التصعيد الميداني متواصل في الجنوب.. وحديث عن غرفة عمليات بقيادة حزب الله
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
إتخذ السباق بين التصعيد الميداني المتواصل في الجنود والمساعي الداخلية والديبلوماسية المحمومة للحؤول دون التفلت النهائي لهذا التصعيد والانزلاق بالوضع نحو حرب مفتوحة ذروة غير مسبوقة. ولعل ما فاقم الأجواء المنذرة باحتمالات اتساع التصعيد العسكري والميداني الدلالات الساخنة والمثيرة للقلق التي اكتسبها توجيه السفارة الأميركية طلبا طارئا ثانيا الى جميع الرعايا الاميركيين الموجودين في لبنان بضرورة مغادرته بأسرع وقت فيما تكر سبحة التحذيرات التي توجهها دول الى رعاياها لتجنب التوجه الى لبنان.
وفي هذا الاطار كتبت" النهار": من موشرات ترجيح كفة التصعيد المتدرج عند الجبهة الجنوبية عامل لافت يتمثل في انضمام مزيد من التنظيمات الفلسطينية واللبنانية الى المشاركة في تبني العمليات الجارية ضد القوات الاسرائيلية وسط كلام عن إقامة غرفة عمليات ميدانية مشتركة بين حزب الله وهذه التنظيمات التي صار معروفا منها علنا "حماس" وحركة الجهاد الاسلامي والجماعة الاسلامية وربما تنظيمات أخرى تعلن تباعا. وفي ظل التراشق الصاروخي والمدفعي المتكرر يوميا عبر الجبهة الجنوبية تثار تساؤلات عدة حيال ما اذا كانت معادلة "التناسب" في قواعد الاشتباك بين "حزب الله" وإسرائيل الصامدة نسبيا حتى اللحظة بما لم يشعل المواجهة الشاملة ستحافظ على صمودها طويلا ام ان تعدد التنظيمات الفلسطينية واللبنانية الى جانب "حزب الله" في الاشتباكات الجارية واعمال القصف قد تخرج الوضع الميداني في أي لحظة عن إمكانات ضبطه وتاليا اشعال المواجهة الكبيرة.
وكتبت" نداء الوطن": حذّرت المانيا من مغبة رحيل قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب، لأن في ذلك «إشارة خاطئة»، على حد تعبير وزير الدفاع الالماني بوريس بيستوريوس، وجاء موقفه قبل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك الى بيروت حيث يستقبلها بعد ظهر اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وهي ثالث وزير خارجية يزور لبنان بعدما سبقتها وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان.
وتفقد وزير الدفاع الالماني قوة بلاده في «اليونيفيل» التي تضم 140 جندياً. وقالت وزارته على شبكة «إكس» («تويتر» سابقاً) إنه التقى هؤلاء الجنود قبالة الساحل اللبناني. وقال للصحافيين، على متن السفينة الحربية الألمانية أولدنبورغ الموجودة ضمن بعثة الأمم المتحدة والراسية في ميناء بيروت، إن»خفض أو سحب قوة «اليونيفيل» سيكون إشارة خاطئة في هذا الوقت». ويذكر أنّ مقر «اليونيفيل» في منطقة الناقورة في جنوب لبنان تعرض لقصف صاروخي الأحد الماضي.
ويشير خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” الى أن “ما يجري في الجبهة الجنوبية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في العلم العسكري يسمّى حالة حرب، وقد سقطت قواعد الاشتباك التي كانت قائمة منذ العام 2006 عقب القرار 1701 حتى السابع من تشرين 2023، سقطت عندما استهدفت “إسرائيل” مركزاً لحزب الله وسقط عدد من الشهداء، وبالتالي تحولت الحدود مع فلسطين المحتلة الى منطقة عمليات للمقاومة، والجيش الإسرائيلي يحسب ألف حساب ويحاول قدر الإمكان تفادي توسيع الحرب لأسباب مختلفة إذ لا يستطيع القتال على جبهتين".
ووفق أوساط سياسية مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” فإن “قيادة الحزب لن تعطي أي تطمينات ولا ضمانات لأي ديبلوماسي ولا موفد ولا رسول من اي مكان أتى، بأنها ستوقف عملياتها أو ستقف على الحياد بهذه المعركة ولن تفصح عن أوراقها ولا عن مستوى التدخل وتوقيته ولا أي تفصيل يطلبه العدو عبر أدواته الديبلوماسية التي تصول وتجول في لبنان”، مشددة على أن “أي قرار تتخذه قيادة المقاومة أو أي خطوة مرتبطة بمجريات الميدان لا سيما في غزة".
وكتبت" اللواء": توقفت مصادر لبنانية عند التقارير التي تصل الى بيروت من مصادر دبلوماسية في دول القرار، من ان ما يجري يشي بأن «الحرب الاقليمية» واردة بقوة، مع بدء التوغل التدميري للجيش الاسرائيلي الى قطاع غزة.
وتخوفت المصادر، حسب التقارير من ان التصعيد الجاري في جبهة الجنوب من شأنه ان يتطور الى وضع تصعب السيطرة عليه.
وتفيد المعلومات ان الخطر من انفجار جبهة الجنوب قائم، لكنه مرتبط بعوامل دولية وميدانية، وتتوقف الى حد كبير على مصير العملية البرية التي يلوح بها الجيش الاسرائيلي لاعادة احتلال قطاع غزة، الذي تخلى عنه بقوة المقاومة قبل 18 عاماً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين
تحوُّل جديد تشهده المواجهة بين الحوثيين والقوات البحرية الأمريكية، بعد محاولة الجماعة الارهابية المدعومة من إيران، مؤخراً إستهداف مدمرات أمريكية أثناء عبورها مضيق باب المندب، وحديثها عن استهداف حاملة طائرات في البحر العربي وهي تعكس، وفق تقارير أمريكية، فشلاً للاستراتيجية التي يتبعها البيت الأبيض في التعامل مع المخاطر التي يفرضها الحوثيون في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
الخبير العسكري الأردني محمد المقابلة، اعتبر بأن هذا الهجوم الذي نفذه الحوثيون يعتبر نوعياً من الناحية العسكرية، لافتاً إلى أنه عادة ما تكون حاملة الطائرات الأمريكية مزودة بنظام دفاعي جوي وبحري معقد جداً.
ونقل موقع"الخليج أونلاين"،عن المقابلة قولة بأن تلك الحاملات قادرة على رصد الأهداف الجوية على بعد مئات الكيلومترات، إضافة إلى امتلاكها نظام مراقبة بحرياً يصل لعشرات الكيلومترات؛ ما يمنحها مجالاً لإعطاء إنذار مبكر، وتفعيل الدفاعات للتصدي لتلك التهديدات وتحييدها.
رمزية كبيرة
يعتقد المقابلة أن الهجوم على حاملة الطائرات أبراهام لينكولن يمثل رمزية كبيرة، "إذ يعني أن القطع الحربية الأمريكية في بحر العرب والبحر الأحمر أصبحت مستباحة من قبل الحوثيين، وسيتم استهدافها بدون أي تردد أو حسابات لعواقب هذا الهجوم".
وتابع الخبير العسكري:
هذا الهجوم يدل على أن الحوثيين ذاهبون بالتصعيد إلى أبعد حد ممكن، وهي رسالة للقيادة السياسية والعسكرية الأمريكية، أن الجماعة على أهبة الاستعداد للمواجهة.
استراتيجية مختلفة
ويرى المقابلة أن القيادة العسكرية الأمريكية ربما قررت أن تتبع استراتيجية الاغتيالات وانتقاء الأهداف التي تمس قيادات الحوثيين العليا، كما فعل الإسرائيليون باستهداف قيادات "حزب الله".
وقال الخبير العسكري الأردني:
التصعيد قادم؛ لأن أمن البحر الأحمر ليس مقتصراً على بقعة جغرافية معينة، بل هو أمن العالم أجمع، وهكذا تنظر الإدارة الأمريكية لموضوع الحوثيين.
حتى لو كان هناك تهدئة على جبهة "حزب الله" أو غزة، فإن أمريكا وبريطانيا وألمانيا و"إسرائيل"، وبعض الدول العربية، لا يمكن أن تقبل أن يكون بحر العرب وباب المندب منطقة تحت التهديد مستقبلاً.
إدارة بايدن أرادت تسليم ملف بحر العرب والبحر الأحمر وباب المندب للإدارة القادمة، وهو ملف ملتهب، لتقوم إدارة ترامب بإنهاء هذا الملف ومعالجته.
أعتقد أن السيناريو المحتمل في البحر الأحمر، ألا تبقى قواعد الاشتباك التي تعودنا عليها خلال عام، أو أن يتم التوصل إلى هدنة مع الحوثيين بالذات، بمعنى أن أمريكا لا تريد أن تبقي ملف بحر العرب والبحر الأحمر رهينة بيد الحوثيين أو بيد إيران.
الإدارة الأمريكية القادمة ستنظر إلى جبهة الحوثيين كتهديد قائم ومستمر لا بد من إنهائه؛ بسبب تأثيره على الاقتصاد الأمريكي، وخطة ترامب لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين الأمريكيين.
تشكيل تحالف
وحول موقف ترامب من ملف الحوثيين، يرى المقابلة أنه سيكون أكثر تشدداً في معالجة الأمر، إلى جانب أن "هناك دولاً عربية مثل مصر، متأثرة بشكل مباشر من عمليات الجماعة، ومن ثم فهي حريصة على إنهاء التهديد، وكذلك السعودية والإمارات".
وأضاف:
التصعيد في البحر الأحمر قادم، والنظرة إليه ليست كالنظرة إلى جنوب لبنان أو غزة مع الكيان الصهيوني في هذه المرحلة؛ لأن هذا الأمن يعتبر أمناً عالمياً.
ترامب لا يريد توريط قوات أمريكية في ملف اليمن، لكون الجماعة دوامة استنزاف لمن يدخل في مواجهة معها، ومن ثم فترامب سيدفع باتجاه إنشاء حلف جديد، تدخل فيه دول عربية خليجية، وعلى رأسها السعودية وكذلك مصر، ليقوموا بتأمين حرية الملاحة والحركة في البحر الأحمر.
هذا يعني أن الحوثيين سيدخلون في مواجهة مع دول عربية أخرى في حال تعرضوا لهجوم منها.