قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن بغداد ترفض فكرة تهجير سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء، مؤكدا أن المواقف العربية متباينة في هذا الشأن، وأن المنطقة كلها أصبحت تواجه خطر الحرب.

وأكد حسين، خلال مقابلة مع الجزيرة، أن العراق حكومة وشعبا يرفض مبدأ تهجير سكان غزة إلى سيناء، قائلا إن هذا الأمر تم طرحه خلال اتصالات مع الأميركيين والأتراك ودول جوار العراق وأخرى عربية وإسلامية وأوروبية.

وقال الوزير العراقي إن هناك تغيرات في الموقف الأوروبي مما يحدث في غزة لكنها ليست تغيرات جذرية، معربا عن أمله في أن يسفر مؤتمر القاهرة (غدا السبت) عن قرارات توقف العدوان وتؤدي لفتح الممرات أمام المساعدات.

وعن الموقف العربي من العدوان الإسرائيلي على غزة، قال حسين إن المواقف مختلفة إزاء ما يجري في غزة بين التضامن والوضوح ومواقف أخرى، لم يفسرها.

وأكد حسين أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أبلغ عددا من القادة في المنطقة تضامن بغداد الكامل مع فلسطين ودعاهم لدعم هذا التوجه لأن هناك حاجة لدعم مزيد من الدول العربية للضغط على إسرائيل.

وعن موقف العراق من الأزمة، قال حسين إن القانون العراقي يمنع التطبيع مع دولة الاحتلال وبالتالي فالموقف الحكومي ينطلق من قاعدة قانونية واضحة فضلا عن الموقف الشعبي المعروف.

وفيما يتعلق بحسم مسألة عقد القمة المرتقبة في القاهرة قال وزير الخارجية العراقي إنها ما تزال قائمة وستنعقد في موعدها.

وعما يمكن أن تفعله الدول العربية للضغط على إسرائيل، أكد حسين أن بعض الدول العربية لديها علاقات دبلوماسية واتفاقات تطبيع مع إسرائيل، وبالتالي عليها أن تستخدم هذه العلاقات لوقف ما يحدث في غزة.

وأضاف "هناك أهداف أخرى يمكن تحقيقها، بعضها آني يتعلق بما يحدث في غزة وبعضها الآخر مستقبلي يتعلق بكيفية دعم الشعب الفلسطيني حتى يتمكن من تقرير مصيره".

وقال حسين إن تمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم يحتاج ضغطا على الولايات المتحدة واتخاذ مواقف مشتركة للتعامل مع سياسة واشنطن في المنطقة لدفعها نحو الضغط على إسرائيل.

وشدد وزير الخارجية العراقي على ضرورة التواصل مع الولايات المتحدة بشكل جماعي وخصوصا من بعض الدول العربية التي تملك علاقات قوية مع واشنطن وبالتالي يجب خلق مواقف تضامنية مشتركة وليس تحركات أحادية.

وعن احتمالات تحول العراق إلى ساحة حرب في حال توسع الحرب، قال حسين إن كل دول المنطقة في حالة قلق؛ لأن استمرار العدوان واجتياح غزة ربما يوسع ساحات الحرب ويوصل نيرانها إلى مناطق أخرى، وهو ما يجعل العمل العربي المشترك ضرورة لتجنب انتقال المعارك إلى دول أخرى.

وعن موقف الكيانات السياسية العراقية من الحرب، قال حسين إن لكل حزب أو تيار موقفه لكن العراق في النهاية له حكومة عليها العمل على منع وصول الحرب إلى العراق.

لكن حسين أكد في الوقت نفسه أن العراقيين عموما يدعمون الفلسطينيين ويطرحون حلولا لمعالجة الموقف الحالي الخطير لأنه لا يتعلق بالعراق أو بمحيطه فقط وإنما بالمنطقة كلها التي أصبحت في حالة من النار.

ورفض وزير الخارجية العراقي التعليق على احتمالات وجود تحرك عسكري من جانب العراق، قائلا إنه يتحدث عن الحل وليس عن الحرب، لكنه أكد أن التصعيد يأتي من الجانب الإسرائيلي وليس من العرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة العراقی الدول العربیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية السعودية يصف الفلسطينيين الرافضين الاعتراف بالاحتلال بـالمتطرفين

وصف وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، الفلسطينيين الرافضين الاعتراف بالاحتلال، بالمتطرفين ومحبي الحرب، وبأنهم عقبة أمام ما وصفه بـ"السلام".

