قالت الشرطة العراقية، ليل الخميس الجمعة، إن قصفا صاروخيا استهدف قاعدة عسكرية تستضيف قوات أميركية بالقرب من مطار بغداد الدولي.

وذكرت الشرطة أن صاروخي كاتيوشا على الأقل سقطا في محيط القاعدة بالقرب من مجمع به قوات أميركية، فيما لم يتضح ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن ضحايا.

وكانت قد تعرضت قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق، الخميس، لهجوم بطائرات مسيرة وصواريخ.

وقالت رويترز، إنه سمع دوي انفجارات عديدة داخل القاعدة، الواقعة في محافظة الأنبار غربي العراق.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، الخميس، إن "قواتنا تصدت لعدة هجمات بالمسيرات في العراق وسوريا"، مضيفا "قواتنا دمرت مسيرتين قرب قاعدة عين الأسد في العراق".

وأكد رايدر أنه "سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية القوات بعد الهجمات على جنود أميركيين بالعراق وسوريا".

وأضاف "نواصل تقييم طبيعة الهجمات التي تعرضت لها قواتنا في العراق وسوريا، وفي السابق ميليشيات مدعومة من إيران نفذت هجمات مشابهة".

وتستضيف قاعدة عين الأسد قوات أميركية وأخرى دولية موجود بناء على دعوة من الحكومة العراقية.

وكانت القيادة المركزية الأميركية قالت في بيان، الأربعاء، إن قواتها اشتبكت مع طائرتين بدون طيار غربي العراق، ما أدى إلى تدمير إحداهما وإلحاق الضرر بالثانية، والتي أدت إلى إصابات طفيفة ضمن قوات التحالف.

وأضافت في بيان، أنه وبشكل منفصل، اشتبكت القوات الأميركية مع طائرة بدون طيار في شمالي العراق، ودمرتها دون وقوع أي إصابات.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات أمیرکیة

إقرأ أيضاً:

هل انتهت القومية العربية بسقوط بشار الأسد؟

جاء سقوط نظام الأسد في سوريا ليكرّس سقوط مقولات القومية العربية ويؤكد فشلها سياسيًا. فسوريا التي حكمها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ عام 1963 انتهى الحال بها إلى حرب أهلية بتدخلات أجنبية.

نشأ حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1947 كصدى لحركات الاستقلال على يد زكي الأرسوزي (1899 – 1968)، وميشيل عفلق (1910 – 1989)، وصلاح البيطار (1912 – 1980).

الإشكالية التي واجهها هؤلاء هي إغراءات السلطة، فقد تولّوا مسؤوليات سياسية في أنظمة قمعية ومركزية قابضة على السلطة بقوة، فصاروا شركاء لها ثم ضحايا لها. فالبيطار، الذي أصبح رئيسًا لوزراء سوريا، اضطر إلى مغادرتها عام 1966، ثم اغتاله النظام السوري في باريس عام 1980.

هل كل هذا مؤشر على مستقبل القومية العربية؟

في حقيقة الأمر، شهدت القومية العربية أزمات متعددة، لكن نكبتها الكبرى الأولى كانت في هزيمة 1967، والتي كانت سببًا في القول بفشل الدولة القومية العربية في مرحلة ما بعد الاستقلال. فصارت الناصرية كنموذج في مهبّ الريح، ثم جاءت وفاة جمال عبدالناصر وصعود أنور السادات فتراجعت القومية في مصر، في حين كان النموذجان البعثيان في العراق وسوريا في صراع دامٍ، خاصة بعد عام 1980.

وكانت قبضة حافظ الأسد القاسية على الحكم في سوريا منذ عام 1971 سببًا في استمرارية حزب البعث في حكم سوريا حتى عام 2024.

إعلان

حقق حزب البعث في العراق نجاحًا وتنمية غير مسبوقة في سبعينيات القرن العشرين، حتى كان يُشار إلى العراق كنموذج للتنمية التي شملت التعليم والصحة وغيرها، غير أنَّ مغامرات صدام حسين أدت إلى نهاية حكمه في عام 2003.

ويمكن القول إن ارتباط القومية العربية بأنظمة الحكم التي صعدت بها إلى السلطة عبر الاستيلاء القسري، لم يُتح للأحزاب القومية العربية التجذر في المجتمعات العربية، فصارت أحزابًا سطحيّة.

يُضاف إلى ذلك عنف السلطات الذي وصل إلى حدّ التطرف في التعامل مع الشعب في كل الحالات، وإن تفاوت هذا العنف من مصر إلى العراق إلى المجازر في سوريا. فهل فقدت القومية العربية بريقها نتيجة لذلك؟

مع سقوط الأسد، لم يعد حزب البعث كما كان، ومع سقوط صدام حُلّ حزب البعث، وبدأ يتلاشى مع مرور الزمن. في حين بقي للناصرية حضور حتى اليوم في مصر، ويعبر عنها أكثر من حزب سياسي، كما أن سياسات عبدالناصر في البناء الاقتصادي والتعليم والعدالة الاجتماعية أوجدت للنموذج الناصري روحًا لا تزال باقية في الوجدان المصري.

