خطابُ السيد القائد والموقفُ الشعبي الداعم للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
عبدالقدوس الشهاري
في ظل غياب الحكام العرب عن الموقف والكلمة والفعل، مما يجري في أرض فلسطين وما يقع على الشعب الفلسطيني المظلوم وخَاصَّة في التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة بتنامي قوة المقاومة الفلسطينية في كُـلّ الجوانب والتي نتج عنها انتصارات عظيمة وتنام كبير في قوة الردع للعدو الإسرائيلي وآخرها وليس بأخيرها عملية طوفان الأقصى، اطل علينا سيد الكلام والمواقف والأفعال السيد عبد الملك الحوثي -حفظه المولى- كأول قائد عربي يتحدث بشأن هذه العملية من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله وأمام أبناء الشعب الفلسطيني والقضية الحقة ليطرح نقاطاً هامة ورسائل هامة للداخل والخارج، حَيثُ تحدث السيد عن الدور الأمريكي والغربي في التعاون مع المحتلّ الإسرائيلي لتستمر الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها مقدما له كافة الأسلحة الفتاكة ضاربا بالحقوق والحريات التي يتغنى بها الغرب عرض الحائط، مما يؤكّـد أن أمريكا والغرب يعتبرون شركاء رئيسيين في جريمة قتل إخواننا الفلسطينيين واستمرار جرائم المغتصب من سجن وتعذيب للمواطن الفلسطيني ومصادرة أراضيه وحقوقه واستقلاله وحريته المشروعة.
إن مظلومية الشعب الفلسطيني مظلومية واضحة جِـدًّا بالرغم من ذلك إلا أن أمريكا والغرب حاولوا إضاعتها وتمييعها وجعل الشعب الفلسطيني وحيدًا بلا معين أَو ناصر.
فكانت السبعون عاماً من الإجرام المتواصل لإسرائيل في فلسطين والمنطقة العربية خير شاهد على أن الأنظمة الغربية أنظمة إجرامية وقاداتها مجرمون طغاة.
وذكر السيد “حفظه الله” أن عملية طوفان الأقصى جاءت بعد سبعة عقود من الخذلان الدولي للقضية الفلسطينية واتت الضربة في إطار الحق المشروع لمواجهة العدوان الظالم المدعوم أمريكيا الذي بادر بدوره ومن الوهلة الأولى ليتبنى الموقف مقدما الدعم والمساندة لإسرائيل بالتصريحات والتهديدات ضد أبناء فلسطين والأمة العربية والإسلامية عامة.
وأكّـد على ضرورة مساندة ودعم طوفان الأقصى وإعلان موقف موحد للأُمَّـة العربية والإسلامية، كما انتقد السيد سلام الله عليه المواقف المخزية والضعيفة لبعض الدول العربية التي طبعت بل وانتقدت حركات الجهاد وكأنها لا تمتلك أي قضية وكأنها قطعة من إيران.
كما وصف السيد القائد عملية طوفان الأقصى عملية نوعية تفاجأ بها العدوّ والصديق وأن هذه العملية شرعية محقة جاءت بقرار فلسطيني من واقع مظلومية واضحة في كُـلّ الدنيا.
وأعلن السيد عبدالملك عن جهوزية الشعب اليمني للوقوف مع إخوانهم أبناء فلسطين ومدهم بمئات الالاف من المقاتلين وأن المنطقة الجغرافية وبعد فلسطين عن اليمن هي العقبة التي أمام المقاتلين اليمنيين ورغم ذلك، فنحن في تنسيق تام مع محور الجهاد والمقاومة وسنقدم كُـلّ ما نستطيع من استخدام الصواريخ بعيدة المدة والطيران المسير إذَا تجاوز العدوان الخطوط الحمراء منها التدخل المباشر لأمريكا، وأكّـد حرص اليمن على أن يكون لنا خيارات مساعدة على فعل ما يكون له اثر كبير في إطار التنسيق المشترك مع محور الجهاد والمقاومة.
