البروفيسور/ علي يافعي في موكب الخالدين
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
ودَّعت جامعة عدن، ومدينة عدن واليمن عموماً الفقيد العزيز البروفيسور/ علي أحمد الوالي اليافعي “أبا أحمد” في يوم حزين جداً، ودَّعته أسرته القريبة، وطلابه وزملاؤه ورفاق دربه بسيل من دموع الفراق الحزين، مُسلِّمين أمرهم لله عز وجل، وبألم طاغ لفراق عزيز عليهم عاش معهم طيلة ما يزيد عن سبعة عقود ونيف من السنوات.
ففي يوم السبت 23 سبتمبر 2023م، شيَّع محبوه جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير في لحظة وداع مؤلمة وموجوعة وصاعقة، في وداع أبدي مهيب، مستسلمين ومسلمين للإرادة الربانية بأزلية الحياة والموت للإنسان على مر العصور والأزمان.
ينتمي البروفسور/ علي اليافعي إلى أسرة يمنية يافعية مثقفة، وإخوته جميعهم مؤهلون علمياً وناشطون في المجال السياسي الذي يخدم أهدافهم وتوجهاتهم، وأبناؤهم سلكوا ذات الطريق في المجال العلمي والثقافي وحتى السياسي، وحتى أبناء عمومتهم انتهجوا ذات المنهج العلمي والثقافي والإنساني، والعديد منهم ينتمون لجامعة عدن ولحج وينتسبون للأسرة الأكاديمية المثقفة، والآخرون موزعون في الأجهزة الحكومية والخاصة.
تعرفت على البروفيسور/ علي اليافعي مُنذ ما يقارب النصف الأول من ثمانينيات القرن العشرين، وكان زميلاً محترماً يبادل الآخرين ذات الاحترام والتقدير والوقار.
تعمقت علاقتي الأخوية وزمالتي الأكاديمية به بعد أن كُلفت بقرار جمهوري لرئاسة جامعة عدن في منتصف 2008م، ووجدته عميداً لكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن، وعند تقييمي لنشاطه القيادي الأكاديمي وجدته كادراً مؤهلاً تأهيلاً عاليا، وثقافته الأكاديمية متميزة، ومستواه العلمي رفيع، ولذلك استمر معي كزميل وصديق يقود العمل الأكاديمي بالجامعة كعميد دون أن أنوي تغييره واستبداله بزميل آخر، بالرغم من اختلافنا السياسي الحزبي الواضح بيني وبينه.
استمر يقود العمل الأكاديمي طيلة بقائي كرئيس للجامعة حتى يوليو 2015م حينما حلت كارثة تدخل العدوان العسكري السعودي والخليجي على مدينة عدن والجمهورية اليمنية في مارس 2015م.
اصطحبته معي في عدد من الرحلات والأسفار الأكاديمية لعدد من بلدان العالم، وشارك معي في التوقيع على عدد من البروتوكولات والاتفاقيات الأكاديمية والعلمية لعدد من الجامعات الأجنبية، كالجامعات الألمانية والإيطالية والروسية والسعودية والأردنية والمغربية والمصرية، وكان خير رفيق في الطريق لعدد من البلدان التي سافرنا إليها وقصدناها، وكذلك في رجاحة رأيه الأكاديمي في المشورات العلمية الأكاديمية والثقافية.
يقولون في الأمثال الشعبية “عليك باختيار الرفيق قبل الطريق” وهذا هو حال ونفسية صديقي الغالي البروفسور/ علي أحمد يافعي “أبا أحمد” رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
لقد خسرت شخصياً صديقاً عزيزاً ورفيق درب يعتمد عليه في المشورة العلمية والأكاديمية وحتى السياسية، لأن الاختلاف بيننا في الرأي لا يفسد للود قضية، كما يقول العرب في ثقافتهم وتراثهم.
أتذكر بأني اصطحبته معي في الوفد الاكاديمي الأخير لجامعة عدن متجهين إلى جمهورية روسيا الاتحادية لزيارة عدد من المؤسسات الأكاديمية والثقافية، ومنها زيارة جامعة موسكو الحكومية، جامعة الصداقة مع الشعوب، وجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية، وكذلك العديد من المراكز والكليات البحثية ذات التاريخ العريق، وكان عدد من الزملاء ضمن الوفد وهم: البروفيسور/ علي أحمد يافعي، البروفيسور/ محمد عوض سالم الصبيحي، والبروفيسور/ يعقوب عبدالله قاسم، والبروفيسور/ محمد طه شمسان، والدكتور/ سابر عباد باحلوان، كانوا جميعاً خير من يمثل جامعة عدن على أحسن وجه وتمثيل، وكان وفدنا الأكاديمي لم يكتف بزيارة الجامعات والمراكز البحثية، بل إنه عمل وقام بإلقاء محاضرات سياسية وثقافية عدة حول الأوضاع في الجمهورية اليمنية على أساتذة وطلاب كليات الاستشراق واللغات والتاريخ في الجامعات الروسية، وأتذكر بأن العلماء المستشرقين الروس قد تفاعلوا تفاعلاً كبيراً مع القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية اليمنية يومذاك.
