الجديد برس:

كشف تحقيق صحفي عدم وجود أي أساس لادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الغارة على المستشفى الأهلي المعمداني في غزة كانت بسبب فشل إطلاق صاروخ من أحد فصائل المقاومة، والتي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى.

وفي التحقيق الذي أجرته وكالة سند في شبكة الجزيرة، استند إلى لقطات مثبتة بالوقت من عدة مصادر، أثبت كيف تعمد الاحتلال الإسرائيلي تضليل الإعلام والرأي العام في روايته حول استهداف مستشفى المعمداني (الأهلي) الواقع بمنطقة حي الزيتون بمدينة غزة.

وكشف التحقيق أن تصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلي أساءت تفسير الأدلة لبناء روايته الكاذبة، مفادها أن إحدى الومضات التي سجلتها عدة مصادر كانت خطأ في إطلاق الصاروخ.

وبناءً على مراجعة تفصيلية لجميع مقاطع الفيديو، خلص التحقيق إلى أن الوميض الذي نسبه جيش الاحتلال إلى خطأ في إطلاق النار، كان في الواقع متسقاً مع نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي “القبة الحديدية” الذي اعترض صاروخاً تم إطلاقه من قطاع غزة وتدميره في الجو.

التحقيق اعتمد على تحليل الصور وبناء الخط الزمني للأحداث من خلال البث الحي لقناة الجزيرة وصور حية أخرى من داخل “إسرائيل” ومشاهد من شهود عيان في غزة، للحظات التي سبقت حادثة قصف مستشفى المعمداني، وتحديد مواقع جغرافية لاتجاهات التصوير الرئيسية.

روايات متضاربة ومقاطع مصورة قديمة ومسح وتعديل للمنشورات..
تحقيق أجرته وكالة سند في شبكة الجزيرة، يثبت كيف تعمد الاحتلال تضليل الإعلام والرأي العام في روايته حول استهداف مستشفى المعمداني. pic.twitter.com/x3ldwt1oR0

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) October 19, 2023

“حماس” تفند

وكانت حركة حماس قد أصدرت مذكرة حول تفنيد مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن تنصله من مسؤولية مجزرة المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في مدينة غزة.

ووضعت حركة حماس، في مذكرتها أدلة قاطعة على قيام الاحتلال بهذه الجريمة، مشيرةً إلى أن الاحتلال منذ بداية العدوان لم يميز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وقد استهدف القصف خدمات الطوارئ وسيارات الإسعاف والدفاع المدني والمدارس والمساجد والكنائس بشكل ممنهج، كما أنه أرسل عدة تحذيرات لعدة مستشفيات، تحذرها بالإخلاء في الأيام الماضية.

ومن الأدلة التي أوردتها حركة حماس، تأكيد مديري مستشفيات في غزة اتصال الاحتلال بهم ومطالبتهم بالإخلاء الفوري، بحجة أن المستشفى يقع ضمن “النطاق الجغرافي للعمليات العسكرية الإسرائيلية”، وأبرز المستشفيات التي تلقت اتصالات من الاحتلال هي (العودة، وكمال عدوان، والإندونيسي، والقدس، والمعمداني، والكويتي).

بحسب البيان، ففي يوم 14 أكتوبر، وفي تمام الساعة الثامنة والنصف مساء، أطلق الاحتلال قذيفتين باتجاه المستشفى المعمداني، ثم اتصل جيش الاحتلال بمدير المستشفى د.ماهر عياد يسأله: “إننا حذرناكم أمس بقذيفتين فلماذا لم تخلوا المستشفى حتى اللحظة؟”.

كما أخبر مدير المستشفى مطران الكنيسة الإنجيلية في بريطانيا باتصال جيش الاحتلال، الذي اتصل بدوره بالمنظمات الدولية قبل أن يرسل إلى المستشفى رسالة اطمئنان أن باستطاعتهم البقاء في المستشفى.

كما أشار البيان إلى مسارعة المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال بنشر تصريح عبر منصتي إكس وتليغرام فور وقوع المجزرة، قال فيه: “كنا قد أنذرنا بإخلاء مستشفى المعمداني وخمسة مستشفيات أخريات؛ كي لا تتخذها منظمة حماس ملاذاً لها”، لكنه سرعان ما حذفه.

كما أكد البيان، أنه قبيل وخلال الحدث لم تطلق فصائل المقاومة أي صواريخ تجاه الاحتلال، ولم تفعّل صفارات الإنذار لدى الاحتلال، ولم تنطلق مضادات القبة الحديدية.

فيما أكد البيان أن طائرات الاستطلاع للاحتلال تقوم بتصوير ورصد كل شبر في قطاع غزة، فإذا كانت الصواريخ بفعل صواريخ المقاومة، فليخرج للعالم بصورة واحدة تدلل على ذلك.