ووجه رسالة للشعب الفلسطيني بأنهم ليسوا لوحدهم وأن الأمة تقف إلى جانبهم واعتبر عملية طوفان الأقصى مؤشر لاقتراب الفرج الإلهي بإذن الله.
وأتى هذا الخطاب بعد أن أعلن الشعب اليمني موقفه بالخروج القوي والمشرف في مسيرات تأييد للمقاومة الفلسطينية والتي طالب فيها بمواصلة الكفاح والجهاد المسلح ضد الكيان الصهيوني المحتلّ حتى تطهير البلاد وفي البيانات المختلفة من تظاهرات العاصمة والمحافظات اليمنية أكّـد أبناء الشعب اليمني وقوفهم إلى جانب اخوانهم الفلسطينيين، باذلين أرواحهم وأموالهم في سبيل تحرير كُـلّ فلسطين من دنس المحتلّ الصهيوني، وأشاد المتظاهرون بما يسطره الأبطال المقاومون في #غزة من ملاحم بطولية لم يسبق لها مثيل على امتداد تاريخ الصراع، وأكّـدوا وبكل إيمان بواحدية المعركة ووحدة المصير، وأن معركة طوفان الأقصى من أقدس المعارك.
كما ندّد المتظاهرون بمواقف الدول العربية والإسلامية التي طبعت مع إسرائيل وطالبوا بتوحيد الصف والكلمة كون قضية فلسطين هي القضية المركزية للأُمَّـة العربية والإسلامية.
هذا وقد أعلن الشعب اليمني حالة الاستنفار الشامل شعبيًّا وعسكريًّا استعداداً لأي تطور ميداني يتطلب المشاركة المباشرة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
كما حذر المتظاهرون أمريكا الداعم الدولي الأول للغطرسة الإسرائيلية بأنها لن تسلم من انقلاب المعادلات وما معركة طوفان الأقصى إلَّا نموذج واحد من المعارك القادمة والقادم أعظم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خطاب استثنائي للسيد القائد.. التحذير من مخطط بعثرة الأمة والأطماع الأمريكية الصهيونية في المنطقة
يمانيون/ تقارير
قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مساء الخميس الماضي خطاباً تاريخياً، توعوياً، استثنائياً، حول المخاطر المحدقة بالأمة، والأطماع الأمريكية الصهيونية بالمنطقة.
وتطرق السيد في خطابه للكثير من العناوين المهمة وما يدور في منطقتنا من أحداث تستوجب الإصغاء لما يقدمه من تنبيهات، ورسائل، ونصائح، ومخاطر، مقدماً الحلول الناجعة لها، وكيف يمكن المواجهة والانتصار على كل التحديات والمخاطر، سواء في فلسطين المحتلة، أو سوريا، ولبنان، وبقية المنطقة.
يؤكد -حفظه الله- أن العدو الرئيس للأمة هي أمريكا، وهي التي تتحكم بأذرعها في المنطقة، وتقدم لها الدعم والمساندة، وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، معطياً مثالاً على ذلك، ما يحدث في قطاع غزة، فالعدوان المتواصل على المدنيين في القطاع لأكثر من 440 يوماً يتم بالشراكة الأمريكية، حيث يستهدف العدو الإسرائيلي سكان القطاع بالقنابل والصواريخ الأمريكية المدمرة والحارقة، ويتم القاؤها حتى على مخيمات النازحين.
لذلك، فإن كل ما يحدث في قطاع غزة من تجويع، وقتل، وإبادة، وتهجير، وقصف للمستشفيات، وظلم لا يطاق، من أبرزه منع نقل جثامين الشهداء ودفنها، وتعمد جيش الاحتلال على إبقائها في الشوارع لتنهشها الكلاب، فإن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في ذلك؛ كونها الداعم الأول، والأبرز للعدو الإسرائيلي، والمشجع له على ارتكاب كل هذه الجرائم.
