الثورة نت:
2024-10-02@04:01:52 GMT

البروفيسور/ علي يافعي في موكب الخالدين

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

 

ودَّعت جامعة عدن، ومدينة عدن واليمن عموماً الفقيد العزيز البروفيسور/ علي أحمد الوالي اليافعي “أبا أحمد” في يوم حزين جداً، ودَّعته أسرته القريبة، وطلابه وزملاؤه ورفاق دربه بسيل من دموع الفراق الحزين، مُسلِّمين أمرهم لله عز وجل، وبألم طاغ لفراق عزيز عليهم عاش معهم طيلة ما يزيد عن سبعة عقود ونيف من السنوات.


ففي يوم السبت 23 سبتمبر 2023م، شيَّع محبوه جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير في لحظة وداع مؤلمة وموجوعة وصاعقة، في وداع أبدي مهيب، مستسلمين ومسلمين للإرادة الربانية بأزلية الحياة والموت للإنسان على مر العصور والأزمان.
ينتمي البروفسور/ علي اليافعي إلى أسرة يمنية يافعية مثقفة، وإخوته جميعهم مؤهلون علمياً وناشطون في المجال السياسي الذي يخدم أهدافهم وتوجهاتهم، وأبناؤهم سلكوا ذات الطريق في المجال العلمي والثقافي وحتى السياسي، وحتى أبناء عمومتهم انتهجوا ذات المنهج العلمي والثقافي والإنساني، والعديد منهم ينتمون لجامعة عدن ولحج وينتسبون للأسرة الأكاديمية المثقفة، والآخرون موزعون في الأجهزة الحكومية والخاصة.
تعرفت على البروفيسور/ علي اليافعي مُنذ ما يقارب النصف الأول من ثمانينيات القرن العشرين، وكان زميلاً محترماً يبادل الآخرين ذات الاحترام والتقدير والوقار.
تعمقت علاقتي الأخوية وزمالتي الأكاديمية به بعد أن كُلفت بقرار جمهوري لرئاسة جامعة عدن في منتصف 2008م، ووجدته عميداً لكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن، وعند تقييمي لنشاطه القيادي الأكاديمي وجدته كادراً مؤهلاً تأهيلاً عاليا، وثقافته الأكاديمية متميزة، ومستواه العلمي رفيع، ولذلك استمر معي كزميل وصديق يقود العمل الأكاديمي بالجامعة كعميد دون أن أنوي تغييره واستبداله بزميل آخر، بالرغم من اختلافنا السياسي الحزبي الواضح بيني وبينه.
استمر يقود العمل الأكاديمي طيلة بقائي كرئيس للجامعة حتى يوليو 2015م حينما حلت كارثة تدخل العدوان العسكري السعودي والخليجي على مدينة عدن والجمهورية اليمنية في مارس 2015م.
اصطحبته معي في عدد من الرحلات والأسفار الأكاديمية لعدد من بلدان العالم، وشارك معي في التوقيع على عدد من البروتوكولات والاتفاقيات الأكاديمية والعلمية لعدد من الجامعات الأجنبية، كالجامعات الألمانية والإيطالية والروسية والسعودية والأردنية والمغربية والمصرية، وكان خير رفيق في الطريق لعدد من البلدان التي سافرنا إليها وقصدناها، وكذلك في رجاحة رأيه الأكاديمي في المشورات العلمية الأكاديمية والثقافية.
يقولون في الأمثال الشعبية “عليك باختيار الرفيق قبل الطريق” وهذا هو حال ونفسية صديقي الغالي البروفسور/ علي أحمد يافعي “أبا أحمد” رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
لقد خسرت شخصياً صديقاً عزيزاً ورفيق درب يعتمد عليه في المشورة العلمية والأكاديمية وحتى السياسية، لأن الاختلاف بيننا في الرأي لا يفسد للود قضية، كما يقول العرب في ثقافتهم وتراثهم.
أتذكر بأني اصطحبته معي في الوفد الاكاديمي الأخير لجامعة عدن متجهين إلى جمهورية روسيا الاتحادية لزيارة عدد من المؤسسات الأكاديمية والثقافية، ومنها زيارة جامعة موسكو الحكومية، جامعة الصداقة مع الشعوب، وجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية، وكذلك العديد من المراكز والكليات البحثية ذات التاريخ العريق، وكان عدد من الزملاء ضمن الوفد وهم: البروفيسور/ علي أحمد يافعي، البروفيسور/ محمد عوض سالم الصبيحي، والبروفيسور/ يعقوب عبدالله قاسم، والبروفيسور/ محمد طه شمسان، والدكتور/ سابر عباد باحلوان، كانوا جميعاً خير من يمثل جامعة عدن على أحسن وجه وتمثيل، وكان وفدنا الأكاديمي لم يكتف بزيارة الجامعات والمراكز البحثية، بل إنه عمل وقام بإلقاء محاضرات سياسية وثقافية عدة حول الأوضاع في الجمهورية اليمنية على أساتذة وطلاب كليات الاستشراق واللغات والتاريخ في الجامعات الروسية، وأتذكر بأن العلماء المستشرقين الروس قد تفاعلوا تفاعلاً كبيراً مع القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية اليمنية يومذاك.
يستحق الصديق البروفيسور/ علي اليافعي من محبيه وطلابه وأسرته بأن يوثقوا جزءاً من تاريخه السياسي والأكاديمي والنقابي، في كتاب يشمل ويوثق تاريخه الطويل والمتشعب، والجاد، كيف لا وهو قد امضى الجزء الأهم من حياته يخدم بجد واجتهاد جميع المؤسسات التي عمل فيها، وأنه قد خدم شخصياً عدداً كبيراً من الأفراد والجماعات كي يلتحقوا في العمل الأكاديمي بجامعة عدن ولحج وأبين، هؤلاء جميعاً معنيون بتوثيق أعماله وأنشطته، كما أن جامعة عدن معنية بالاهتمام بتوثيق تاريخه كي يصبح جزءاً من وثائق ذاكرة جامعة عدن التي تأسست منذ ما يزيد عن عقد من الزمان، وهو العمل الموثق والمكتوب والمنقوش على جدار ولوحة جامعة عدن الخالدة بإذن الله، هذا وحده ما سيخلد ذكرى صديقنا على مر الأجيال.
إضافة إلى إعادة ترتيب وطباعة كتابه الأكاديمي الطبي المنهجي (الكتاب الجامعي) الذي حدثني حوله مراراً في رحلاتنا المتكررة معاً للخارج.
ذاكرة جامعة عدن من الدوائر والإدارات الهامة في المؤسسة والحفاظ عليها وتطويرها غاية في الأهمية، لأن كل أعمالنا ستندثر نحن الاكاديميين ولن يبقى لنا أي أثر سوى ما تحتفظ به أضابير وأرفف تلك الذاكرة، ولهذا الجميع معني بالحفاظ عليها، لأنها ستحفظ للأجيال نماذج من الكتب الجامعية والصور الفوتوغرافية والمحاضر الأكاديمية والعديد التي ستُذكِّر الأجيال القادمة بما أنجزه جيلنا من أعمال وأنشطة وذكريات، هكذا تعمل الجامعات المحترمة في العالم، ونحن كما أظن وأعتقد وأجزم بأننا ننتمي إلى تلك الجامعات العالمية المحترمة والعريقة التي تحافظ على ذاكرتها.
في آخر مرثاتي المتواضعة الحزينة على صديقي المغفور له/ علي اليافعي “أبا أحمد”، أدعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه جناته الواسعة وأن يلهم أهله وطلابه وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
بسم الله الرحمن الرحيم [يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي]· صدق الله العظيم.
?وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ?

*رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تدشين 100 منحة دراسية بفروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية

شَهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى، مَراسم توقيع مُذكرة تفاهم بين الوزارة، وشركة العاصمة الإدارية للتنمية العُمرانية، بهدف تقديم 100 منحة دراسية كاملة بفروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية لخريجي الثانوية العامة المتفوقين من أبناء محافظات الصعيد من المدارس الحكومية، وذلك بحضور رؤساء فروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية باستكمال مُبادرة "100 حلم للمستقبل.. التعليم بالعاصمة الإدارية".

قام بالتوقيع على مُذكرة التفاهم الدكتور عبد الوهاب عزت القائم بعمل أمين عام مجلس شئون فروع الجامعات الأجنبية مُمثلا عن وزارة التعليم العالى، والمهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العُمرانية، ورؤساء أفرع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مُمَثلين عن تلك الأفرع وهم: الدكتور رامي سلام، رئيس الجامعات الكندية، الدكتور طارق هاشم نائب رئيس الجامعات الأوروبية في مصر، الدكتور ياسر صقر رئيس مؤسسة جامعات المعرفة الدولية المُستضيفة لفرعي جامعة كوفنتري وفرع جامعة نوفا، والسيد مُعتز السيد غانم رئيس مؤسسة جلوبال الجامعية المستضيفة لجامعة هيرتفوردشاير الانجليزية ورئيس مجلس الأمناء، والسيد صلاح حجازي مدير عام الجامعة الألمانية الدولية.

