الخليج الجديد:
2024-11-15@23:54:45 GMT

غزة بلا مقومات الحياة.. عالم مقزز حقا

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

غزة بلا مقومات الحياة.. عالم مقزز حقا

غزة بلا مقومات الحياة.. عالم مقزز حقا

هل يتم فتح المعابر حتى تمر من خلالها الأغذية والأدوية والوقود ومقومات الحياة للفلسطينيين؟

عالم عنصري ومقزز بامتيار، يثور ويغضب بشدة عندما تدهس شاحنة كلباً عقوراً أو قطة تائهة في أحد شوارع دولة غربية.

مئات الآلاف من الأسر لا تجد لقمة خبز حاف تسد بها جوع أولادها الصغار، وأخرى تواجه صعوبات شديدة في الحصول على رغيف الخبز.

العالم يضبط مشاعره "الجياشة" على البوصلة الإسرائيلية، فعندما يزعم نتنياهو أن حماس تقطع رقاب أطفال إسرائيل، يردد بايدن المزاعم بلا تدقيق!

ليس هذا هو وقت التدقيق عند هؤلاء، هناك حرب مشتعلة لاسترداد كرامة جيش مهزوم ودولة منكسرة، والمهم هو أن يكون رد الفعل على مقاس بوصلة الاحتلال.

* * *

في قطاع غزة، تبدو الصورة سوداوية على المستوى المعيشي، وأصعب مما نتخيل على المستوى الإنساني، قطاع خال من مقومات الحياة الأساسية وفي مقدمتها الغذاء والمياه والكهرباء والأدوية.

شعب يواجه احتلالاً إجرامياً يمارس ضده أبشع أنواع الحروب والمجازر الاقتصادية، يتعرض لحرب تجويع وإبادة جماعية وتهجير، وقبله قتل الأرواح وفي المقدمة الأطفال والنساء وكبار السن.

في داخل القطاع المحاصر إسرائيليا منذ سنوات طويلة، تبدو الصورة كالتالي: مئات الآلاف من الأسر لا تجد لقمة خبز حاف تسد بها جوع أولادها الصغار، أسر تواجه صعوبات شديدة وأزمة متفاقمة في الحصول على رغيف الخبز من المحال التجارية والباعة في ظل شح شديد في الدقيق والحبوب.

مرضى لا يجدون أدوية، ومستشفيات تتعرض لهجمات صاروخية، وأخرى تختفي منها أكياس الدم وقطع الغيار وعاجزة عن إجراء عمليات جراحية مع نفاد الدواء وانقطاع الكهرباء وقتل الأطباء والممرضات والمسعفين.

أسواق ومحال تجزئة تغلق أبوابها بسبب نفاد المعروض من السلع الاستهلاكية، بل ونفاد المخزون من السلع الغذائية والتموينية، معظم المخابز تغلق أبوابها، وتتوقف عن العمل بشكلٍ كلي بسبب عدم توفر المواد الخام، من الطحين والوقود، ونفادها بشكلٍ تام.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" باتت عاجزة عن توفير كميات أو مساعدات غذائية للاجئين.

انقطاع المياه والتيار الكهربائي والإنترنت، اختفاء الدقيق والأرز والسكر من المنازل وعدم وجود بدائل متاحة أمام آلاف الأسر للحصول على طعام وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي. المطاحن متوقفة عن العمل بسبب عدم توفر القمح والذرة والشعير والكهرباء.

ببساطة، باتت غزة على مشارف موجة جوع قاتلة وواسعة النطاق مع إعلان دولة الاحتلال قطع الإمدادات الأساسية من كهرباء وماء ووقود ومواد غذائية عن القطاع، وإغلاق جيش الاحتلال المعابر الحدودية التي كانت متنفس القطاع قبل الحرب في تموين أسواقها واستيراد السلع من الخارج ومنها معبر رفح ومعبر كفر أبو سالم وغيرها.

وسط هذه المأساة الإنسانية يقف العالم متفرجا تجاه ما يحدث في القطاع، بليد الإحساس، مستفز المشاعر وردود الفعل، يذرف الدموع فقط على قتلى الاحتلال وجرحاهم وأسراهم، ولا يعبأ بما يحدث من مجازر بشرية على الجانب الآخر.

