بوابة الفجر:
2024-11-24@17:24:02 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: توعدنى بسنين وأيام !!

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT


 

يسوقنى الحظ دائمًا أن أحضر مناسبة من مناسبات الأفراح ويُفْرَضْ على أن أبقى فى مكانى ضمن المدعوين حينما يقف مغنى شاب مهما كان إسمه فكلهم أو جميعهم بالنسبة لى سواء!!.
فلا يمكن أن أفرق بين ما يؤديه "عمرو" عن "زيد" !! والمقصود هنا كل المؤديين وليس عمرو دياب أوغيره !!
وتحدثت مع زميلى المجاور لى على طاولة العشاء فى هذه الدعوة الكريمة وسألته هل تستطيع أن تحفظ إسم أغنية أو مقطع مما يؤدى الآن من أشهر مطربى هذا الزمن !!وكانت الإجابة قاطعة لا !!
ورغم أن زميلى هذا يصغرنى بأكثر من عشرون عامًا على ما يبدو، إلا أنه إستكمل حديثه قائلًا أخر الأغانى التى إهتممت بكلماتها وشبه حفظها أغنية "من غير ليه" للمرحوم الموسيقار "محمد عبد الوهاب".


ورأيت أن أقرأ قليلا وأكتب لكم اليوم عن أعظم مؤدية فى حقل الغناء المصرى والعربى سيدة هذا العالم السيدة أم كلثوم (رحمها الله رحمة واسعة).
حيث كان يقف إلى جانب صوت أم كلثوم نطقها وإلقائها وإخراجها للأغنية حيث تميزت (الله يرحمها) بدقة النطق للحروف العربية حيث أكتسبت ذلك فى سن مبكرة حينما حفظت القرأن الكريم فجودت نطقها وقومت لسانها وسلمت مخارج الحروف وأكسبتها خواصها من حيث الِشدَّة والرخاوة والإفتتاح والتكرير إلى أخر هذا الفن الرقيق، كما قالت عنها المرحومة الأستاذة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد (رحمها الله رحمة واسعة).
ولن أبالغ حينما أقول بأن السيدة أم كلثوم كانت دائمًا مضيفة لشيىء من نفسها أو من ذاتها لأى أغنية لها كلماتها ولها ملحنها ولكن حينما كانت تؤديها فهى تخرجها من أعماقها بما أحسسته حينما إختارت الكلمات وتدربت على اللحن.

ولعل فى وصف أداء أم كلثوم لأغانيها لم أجد سوى المرحومة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد تحلل فى أداء أم كلثوم لأغنية (أنا فى إنتظارك).
عايزة أعرف لتكون غضبان... أو شاغل قلبك إنسان.
أرق ما يكون إستعطافها فى هذا البيت وحينما تزيد وتعيد فى ترتيبه ويحلو ويرق وتسمعه عشرات المرات بصور إبداعية إنسانية مختلفة ثم البيت الأخر.
توعدنى بسنين وأيام... وتجينى بحجج وكلام، وتعيد وتكرر ونحب وننتظر وتقول الله!!

رحم الله كل متقن فى عمله، وأطال الله فى عمر من هم على نسقه بيننا !! 
ولا أشك لحظة بأن مصر (ولادة) وسوف يأتى فى زمن قادم أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وأفذاذ أخرين وإن لم يكن فى عمرنا فالغد لناظره قريب !!

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

حسين خوجلي يكتب: معزوفة درويش كئيب على أطلال الجزيرة

من مرويات الصحابة التي تدعو للتأمل والتدبر والاعتبار حكاية وقوف سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه (أبو تراب) على تراب المقابر وحياها قائلا:

السلام عليكم يا أهل المقابر أما أموالكم فقد قسمت، وأما بيوتكم فقد سكنت، وأما أزواجكم فقد تزوجن غيركم هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم ؟
ثم سكت قليلاً وقال:
أما والله لو شاء الله لهم أن يتكلموا لقالوا:
إن خير الزّاد التقوى.

لقد ذكرتني هذه الحكاية الموحية حالنا في الجزيرة المنكوبة الجريحة المستباحة شمالا وجنوبا شرقا وغربا حواضرا وقرى. وفي ظني أن حال القرى المنهوبة المهجرة المغتصبة تماثل حال المقابر إن لم تكن المقابر أشد سلامة منها وطمأنينة.

فلعمري لو مر ود تكتوك هذا العصر بمخيمات النازحين واللاجئين من هذه القرى التي كانت حتى بالأمس تضج بالحياة والأمل والإشراق، وقد أمسى ساكنوها الآن في عراء الله يتامى وأرامل، وفي أطراف المدن حفاة وعراة وحزانى يتكففون الزاد والأمن والخيمة والأسبرين لمداواة جراح الجسد وجراح الروح.

ولكأني بصوت الرجل يرتفع عالياً حتى يتردد صداه في الأعالي والبطاح: (يا أهل الجزيرة إن الأموال قد نُهبت وإن الأعراض قد أُهينت وإن العزة والشرف القديم قد مرغ بالتراب)
وإن بقي في الرسالة بقية فهي للجيش وللشعب وللمقاومة وللمستنفرين والفدائيين، ختام ما قاله الشيخ فرح:

يا هؤلاء “ابحثوا عن مهمة أخرى” غير استعادة مدن وقرى الجزيرة، فماذا يفعل الناس ببقايا الأشياء وأطلال المساكن؟ ابحثوا عن مهمة أخرى فإن دخول القرى والمدن بعد أن أخليت تماماً من كل شيٍ حتى مواقد الطعام وسرائر الأطفال وباقي الدين والعجين، هي ضرب من العبث واللامعقول.

“ابحثوا عن مهمة أخرى” لن يصفق الشعب لانتصارات وهمية في أمكنةٍ خلاء، وقرى مهجورة، وملايين من الحيارى فقدوا كل شئ، نعم كل شئ حتى بقية الدموع في قاع الأعين، وبقية النشيج في قاع الصدور.

نعم “ابحثوا عن مهمة أخرى” فإن الشئ الوحيد الذي بقي هو ذاك (الهوى) المهشم على قارعة الطريق، والهواء الآسن والمعفر برائحة الجثث والإثم وقهقهات القتلة واللصوص.
كل شئٍ هناك ساكن، صامت إلا نحيب العاصفة الممزوج بأسى الأطلال ونزيف الغناء القديم.
كل شئٍ مضى نازحاً إلا زامر الحي الدرويش فقد ظل وحيداً يردد معزوفته في أسىً بصوته الذبيح ونفسه المتلاشية:
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى
اسقني واشرب على (أطلاله)
واروِ عني طالما (الدمع روى)
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطا من ندامى حلم
هم تواروا أبداً وهو انطوى

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 24 لاعباً في قائمة النصر للقاء دهوك
  • أحمد عبد القوي يكتب: عزيزي الصحفي.. موبايلك قد يكون بوابة اختراقك
  • د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"
  • أحمد يحيى يكتب عن التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب: إنجازات وتحديات مستقبلية
  • عبد الله بوصوف يكتب..النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: الشهادتان
  • حسين فهمي: اتفرجت على فيلم «العار» بعد عرضه بسنين.. فيديو
  • الدكتورة غادة عبدالبارى قائما بأعمال نائب رئيس جامعة القاهرة
  • حسين خوجلي يكتب: معزوفة درويش كئيب على أطلال الجزيرة
  • د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!