تحرك الأردن ومصر.. السيسي وعبدالله يضعان خطوط حمراء توقف خطة توسع إسرائيل
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس الخميس، للتأكيد موقف الأردن ومصر الموحد الرافض لسياسة العقاب الجماعي، من حصار وتجويع وتهجير للفلسطينين في غزة، مشددين على أن أية محاولات للتهجير القسري إلى الأردن أو مصر مرفوض.
وشدد الزعميان خلال القمة المصرية الأردنية، أمس بالقاهرة، على ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين ورفع الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، مؤكدين أن عدم توقف الحرب واتساعها وانتشار آثار سينقل المنطقة إلى منزلق خطير ينذر بالتسبب في دهول الإقليم بكارثة تخشي عواقبها.
وتم التأكيد على الموقف الثابت للبلدين تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة نيل الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة وقيام دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأيضا التأكيد على إدامة التنسيق الوثيق والتشاور بين البلدين الشقيقين إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالحهما ويخدم القضايا العربية.
وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية الأردني، خالد شنيكات، إن هناك من البداية تنسيق أردني مصري مستمر منذ تولي الرئيس السيسي السلطة وتعاون وثيق بينهم، موضحا أن العلاقات الأردنية المصرية متطورة جدا، وهناك العديد من الزيارات المتبادلة ويبدو أن هناك فهم مشترك لكلا الطرفين فيما يتعلق بالمصالح العربية للدولتين والعمل العربي المشترك.
وأضاف شنيكات، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه لا يوجد اختلاف بين الجانب المصري والجانب الأردني واحداث غزة اثبتت ذلك، فهذه القمة تأتي في خصم التطورات في قطاع غزة والذي يسمع لـ تصريحات من القيادة المصرية والاردنية يكتشف ان كلا الطرفين يأخذوا من نفس المنبع فتصريحاتهم متشابه ومحددين اخطار هذه الحرب وعالمين الي اين تتجه.
واستطرد: لذلك وقفوا بقوة وأدنوا العملية وكذلك تحدثوا عن خطوة التهجير والعقاب الجماعي وهي قضايا أساسية متفق عليها من الجانب المصري والجانب الأردني.
وواصل: كلا الدولتين يخشون من التهجير ويرفضون سياسية العقاب الجماعي ويدعوا الي تأسيس دولة فلسطينية وعصمتها القدس كحل القضية وأي حلول أخرى لا تفيد، فكلا الدولتين يسعون بكل قوة الي ادخال المساعدات الإنسانية الي غزة، وكلا الدولتين يتواصلان مع المجتمع الدولي لإصال هذه الرسالة وينظرون للحرب قد تكون حرب شاملة تؤدي الي نزع الاستقرار الي المنطقة.
وأضاف شنيكات أن هذه القمة هي اختبار ناجح للتعاون المصري الأردني ويثبت هذا التعاون ويزداد في ظروف الازمات التي تحصل كالحرب على غزة، مؤكدا أن كلا الدولتين يرون الحرب على غزة خطورة على الأمن القومي لهم خشيا كما تحدث عنه الرئيس السيسي عن تصفية القضية الفلسطينية لان التهجير يدعوا الي ذلك.
القادة يتحدثان بلغة واحدةولفت أن ذلك نفس تصريح عبد لله الثاني بان هناك خطورة بتصفية القضية الفلسطينية وان التهجير قد يكون مؤذي للأمن القومي الوطني الأردني لذلك الطرف المصري والأردني يدركان للخطورة لهذه الحرب وعبران عن ذلك بوضوح.
واختتم: قادة مصر والأردن يتحدثان بلغة واحدة مع المجتمع الدولي في هذا الموضوع ويكونان سدا منيعا في مانع أي محاولة للتهجير باتجاه حدودهما.
يعكس لقاء الرئيس السيسي والعاهل الأردني أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين وحرصهما على تعزيز التعاون المشترك في ظل التحديات الإقليمية والدولية الحالية ومن المتوقع أن يؤدي هذا اللقاء إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتوطيد التعاون بين مصر والأردن في المستقبل.
تجدر الإشارة إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قدم مؤخرًا جهودًا حثيثة في التوسط لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وخاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وقد أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لجهود الملك الأردني في هذا الصدد، وأكد على أهمية التعاون المشترك بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وتأتي القمة في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن أن نظيره عبد الفتاح السيسي وافق على فتح معبر رفح الحدودي مع غزة للسماح بإدخال دفعة أولى من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وقال بايدن للصحافيين بعد اتصاله هاتفيا بالرئيس السيسي من على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من زيارة لإسرائيل، “إن السيسي وافق على السماح بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة كبداية”.
وشدد الرئيس الأمريكي على أهمية دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدا للصحافيين أنه كان “صريحا جدا مع الإسرائيليين” في ما يتعلق بهذا الموضوع.
وكانت القيادة المصرية قد رفضت تخصيص معبر رفح لعبور الأجانب فقط، وطالبت بتسهيل وصول وعبور المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، حيث طالبت واشنطن السلطات المصرية بفتح المعبر للسماح لحملة جوازات السفر الأجنبية، وبخاصة الأمريكية، من مغادرة القطاع.
