كشف تحقيق أجرته وحدة التحقيقات الاستقصائية مفتوحة المصدر بشبكة الجزيرة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد تضليل الإعلام والرأي العام في روايته حول استهداف مستشفى الأهلي (المعمداني) الواقعة بمنطقة حي الزيتون بمدينة غزة، والذي أدى إلى استشهاد وجرح المئات من المدنيين وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.

ويستند التحقيق على تحليل الصور وبناء الخط الزمني للأحداث من خلال البث الحي لقناة الجزيرة -الذي وثق القصف- وصور حية أخرى من داخل إسرائيل ومشاهد من شهود عيان بغزة، للحظات التي سبقت حادثة قصف مستشفى المعمداني، وتحديد مواقع جغرافية لاتجاهات التصوير الرئيسية.

وخلُص التحقيق، إلى أن رشقة الصواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية قبل قصف المستشفى، اعترضت كلها من قبل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي (القبة الحديدية) وكانت قبل فاصل زمني من قصف المستشفى المعمداني، وهو ما ينفي -بشكل قاطع- ادعاء إسرائيل بسقوط صاروخ فلسطيني عن طريق الخطأ على المستشفى، ويناقض إعلان جيش الاحتلال وتنصله من مسؤولية استهداف المستشفى.

وتتفق نتيجة التحقيق مع تحقيقات أخرى قام بها خبراء عسكريون أكدت أن حجم الانفجار يتسق مع القصف والذخيرة الإسرائيلية (الذي يكون أشد قوة) ولا يتسق مع الانفجارات الناجمة عن صواريخ المقاومة الفلسطينية.

ويقول رئيس قسم العظام بمستشفى المعمداني الطبيب فضل نعيم، إن "الجروح التي أصيب بها الضحايا عبارة عن جروح قطعية، وتشير إلى أن القنبلة التي استخدمت من نوع خاص"، حيث المقصود هو قتل أكبر عدد من الأفراد.

وأضاف "أنا شاهدت الجروح فكانت كما لو أن هناك سكاكين انفجرت في الجموع وقطعت أجسادهم وأطرافهم"، مشيرا إلى أن نوعية القذيفة المستخدمة تسبب مثل هذه الإصابات.

وتابع أن القوة التدميرية والنوعية لهذا القصف ما زالت آثارها مستمرة حتى الآن "فأمس صباحا (الأربعاء) وجدنا جثة طفل فوق أحد أسطح المستشفى، وفي المساء وجدنا جثة طفل آخر في الكنيسة الموجودة داخل المستشفى، ووجدنا رؤوس أطفال فوق المباني".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تجويع ممنهج بغزة و25 ألف مريض بحاجة لإجلاء طبي

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة -اليوم الأربعاء- إن القطاع وصل إلى مرحلة كارثية بعد انتهاج الاحتلال سياسة التجويع، في حين أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن 25 ألف مريض وجريح يحتاجون لإجلاء طبي فوري من القطاع.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي -في مؤتمر صحفي بمستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع- إسماعيل الثوابتة "ندق ناقوس الخطر، فشعبنا الفلسطيني وصل إلى مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة".

وأوضح الثوابتة أن الاحتلال يمارس سياسة التجويع في حق الشعب الفلسطيني، خاصة شمال القطاع، مؤكدا أن الاحتلال ما زال يغلق جميع المعابر والمنافذ، ويمنع إدخال المواد الغذائية، لتطبيق خطة الجنرالات في القطاع.

وحمّل الثوابتة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن "الجريمة الكارثية المركبة" التي يرتكبها في قطاع غزة، داعيا العالم إلى إدانة إسرائيل و"انتهاكها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف".

شرط أممي

من جانبها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار سيغريد كاغ إن أهم مقياس بالنسبة للمنظمة، هو وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في غزة وليس فقط مرورها عبر المعابر للقطاع.

