في خطوة مهمة تبرز قيم وتعاليم الإسلام الهادفة لإعمار الأرض، وحماية البيئة.. نشرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لافتات باللغة الإنجليزية في أرجاء في المعرض الدولي «إكسبو 2023 الدوحة» للبستنة، وذلك تحت شعار «البيئة في الإسلام»، لتعريف الزوار بمنهاج الدين الحنيف المدافع عن عناصر ومكونات البيئة باعتبارها ما يحيط بالكائن الحي، ويضمن استقراره واستمراره في تعمير الأرض.


وتحوي اللافتات أحاديث نبوية تظهر كيف اهتم الإسلام بالبيئة عبر قواعد وتعليمات متعددة، وكيف تجعل مخالفة هذه التعليمات نوعاً من الفساد والإفساد في الأرض، وكيف أن الإسلام يدافع في تعاليمه ومبادئه ومقاصده وغاياته عن إعمار الأرض وتحقيق الاستدامة التي تمثل الهدف الرئيسي معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، الساعي لمستقبل أخضر مستدام خال من الملوثات والأمراض وغيرها من مفسدات الحياه، وتهديد جودتها.
وتشير إحدى هذه اللوحات إلي أن الإسلام اهتم بالبيئة اهتماما كبيرا، وكان له السبق في وضع القواعد والتشريعات التي تضمن سلامتها واستقرارها وجمالها، وتحافظ على مواردها المختلفة، بما ينسجم مع نظرة هذا الدين القيم إلى الكون الذي هو من صنع الله وتدبيره، وأثر من آثار قدرته وعظمته، أوجب علينا تقديره واحترامه، والمحافظة عليها، وعدم نشر الفساد فيها، بعد أن أصبحت حماية البيئة من أكبر مشكلات العصر.
وتوضح هذه اللافتات تحريم الاسلام لتلويث البيئة، حماية لها وصيانة لحق الإنسان من الضرر الذي يلحق عناصرها التي تقوم حياته عليها. كما حرم الإسلام الإسراف بكل أنواعه، ومنه الإسراف في كيفية التعامل مع البيئة حتى فيما يتصل بالعبادة، مصداقاً لما جاء في الحديث أن النبي ﷺ مر بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف؟»، فقال أفي الوضوء إسراف؟ قال: «نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ.
الحرص على جمال البيئة لم يغب عن اللوحات التعريفية الموجودة في المعرض، وتظهر إحداها حرص الإسلام على أن تكون البيئة جميلة حسنة خالية من كل شيء يؤثر في جمالها ورونقها، حتى تظل البيئة جميلة شرع الإسلام بعض التشريعات التي تسهم في ذلك، ومنها محاربة التصحر، وذلك بالحث على تعمير الأرض وإحيائها واستصلاحها وتشجيرها حتى لا تظل جرداء قاحلة، وفقاً لما دعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم، باعمار الأرض حيث قال: «مَنْ أَعْمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لِأَحَدٍ فَهُوَ أَحَقّ»، وحث على المزارعة حتى لا تظل الأرض بورا لا ينتفع بها أحد.
وتظهر اللافتات حرص الاسلام على عدم هدر المياه، أو الإسراف فيها لغير حاجة؛ لأن شُحها يؤثر في حياة الإنسان والنبات والحيوان، لافتة إلي أن هذا من شأنه أن يؤثر في البيئة بشكل عام، حيث ينشر الجفاف فيه أو تقل الخضرة. – وكذلك منع تحريم الصيد في أزمة معينة وفي أماكن محددة، وهذا من شأنه أن يتيح الفرصة للحيوانات والطيور للتكاثر والتناسل.
 وتسجل اللوحات في هذا السياق ما رواه الشيخان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة”، وما رواه الإمام أحمد في مسنده والبخاري في (الأدب المفرد) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ”إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها”.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر حماية البيئة وزارة الأوقاف إكسبو 2023 الدوحة

إقرأ أيضاً:

علماء الأزهر في ندوة بالأسبوع الدعوي: النبي وأصحابه تحملوا الأذى من أجل العقيدة الخالصة

نظّمت الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، بالتعاون مع الجامع الأزهر، مساء الثلاثاء، ثالث فعاليات الأسبوع الدعوي الثامن الذي يقام هذا العام تحت عنوان: «الهجرة النبويّة: تدبيرٌ إلهيٌّ وبُعدٌ إنسانيّ»، وذلك في إطار إحياء الدروس الإيمانيّة والتربوية التي تمثّلها الهجرة النبوية الشريفة.

وشهدت ندوة اليوم حضور نخبة من علماء الأزهر الشريف، وجاءت بعنوان: «العقيدة والهجرة: الهجرة النبوية في القرآن الكريم.. دلالات عقدية ومعطيات خالدة  »، وتحدّث فيها فضيلة الدكتور عماد عبده العجيلي، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والدكتور أشرف شعبان، الأستاذ بجامعة الأزهر، وأدارها الدكتور يوسف المنسي، عضو الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، في رحاب الظلة العثمانية بالجامع الأزهر الشريف.