لا يتحرك لوقف المأساة ضد أهالي قطاع غزة، بل يتحرك فقط لدعم الاحتلال في جرائم الإبادة الإنسانية الشاملة التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، وتوفير كل أنواع الأسلحة الفتاكة ليواصل إبادته وقتله أطفال ونساء وعجائز غزة.

لكن أن يتعرض نحو 2.3 مليون من أهالي غزة لمجاعة وعطش وخطر الموت، فهذا أمر لا يشغله، لا يهمه، لأنه ينظر إليهم على أنهم "حيوانات بشرية" كما وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلي المقزز يوآف غالانت يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

لا يعبأ هذا العالم بالتحذيرات الصادرة حتى عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، من أن الوضع في قطاع غزة يتدهور بشكل متسارع، وأنه لم يبق في المتاجر سوى ما يكفي لأربعة أيام من مخزون الغذاء.

ولا يعبأ كذلك بوصف منظمة "هيومن رايتس ووتش" تصريحات الوزير الوقح غالانت حول فرض الحصار على غزة بأنها "مروعة مقززة" وأنها تمثل "دعوة لارتكاب جرائم حرب".

هذا العالم يضبط مشاعره "الجياشة" والمرهفة على البوصلة الإسرائيلية، فعندما يزعم نتنياهو أن حماس تقطع رقاب أطفال إسرائيل، يردد بايدن ومعه الإعلام الغربي تلك المزاعم من دون تفكير أو تمحيص أو صورة أو فيديو من أرض الواقع.

ليس هذا هو وقت التدقيق عند هؤلاء، هناك حرب مشتعلة لاسترداد كرامة جيش مهزوم ودولة منكسرة، والمهم هو أن يكون رد الفعل على مقاس بوصلة الاحتلال.

إسرائيل ترتكب جريمة حرب مكتملة الأركان ضد أهالي غزة، فهل تتحرك المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة ومعاقبة قادة الاحتلال على ارتكاب تلك الجريمة الشاملة، كما تحركت من قبل في رواندا والبوسنة والهرسك وسيراليون وغيرها من الدول التي شهدت مجازر ضد الإنسانية.

وقبلها، هل يتم فتح المعابر حتى يمر من خلالها مساعدات الأغذية والأدوية والوقود ومقومات الحياة للفلسطينيين؟

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي جرائم الاحتلال كهرباء غزة طوفان الأقصى فتح المعابر المحكمة الجنائية الدولية

إقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيلي يكشف عن قيام الاحتلال بإفراغ شمال القطاع عن طريق التهجير

في تطوّر جديد بشمال قطاع غزة، يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحويل الشوارع الرئيسية إلى طرق واسعة، وإنشاء بؤر عسكرية واستيطانية وُصفت بـ"الكبيرة"، بالإضافة إلى إقامة بنية تحتية طويلة الأمد، حتى على الطرق المؤدية للمواقع التي كانت تضمّ مستوطنات سابقة. وذلك بحسب تقرير، لصحيفة هآرتس العبرية.

ووفقًا لتقديرات ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يخدم في القطاع، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تعتزم مغادرة المنطقة "قبل حلول عام 2026".

2/
בכירים בדרג המדיני ובמע' הביטחון שבים וטוענים שפינוי צפון הרצועה אינו חלק מ"תוכנית האלופים" אלא שמקורות ביטחוניים בכירים מאשרים שצה"ל נדרש לרוקן כפרים וערים מתושביהם. אשתקד גרו שם יותר מחצי מיליון עזתים, כיום נותרו פחות מ–20 אלף
Planet Labs PBC 11-24OCThttps://t.co/qL7GRjEkHv pic.twitter.com/ciAASuydex — avi scharf (@avischarf) November 13, 2024
ورغم تصريحات مسؤولين في حكومة ووزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلية، بأن إخلاء شمال قطاع غزة ليس جزءًا من "خطّة الجنرالات"، إلاّ أن مصادر أمنية قد أكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تلقّى أوامر بإخلاء القرى والمدن في المنطقة من سكانها.

