كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": أحدثت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن قلقاً غير مسبوق للبنان؛ بوقوفه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليسترد هيبته التي أُصيبت بأضرار كبيرة، من جراء قيام حركة «حماس» باجتياح المستوطنات الواقعة ضمن غلاف غزة، بخلاف ما كان متوقَّعاً من زيارته، لجهة سعيه لإقناع نتنياهو بعدم اجتياح قطاع غزة، لئلا تتمدد الحرب إلى الجبهة الشمالية في جنوب لبنان.

  وارتفع منسوب القلق اللبناني مع إلغاء القمة الرباعية التي كانت مقرَّرة في العاصمة الأردنية بين بايدن والملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكنها أُلغيت بعد قيام إسرائيل بقصف المستشفى في غزة.
وبدلاً من أن يشكل ذلك حافزاً لبايدن للتدخُّل لضبط إيقاع نتنياهو للبحث عن تسوية تؤدي إلى خفض المخاوف المترتبة على قيامه باجتياح قطاع غزة، ذهب بعيداً في توفير كل أشكال الدعم له، بدءاً بإعفائه من استهداف المستشفى، مروراً بالطلب من الكونغرس تأمين الدعم غير المسبوق لإسرائيل، وانتهاءً بحضور اجتماع المجلس العسكري الإسرائيلي المخصص لإعداد الخطة لغزو غزة.   وفي هذا السياق، يقول مرجع سياسي لبناني (فضّل عدم ذكر اسمه)، إنه كان منتظراً من بايدن القيام بدور الإطفائي لمنع إقحام المنطقة في نزاع لا شيء يمنع تمدده من غزة إلى جنوب لبنان؛ فإذا به يرفع معنويات نتنياهو لتنفيذ سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة، ويسأل إذا كان بايدن يتوخى من تحريض إسرائيل خوض معركته الرئاسية لولاية ثانية، وصولاً إلى «منحها» إجازة لقتل الفلسطينيين.
ويبدي المرجع السياسي استغرابه للموقف الأوروبي، في ضوء مبادرة عدد من رؤساء الدول الأوروبية للالتحاق ببايدن، بدلاً من أن يشكلوا قوة ضغط لوقف الحرب التي يتوعد بها نتنياهو قطاع غزة، ويستغرب انحيازهم المطلق لإسرائيل في ضوء الأجواء التي سادت المحادثات التي أجرتها وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، في بيروت.
ويكشف أن كولونا حضرت إلى بيروت في مهمة بقيت محصورة في توجيه رسالة إلى لبنان كانت أشبه بإنذار تحت عنوان: «إياكم والحسابات الخاطئة، وما على أركان الدولة إلا التصرُّف على أساس أن موقف واشنطن أكثر تصلباً مما تتوقعون، وأن هناك ضرورة لضبط المجموعات المسلحة في جنوب لبنان، ومنعها من تحريك الجبهة الشمالية»، مع أن رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي أكدا أنهما يقومان بكل ما في وسعهما لمنع تمدد التوتر إلى الجنوب.
وعليه، فإن الرئيس ميقاتي، كما يقول المرجع السياسي، بادر إلى تشغيل محركاته باتجاه الدول العربية والغربية والمؤسسات الدولية للنأي بلبنان عن التوترات في المنطقة، إضافة إلى أنه يعقد لقاءات مع المنظمات المعنية بالإغاثة يتطلع من خلالها إلى إعداد خطة متكاملة تحسباً لما يمكن أن يطرأ.
كما أن ميقاتي على تواصل مع «حزب الله»، من خلال المعاون السياسي لأمينه العام حسين خليل، مراهناً على تعامله بواقعية حيال أي تطور يشهده الجنوب تقديراً منه للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المأزومة في البلد.
وفي المقابل، تبدو الدول المعنية بلبنان من زاوية حرصها على النأي به عن التوترات التي تعصف بالمنطقة، وكأنها في حيرة من أمرها، وهي تحاول أن تتقصى المعلومات حول كيف سيتعاطى «حزب الله»، في حال قيام إسرائيل بالدخول براً إلى غزة، خصوصاً أن أمينه العام حسن نصر الله لم يقل كلمته بعد، كما جرت العادة في أحداث سابقة تتعلق بالصراع مع إسرائيل، لتحديد خريطة الطريق الواجب اتباعها انطلاقاً من أن مسؤولين حزبيين بارزين أكدوا أن الحزب لن يقف على الحياد إزاء تطور عسكري بهذه الأهمية، وسيكون له ارتداداته وتداعياته على دور المقاومة الإسلامية في مواجهة إسرائيل على قاعدة وحدة الساحات.
وهناك من يقول إن الحزب وإن كان يثق بقدرة غزة على الصمود لأشهر في وجه الغزو الإسرائيلي كما بلغه من قيادة «حماس»، فإن نصر الله لن يخاطب جمهوره ما لم يكتمل المشهد السياسي وما يرافقه من تطورات، ويعود له اختيار التوقيت المناسب لمخاطبته، وإن كانت طهران تحذر من تمدد المواجهة بانضمام قوى إقليمية أخرى. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب يخوض حرب استنزاف على طول الجبهة الشمالية يتوخى منها إشغال إسرائيل، ومنعها من أن تحصر قوتها النارية ضد غزة، مضيفاً أن «أمر العمليات» يبقى مرتبطاً بالوضع الميداني وسير المعارك، وبالتالي لا ضرورة لحرق المراحل ما دامت تل أبيب تتوقع أن يطول أمد الحرب، رغم أن المواجهة في حال حصولها هذه المرة تختلف عن حرب تموز 2006.  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

