في معنى انعدام الردع العسكري الإسرائيلي
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
في معنى انعدام الردع العسكري الإسرائيلي
إقرار بانعدام الردع العسكري إزاء المقاومة بقطاع غزة رغم أنه منذ سيطرة حماس على القطاع في 2007 وحتى الآن شنّت إسرائيل 10 عدوانات حربية.
إسرائيل مفتونة بمبدأ "الجدار الحديدي" لجابوتنسكي أي تأسيس قوّة حماية المستوطنين كـ"جدار حديدي ليس بمقدور السكان الأصليين اختراقه" وتبنّاه بن غوريون.
تركّز متابعات إسرائيلية على فشل الجدار الأمني الذريع الذي أقامته إسرائيل في الحدود مع غزّة ووصفته عند تدشينه بأنه "ذكيّ!" ولا يمكن اختراقه على الإطلاق.
قد يؤدّي هجوم المقاومة المباغت في 7 أكتوبر 2023، من وجهة نظر الصناعات الأمنية لانتكاس وعود برّاقة منحتها هذه الصناعات للجمهور الإسرائيلي وزبائنها في الخارج.
* * *
تركّز المتابعات الإسرائيلية حول تداعيات عملية طوفان الأقصى، من بين أمور أخرى، على الفشل الذريع الذي مُني به الجدار الأمني الذي أقامته إسرائيل في منطقة الحدود مع قطاع غزّة، ووصفته عند تدشينه بأنه "ذكيّ!"، وتباهت بأنه لا يمكن اختراقه على الإطلاق.
ولا تقف جلّ هذه المتابعات عند جرف طوفان المقاومة هذا الجدار كما لو أنه "طبقة من الغبار"، وفقًا لأحد المحلّلين، بل تتعدّى هذا لتقرّ بانطواء الأمر على ما من شأنه أن يوجّه ضربة قويّة إلى الصورة التي بنتها إسرائيل لنفسها في العالم فيما يتعلق بمبنى معناها دولة متقدّمة جدًّا في مجال إنتاج التكنولوجيات الدفاعية.
وبحسب موقع "إزرائيل ديفنس" الإسرائيلي المتخصّص في الشؤون الأمنية، قد يؤدّي هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت في 7 أكتوبر 2023، من وجهة نظر الصناعات الأمنية، إلى سحب البساط من تحت أقدام وعود برّاقة منحتها هذه الصناعات إلى الجمهور الإسرائيلي، وإلى كثيرين من زبائنها في الخارج.
وبدأ التفكير بإقامة هذا الجدار عام 2014، إثر الحرب العدوانية التي شنّتها إسرائيل على غزّة في ذلك العام، ووقف الجيش الإسرائيلي في أثنائها عاجزًا عن القضاء على الأنفاق الهجومية أو التكهّن بمكانها، واستمر العمل في إقامته بين الأعوام 2017-2021 وبلغت كلفته أكثر من مليار دولار، ويبلغ ارتفاعه ستة أمتار فوق سطح الأرض، ويمتد إلى عمق عشرات الأمتار تحت سطحها.
غير أن النتيجة الأهم التي في الوسع استخلاصها من سيل التحليلات الإسرائيلية في هذا المحور، تبقى كامنة في الإقرار بحقيقة انعدام الردع العسكري في مقابل المقاومة بقطاع غزة، بالرغم من أنه منذ صعود حركة حماس إلى سدّة الحكم في القطاع عام 2007 وحتى الآن شنّت إسرائيل عشرة عدوانات حربية بما في ذلك العدوان الحالي المُسمّى "السيوف الحديدية"، تحت مسميات مختلفة:
"شتاء ساخن" (2008)، "الرصاص المسكوب" (2008-2009)، "إعادة الصدى" (2012)، "عمود سحاب" (2012)، "الجرف الصامد" (2014)، "الحزام الأسود" (2019)، "حارس الأسوار" (2021)، "مطلع الفجر" (2022)، "درع وسهم" (2023). وقبيل هذه العدوانات وبالتزامن مع آخر أعوام الانتفاضة الفلسطينية الثانية شنّت عدواني "مطر أوّل" (2005) و"أمطار الصيف" (2006).