يستحق الصديق البروفيسور/ علي اليافعي من محبيه وطلابه وأسرته بأن يوثقوا جزءاً من تاريخه السياسي والأكاديمي والنقابي، في كتاب يشمل ويوثق تاريخه الطويل والمتشعب، والجاد، كيف لا وهو قد امضى الجزء الأهم من حياته يخدم بجد واجتهاد جميع المؤسسات التي عمل فيها، وأنه قد خدم شخصياً عدداً كبيراً من الأفراد والجماعات كي يلتحقوا في العمل الأكاديمي بجامعة عدن ولحج وأبين، هؤلاء جميعاً معنيون بتوثيق أعماله وأنشطته، كما أن جامعة عدن معنية بالاهتمام بتوثيق تاريخه كي يصبح جزءاً من وثائق ذاكرة جامعة عدن التي تأسست منذ ما يزيد عن عقد من الزمان، وهو العمل الموثق والمكتوب والمنقوش على جدار ولوحة جامعة عدن الخالدة بإذن الله، هذا وحده ما سيخلد ذكرى صديقنا على مر الأجيال.
إضافة إلى إعادة ترتيب وطباعة كتابه الأكاديمي الطبي المنهجي (الكتاب الجامعي) الذي حدثني حوله مراراً في رحلاتنا المتكررة معاً للخارج.
ذاكرة جامعة عدن من الدوائر والإدارات الهامة في المؤسسة والحفاظ عليها وتطويرها غاية في الأهمية، لأن كل أعمالنا ستندثر نحن الاكاديميين ولن يبقى لنا أي أثر سوى ما تحتفظ به أضابير وأرفف تلك الذاكرة، ولهذا الجميع معني بالحفاظ عليها، لأنها ستحفظ للأجيال نماذج من الكتب الجامعية والصور الفوتوغرافية والمحاضر الأكاديمية والعديد التي ستُذكِّر الأجيال القادمة بما أنجزه جيلنا من أعمال وأنشطة وذكريات، هكذا تعمل الجامعات المحترمة في العالم، ونحن كما أظن وأعتقد وأجزم بأننا ننتمي إلى تلك الجامعات العالمية المحترمة والعريقة التي تحافظ على ذاكرتها.
في آخر مرثاتي المتواضعة الحزينة على صديقي المغفور له/ علي اليافعي “أبا أحمد”، أدعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه جناته الواسعة وأن يلهم أهله وطلابه وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
بسم الله الرحمن الرحيم [يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي]· صدق الله العظيم.
?وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ?
*رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
جامعة الحسن الثاني ضمن أفضل 400 جامعة عالميًا في البيولوجية البشرية
زنقة 20 | متابعة
احتلت جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء المرتبة 301-400 عالميًا في العلوم البيولوجية البشرية، وفقا لتصنيف “شنغهاي” الذي يشمل 1000 جامعة عالمية، بناء على معايير علمية صارمة تشمل الإنتاج البحثي، الجوائز الأكاديمية، وجودة التعليم والتعاون الدولي.
ويظهر هذا التصنيف التميز الأكاديمي في الأبحاث البيولوجية والعلوم الصحية قدرة جماعة الحسن الثاني على المنافسة في مجال البحث العلمي المتقدم.
وتصدرت جامعة برينستون تصنيف شنغهاي لعام 2024 حسب تخصص البيولوجيا البشرية، محققة الدرجة الأعلى على مستوى العالم (388.8). وتعتبر برينستون واحدة من أعرق الجامعات الأمريكية، وتتميز ببرامجها التعليمية المتنوعة والبحوث الرائدة في مختلف المجالات.
جاءت جامعة باريس-ساكلاي في المرتبة الثانية عالمياً، بتصنيف قدره 363.6، متفوقة على العديد من الجامعات العالمية، حيث تتمتع الجامعة بقدرة كبيرة على جذب الأكاديميين البارعين وتقديم برامج دراسات متقدمة في العلوم والتكنولوجيا.
وحلت جامعة أكسفورد البريطانية في المرتبة الثالثة، بتصنيف بلغ 348.1، حيث تشتهر بقدرتها على جذب أفضل الأساتذة والباحثين من جميع أنحاء العالم، مما يجعلها واحدة من الجامعات الأكثر تأثيرًا في مجالات المعرفة والعلم. ومع مقياس مرتفع لهيئتها التدريسية (96.6)، تظل أكسفورد مقصدًا رئيسيًا للطلاب الراغبين في تلقي تعليم عالي الجودة.
ويأتي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في المرتبة الرابعة في تصنيف شنغهاي، برصيد 329.4 درجة، ويتسم المعهد بالابتكار والتفوق في التعليم والتدريب البحثي، وله دور محوري في تطوير التقنيات الحديثة التي تؤثر على جميع جوانب الحياة.
كما حلت جامعة تكساس في أوستن في المرتبة الخامسة، مسجلة 292.3 درجة، إذ تتميز هذه الجامعة بقدرتها على دمج البحث العلمي مع التطبيقات العملية، بالإضافة إلى قدرتها على توفير بيئة تعليمية متنوعة وعالمية للطلاب.