أدباء ونقاد: فلسطين حاضرة في مدونة السرد العربي
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
أكد أدباء ونقاد عرب أن مدونة السرد العربي حملت القضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم بمختلف أبعادها الإنسانية والسياسية.
وقال الأدباء والنقاد على هامش مهرجان كتارا للرواية العربية المقام في الفترة من 13 وحتى 19 أكتوبر الجاري، إن الرواية العربية سواء في فلسطين أو مختلف الأقطار العربية أنجزت نصا سرديا يمتلك المقومات الفنية يظهر أثار الاحتلال الإسرائيلي على الإنسان والمكان، لتتمكن من تقديم رواية مغايرة قادرة على سرد الحكاية الحقيقية للاحتلال وترسيخ مفهوم الأدب المقاوم في الإبداع الروائي، وذلك بدءا من أعمال غسان كنفاني وعبد السلام العجيلي وحتى اليوم لتظهر أعمال مستمرة في أدب القضية الفلسطينية مثل «تفصيل ثانوي» لعدنية شلبي، و»يرحلون ونبقى.
ومن جانبها قالت الناقدة القطرية الدكتورة صيتة نقادان العذبة أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر: القضية الفلسطينية هي قضية العرب المحورية خلال السبعين عاما الأخيرة، وقد شكلت وعي الروائيين العرب الذين تفتحت أعينهم على صداها ومعايشتهم لكل تفاصيل المعاناة التي صاحبتها، وبرزت واضحة بأبعادها المتعددة في الروايات العربية في مختلف الدول العربية وعلى مر العقود الماضية حتى اليوم.
وأوضحت أن الرواية العربية اهتمت بكل التفاصيل من جوانب مختلفة، فهناك روايات تناولت معاناة الفلسطيني في الشتات وفي الأرض المحتلة، وهناك روايات تناولت رؤية العرب من غير الفلسطينيين لهذا الجرح العربي النازف، فمن جانب الأديب الفلسطيني نجد أن أديبا مثل غسان كنفاني كانت القضية الفلسطينية بكل تمظهراتها هي المحتوى الوحيد لكل رواياته مثل: (رجال في الشمس) و(عائد إلى حيفا) و(ما تبقى لكم).
من جهته، قال الناقد والأكاديمي المغربي الدكتور سعيد يقطين: إن القضية الفلسطينية في جوانبها الخاصة أو العامة، تحضر بشكل أو بآخر في الرواية العربية، منوها بأن الأحداث الأخيرة حاليا منذ عملية طوفان الأقصى، ستعطي إمكانية جديدة لتطوير الرواية العربية من جديد، ويرى أن الروائي العربي والمثقف العربي بشكل عام عليه تبني الكتابة للتعريف بالقضية، وإعادة الحديث عنها لأن هناك أجيالا جديدة لا تعرف القضية الفلسطينية، لذلك فإن دور المثقفين هو الالتحام من جديد بالقضية والاهتمام بها، والتذكير بتاريخها، لتكون حاضرة على مستوى الإبداع العربي رواية وشعرا وفي كافة صنوف الإبداع، وذلك لمواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي لطمس معالم القضية ونسيانها نهائيا، وأن تمحى من ذاكرة الأمة، مؤكدا أن هذه المواجهة لا تتم إلا بتضافر جهود جميع المثقفين العرب.
وبدوره أكد الناقد الفلسطيني الأردني الدكتور رامي أبو شهاب عضو هيئة التدريس بجامعة قطر أن الترجمة أسهمت في تمكين الصوت الفلسطيني سرديا، ومع ذلك يجب ألا ننسى بأن أولى روايات جبرا إبراهيم جبرا كانت باللغة الإنجليزية بعنوان «صيادون في شارع ضيق» 1960، في حين يشار إلى أن الرواية الفلسطينية في تمثلها القضية قد واكبت النكبة، وربما قبل ذلك حيث تنبهت إلى خطر الاحتلال في رواية الوريث (1920) لـ «خليل بيدس»، ومن ثم سميرة عزام عبر قصصها القصيرة، بالإضافة إلى إسحق الحسيني في رواية «مذكرات دجاجة».
وقال الناقد رامي أبو شهاب، إن الرواية اتخذت تمكينها الأكثر وضوحا أو مركزية في أعمال كل من غسان كنفاني وإميل حبيبي وجبرا إبراهيم جبرا، وغيرهم من الروائيين الفلسطينيين، ولطالما كانت الرواية الفلسطينية ضمن تشكيل يعبر عن أزمتها ضمن كتابات الأجيال الفلسطينية فنجد روايات يحيى يخلف، ورشاد أبو شاور، وسحر خليفة، وليانة بدر، وفيصل الحوراني، وليلى الأطرش، ومن ثم نقرأ الوجع الفلسطيني كما تداعيات النكبة والشتات في روايات كل من إبراهيم نصر الله، وجمال ناجي، وعاطف سيف، وسامية عيسى، وربعي المدهون، وحزامة حبايب، وصبحي فحماوي، وأنور حامد، وغيرهم الكثير.
