانًا أنهم سيتم الإفراج عنهم فى المستقبل، وأن روح مقاومتهم لم تُكسر رغم سجنهم من قبل إسرائيل وللأسف، هم ليسوا مخطئين فى ذلك.
عندما يتم سجن أحدا منهم ويؤمن دينيًا بأنه سيتم إطلاق سراحه فى صفقة مستقبلية، فهذا يعتمد على قصر نظر إسرائيل وتفكيرها العاطفى المفرط.
والمقاومة الفلسطينية تعلم أن الرهائن سيتم اختطافهم فى المستقبل، مما سيكون بمثابة بطاقة خروجهم من السجن مجانًا.
تحتفل حماس بـ"نصرها" مع حشود فلسطينية تهتف "خيبر يا يهود" لأنهم نجوا من الحرب، ولا تزال حماس مسيطرة. ولا يمكننا السماح للمنطق المشوّه للمقاومة أن يكون مقبولًا للفلسطينيين إذا رأوا أن هذه الاستراتيجية تحقق نتائج – إطلاق سراح الإرهابيين، واستعداد إسرائيل للتخلى عن هدفها فى القضاء على حماس فقط من أجل إطلاق سراح بعض الرهائن – فإنهم سيستمرون فى طريق المقاومة.
وحماس حققت مكاسب سياسية فى غزة والضفة الغربية بما فى ذلك تحقيق إطلاق سراح المعتقلين من جميع الفصائل كجزء من الصفقة.