وكان من المقرر أن يتوجه بايدن من إسرائيل إلى الأردن الأربعاء لعقد قمة رباعية مع العاهل الأردني والرئيسين المصري والفلسطيني لكن هذه القمة ألغيت بعد قصف طال مستشفى في غزة وأثار غضبا عارما في العديد من الدول.
وجاءت القمة المصرية الأردنية في سياق تطورات المنطقة وما ترتب عليها من تأثيرات على القضايا الإقليمية والدولية، وتهدف القمة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والأردن في مختلف المجالات، وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصةً فيما يتعلق بالأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، استقل أمس الخميس، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، في مطار القاهرة الدولي، وذلك في مستهل زيارة رسمية لمصر، وصافح الرئيس السيسي الوفد المرافق لملك الأردن، ثم اصطحبه إلى قاعة كبار الزوار بمطار القاهرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس السيسي العاهل الأردني العلاقات المصرية الاردنية العلاقات الاردنية المصرية القضية الفلسطينية الشرق الاوسط جو بايدن غزة معبر رفح إسرائيل الأردن ومصر الرئیس السیسی والعاهل الأردنی القمة المصریة الأردنیة المساعدات الإنسانیة القضیة الفلسطینیة العاهل الأردنی
إقرأ أيضاً:
جيهان عبد السلام: الرئيس السيسي وضع ملف القارة الإفريقية في مقدمة اهتماماته
قالت د.جيهان عبد السلام الأستاذ المساعد بقسم السياسة والاقتصاد بكلية الدراسات الإفريقية، إن العلاقات الاقتصادية بين مصر وإفريقيا لم تتوقف تمامًا في أي وقت، لكنها شهدت فترات نمو وتراجع إلى أن عادت للازدهار مرة أخرى مع تولي الرئيس السيسي الحكم، حيث وضع ملف القارة الإفريقية في مقدمة اهتماماته ودعا لتنظيم عدد من المنتديات الاقتصادية الإفريقية على أرض مصر في 2018و2019، كما استضافت مصر معرض التجارة الإفريقية البينية وتولت أيضا رئاسة الاتحاد الإفريقي، وتواجدت بقوة في الدول الإفريقية من خلال زيارات الرئيس المتتالية للعديد من دول القارة السمراء.
وأشارت جيهان عبد السلام، في حديثها لبرنامج «الاقتصاد والناس» إلى أن القارة بدأت تعي مبكرا أهمية التعاون فيما بينها فقامت بإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت إلى الاتحاد الإفريقي، كما نظمت 8 تكتلات اقتصادية مثل الكوميسا والايكواس وغيرها بهدف توحيد العلاقات الاقتصادية التجارية بين دول القارة من خلال تخفيض التعريفة الجمركية حتى الوصول إلى نسبة 0% جمارك مما يقلل من تكاليف الصناعة ويحسن من التجارة البينية، وصولا للتوحيد الجمركي الذي يعني تعامل دول القارة ككيان واحد مع كافة دول العالم بتعريفة جمركية موحدة تمهيدا للوصول لمرحلة أكبر وهى حرية انتقال الأفراد بين الدول الإفريقية، لافتًة إلى محاولات القوى العالمية والمؤسسات الدولية الاستحواذ على خيرات القارة من خلال القروض أو برامج الإصلاح الاقتصادي التي اندفعت خلفها بعض الدول حتى اتضحت الصورة الحقيقية لتلك البرامج التي تهدف إلى إغراق القارة في الديون والأزمات لنهب خيراتها.
وأضافت أن مصر حققت طفرة في عدة مجالات تسعى إليها إفريقيا بقوة في أجندة 2063 مثل التحول الرقمي والبنية التحتية والتشييد والبناء والنمو الأخضر وغيرها من المجالات بما يوفر بيئة خصبة للتعاون في هذه المجالات حيث تملك القارة30% من الاحتياطي العالمي لأثمن المعادن و65% من الأراضي الصالحة للزراعة، كما تستطيع إنتاج 49% من الطاقة المتجددة على مستوى العالم، مؤكدًة أن مصر تلعب دورا فعليا في بعض القطاعات مثل التصنيع الغذائي حيث تمتلك مصر 21 مزرعة نموذجية مشتركة بين بعض الدول الإفريقية خاصة دول شرق إفريقيا، كما تسعى مصر إلى التعاون مع القارة في مجال الطاقة المتجددة وهو القطاع الأكثر أهمية في ظل التغيرات المناخية التي تهدد العالم حيث تمتلك مصر الخبرة اللازمة في مجال التحول الأخضر.
يُعرض برنامج «الاقتصاد والناس» على شاشة القناة الثانية، تقديم محمد البيطار.
اقرأ أيضاًالطاقة الدولية: مصر ثاني أكبر منتج للطاقة الشمسية في إفريقيا
زيلينسكي يزور جنوب إفريقيا الشهر المقبل لتعزيز الدعم الدولي لأوكرانيا
افتتاح مقر وكالة الفضاء الإفريقية بالقاهرة.. مصر تستضيف مؤتمر نيو سبيس إفريقيا 2025