وفي كلمته خلال مَراسم التوقيع ثَمن الوزير جهود الجامعات المُشاركة في المُبادرة الرئاسية، مُؤكدًا أن مُذكرة التفاهم تأتي انطلاقًا من الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ومُبادرة " 100 حلم للمستقبل.. التعليم بالعاصمة الإدارية" التي أطلقتها شركة العاصمة الإدارية للتنمية العُمرانية والتى تم تدشينها العام الماضي ورَحَبت بها المُؤسسات المُشاركة من الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، من خلال توفير (100) منحة دراسية لأوائل الثانوية العامة من أبناء محافظات الصعيد من المدارس الحكومية، في مُختلف البرامج والتخصُصَات العلمية، بواقع 20 منحة دراسية من كل جامعة، بحيث يتم قبول الطلاب وفقًا لمعايير القبول الخاصة بكل جامعة.

وأكد الوزير أن تقديم منح للطلاب المتفوقين يتسق مع مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وذلك من واقع المسئولية المُجتمعية في تحقيق هدف تَنموي شامل لقطاع تعليمي مُستدام بكافة أنحاء الجمهورية، مُشيرًا إلى أهمية المنح الدراسية كأداة حيوية في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتسهيل وصول الطلاب لتحصيل المهارات المُختلفة المُؤهلة لسوق العمل، بما يُحقق طموحاتهم أكاديميًا ومهنيًا.

وَوَجه الوزير بضرورة تقييم ما تم من إنجاز خلال العام الماضي مع الاستمرار في تقديم كافة سُبل الدعم المادي والمعنوي والنفسي للطلاب، بالإضافة إلى توفير فرص التدريب الصيفي وإكساب الطلاب المهارات المطلوبة لسوق العمل.

كما شدد على ضرورة توفير سبل الإقامة والإعاشة والانتقالات، وكذلك الوسائل التعليمية والتكنولوجية المختلفة للطلاب، مُوضحًا أن الوزارة تقوم بدورها في تقديم الإرشاد الأكاديمي، عن طريق مُعاونة الطالب الحاصل على المنحة في اختيار نوع التخصص، ومُتطلبات التخرج وتقديم المُساعدة له، للتكيف مع البيئة الجامعية، والتغلب على الصعوبات التي تعترضه، واتخاذ القرارات المناسبة التي تتصل بحاجاته الدراسية والشخصية بشكل عام، وجَعله يتخذ القرار المُناسب بشأن الحلول اللازمة للصعوبات التي يعاني منها، فضلا عن دَعم المسار المهني للطلاب حال تخرجهم، عن طريق رَبطهم بسوق العمل، من خلال مراكز التوظيف في الجامعات الحكومية.

وأضاف المُهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العُمرانية والعضو المُنتدب، أن العاصمة الإدارية الجديدة أصبحت تتمتع بعدد من الجامعات العالمية التي لها سُمعة مُتميزة، بِما يُسهم في سرعة تنمية المدينة، وكذا جذب السُكان لها، مُؤكداً أن الشركة تُقدم التيسيرات المُختلفة للمشروعات التنموية المتنوعة.

وأضاف "عباس" أن خمسة من أفرع الجامعات الأجنبية الموجودة بالعاصمة الإدارية تُشارك في هذه المُبادرة، وتَشمل: الجامعة الألمانية الدولية، مؤسسة جلوبال (المُستضيفة لجامعة هيرتفوردشاير)، مُؤسسة الجامعات الكندية، مُؤسسة الجامعات الأوروبية في مصر، ومُؤسسة جامعات المعرفة الدولية (المُستضيفة فرعى جامعة كوفنتري ونوفا).

ومن جانبهم أعرب مُمثلو الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، عن سعادتهم بالمُشاركة فى مُبادرة " 100 حلم للمستقبل.. التعليم بالعاصمة الإدارية" التى تَعكس اهتمام الدولة برعاية الطلاب المتفوقين والارتقاء بقدراتهم من أجل الاستثمار في مُستقبل هذا الوطن، كما تُجسد المَسئولية المُجتمعية لتلك الكيانات التعليمية الكُبرى، لافتين إلى أن المنح المُقدمة من كل جامعة سَتشمل مُختلف البرامج والتخصُصات المُقررة، لتلبية كافة الاحتياجات التعليمية للطلاب المُستحقين المُتقدمين لنيل تلك المنح.

مقالات مشابهة

  • ما دام هنالك موكب
  • تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وطلاب الأكاديمية العسكرية (فيديو)
  • أحمد موسى يكشف رسائل الرئيس السيسي في حوار الأكاديمية العسكرية (فيديو)
  • الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية ويجرى حوارًا مفتوحًا معهم
  • رئيس جامعة أسيوط يشارك فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات
  • مهزلة.. جامعة الفيوم تستقبل طلابها الجدد على أنغام المهرجانات
  • عربي21 تحاور الأكاديمي الفلسطيني كمالين شعث حول واقع التعليم الجامعي في غزة
  • تدشين 100 منحة دراسية بفروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية
  • مجلس جامعة بني سويف يكرم النائب الأكاديمي وعمداء القطاعات السابقين بالجامعة الأهلية
  • في رحاب الخالدين يا سيد الشهداء