سيصبح حزب البعث جزءًا من الماضي في سوريا، وسيصبح مثالًا لفشل القومية العربية، وسينشأ لدينا فراغ فكري أو أيديولوجي يقود السياسة، ليصبح الإسلاميون هم من يحملون رؤى تنظيرية وفكرية قائمة على الدين.

وفي وسط كل هذا، أصبح العرب يبحثون عن طريق جديد، وهذا ما وُلِد في مظاهرات بغداد في ساحة التحرير المناهضة للطائفية واحتكار السلطة باسمها، وفي بيروت حيث يؤسس الشباب لنهج جديد بعيدًا عن المحاصصة، حتى نجحوا في دخول البرلمان، وفي تونس والجزائر.

هذا التيار، الذي يمكن أن نطلق عليه "الطريق الثالث"، هو وليد فشل الإسلاميين في العراق على أرضية مذهبية (شيعة/سنة)، وفشل القوميين العرب في السلطة.

لذا، فإن الطريق الثالث هو نموذج يبلور رؤى وطنية بحتة لا تنكر الروابط العربية القائمة على اللغة العربية والتاريخ المشترك والمصالح المشتركة. إنه طريق الجيل الجديد، الذي يبحث عن نموذج جديد يعبر عنه، وفي ذات الوقت يعترف بالتنوع والتعددية الإثنية، ويبحث عن المصالح العليا للوطن والشعب.

إعلان

إن المتتبع للحالة السورية الحالية سيجد أن حلم التحرر من قبضة الأسد سيذهب مع الوقت ليواجه الناسُ سؤالًا: من سيحكم؟ وعلى أي قاعدة فكرية سيحكم؟ هل يستطيع السوريون تشكيل أحزاب قوية تتفادى مآسي الماضي وتعيد بناء دولة عصرية؟ أم سيرضخون لواقع مفروض عليهم؟

في الواقع، إن ما يتبلور في العراق ولبنان من طريق جديد سيكون صداه في سوريا أوضح، إذ إن السوريين الذين تشردوا وعانوا الأمرّين وشاهدوا نماذج حكم مختلفة لن يقبلوا غير الحرية، وإلا فإن دورة جديدة من العنف والعنف المضاد ستبدأ هناك.

وبناء على ما سبق، فإن الأزمة الحقيقية هي في بناء أفكار لطريق جديد يقود سوريا سياسيًا. ويبدو أن من أسقطوا بشار الأسد يسعون إلى استلهام نموذج رجب طيب أردوغان بما يتحلى به من حنكة براغماتية، أو بناء نموذج آخر مختلف، وهذا ما يجب أن يراهن عليه السوريون، ليكونوا نموذجًا يُحتذى به عربيًا.

سقطت القومية العربية، نعم، لكنها كفكرة لم تسقط، بل باتت في حاجة ماسة إلى أن تتجدد. إن محاولات النقد البناء لأفكارها وممارساتها التي يقوم بها البعض، جعلت إطفاء أي شعلة فكرية أمرًا صعبًا. لكن اتباع هذا الفكر أو ذاك لا يتم عبر السلطة، كما حدث في النموذجين السوري والعراقي، بل يحتاج إلى البناء الأيديولوجي، وهو أمر ليس سهلًا في زمن "الحداثة السائلة" التي لا تؤمن بالأيديولوجيا.

وبغير ذلك البناء الأيديولوجي، لن يكون لكثير من الأنظمة روح، وستحكم تحت مظلة المصالح في صورة براغماتية بحتة، لينتهي بذلك زمن الأيديولوجيا، حتى وإن تمسّحت بصورة عروبية أو إسلامية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • «داعش» يهاجم قاعدة عسكرية في شمال شرق الصومال
  • داعش يهاجم قاعدة عسكرية شمال شرق الصومال
  • هل انتهت القومية العربية بسقوط بشار الأسد؟
  • إلغاء مسيرة قافلة عسكرية روسية في سوريا بعد تدخل وزارة الدفاع
  • نتنياهو: ما حققناه من إنجازات في إيران ولبنان وسوريا كانت أحلامًا بالنسبة لنا
  • بغداد تستضيف نصف المارثون الدولي
  • خاص.. استعداد مشروط لاستئناف التبادل التجاري بين العراق وسوريا
  • أحمد مبارك: دولة الاحتلال قاعدة عسكرية أمريكية هدفها إثارة الفوضى في منطقتنا
  • مسيرات مجهولة تحلق فوق قاعدة عسكرية ألمانية تتدرب فيها قوات أوكرانية
  • العراق وسوريا.. تداخل المصير والمصلحة: لا شأن داخلي بعد اليوم