وأفادت كاغ في إحاطة قدمتها لأعضاء مجلس الأمن الدولي، بأن هناك أطرافا تتحمل مسؤولية عدم وصول المساعدات للناس في غزة.

إعلان

كما دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إلى إدارة أزمة الغذاء الخطيرة بشكل فوري وسريع، وناشد المجتمع الدولي ضرورة استدراك الواقع الإنساني الصعب بشكل فوري لتجاوز أزمة الغذاء الحالية بغزة.

استهداف المستشفيات

بدروه، قال مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إن 25 ألف مريض وجريح يحتاجون لإجلاء طبي فوري من قطاع غزة.

وأوضح مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن المستشفيات في غزة تتعرض لحصار متواصل من قبل قوات الاحتلال، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الكارثة الإنسانية في غزة.

كما قال مسؤول صحي فلسطيني اليوم، إن عمليات النسف التي نفذها الجيش الإسرائيلي -فجرا- فاقمت من تدهور الأوضاع في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وأدت إلى تضرر شبكة المياه والأكسجين داخله.

وفي وقت سابق، قال شهود عيان لوكالة لأناضول، إن الاحتلال نفذ عمليات نسف واسعة وغير مسبوقة لأحياء سكنية في مناطق مختلفة من بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال القطاع.

كما أوضح مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، للأناضول أن "ليلة سيئة" مرت على محافظة الشمال، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي روبوتات مفخخة وفجرها في كل زوايا وشوارع بيت لاهيا.

وأكد أبو صفية أن تلك الانفجارات أحدثت رعبا في صفوف المرضى والمصابين داخل المستشفى، واصفا الوضع بأنه ما زال سيئا، فإطلاق النيران العشوائية متواصل حتى اللحظة".

وأوضح مدير مستشفى كمال عدوان أن المنظومة الصحية ما زالت تعاني بسبب قلة الإمكانات المتوفرة، لافتا إلى مواصلة تقديمها الخدمة بالحد الأدنى.

وأشار أبو صفية إلى حاجة مصابين ومرضى داخل مستشفى كمال عدوان لخدمة طبية متقدمة، مستدركا: "لكن للأسف لا أحد يساعدنا بإدخال الوقود والمستلزمات".

وتشهد المنظومة الصحية بالقطاع لا سيما في الشمال، واقعا مأساويا جراء استهداف إسرائيل للمستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وحصارها المفروض على القطاع ومنعها دخول الأدوية ومستلزمات الصحة، وإيقافها حركة خروج المرضى والجرحى للعلاج خارج القطاع.

إعلان

ويتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على مختلف مناطق قطاع غزة خاصة محافظة الشمال التي ينفذ فيها الجيش عملية عسكرية منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويأتي ذلك ضمن مواصلة إسرائيل حربها المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلفة نحو 151 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة.

مقالات مشابهة

  • الصحة: التحقيق في عدم اتباع معايير مكافحة العدوي مع طفل باستقبال مستشفى الحسينية
  • بعد الانتهاء من أعمال الترميم.. افتتاح مستشفى العيون بغزة خلال أيام
  • تحقيق استقصائي لـ«الوطن».. «أغذية الرصيف» بها سُـمٌّ قاتلٌ
  • وزير الشئون النيابية: الإصلاحات التي تقوم بها مصر هدفها تحقيق مصلحة المواطنين
  • تجويع ممنهج بغزة و25 ألف مريض بحاجة لإجلاء طبي
  • إبادة شمال غزة.. مدير مستشفى كمال عدوان يكشف جرائم الاحتلال الوحشية
  • مستشفى كمال عدوان: نتلقى استغاثات لإنقاذ مصابين ولا نستطيع بسبب الحصار
  • “أطباء بلا حدود”: لا مكان آمن بغزة ولا أحد بمنأى عن الخطر
  • الصحة بغزة: 60 جريحًا بالمستشفى الإندونيسي يواجهون خطر الموت
  • بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت به.. مستشفى يعود للخدمة في بعلبك