طبول الحرب الشاملة تُقرع... إلى متى سيبقى حزب الله خارجها؟
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
كان المطلوب من الدول الغربية والعربية أن تعمل لوقف الحرب الدائرة في غزة، والمرجّحة أن تنتقل إلى لبنان، بدلًا من دعوة رعاياها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية. فهذا الإجراء أقلق اللبنانيين أكثر من قلقهم على المصير في حال اندلاع الحرب وأكثر من خوفهم من هذه الحرب بحدّ ذاتها، لأن ما يعيشه هؤلاء هو أسوأ ممّا يمكن أن تحدثه أي حرب، من أي نوع كانت، خصوصًا أنهم خاضوا في سنواتهم الماضية أبشع أنواع الحروب، التي لم تنجح في زعزعة إيمانهم بوطنهم، الذي ترخص أمام عزّته ومناعته وسيادته ووحدته كل أنواع التضحيات.
أمّا أن تلجأ هذه الدول إلى دعوة رعاياها لمغادرة لبنان فهذا يعني أنها قد تخّلت عمّا يرمز إليه هذا البلد الصغير، الذي لم يرَ فيه القديس البابا الراحل يوحنا بولس الثاني سوى رسالة حضارية إلى العالم أجمع. وهذا يعني أيضًا أن لبنان سيُترك يواجه مصيره لوحده، من دون أن يجد من يقف إلى جانبه ويناصره على أعدائه، وهم كثر على ما يبدو. فالولايات المتحدة الأميركية المنحازة أساسًا إلى إسرائيل قد أعطتها الضوء الأخضر، كما يُقال، لاقتحام غزّة برًّا، الأمر الذي سيحرّك حتمًا جبهة الجنوب اللبناني، إذ أن "حزب الله"، لن يقف مكتوف الأيدي، وهو سيتدّخل حتمًا في حرب يعرف الجميع أن تداعياتها ستكون كارثية على الجميع. وهذا ما يعرفه الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أعطى إسرائيل بزيارته لها جرعة دعم غير مسبوقة. وهذا الدعم الأميركي سيقابله حتمًا دعم غير محدود من قِبل إيران لـ "حزب الله" ولحركة "حماس". وهكذا تُدار الحرب الدائرة في فلسطين والمتوقعة في لبنان من واشنطن وطهران، بعد أن تكون كل الخطوط الحمراء قد سقطت، الواحد تلو الآخر، وبعد أن تكون "قواعد الاشتباك"، التي لا تزال هي الحدث في الجنوب اللبناني وفي الشمال الإسرائيلي، على رغم أن أعداد الشهداء من جانب "حزب الله"، والقتلى من الجانب الإسرائيلي، إلى تزايد يومي، الأمر الذي يقود الجميع إلى منطق الانخراط الاجباري في حرب غير تلك الاستنزافية، خصوصًا أن أبواب المواجهة على الجبهة الجنوبية مفتوحة على كل الاحتمالات، خصوصًا أن المسؤولين الكبار في "حزب الله" يعدون بمفاجآت قد لا تخطر على بال العدو، الذي يبدو أنه متهيّب من مغامرة فتح أبواب جحيم المعركة الجنوبية على نفسه، في الوقت الذي يتعاظم فيه الدعم الشعبي لفلسطينيي غزة. ولأن "حزب الله" لا يزال يتبع أسلوب إبقاء العدو على أعصابه، فإن ما يُسأل عنه يبقى في إطار الأسئلة الطبيعية التي يجب أن تُسأل، وهو إلى متى سيبقى هذا النهج المتبع ساري المفعول إلى أجل غير مسمّى، وهل ينتظر أسوأ مما يحصل في غزة بعد مجزرة مستشفى المعمداني؟ ففتح جبهة جديدة بموازاة ما يحصل في غزة ليست "مزحة"، لأن نتائجها ستكون كارثية على كل من لبنان وإسرائيل. فالجانبان يعلمان علم اليقين ثمن أي مغامرة من هذا النوع. وإذا كان الأمر مربوطًا بالغزو البرّي لغزة، الذي يتوعد به العدو أهلها، فإن إسرائيل لم تعد في حاجة إليه بعدما حوّلت قذائفها المدمّرة أغلب منازلها ومدارسها ومستشفياتها أنقاضًا، مع استمرار الحصار المفروض عليها، الأمر الذي يستحيل العيش في هذا القطاع بعد كل هذا الدمار، وهو يُعتبر من بين المساحات الأصغر في العالم، الذي فيه اكتظاظ سكاني يفوق المعدّل العام المسموح به لعيش كريم بعشرات المرّات. فإلى متى سيستمرّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ملتزمًا الصمت، وهل هذا من بين المفاجآت، التي يخفيها، والتي تُعتبر جزءًا لا يُجزّأ من سرّ قوة "حزب الله"، وهو ليس في وارد إعطاء العدو ذريعة لتنفيذ ما يُخطّط له.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
عاجل.. الرئيس الأوكراني يعلن بدء الحرب العالمية الثالثة بسبب هذا الأمر
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريح مفاجئ، إن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل، مضيفًا أن أوكرانيا مستعدة للمسار الدبلوماسي لإنهاء الحرب والتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حال لزم الأمر، بحسب «القاهرة الإخبارية».
وقال «زيلينسكي» إن سحب الدعم قد يؤدي إلى انتصار روسي وحرب عالمية ثالثة، وأعرب زيلينسكي عن أمله في أن يتفهم الرئيس الأمريكي الحاجة إلى مزيد من الدعم لأوكرانيا، وذلك خلال لقاء له مع الإعلامي الشهير بيرس مورجان.
كما أعرب عن أمله في أن يصل الرئيس الأمريكي عند تحليل الوضع إلى استنتاج مفاده أن دعم أوكرانيا ضروري، مضيفًا: «أعتقد حقا أن الرئيس ترامب، عندما يسأل نفسه هذه الأسئلة، فإنه يجد الإجابات التي تحتاجها أوكرانيا للحصول على الدعم».
سبب عدم حضور الرئيس الأوكراني حفل تنصيب «ترامب»وأوضح سبب عدم حضوره حفل تنصيب «ترامب» قائلًا: «رفضت دعوته لحضور حفل التنصيب لأنه لم يتمكن من مقابلته شخصيًا بسبب عدم توفر وقت له، ودعاني بشكل عام لحضور مراسم التنصيب».
وأكد أنه في وقت التنصيب كان لترامب أجندته الخاصة، وربما يكون هذا أحد أهم أيام حياته وحياة الشعب الأمريكي، وأعتقد أنه لم يكن مناسبًا جدًا لي أن آتي.
وعلق «زيلينسكي» على اهتمام الرئيس الأمريكي بالمعادن الأرضية النفسية في كييف، وقال إن أوكرانيا منفتحة على الاستثمار من جانب واشنطن.
45 ألف قتيلوأوضح الرئيس الأوكراني، في بيان أن عدد قتلى الحرب الأوكرانية تجاوز 45 ألف قتيل و390 ألف جريح.