الخليج الجديد:
2024-07-06@00:09:50 GMT

في معنى انعدام الردع العسكري الإسرائيلي

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

في معنى انعدام الردع العسكري الإسرائيلي

في معنى انعدام الردع العسكري الإسرائيلي

إقرار بانعدام الردع العسكري إزاء المقاومة بقطاع غزة رغم أنه منذ سيطرة حماس على القطاع في 2007 وحتى الآن شنّت إسرائيل 10 عدوانات حربية.

إسرائيل مفتونة بمبدأ "الجدار الحديدي" لجابوتنسكي أي تأسيس قوّة حماية المستوطنين كـ"جدار حديدي ليس بمقدور السكان الأصليين اختراقه" وتبنّاه بن غوريون.

تركّز متابعات إسرائيلية على فشل الجدار الأمني الذريع الذي أقامته إسرائيل في الحدود مع غزّة ووصفته عند تدشينه بأنه "ذكيّ!" ولا يمكن اختراقه على الإطلاق.

قد يؤدّي هجوم المقاومة المباغت في 7 أكتوبر 2023، من وجهة نظر الصناعات الأمنية لانتكاس وعود برّاقة منحتها هذه الصناعات للجمهور الإسرائيلي وزبائنها في الخارج.

* * *

تركّز المتابعات الإسرائيلية حول تداعيات عملية طوفان الأقصى، من بين أمور أخرى، على الفشل الذريع الذي مُني به الجدار الأمني الذي أقامته إسرائيل في منطقة الحدود مع قطاع غزّة، ووصفته عند تدشينه بأنه "ذكيّ!"، وتباهت بأنه لا يمكن اختراقه على الإطلاق.

ولا تقف جلّ هذه المتابعات عند جرف طوفان المقاومة هذا الجدار كما لو أنه "طبقة من الغبار"، وفقًا لأحد المحلّلين، بل تتعدّى هذا لتقرّ بانطواء الأمر على ما من شأنه أن يوجّه ضربة قويّة إلى الصورة التي بنتها إسرائيل لنفسها في العالم فيما يتعلق بمبنى معناها دولة متقدّمة جدًّا في مجال إنتاج التكنولوجيات الدفاعية.

وبحسب موقع "إزرائيل ديفنس" الإسرائيلي المتخصّص في الشؤون الأمنية، قد يؤدّي هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت في 7 أكتوبر 2023، من وجهة نظر الصناعات الأمنية، إلى سحب البساط من تحت أقدام وعود برّاقة منحتها هذه الصناعات إلى الجمهور الإسرائيلي، وإلى كثيرين من زبائنها في الخارج.

وبدأ التفكير بإقامة هذا الجدار عام 2014، إثر الحرب العدوانية التي شنّتها إسرائيل على غزّة في ذلك العام، ووقف الجيش الإسرائيلي في أثنائها عاجزًا عن القضاء على الأنفاق الهجومية أو التكهّن بمكانها، واستمر العمل في إقامته بين الأعوام 2017-2021 وبلغت كلفته أكثر من مليار دولار، ويبلغ ارتفاعه ستة أمتار فوق سطح الأرض، ويمتد إلى عمق عشرات الأمتار تحت سطحها.

غير أن النتيجة الأهم التي في الوسع استخلاصها من سيل التحليلات الإسرائيلية في هذا المحور، تبقى كامنة في الإقرار بحقيقة انعدام الردع العسكري في مقابل المقاومة بقطاع غزة، بالرغم من أنه منذ صعود حركة حماس إلى سدّة الحكم في القطاع عام 2007 وحتى الآن شنّت إسرائيل عشرة عدوانات حربية بما في ذلك العدوان الحالي المُسمّى "السيوف الحديدية"، تحت مسميات مختلفة:

"شتاء ساخن" (2008)، "الرصاص المسكوب" (2008-2009)، "إعادة الصدى" (2012)، "عمود سحاب" (2012)، "الجرف الصامد" (2014)، "الحزام الأسود" (2019)، "حارس الأسوار" (2021)، "مطلع الفجر" (2022)، "درع وسهم" (2023). وقبيل هذه العدوانات وبالتزامن مع آخر أعوام الانتفاضة الفلسطينية الثانية شنّت عدواني "مطر أوّل" (2005) و"أمطار الصيف" (2006).

في سياق آخر، كان ثمة من أشار إلى أن إسرائيل تبدو مفتونة منذ إنشائها بعقيدة "الجدار الحديدي" التي وضعها زعيم التيار التنقيحي في الحركة الصهيونية زئيف جابوتنسكي وتبنّاها جيل المؤسسين بزعامة ديفيد بن غوريون، وهي تقوم على وجوب تأسيس قوّة مدافعة عن المستوطنين اليهود تكون بمثابة "جدار حديدي لن يكون بمقدور السكان الأصليين اختراقه".

وفي هذا الخصوص، من الحقّ أن يُشار إلى أنه في أحد النصوص حول هذه العقيدة، وهو نصّ بعنوان "عن الجدار الحديدي" (1923)، سخر جابوتنسكي من صهاينة يحاولون ترويج أن العرب في فلسطين إمّا "أغبياء يمكن خداعهم عبر صياغة مُخفّفة لأهدافنا (الصهيونية) الحقيقية"، أو "أنهم قبيلة جشعة سوف تتنازل لنا عن أحقيتها على فلسطين في مقابل مكاسب ثقافية واقتصادية".