كما تساءل البيان حول ادعاء الاحتلال أن المجزرة بفعل صواريخ “الجهاد الإسلامي٫، فكيف استطاع الاحتلال أن يحدد ويميز بين صواريخ المقاومة فور إطلاقها (كما يدعي)؟

كما أشار البيان إلى أن صواريخ المقاومة صواريخ محلية الصنع، وليست لديها قوة تدميرية كالتي تسبب قتل المئات في ضربة واحدة.

كما قال البيان إن “منظومة الاحتلال الحربية توثق وتسجل كل عملياتها باليوم والساعة والدقيقة والثانية، وفي كل المرات السابقة كانت تخرج منظومته الإعلامية لتعلن أو تنفي ما هو أقل من هذه المجازر، فما الذي جعلها تنتظر أكثر من 4 ساعات سوى نسج السيناريوهات؟!”.

وتعرض المستشفى المعمداني في غزة، مساء الثلاثاء، لـ”مجزرة إسرائيلية خلفت 471 قتيلاً، منهم 28 حالاتهم حرجة”، إضافة إلى 314 إصابة بجراح مختلفة، بحسب وزارة الصحة في غزة.

وأثارت المجزرة غضباً عالمياً واسعاً وإدانات شديدة في عواصم عدة، باعتبارها “جريمة حرب”، مع اتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، ودعوات إلى “ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني”.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الجاري، شن غارات مكثفة على غزة، ويقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.

*الجهاد الإسلامي: فبركة العدو للأكاذيب بشأن مجزرة المعمداني خطيرة وتمهد لاستهداف مستشفيات أخرى

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن “فبركة جيش الاحتلال الإسرائيلي للأكاذيب بشأن مجزرة المستشفى المعمداني خطيرة وتمهد لاستهداف مستشفيات أخرى”.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان: “كعادته في فبركة الأكاذيب، يحاول العدو الصهيوني جاهداً التنصل من مسؤوليته عن المجزرة الوحشية التي ارتكبها بقصفه المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في غزة، وتوجيه أصابع الاتهام نحو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين”.

وأضاف البيان: “إننا إذ نؤكد أن الاتهامات التي يروج لها العدو هي اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، وبأن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، كما باقي قوى المقاومة في غزة، لا تستخدم دور العبادة ولا المنشآت العامة، ولا سيما المستشفيات، مراكز عسكرية أو لتخزين الأسلحة أو لإطلاق الصواريخ، وأن العدو يردد هذه الأكاذيب لتبرير استهدافه لهذه المراكز وعلى رأسها المستشفيات، وهو اتهام خطير يهدف من ورائه إلى التنصل من المسؤولية عن جريمته واستهداف مستشفيات أخرى، فإننا نلفت إلى ما يلي”:

-أولاً: تلقى مستشفى المعمداني ومستشفيات أخرى في قطاع غزة، أمام مرأى العالم أجمع، تهديدات علنية بالإخلاء تحت طائلة القصف، وقد ردد عدد من المسؤولين في الكيان هذه التهديدات، عبر وسائل الإعلام على مدى أيام، دون أن يحرك العالم شيئاً لردعه وزجره.

-ثانياً: تضارب الروايات التي يقدمها العدو تكشف كذبه وأن ما يردده على وسائل الإعلام هو محض فبركة وافتراء، ففي حين زعم المتحدث باسم خارجية الكيان، لئور بن دور، “تخزين أسلحة ومتفجرات بشكل متعمد داخل المستشفى”، وبأن “الانفجار وقع داخل المستشفى عقب إطلاق الصواريخ من محيطها”، زعم بيان لجيش الكيان بأن “محاولة إطلاق صواريخ فاشلة أصابت المستشفى”، زاعماً بأن المستشفى تعرض “لهجوم صاروخي فاشل”… ما يؤكد عدم اتفاق الكاذبين على رواية واحدة، بين إطلاق من داخل المستشفى أو تعرضه للصواريخ من خارجها.

-ثالثاً: إن وجود عدد كبير من المراسلين الميدانيين، وشهود العيان، والفيديوهات التي صورت لحظة قصف المستشفى، وزنة الرأس المتفجر، وزاوية سقوط القنبلة، وحجم الدمار الذي خلفته، كلها موثقة وتؤكد أن الاستهداف كان بقصف جوي أطلق من طائرة حربية مشابهة تماماً للقصف الذي يشاهده العالم على مدار الساعة في قصف البيوت الآمنة والأبراج في قطاع غزة.