في سياق آخر، كان ثمة من أشار إلى أن إسرائيل تبدو مفتونة منذ إنشائها بعقيدة "الجدار الحديدي" التي وضعها زعيم التيار التنقيحي في الحركة الصهيونية زئيف جابوتنسكي وتبنّاها جيل المؤسسين بزعامة ديفيد بن غوريون، وهي تقوم على وجوب تأسيس قوّة مدافعة عن المستوطنين اليهود تكون بمثابة "جدار حديدي لن يكون بمقدور السكان الأصليين اختراقه".
وفي هذا الخصوص، من الحقّ أن يُشار إلى أنه في أحد النصوص حول هذه العقيدة، وهو نصّ بعنوان "عن الجدار الحديدي" (1923)، سخر جابوتنسكي من صهاينة يحاولون ترويج أن العرب في فلسطين إمّا "أغبياء يمكن خداعهم عبر صياغة مُخفّفة لأهدافنا (الصهيونية) الحقيقية"، أو "أنهم قبيلة جشعة سوف تتنازل لنا عن أحقيتها على فلسطين في مقابل مكاسب ثقافية واقتصادية".
وأوضح أنه يرفض قبول هذا الرأي بشأن عرب فلسطين بشكل قاطع، معلنًا: إنهم مثلنا تماما عارفون ببواطن النفوس، دقيقو الملاحظة، وتتلمذوا على أسلوب المحاججة الحادّة، ومهما روينا لهم فسوف يحسنون فهم ما يدور في أعماق نفوسنا تماما مثلما نفهم نحن ما يدور في أعماق نفوسهم.
وكتب حرفيًّا ما يلي: "إنهم ينظرون إلى فلسطين بنفس الحب الغريزي وبنفس التعصّب العضوي اللذين رافقا علاقة الأزتيك مع مكسيكهم، والسيوكسيين مع صحرائهم. إن وهم البعض بيننا بأنهم سيرضون بتجسيد الصهيونية في مقابل مردودات ثقافية واقتصادية يجلبها معه المستوطن اليهودي نابع من نظرة ازدراء أساسها فكرة مسبقة عن الشعب العربي، ومن آراء غير مسندة تعتبر هذا العرق جماعة من الرعاع تلهث وراء المال وعلى استعداد للتنازل عن وطنها في مقابل شبكة خطوط سكة حديدية جيدة. وعرض الأمور على هذا النحو لا أساس له بتاتًا".
*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة الجدار الأمني الردع الإسرائيلي طوفان الأقصى بن غوريون الجدار الحديدي المقاومة الفلسطينية الردع العسکری فی مقابل
إقرأ أيضاً:
حزب الله يعلن استهداف شتولا وتجمع للجيش الإسرائيلي شرق الخيام
أعلن "حزب الله" في بيانين منفصلين صدرا مساء الإثنين، أن عناصره استهدفت مستوطنة شتولا، وتجمعاً لقوات إسرائيلية شرق مدينة الخيام، بـ "صلية صاروخية".
الوكالة الوطنية للإعلام - "المقاومة الإسلامية": استهداف تجمع لجيش العدوعند مثلث دير ميماس- كفركلا للمرة الثانية بصلية صاروخية https://t.co/ak0nebZ1lm
— National News Agency (@NNALeb) November 24, 2024ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، الإثنين، عن ما يطلق عليه "المقاومة الإسلامية" البيانين 50 و 51، وجاء في البيان الأول "استهدف حزب الله عند الساعة 18:05 من يوم الأحد، مستوطنة شتولا، بصلية صاروخية".
وجاء في البيان الثاني: "عند الساعة 23:45 من الأحد، تم استهداف تجمع للقوات الإسرائيلية شرق مدينة الخيّام، للمرة السادسة، بصلية صاروخية".
الوكالة الوطنية للإعلام - "المقاومة الاسلامية" استهدفت دبابة ميركافا عند الأطراف الشرقية للبياضة https://t.co/f13UA9EigD
— National News Agency (@NNALeb) November 24, 2024يذكر أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و "حزب الله" منذ الثامن من أكتوبر(تشرين الأول) من عام 2023 بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عملية عسكرية برية مركزة ضد حزب الله الموالي لإيران في جنوب لبنان.