وتشير البيانات التي نشرتها الصحيفة العبرية، إلى أنه خلال العام الماضي، كان شمال قطاع غزة يضم أكثر من نصف مليون نسمة، بينما تقلص العدد حاليًا إلى أقل من 20 ألفًا فقط.

ويذكر أن العديد من سكان شمال قطاع غزة، قد فرّوا قسرا، نحو مناطق أخرى داخل القطاع المحاصر، لكن الكثيرين منهم، عادوا مرّة أخرى إلى الشمال، رغم الظروف المعيشية القاسية. وذلك بسبب الصعوبات التي واجهوها خلال التنقل مع عائلاتهم والمصابين، ما دفعهم للعودة.

ورغم المخاطر  القائمة ونقص الاستقرار، إلاّ أن الغزّيين يفضّلون البقاء في مأوى غير آمن، في مواجهة فصل الشتاء على مغادرة أراضيهم، نحو مستقبل مجهول.


وفي إطار خطة الجنرالات التي يتمّ تنفيذها حالياً، يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على السيطرة على أربع مناطق واسعة في شمال قطاع غزة، من أبرزها محور الخوص.

وبعد عمليات التجريف المكثفة، تمّ تحويل المنطقة إلى مساحة واسعة خالية من المباني، حيث استُبدلت الأحياء السكنية بشبكة من الطرق، وتحوّلت المنطقة من حي مأهول إلى منطقة شبه صحراوية، مزودة بالعديد من المحطات الجديدة، ضمن بنية تحتية موسعة تخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي فقط.

وتشير الخريطة الإسرائيلية الجديدة، إلى أن محور فيلادلفيا، الفاصل بين الحدود المصرية مع قطاع غزة٬ يتمركز فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي كمنطقة رئيسية أخرى ضمن العمليات الجارية على قطاع غزة.

إلى ذلك، شهدت المنطقة تدمير أحياء سكنية بأكملها، خلال الأسبوعين الماضيين، ممّا كشف عن مساحات واسعة على طول الحدود مع مصر، وصل عرضها في بعض المواقع إلى كيلومتر واحد، وفي مواقع أخرى إلى مساحات أكبر من ذلك.

كذلك، تم نشر البنى التحتية المتقدمة في القواعد المنشأة حديثًا. حيث بات يمكن رؤية الخطوط الفاصلة على الطريق المعبدة من الفضاء. وذلك بحسب التقرير نفسه المنشور في الصحيفة العبرية.


واختتمت الصحيفة العبرية. بحديث لأحد الضباط في غزة٬ حيث قال إنه يتوقع استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة حتى عام 2026، وأشار إلى أن البنية التحتية التي يُعاد تأهيلها هناك ليست فقط لأغراض العمليات العسكرية المؤقتة.

وأوضح الضابط، الذي يخدم في أحد الألوية المشاركة في القتال، أنّ: "الطرق الواسعة والمعبدة الجديدة في القطاع لا تبدو معدة لتحركات قصيرة الأمد، بل تمتد إلى مناطق كانت تضم مستوطنات إسرائيلية تم إخلاؤها سابقًا".

واستدرك: "لم تُعطَ لنا أي تعليمات بإعادة إقامة هذه المستوطنات، لكن يبدو أن التطورات تشير إلى توجّه طويل الأمد".

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي يكشف عن قيام الاحتلال بإفراغ شمال القطاع عن طريق التهجير
  • 43736 شهيداً في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة
  • 41 يومًا وحرب الإبادة الجماعية شمالي قطاع غزة ما زالت مستمرة
  • استمرار تعطل الدفاع المدني شمال قطاع غزة بسبب عدوان الاحتلال
  • 5 شهداء بقصف إسرائيلي استهدف بوابة مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع
  • شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على قطاع غزة
  • "إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ191
  • الدفاع المدني معطل قسرًا شمالي قطاع غزة لليوم الـ22
  • حكومة غزة: مجازر الاحتلال خلفت 2000 شهيد شمال القطاع
  • الدفاع المدني معطل قسرًا شمالي قطاع غزة لليوم الـ22 على التوالي