المشهد اليمني:
2024-09-30@09:58:28 GMT

شوارد عن الرحلة من الحجر إلى الصاروخ

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

شوارد عن الرحلة من الحجر إلى الصاروخ

ما يحدث على الأرض الجريحة فلسطين من تطورات بدءً من "طوفان الأقصى" وما تبعها من جنون صهيوني يمكن النظر إليه من الجانب المشرق رغم ما يبدو ظاهراً من ظلمةٍ وسوادٍ كالح ، وأقصد بذلك أن تحليل الأحداث والنتائج - على الأقل حتى الأن - ينبئ عن واقع جديد تفرضه المقاومة الفلسطينية سيشكل بالتأكيد فرقاً ويصنع إنجازاً لصالح القضية الفلسطينية بشكلٍ عام ، وهذا الواقع الجديد الذي أعنيه تبدو ملامحه ظاهرة وأهمها التحول العسكري الاستراتيجي الذي ظهر للعيان لأول مرة عبر القدرة على إرباك العدو الصهيوني عسكرياً واستخباراتياً رغم امتلاكه لكافة مقومات وإمكانات التفوق العسكري واللوجستي والبشري ، وهذا الإرباك لم يكن عفوياً أو جاء كقرار موقفي بل كان مخططاً ومدروساً بعناية ، وهذا معناه القدرة على تنفيذ نسخ أخرى منه أكثر تطوراً وتأثيراً .

طوال العقود الماضية ظلت قضية تحرير فلسطين حاضرة بقوة لدى أبنائها بالمرتبة الأولى ، ولدى الشعوب العربية التي تؤمن أن هذه المهمة تخص الجميع ولا تنحصر على شعب بعينه كما تسوّق دوائر القرار الغربية والإسرائيلية والتي تسعى للاستفرارد بالفلسطينيين وتصفية قضيتهم بعيداً عن محيطهم العربي والإسلامي ، وتبني على هذه التدليسات في محاولاتها لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية ، ورغم نجاحها في تحقيق هذا الحلم على مستوى أصحاب القرار في كثير من الدول العربية لكن الفشل الذريع كان ملازماً لها مع الشعوب التي تفصلها فجوة كبيرة عن دوائر القرار الرسمية في بلدانها وخاصة في النظر إلى هذه القضية .

اجزم أن هذا الحضور للقضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية والإسلامية والتمسك بعدالتها ومسؤولية الجميع عنها شكّل دافعاً وحافزاً مهما لدى أصحاب الأرض الذين خاضوا معركة طويلة تمتد منذ نكبة 1948م مروراً بنكسة 1967م وماتلاها من مسلسل طويل من الخيانات تحت لافتات مختلفة قد تبدو براقة لكنها في المحصلة كلها تصب في تأصيل الاحتلال والتعامل معه كأمر واقع حتمي ، وإنهاء الوجود العربي في فلسطين ، لكن كل هذا النهج المركّز لم ينجح في محو القضية لدى أصحاب الأرض والحق الذين دفعوا الضريبة الأكبر في التاريخ القديم والحديث ، ومن اللافت أن "الحجارة" كانت هي وسيلة الدفاع الوحيدة التي تمكنوا من استخدامها بعد أن تخلى عنهم القريب والبعيد .

استمر أصحاب الحق والأرض بحمل القضية ولسان حالهم : "ليس المهم بماذا لكن المهم أن تقاوم ... وإن قتلوك ، أو هجّروك ، أو سجنوك ، أو هدموا منزلك ، وإن عدمت الحيلة فارمهم بالحجارة.." وأضحت ثورة الحجارة التي يقابلها الرصاص الحي حاضرة في كل أرجاء فلسطين وتحوّلت إلى تراث وثقافة وأدب وفن ، وصار المقلاع رمزاً وطنياً ، ورامي الحجارة بطلاً شعبياً ، ورغم أن هذا الفعل المقاوم لا يمثل عسكرياً وميدانياً أي جدوى لكنه نجح في حفظ فضيلة المقاومة ونبذ رذيلة الاستسلام ، وتشكيل أرضية شعبية رافضة لوجود المحتل ، ثم تطورت وتمحورت لاحقاً وبشكل متدرج إلى عمل مقاوم منظم ومدرب يعتمد على فنون حربية وقتالية وأسلحة متطورة حديثة صحيح لم تعد الحجارة احدها لكنها شكلت الأساس الذي عليه اتكأ المقاومون في حفظ القضية وبقائها حاضرة متجددة على مدى خمسة وسبعون عاماً .