ومن ناحيته، قال الكاتب والروائي السوري نور الدين الهاشمي، إن القضية الفلسطينية لم تغب مطلقا عن ذهن الروائي العربي منذ بداياتها لأنها قضية عربية، وكثير من العرب قاتلوا مع الفلسطينيين، وكان من بينهم كُتاب مثل الكاتب عبدالسلام العجيلي والذي كتب في الأربعينيات رواية «بنادق في لواء الجليل»، وآخرين، كما كانت القضية حاضرة مبكرا في الأعمال الروائية فحضرت في كتابات بديع حقي، وروايات غسان كنفاني التي تحدثت عن سلب اليهود للأراضي الفلسطينية بل وتنبأت بالمستقبل في قوالب فنية أكثر تأثيرا من الكتابة السياسية والتاريخية أحيانا.
وفي رأي مغاير ذكر الكاتب والأديب العماني محمد اليحيائي، من الصعب أن يوجد أدب اليوم في العالم العربي على مستوى القضية الفلسطينية، لأنها متجاوزة تماما لأي محاولة للتوثيق وللتأريخ، وإن كان الكتاب الفلسطينيون أدباء وشعراء وثقوا هذه القضية منذ غسان كنفاني مرورا بيحيى يخلف، وكذلك الشعراء الكبار مثل محمود درويش وسميح القاسم وقبلهما توفيق زياد وآخرين، أو من أي أعمال أدبية أخرى، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية هي حالة إنسانية يصعب أن تختزل في أعمال روائية.
ومن جهته، أوضح الناقد المغربي الدكتور محمد الداهي، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالمغرب، أن القضية الفلسطينية تشكل واحدة من القضايا المحورية التي استأثرت باهتمام الروائيين العرب في كل مكان، مبينا أن انتشار الرواية الجديدة بدأت بعد النكسة عام 1967، والتي تجاوبت إيجابيا مع القضية الفلسطينية على مستوى الوطن العربي، فإلى جانب أعمال الروائيين الفلسطينيين المشهورين كغسان كنفاني وغيره، نجد مختلف الكتاب العرب ففي المغرب تبرز القضية في رواية «رفقة السلاح والقمر» لمبارك ربيع، ويوسف القعيد وصنع الله إبراهيم من مصر، فكانت موضوعا مهما عند الروائيين العرب، لتدخل في إطار التحرير والنضال القومي إلى جانب أن الإنسان العربي في الرواية الجديدة رواية تجسد البطل الذي كان يصطلح عليه في بداية الرواية الجديدة، لتكتسب شكلا مختلفا مع البطل الذي يعاني من مشكلات اجتماعية، ولكن كانت القضية الفلسطينية تستأثر باهتمام هذا البطل الإشكالي إلى جانب المراهنة على تحسين الأوضاع الاجتماعية، فكان الرهان على تحرير فلسطين وإجلاء المحتل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر القضية الفلسطينية مهرجان كتارا للرواية القضیة الفلسطینیة الروایة العربیة غسان کنفانی
إقرأ أيضاً:
برلماني: اعتماد خطة إعمار غزة خطوة جادة لحل القضية الفلسطينية
قال النائب عمرو هندي، عضو مجلس النواب، إن هناك تحركات مصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، عربية لتنفيذ خطة إعمار غزة، وإعلان اعتماد الخطة لتصبح خطة عربية إسلامية يؤكد أن الدولة المصرية أفشلت مخطط التهجير، ومحاولات تصفية القضية من مضمونها.
وأوضح النائب عمرو هندي، أن مصر لها موقف حاسم من القضية الفلسطينية، قيادة وشعبا، والدولة المصرية ترفع شعار لا للتهجير تحت أي مزاعم لرفض التهجير، ملف التهجير غير قابل للمساومة، والجميع يلتف خلف قيادته السياسية فى هذا الصدد، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تُعد واحدة من القضايا المحورية فى السياسة الخارجية المصرية منذ عقود طويلة.
وأشار عضو النواب، إلى أن مصر لعبت دورا ولا تزال فى دعم الشعب الفلسطينى على المستويات السياسية والدبلوماسية والإغاثية، حيث موقف مصر الرسمي والقاطع والحاسم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى واحدة من أهم القضايا المطروحة على الساحة فى الوقت الراهن، والشعب المصري عن بكرة أبيه يرفض تفريغ القضية من مضمونها تحت مسمى التهجير.
وأضاف النائب عمرو هندي، أن موقف مصر من القضية الفلسطينية يستند إلى مبادئ العدالة والحقوق المشروعة، ورفض أى محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتظل مصر مساند دائم لتحقيق السلام العادل والشامل فى المنطقة بالكامل.