-رابعاً: إن محاولات العدو التنصل من مسؤوليته عن جرائمه التي يرتكبها مع سبق الإصرار والترصد، ليست جديدة، وهي شبيهة بالمزاعم التي رددها للتنصل من اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، واستهداف الأطفال في مخيم جباليا أثناء معركة وحدة الساحات، والتي عاد جيش الكيان لاحقاً واعترف بمسؤوليته عنها بعدما ردد المزاعم نفسها بأن صواريخ المقاومة هي التي تسببت بها.

-أخيراً: إننا نربا بالصحافة الحرة وبالإعلام أن ينجر وراء أكاذيب العدو وفتح المجال أمامه لترويج ادعاءاته وأباطيله”.

 

An Al Jazeera digital investigation found no grounds for the Israeli army's claim that the strike on the al-Ahli Arab hospital in Gaza was caused by a failed rocket launch. pic.twitter.com/DQsrBXfwmL

— Al Jazeera English (@AJEnglish) October 19, 2023

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: حرکة الجهاد الإسلامی الاحتلال الإسرائیلی مستشفى المعمدانی صواریخ المقاومة جیش الاحتلال قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي: فرنسا متورطة مع الاحتلال في مخططات لتهجير الكفاءات الفلسطينية من غزة

#سواليف

أعلن رئيس المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان #رامي_عبده تورط #فرنسا في التنسيق المباشر مع #الجيش_الإسرائيلي لتنفيذ #مخطط لتهجير الكفاءات الفلسطينية وعائلاتهم من قطاع #غزة.

وقال عبده إنه “حصل على معلومات تثبت تورط السفارة الفرنسية بعمليات إجلاء تستهدف حملة #الدكتوراه و #الأطباء والمهندسين والمؤرخين ومختصي الثقافة والآثار من غزة”.

وأضاف أن “عملية ترحيل جديدة مخطط لها الأربعاء، تجري بسرية تامة وبحماية مباشرة من الجيش الإسرائيلي”.

مقالات ذات صلة “سي إن إن” تنشر لأول مرة لوحة لترامب أهداها له بوتين في مارس الماضي / شاهد 2025/04/23

وتابع: “يتم تجميع هؤلاء فجرا في حافلات وسط القطاع، ونقلهم إلى مطار رامون تحت حماية من الطيران الحربي الإسرائيلي “.

وأشار إلى أنه طلب توضيحا عاجلا من القنصلية الفرنسية في القدس، لكنه لم يتلق أي رد حتى الساعة، لا من القنصلية ولا من الحكومة الفرنسية.

وشدد على أن “هذه العملية تأتي في إطار #مخطط_إسرائيلي أوسع يهدف إلى #تفريغ_غزة من نخبتها العلمية والإنسانية، بالتنسيق مع أطراف دولية، وعلى رأسها فرنسا”.

ولفت إلى “وجود وحدة مستحدثة في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة– المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة– تتولى ملف تهجير الفلسطينيين بشكل منظّم ومرحلي، بدءا بأصحاب الشهادات العليا، تمهيدا لاستقدام عائلاتهم لاحقا، في محاولة لتغيير البنية الديمغرافية والاجتماعية للقطاع”.

وشدد عبده على أن “التعاون الفرنسي الإسرائيلي في هذا السياق يعد خرقا فاضحا للقانون الدولي، ويضع فرنسا أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية جسيمة، خاصة في ظل صمتها عن ممارسات التهجير القسري التي تُنفذ تحت غطاء الإجلاء الإنساني”.

ويشهد قطاع غزة انهيارا شبه كامل ولاسيما في المنظومة الصحية، ويموت مئات الجرحى لعدم توفر الكوادر والمعدات الطبية الأساسية، بفعل استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية منذ 18 شهرا.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مدرسة يافا التي تؤوي نازحين بحي التفاح
  • الاحتلال يقصف مستشفى للأطفال بمدينة غزة ودعوات لحماية الهيئات الطبية
  • الأورومتوسطي: فرنسا متورطة مع الاحتلال في مخططات لتهجير الكفاءات الفلسطينية من غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف مستشفى الدرة للأطفال والمنازل والخيام بقطاع غزة ويعتقل 12 فلسطينيًا
  • اشتباكات ضارية للمقاومة من نقطة صفر مع جنود الاحتلال في أحد المنازل بغزة / فيديو
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف مستشفى الدرة للأطفال في قطاع غزة
  • برنامج «من مصر» يؤكد رفض «القاهرة» سياسة الأمر الواقع: لا شرعية للتوسع الإسرائيلي بالقوة|فيديو
  • المرصد الأورومتوسطي: فرنسا متورطة مع الجيش الإسرائيلي في مخططات لتهجير الكفاءات الفلسطينية من غزة
  • 26 شهيدا جراء القصف الإسرائيلي على خيام النازحين في غزة ..فيديو
  • قصف إسرائيلي يستهدف المستشفى المعمداني شرقي مدينة غزة