اقرأ أيضاً حذف ”سيناء” المصرية من خرائط قوقل.. وغضب كبير في مصر ”صور” إيلون ماسك يناقش إيقاف منصة X (تويتر) وحظرها في أوروبا بسبب التضييق على المحتوى الفلسطيني أمريكا تغيث إسرائيل بدفعات جيب عسكرية عوضا عن التي دمرتها كتائب القسام صباح السابع من أكتوبر ”فيديو” تركيا تتدخل وتنشر الفيديو الأصلي الذي يؤكد قصف إسرائيل للمستشفى المعمداني في قطاع غزة ”شاهد” تصريحات مفاجئة للرئيس الأمريكي بايدن يتهم فيها حماس والرئيس الروسي ”بوتين” بالشراكة! انفجار قوي يهز تل أبيب وإسرائيل تخلي سفاراتها في تركيا و دول عربية وتعزيزات نحو حدود الأردن عاجل.. الخبير العسكري الدويري: حزب الله وراء الهجوم الصاروخي من اليمن باتجاه المدمرة الأمريكية عاجل.. الإعلام العبري: التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن صواريخ الحوثيين كانت متجهة لإسرائيل فيديو وحشي.. شاهد لحظة استشهاد الطفل طه محاميد وإصابة والده بنيران الاحتلال الإسرائيلي برلماني مصري ينتفض وسط البرلمان ويدعو للحرب على إسرائيل وإسقاط اتفاقيات السلام ورد الاعتبار للمقاومة ”فيديو” ‏ماذا بعد الإجتياح؟ أبو عبيدة القسام: لن تستطيع قوة في العالم أن تقضي على قوتنا وندعو أحرار العالم للنفير والاحتشاد

اليوم تتغير المعادلة كلياً وتصبح الصواريخ وما في حكمها هي سلاح المقاومين بالإضافة إلى تكتيكات عسكرية قادرة على تحقيق تفوق ميداني ، ولعلي أجزم أن عملية "طوفان الأقصى" كانت عملية تدريبية أو استطلاعية لاغير ، وأن ما يعد أكبر بكثير مما تم تنفيذه ، وهذا ما تدركه اسرائيل جيداً فتتهرب من المغامرة البرية إلى القصف الانتقامي ، وتكسب المزيد من الوقت في انتظار أي وساطات وتدخلات تحت لافتة الوضع الانساني تحفظ لها ماء وجهها الذي انسكب على أيدي جيل عَبَر الرحلة الطويلة الصعبة من الحجر إلى الصاروخ ، وفي مسيره هذا تمكن من صنع معادلة ردع جديدة في جعبتها الكثير من المفاجآت الغير متوقعة .

رغم الوجع فما يحدث يبعث الأمل ، والقادم سيكون أجمل ، وكل الدماء التي تُسكب اليوم ستزهرُ حريةً وتحرراً ، وفي الخلاصة فمن تمسك بقضيته وذاد عنها بالمقلاع والحجر بيده اليوم صواريخ ومسيرات وخطط وتكتيكات ومفاجآت وقادر على تحديد ساعة الصفر متى ما شاء ، وتلك ميّزة اصحابها منتصرون .

دمتم سالمين .

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

محضرا ضبط بحقّ أصحاب مستودعات في صيدا

جال مراقبو مصلحة الاقتصاد في الجنوب على مستودعات الفرش بمؤزارة عناصر من مديرية مخابرات الجنوب، وذلك  في مدينة صيدا السرايا - البلد القديمة -الميرة - المدينة الصناعية وحارة صيدا وتم التثبت من المخزون الموجود واسعار مبيعها.

ونظم على اثرها محضرا ضبط  في حق أصحاب المستودعات التي باعت الفرش باسعار تراوحت بين 20$ و25$، وتم ابلاغ غرفة عمليات محافظة الجنوب بالنتيجة.

مقالات مشابهة

  • ‏عــاجــل - مصادر لـ الحدث العربية: الشخص الثاني الذي قتل مع نضال عبد الخالق هو عماد عودة
  • تعرف على شركة الثقة للقرميد والحجر الهاشمي
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: العدوان الصهيوني على الحديدة محاولة فاشلة تستنكرها الشعوب العربية
  • محافظ أسوان: سرعة الانتهاء من تجديد خطوط المياه والصرف بشارع كسر الحجر
  • لشكر: خطاب القضية الفلسطينية يجب أن يكون عقلانيا وكفى من مخاطبة النخاع الشوكي بالحماس وباللاءات التي تسقط!
  • وزير الخارجية الصيني: القضية الفلسطينية أكبر جرح في الضمير الدولي
  • تيارت / نصيرة .. معاناة أم وأطفالها الأربعة داخل غرفة من الحجر بقرية العسايلية
  • محافظ الشرقية يشيد بأداء لجان التحكيم والتنظيم الجيد لمهرجان الخيول العربية
  • وزير الخارجية يترأس الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لبحث تصعيد الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد فلسطين ولبنان
  • محضرا ضبط بحقّ أصحاب مستودعات في صيدا