موقع 24:
2025-02-07@13:55:59 GMT

ليبيا والسلام المفقود

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

ليبيا والسلام المفقود

تواصلت أزمة ليبيا لأنها تحولت إلى نقطة استقطاب دولية

منذ أن نفّذ حلف الأطلسي مهمة تدمير ليبيا، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، من خلال حملته العسكرية في 19 مارس/ آذار عام 2011 لإطاحة نظام العقيد معمر القذافي، ما زالت البلاد تعيش حالة من الاضطراب الأمني، والانقسام السياسي والجهوي، رغم الجهود التي بُذلت داخلياً، والمؤتمرات الدولية والإقليمية التي عقدت في أكثر من عاصمة، عربية وأوروبية، على مدى السنوات الماضية.



كانت مهمة حلف الأطلسي تقتضي تنفيذ القرار الأممي رقم 1973 بهدف استعادة الأمن والسلام في ليبيا، لكن الحلف تركها أشلاء دولة ممزقة بلا مؤسسات، ولا جيش، ولا حكومة، ثم غسل يديه وولّى الأدبار، وما زالت ليبيا تعيش هذه الحالة حتى الآن.



كما أدلت الأمم المتحدة بدلوها، وعيّنت ممثلين لها في ليبيا، في مسعى لحل الأزمة الليبية سياسياً، وفشلت هي الأخرى، رغم تعيينها أكثر من ستة ممثلين، آخرهم عبدالله باتيلي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، الذي تم تعيينه في سبتمبر/ أيلول عام 2022، والذي لم يحقق أية خطوة إيجابية في إطار مهمته، حتى الآن.

وتواصلت أزمة ليبيا لأنها تحولت إلى نقطة استقطاب دولية، نظراً لما تمثله من موقع في وسط شمال إفريقيا، وثروة نفطية هائلة يسيل لعاب دول العالم للاستحواذ عليها، ما جعلها نقطة تجاذب بين العديد من الدول التي بدأت تستغل خلافات الداخل بتغذية الانقسامات الجهوية، ودعم أطرافها في الغرب والشرق، من خلال إرسال قوات عسكرية، أو منظمات عسكرية شبه رسمية، إضافة إلى استثمار ميليشيات محلية، بعضها متطرف، بصرف النظر عن خطرها طالما هي تخدم أجندتها.
وفي مراحل عدة، كانت الأطراف الليبية تتفق على مسارات محددة لوضع البلاد على طريق التسوية السياسية من خلال الانتخابات، وتحقيق المصالحة الوطنية، وتوحيد المؤسسات الأمنية، كما حصل مؤخراً، في الإنجاز الذي حققته لجنة (6+6) التي وضعت قانوناً لانتخاب الرئيس ومجلس النواب، لكن هذا الجهد تم إجهاضه أيضاً، من جانب القوى السياسية المتصارعة في الشرق والغرب، وبإيحاء من دول غربية لم تستغ صيغة الاتفاق، خشية أن تفقد دورها ونفوذها في حال تطبيقه.
إن الإعلان الأخير الذي صدر من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بتأييد جهود الممثل الدولي الخاص عبدالله باتيلي «للتوصل إلى تسوية سياسية ملزمة تمهد لإجراء انتخابات وطنية وحكومة موحدة»، مثله مثل بقية الدعوات والبيانات التي صدرت عن أكثر من جهة دولية، لن يجد طريقه إلى التنفيذ، لأن هذه الدول هي في الأساس غير جدية في دعواتها، طالما لا تحقق أهدافها. فلا معنى لكلام عام عن «تسوية سياسية» طالما ليس هناك التزام فعلي بالتسوية، والحرص على سيادة ووحدة الأراضي الليبية فعلياً، وليس بالكلام، والتخلي عن منطق الاستقطاب والأطماع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة ليبيا

إقرأ أيضاً:

السعودية والإمارات تبحثان فرص تطوير التعاون والسلام بالشرق الأوسط

السعودية – بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، امس الثلاثاء، سبل تعزيز التعاون بين بلديهما، وآخر التطورات الإقليمية، بما فيها الجهود الرامية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط على أساس “حل الدولتين”.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ابن سلمان مع ابن زايد، بحسب ما أفادت به وكالتا الأنباء السعودية (واس) والإماراتية (وام).

وقالت “واس” إن الجانبين استعرضا خلال الاتصال “العلاقات الأخوية بين البلدين ومجالات التعاون القائمة وفرص تطويرها”.

وأضافت أن ابن سلمان بحث مع ابن زايد خلال الاتصال كذلك “مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار”، دون ذكر تفاصيل أخرى.

من جانبها، أفادت “وام” أن الجانبين بحثا “العلاقات الأخوية الراسخة ومسارات التعاون الثنائي وفرص تنميته في ضوء العلاقات الإستراتيجية الوثيقة التي تجمع البلدين الشقيقين وبما يلبي تطلعات شعبيهما نحو مواصلة التنمية والازدهار”.

وأضافت أن الجانبين تطرقا خلال الاتصال إلى “المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط”.

وأكدا على “أهمية تضافر الجهود للحفاظ على الاستقرار الاقليمي والعمل على إيجاد مسار للسلام العادل والشامل والدائم (في الشرق الأوسط) الذي يقوم على أساس حل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية)، ويضمن تحقيق الاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة ودولها”.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • خامنئي: لا تفاوض مع ترامب الذي مزق الاتفاق النووي
  • حكومة الوحدة الليبية ترفض التهجير القسري للفلسطينيين
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟
  • بالصور | الأمم المتحدة ترمم بعض ملاعب كرة القدم في ليبيا لتشجيع الرياضة والسلام المجتمعي
  • السعودية والإمارات تبحثان فرص تطوير التعاون والسلام بالشرق الأوسط
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • الأمم المتحدة تعلن تشكيل لجنة خبراء لتيسير إجراء الانتخابات الليبية
  • ترامب.. والعدل المفقود!!
  • الأزمة الليبية.. الحل داخلي أو خارجي؟
  • الأمم المتحدة تعلن تشكيل لجنة خبراء لتيسير إجراء الانتخابات الليبية