وقال ابن فرحان في مقال كتبه بصحيفة فايننشال تايمز: " من الضروري أن نفهم أن العقبات الحقيقية أمام السلام ليست الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يتوقون إلى الاستقرار والتعايش، بل المتطرفون ومحبو الحرب على الجانبين الذين يرفضون الحل العادل ويسعون إلى نشر هذا الصراع في جميع أنحاء منطقتنا وخارجها، لا ينبغي لهؤلاء المتطرفين أن يملوا مستقبل شعوبنا أو يفرضوا الحرب عليهم".



وأوضح في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أن "أصوات الاعتدال لابد وأن ترتفع فوق ضجيج الصراع، ومن مسؤوليتنا الجماعية أن نضمن سماعها، ولقد شهدنا مثابرة السلطة الفلسطينية في الحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية المحتلة على الرغم من العقبات التي لا هوادة فيها. ولابد وأن ندعم التزامها بعدم العنف والتعاون".

وتابع: "لا يمكن التوصل إلى حل دائم دون أن تكون غزة والضفة الغربية المحتلة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وعلى العكس من ذلك، فقد أصبح من الواضح منذ فترة طويلة أن الدفاع عن النفس ليس الهدف الأساسي لإسرائيل في هذه الحرب، بل يبدو أن الهدف هو القضاء على الظروف اللازمة للحياة بأي قدر من الكرامة لعقود قادمة".

وقال إنه "من خلال مواصلة الهجوم على غزة الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، ونزوح ما يقرب من مليوني شخص، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وفرض القيود على الحركة، تخلق إسرائيل واقعا يقلل من احتمالات قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، وإن تعنت إسرائيل لا يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات وتآكل الثقة، مما يجعل المفاوضات الدبلوماسية صعبة بشكل متزايد، ويطيل معاناة الجانبين ويدفع المنطقة إلى حرب أوسع نطاقا".

وشدد على أن "تقرير المصير حق غير قابل للتصرف لا يستحقه الشعب الفلسطيني فحسب بل ويحق له ذلك، لقد عمل دبلوماسيونا بلا كلل إلى جانب آخرين لضمان الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة على مستوى العالم وأحث الدول التي أعربت سرا عن استعدادها للقيام بذلك على اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة علنا الآن هو الوقت المناسب للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ".

وأشار إلى أن مجرد الاعتراف بفلسطين ليس كافيا "ويجب أن نطالب بمزيد من المساءلة بما يتماشى مع آراء محكمة العدل الدولية، وهذا يشمل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وفرض تدابير عقابية ضد أولئك الذين يعملون على تقويض الدولة الفلسطينية وحوافز لأولئك الذين يدعمونها".



وقال وزير الخارجية السعودي، إن "تحالفا عالميا من أعضاء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يدعم الآن الجهود الدبلوماسية من أجل وقف إطلاق النار الدائم، والإفراج عن الرهائن والمعتقلين، ومعالجة المعاناة الإنسانية لأولئك في غزة، وهذا التحالف سيسعى إلى تعزيز التدابير الملموسة لدعم القانون الدولي وإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين في إطار جدول زمني واضح".

ولفت إلى أن الدولة الفلسطينية شرط أساسي للسلام، وليس نتيجة ثانوية له، و"هذا هو المسار الوحيد الذي يمكن أن يقودنا إلى الخروج من دائرة العنف هذه وإلى مستقبل حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش في سلام وأمن واحترام متبادل، ودعونا لا نؤجل الأمر أكثر من ذلك".

مقالات مشابهة

  • وزير العمل يبحث التعاون مع نظيره العراقي
  • كلّف العرب كثيرًا.. أنور قرقاش يثير تفاعلًا بتدوينة عن زمن الميليشيات في الدول العربية والمنطقة
  • ناشطون يهاجمون مقر جامعة الدول العربية في تونس احتجاجا على موقفها من الحرب على فلسطين ولبنان
  • دعم شعبي ثابت في الدول العربية للفلسطينيين من دون تأثير على الحكومات
  • وزير خارجية السعودية يصف الفلسطينيين الرافضين الاعتراف بالاحتلال بـالمتطرفين
  • جامعة الدول العربية: نقف صفاً واحداً ضد استهداف لبنان
  • أمين عام مساعد الجامعة العربية: نقترب بشدة من اندلاع حرب إقليمية
  • الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية يبدأ بالوقوف دقيقة حدادا على شهداء فلسطين ولبنان
  • عمرو موسي والسفير العراقي بالقاهرة يبحثان القضايا العربية على الساحة الدولية
  • اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية الخميس بناءً على دعوة العراق