من جنوب لبنان وزير دفاع إسرائيل يحذر خليفة نصرالله: لا تكرر أخطاء من سبقوك وإلا ستدفع ثمنا باهظا

زار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مواقع للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، حيث حذر حزب الله من استمرار محاولاته إرسال طائرات مسيرة نحو إسرائيل، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

اعلان

وأكد كاتس خلال الزيارة: "في الأيام الأخيرة، شهدنا محاولات متكررة لإطلاق طائرات مسيرة تجاه إسرائيل. أريد أن أوجه رسالة واضحة من هنا إلى حزب الله والحكومة اللبنانية: إسرائيل لن تسمح بإطلاق أي طائرات مسيرة من الأراضي اللبنانية".

وتابع قائلا: "لن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل السابع من أكتوبر. سنعمل على إحباط أي تهديدات ونرد عليها بكل قوة. الخيار واضح: إما ألا تكون هناك طائرات مسيرة، أو لن يكون هناك حزب الله".

Relatedمعارض للسعودية ومؤيد لحزب الله .. من هو الإمام المدعو لحفل تنصيب ترامب؟الأمين العام لحزب الله: المقاومة والشعب الفلسطيني أفشلا مخططات إسرائيلنعيم قاسم: حزب الله هو من يقرر متى يصبر ومتى يبادر وإسرائيل لم تتقدم سوى مئات الأمتار بجنوب لبنان

كما وجه كاتس تحذيرا صريحا لحزب الله، قائلا: "أنصح خليفة نصر الله ألا يكرر أخطاء أسلافه في الاستهانة بتصميم إسرائيل، وإلا فإن الثمن الذي سيدفعه سيكون باهظا للغاية".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "ولا ليوم واحد".. نعيم قاسم يُعلن رفض حزب الله تمديد انسحاب إسرائيل من لبنان رفضاً قاطعاً نحو 300 ألف نازح عادوا لشمال قطاع غزة وإسرائيل توسع عملياتها بالضفة وحزب الله يرفض أي تمديد للهدنة القسام تكشف أسماء 4 أسيرات سيفرج عنهن السبت والجيش يقصف مواقع لحزب الله وواشنطن تلغي عقوبات مستوطنين إسرائيلطائرة مسيرة عن بعدحزب اللهلبناناعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. قصف إسرائيلي يستهدف سيارة مدنية في قطاع غزة ونتنياهو يزور واشنطن للقاء ترامب يعرض الآنNext الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يصل الرياض في أول زيارة رسمية الى السعودية يعرض الآنNext وزير الخارجية المصري: لدينا رؤية واضحة لإعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين يعرض الآنNext إيران والحرب في غزة والتطبيع.. هذه هي الملفات الأكثر سخونة في لقاء نتنياهو وترامب يعرض الآنNext ملك بريطانيا على الشاشة.. وثائقي جديد يكشف دور تشارلز الثالث في القضايا البيئية اعلانالاكثر قراءة أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية مباشر. حماس تسلم الأسرى الإسرائيليين الثلاثة و183 فلسطينيا إلى الحرية مجددا منهم 18 من ذوي الأحكام العالية فيديو: هكذا سلمت حماس الرهينة الأمريكي الإسرائيلي كيث سيغل في ميناء غزة أكبر تجمع للمسلمين بعد الحج .. مهرجان ديني على ضفاف نهر توراغ في بنغلاديش شاهد كيف كان رد فعل أسرة الأسير الإسرائيلي الفرنسي عوفر كالديرون بعد الإفراج عنه اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومقطاع غزةدونالد ترامبإسرائيلروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسبنيامين نتنياهوفولوديمير زيلينسكيإسبانياالذكاء الاصطناعيالسعوديةالصينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • مقابل الدعم الأميركي.. ترامب يكشف ما يريده من أوكرانيا
  • من جنوب لبنان وزير دفاع إسرائيل يحذر خليفة نصرالله: لا تكرر أخطاء من سبقوك وإلا ستدفع ثمنا باهظا
  • إسرائيل: "لن يكون هناك حزب الله" في هذه الحالة
  • إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
  • السامرائي والنجيفي يبحثان تطورات المشهد السياسي وتعزيز العمل الوطني
  • «هيئة الدواء»: سوق الدواء تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل الدعم السياسي وقوة الصناعة
  • إسرائيل تحذر السكان من العودة إلى قراهم في جنوب لبنان
  • سوريا بين التحول السياسي والتحديات الدولية.. الشرع يعزز سلطته وسط مخاوف محلية ودولية
  • عبدالله يتحدث عن لحظة حرجة وينفي هذا الخبر
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت