"روح القانون" جملة تتردد كثيرا، ولكن لم يكن أحد يعلم معناها الحقيقي، وهل كان لها وجود حقيقي في نصوص القانون، ام هي بدعة ذكرت علي لسان أحد وأصبحت تتردد، وفى إطار الخدمات التى يقدمها اليوم السابع ، نعرض اليوم الرأى القانونى لمعنى "روح القانون" .   قال أشرف ناجى المحامى، إذا أسرع شخص بالسيارة لأنه تأخر عن ميعاد حفلة، يختلف عن حال شخص أسرع بالسيارة لإنقاذ ابنه أو لأن زوجته حامل وأوشكت على وضع مولودها وللقاضي هنا السلطة التقديرية ولكن بشرط ألا تختلف عن القانون بحجة روح القانون فمثلا القاضي الجزئي له سلطة تقديرية يستخدم من خلالها روح القانون فينظر أحيانا إلى حاجة المتهم وقت السرقة على الرغم أن البواعث لا تؤثر بالتجريم إلا أن القاضي قد يطبق روح القانون لسبب معين في وجدانه.

  وتابع: نجد أن روح القانون تتضح في القضايا الجنائية أكثر من غيرها، تلك التي تثير ملابساتها مخيلة القاضي، وما إذا كانت هناك دوافع نفسية أو عقلية أو مرضية أو حتى ظروف خاصة أدت إلى حدوث الفعل الإجرامي وهنا تظهر عند القاضي عندما يبحث في النصوص القانونية روح القانون وما أتاح النص القانوني له بتخفيف العقوبة أو وقفها.   ويستكمل ناجى: هناك قضايا تختفي فيها روح القانون وهي القضايا التي لا تحتمل نصوصها أي خيارات ولا تتيح للقاضي أى سلطة تقديرية وأبرزها قضايا القضاء الإداري فإن النص القانوني يطبق بحرفية عالية فمثلاً إذا صدر قرار حكومي مخالف لقانون إداري يتم الحكم بإلغاء القرار وما ترتب عليه من آثار ولهذا نجد أن روح القانون تظهر بقوة في قضايا وتختفي بقوة في قضايا أخرى وفي النهاية تظل روح القانون هي القشة التي يبحث عنها الغريق في لحظة أمل.





المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: محكمة أخبار الحوادث القانون المصرى

إقرأ أيضاً:

مؤتمر لندن والسودان: قراءة تفكيكية في رمزية التمرد وسردية الرفض

لم يكن مؤتمر لندن حول السودان مجرّد فعالية دبلوماسية تُنظم بحكم العادة، بل ظهر كعلامة فارقة تُعيد مساءلة المنظور الدولي تجاه حربٍ تُنهك البلاد وتُعيد تركيب المجتمع والدولة بعنف. تتجاوز دلالاته البيان الختامي والإجراءات المعلنة لتلامس جوهر الأزمة: كيف يُعاد تشكيل السودان، ومن يملك حق الحديث باسمه؟

انحرف المؤتمر بوعي عن منطق المفاوضات الكلاسيكية الذي يحتفي بالأطراف المسلحة باعتبارهم وكلاء الحل. هذا الانزياح – بإزاحة الجنرالات من مركز الطاولة وتقديم المدنيين كمخاطَبين – يُمكن قراءته بوصفه فعلاً أخلاقيًا بقدر ما هو موقف سياسي، يُقرّ بفشل أدوات النظام الدولي ويُعلن الحاجة إلى هندسة جديدة لمداخل الحل. البيان المشترك، على الرغم من محدوديته، لم يطرح حلولاً بقدر ما طرح سؤالاً مؤرقًا: ماذا يعني الصمت في مواجهة الحرب؟ كان أقرب إلى مرآة تُواجه بها الدول نفسها قبل أن تُخاطب الأطراف السودانية.

النص الذي يُحلل المؤتمر يُدين بجرأة الاصطفافات الداخلية، لا سيما القوى المدنية التي استبطنت خطاب الدولة الأمنية، وتماهت مع فكرة "الأولوية للجيش" كشرط لبناء الدولة. في المقابل، لا يتوانى عن فضح استراتيجيات النظام القديم – الكيزان – الذين يتقنون فن الظهور كأوصياء على الوطنية بينما يُراكمون أسباب الفوضى. الأكثر خطورة هو تعرية المشهد الإقليمي: فشل مصر والسعودية والإمارات في التوافق داخل المؤتمر ليس خلافًا في وجهات نظر، بل تعبير صريح عن تورط بنيوي في استمرار الحرب. ما يُعرض كعجز دبلوماسي هو في جوهره تواطؤ مع منطق الانهيار.