في كلمته، أكّد الدكتور عماد عبده العجيلي أنّ النبي ظلّ ثلاث عشرة سنة في مكة يدعو إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، وتحمّل هو وأصحابه الأذى والتعذيب والتنكيل، لا لشيء إلا من أجل العقيدة الخالصة، ومن أجل رضوان الله، وقال فضيلته: «كان هذا الابتلاء لحكمةٍ إلهيّة عظيمة؛ لئلا يُقال إنما نُصِر رسول الله بعصبيّة قريشيّة، بل شاء الله أن يكون النصر من خارج قريش، ليبقى التمكين رايةً خالصةً للعقيدة».

وأوضح أنّ الصحابة رضوان الله عليهم لم يتحمّلوا المشقّة من أجل مكسب دنيوي، وإنما من أجل أنّ العقيدة استقرّت في قلوبهم، ومحل العقيدة هو القلب، فإذا استقر الإيمان في القلب ضحّى الإنسان بكل شيء من أجله، وقال: «الإنسان من أجل العقيدة يُضحي بكل شيء، حفاظا على عقيدته».

وأضاف أنّ الهجرة كانت إيذانًا بميلاد أمةٍ إسلاميّة، وتاريخٍ جديد، فاختار المسلمون أن يكون تقويمهم من هذا الحدث، لا من مولد النبي، ولا من بعثته، بل من هجرته، لأنها لحظة بناء الأمة، وانطلاق الحضارة، وقال: «لم يكن للعرب قبل الإسلام تقويمٌ ثابت، بل كانت مناسبات، كعام الفيل، أو غيره، حتى ألهم اللهُ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه أن يجعل التقويم من هجرة النبي، لأن بناء الأمة بدأ من هناك».

من جانبه، أكّد فضيلة الدكتور أشرف شعبان أن النبي خرج من مكة مهاجرًا طلبًا لرضا الله، وإعلاءً لكلمة الله، فكان خروجه بأمر الله، وإقامته في المدينة مرضاة لله، أقام فيها دولة عظيمة، ونشر الأمن والأمان في ربوع العالم. وقال فضيلته: «ما ينبغي أن نتأمّله هو: ماذا يمكن أن نستفيد من هجرة الأنبياء والمرسلين؟».

وأضاف،  أننا نتعلّم من هجراتهم أن نلوذ بجناب الله، فما خرجوا إلا بإذنه، وما تحرّكوا إلا بأمره، وما ركنوا إلا إليه، فكان من الله النصرُ والإيواءُ كما قال: ﴿إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ﴾، والهجرة حدث مر على جميع رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم.

وأوضح فضيلته أن من أعظم ما نستفيده من هذه الهجرات: الاقتداء بالأنبياء، والرجوع إلى طاعة الله، وهجر المعاصي، مشيرًا إلى قول النبي: «المُهاجرُ من هَجَرَ ما نَهى اللهُ عنه»، واختتم حديثه بقوله: «عَسانا أن نقرأ آيات الله التي تتعلّق بهجرة أنبيائه فنستفيد، ونسير كما ساروا، ونتخلّق بما أراد الله لنا».

وفي ختام الندوة، تحدّث مدير الندوة الدكتور يوسف المنسي، عضو الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية، مؤكدًا أن حديث القرآن عن الهجرة لا يمكن الإحاطة به في جلسة أو جلستين، لكنه أشار إلى لمحةٍ عقديّةٍ مهمّة فقال: «القرآن الكريم حين يتحدث عن القضايا العقديّة المرتبطة بالفطرة والطبيعة الإنسانيّة، لا يُلقي الحكم مباشرة، بل يُمهِّد له بآياتٍ كثيرة، وربما بأزمنةٍ ممتدّة، ثم يستخدم أرقى أسلوب تربويّ لصناعة العقيدة في النفوس».

وأوضح أن القرآن حين تحدّث عن هجرة النبي، عرضها على مشارف مكة ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ﴾، ثم أعاده فاتحًا لمكة، ثم حاجًّا في العام العاشر، تمامًا كما عاد موسى عليه السلام إلى مصر، وكما خرج يوسف عليه السلام من السجن، ليبيّن كيف تصنع الهجرة العقيدة، وتُثبِّت الإيمان، وتزرع في قلب المؤمن يقينًا لا يتزعزع.

طباعة شارك الجامع الأزهر الأزهر الشريف الاسبوع الدعوي البحوث الإسلامية النبي الصحابة الهجرة

مقالات مشابهة

  • دعاء النبي عند الشدة والابتلاء.. كلمات بسيطة رددها عند الحاجة
  • فعل يقع فيه البعض نهى النبي عن فعله يوم الجمعة.. احذر الوقوع فيه
  • الحكمة من إكثار الصلاة على النبي يوم الجمعة.. مئات الأفضال بالدنيا والآخرة
  • ما حكم من حج ولم يزر قبر النبي ﷺ .. أمين الفتوى يٌجيب
  • دعاء قيام الليل كما ورد عن النبي.. لا تفوت ثوابه
  • "إرث" يقدم تجربة المطبخ السعودي لزوار جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا
  • علي جمعة: النبي عظَّم أمرَ الصلح بين الناس تنفيذًا لأوامر الله
  • علماء الأزهر في ندوة بالأسبوع الدعوي: النبي وأصحابه تحملوا الأذى من أجل العقيدة الخالصة
  • أمينة الإفتاء: هذه وصية سيدنا النبي بأهل مصر
  • فضل الصلاة على النبي في إجابة الدعاء.. سر عجيب