وأوضح أنه يرفض قبول هذا الرأي بشأن عرب فلسطين بشكل قاطع، معلنًا: إنهم مثلنا تماما عارفون ببواطن النفوس، دقيقو الملاحظة، وتتلمذوا على أسلوب المحاججة الحادّة، ومهما روينا لهم فسوف يحسنون فهم ما يدور في أعماق نفوسنا تماما مثلما نفهم نحن ما يدور في أعماق نفوسهم.

وكتب حرفيًّا ما يلي: "إنهم ينظرون إلى فلسطين بنفس الحب الغريزي وبنفس التعصّب العضوي اللذين رافقا علاقة الأزتيك مع مكسيكهم، والسيوكسيين مع صحرائهم. إن وهم البعض بيننا بأنهم سيرضون بتجسيد الصهيونية في مقابل مردودات ثقافية واقتصادية يجلبها معه المستوطن اليهودي نابع من نظرة ازدراء أساسها فكرة مسبقة عن الشعب العربي، ومن آراء غير مسندة تعتبر هذا العرق جماعة من الرعاع تلهث وراء المال وعلى استعداد للتنازل عن وطنها في مقابل شبكة خطوط سكة حديدية جيدة. وعرض الأمور على هذا النحو لا أساس له بتاتًا".

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الجدار الأمني الردع الإسرائيلي طوفان الأقصى بن غوريون الجدار الحديدي المقاومة الفلسطينية الردع العسکری فی مقابل

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري يكشف تطورا نوعيا بعمليات المقاومة الأخيرة

قال الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي، إن عمليات المقاومة الأخيرة في قطاع غزة شهدت تطورا نوعيا لم يكن معتادا في العمليات السابقة.

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أعلنت أنها أوقعت اليوم الخميس قوتين إسرائيليتين في كمينين بمدينة رفح جنوبي القطاع وحي الشجاعية في مدينة غزة، شمالي القطاع.

وفي تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، أوضح الفلاحي أن التطور النوعي الذي شهدته عمليات المقاومة الأخيرة يتمثل في إتباعها الكمائن النوعية التي تنصبها لجيش الاحتلال، اشتباكا مباشرا كأحد مراحل المواجهة العسكرية بين الطرفين.

وأشار إلى أن عملية الاحتلال في حي الشجاعية بمدينة غزة شمالي القطاع، تشهد في يومها الثامن تصاعدًا مستمرا في الفعاليات القتالية من قبل فصائل المقاومة ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة.

وأوضح الفلاحي أن الكمين الذي نفذته القسام بحي الشجاعية يأتي في سياق التطور الميداني لأداء المقاومة لافتا إلى أنه تضمن اشتباكات مباشرة بعد تنفيذ الكمين، وهو ما يعكس تغيرًا في نمط العمليات القتالية، حيث كانت الكمائن السابقة تقتصر على تفجير الألغام والانسحاب السريع.

وأضاف أن المعارك في الشجاعية تشهد نقاط تماس مباشرة مع القوات المتوغلة، وهو ما يؤكد شدة وضراوة المواجهات المستمرة، مضيفا بأن استمرار تواجد القوات الإسرائيلية في هذه المناطق سيؤدي إلى مزيد من العمليات الاستنزافية من قبل المقاومة.

تخطيط دقيق

كما أشار الفلاحي إلى أن العمليات في رفح جنوبي القطاع تتصاعد أيضًا، مشيرا إلى كمين كتائب القسام في تل السلطان، الذي أدى إلى مقتل جميع أفراد القوة الإسرائيلية المستهدفة باستخدام صاروخ سام 7.

ويرى الخبير العسكري أن استغلال القسام فتحات الأنفاق لاستدراج القوات الإسرائيلية قبل تنفيذ التفجير، يعكس التخطيط الدقيق والتنظيم العالي.

وأكد الفلاحي أن إدخال المقاومة لأسلحة جديدة مثل صاروخ سام 7 وصاروخ السهم الأحمر يشكل إضافة نوعية للقدرات القتالية، كون هذه الأسلحة، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، فعالة للغاية ضد الطائرات المروحية وتحد من حركة الطيران الإسرائيلي في المناطق المتوترة.

وأضاف الفلاحي أن استهداف مناطق غلاف غزة يأتي ضمن إستراتيجية المقاومة لتعطيل الإمدادات اللوجستية للقوات المتوغلة، مما يزيد من تعقيد العمليات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في شمال الأراضي المحتلة يظهر عدم التزام إسرائيل بالبعد الجغرافي في عمليات الاستهداف، فيما تتسم ضربات حزب الله بالكثافة مع الافتقار إلى الدقة، وهو ما يعكس تباينًا في إستراتيجيات الطرفين.

ويرى الفلاحي أن الاحتمالات لا تزال مفتوحة لتصاعد المواجهات في الفترة المقبلة، والتي من شأنها أن تنتهي بحرب مفتوحة بين الجانبين.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: تحول القسام من الدفاع للهجوم تطور نوعي غير مسبوق
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في هجوم على الجبهة الشمالية مع لبنان
  • خبير عسكري يكشف تطورا نوعيا بعمليات المقاومة الأخيرة
  • خلافات وفوضى تهدد الداخل الإسرائيلي.. أستاذ علوم سياسية يوضح
  • الأمم المتحدة: محاكم "إسرائيل" بالضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين
  • خبير عسكري: المقاومة انتقلت من عمل الكمائن إلى الإغارة على قوات الاحتلال
  • الدويري: ما يجري في غزة ثورة في إدارة الصراعات المسلحة
  • البيت والحديقة!
  • العنف الاسري يتطلب تغيير الثقافة الاجتماعية مع الردع القانوني و تغيير المناهج
  • انتخابات رئاسية لا معنى لها في إيران…