يحاول المؤتمر – وفق التحليل – استعادة المعنى من ركام الدم. ليس عبر وعود كبرى، بل من خلال فرض خطاب جديد يُعيد الاعتراف بالضحايا، لا كمادة إعلامية، بل كقضية سياسية أخلاقية. ما طُرح من دعم مالي، وإن بدا هزيلاً أمام حجم الكارثة، كان بمثابة إزاحة للصمت الدولي، وتمرد ضمني على تقاليد التحفظ الدبلوماسي الذي يساوي بين القاتل والضحية. التمرد الرمزي هنا لا يتجسد فقط في شكل المؤتمر، بل في اللغة التي استخدمها، والتي تجرأت على تفكيك خطابات السيادة والسلام كما تُروجها القوى المتحاربة: سيادة البرهان فوق الجثث، وسلام حميدتي وسط المجازر.

ردود الفعل على المؤتمر كشفت هشاشة الخطاب الوطني المسيطر. الاتهامات بالعمالة والتبعية للغرب لم تكن سوى إعادة إنتاج لآلية الشيطنة التي تستهدف أي صوت يخرج عن نسق العسكرة. الهجوم على المؤتمر يعكس عمق الاستقطاب، لا بين الأطراف المتحاربة، بل داخل البنية المدنية نفسها، حيث يُستخدم الشباب كوقود في حرب الرموز والتمثيلات. ما يسميه النص لعبة المرايا هو تفكيك بالغ الدقة لديناميكية الغضب: كيف يتم الاستحواذ على الاحتجاج المشروع، وتوجيهه ضد كل محاولة للخروج من دائرة العنف، ليُعاد إنتاج القهر ذاته بلغة وطنية زائفة.

أهم ما يُميز التحليل هو إدراكه لحدود الرمزية، دون السقوط في اليأس. نعم، المؤتمر لا يكفي، لكنه يفتح نافذة في جدار الصمت. ليس بصفته حدثًا فاصلًا، بل كمحاولة لترسيخ لغة جديدة تُعيد السودان إلى مركز الاهتمام الإنساني لا بوصفه ملفًا أمنيًا، بل كقضية تستدعي رؤية للتحول. السؤال الذي يختم به النص لا يخاطب المجتمع الدولي فحسب، بل الشعب السوداني نفسه: هل سنظل نُعيد إنتاج أدوارنا كمرآة لصراعات الآخرين، أم نملك الجرأة على اختراع مسار جديد يُقصي العسكر والميليشيات من صياغة المصير؟

في نهاية المطاف، لا يدور الصراع فقط حول الأرض والسلاح والسلطة، بل حول اللغة ذاتها. مؤتمر لندن، في رمزيته، يُجسد محاولة لانتزاع اللغة من فم العسكر، وإعادتها إلى الناس. لكنها معركة لم تُحسم بعد. وحده الفعل المدني الجريء، المقرون بخطاب واعٍ ومتماسك، يمكنه تحويل هذا التمرد الرمزي إلى نقطة انطلاق لمسار إنقاذ حقيقي.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • مؤتمر لندن والسودان: قراءة تفكيكية في رمزية التمرد وسردية الرفض
  • رد فعل زوجة الخطيب على منشور مصطفى القاضي المسيء
  • هل الذهب الاستثمار الأمثل في الوقت الحالي؟.. خبير اقتصادي يجيب
  • هل ينخفض الدولار الأمريكي بعد قرارات ترامب؟ ..خبير مصرفي يجيب
  • جمعية العودة تناشد العالم: أوقفوا الإبادة في غزة.. لم يعد للحياة معنى
  • بالقانون| سرية التحقيقات في قضايا المسئولية الطبية وحقوق الأطراف المعنية
  • عضو البرلمان الأوروبي السابق مايـك والاس : اليمن يطبق القانون الدولي في عمليـاته الـمـساندة للفلسطينيين
  • دينا أبو الخير تفسر معنى «إن كيدكن عظيم».. فيديو
  • فيفا يطبق قاعدة جديدة لحراس المرمى في مونديال الأندية 2025
  • علي جمعة: الفهم الصحيح لآليات التعامل مع الموروث الإسلامي من أسباب النهضة الحضارية