وإذا كان هذا الحال في قطاع غزة، فإن ما يحدث في لبنان يمضي في هذا السياق، فالعدو الإسرائيلي ينكث بعهده ووعده والتزاماته، وهو عدوٌ غدار، مخادع -كما يقول السيد القائد- فالأجواء اللبنانية لا تزال مستباحة، وجيش الاحتلال يحتل مناطق لم يدخلها من قبل، واللجنة المشرفة على الاتفاق تتعامل بتدليل مع العدو الإسرائيلي، فهو ابنهم غير الشرعي المدلل، يدللونه على حساب ما يرتكبه من جرائم بحق العرب، وبحق شعوب هذه المنطقة، والكلام للسيد القائد.
وجهان لعملة واحدةويكتمل التناغم والانسجام بين الأمريكي والإسرائيلي من خلال التطورات والأحداث الأخيرة في سوريا، فالعدو الإسرائيلي يعمل وفق مسارين:
الأول: احتلال أجزاء واسعة من سوريا.
الثاني: استكمال تدمير القدرات العسكرية لسوريا.
ويرى السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مستمر في قضم الأراضي السورية، ويتوغل باتجاه السويداء، ويسعى لربطها بمناطق البادية السورية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي والسيطرة الأمريكية، موضحاً أن التحرك الإسرائيلي بهذه الطريقة يأتي في محاولة تنفيذ مخططه “ممر داود” وهو يهدف إلى التوغل الذي يصله بالأمريكي في المناطق التي يحتلها الأمريكي ويسيطر عليها في سوريا في المناطق الكردية، وصولاً إلى نهر الفرات، وهذا ما يحلم به الإسرائيلي ويأمله، ويسعى إلى تحقيقه، ويرى الفرصة متاحة أمامه لتحقيق ذلك، فهو يسعى للاتصال إلى الامتداد الأمريكي الممتد إلى الفرات، في ما يسميه العدو الإسرائيلي بـ”ممر داوود” كما يقول السيد القائد.
ولهذا، فإن العربدة الإسرائيلية في سوريا، والسيطرة على مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، واستباحة سوريا براً وبحراً وجواً، وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري، يضع تساؤلات عدة من أبرزها: ما الذي يشجع العدو الإسرائيلي على ما يفعله من جرائم في فلسطين وسوريا ولبنان؟
يؤكد السيد القائد هنا أن الأمريكي له دور أساسي في كل ما يفعله الإسرائيلي، لأنه شريكٌ معه، وكلاهما وجهان لعملةٍ واحدة، هي الصهيونية، وكلاهما يؤمن ويعتقد بالصهيونية، لافتاً إلى أن كل هذه الاعتداءات بكل ما فيها من وقاحة واستباحة واضحة، ولا تستند إلى أي مبرر إطلاقاً، فإن الأمريكيين والغربيين يسمونها “دفاعاً عن النفس”.
ويفند السيد القائد هذه الادعاءات الماكرة، مؤكداً أن ما يحدث في منطقتنا هي اعتداءات، واحتلال، وقتل لشعوب أمتنا، ونهب لثرواتها، ومقدراتها، وإذلال لها، وامتهان للكرامات، متسائلاً: إذا كان من يمارسه ويقوم به هو الإسرائيلي أو الأمريكي يُسمَّى دفاعاً عن النفس؛ فماذا عن التحرك الفعلي والمشروع لشعوبنا المظلومة والمستباحة والمعتدى عليها؟
تغيير ملامح المنطقة
وللتأكيد على واحدية المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، يتطرق السيد القائد إلى نقطتين مهمتين في خطابه:
النقطة الأولى: تدمير الأمة من الداخل عن طريق حرف بوصلة العداء عن العدو الحقيقي للأمة، حيث يعمل العدوّان الأمريكي والإسرائيلي على حظر أي نشاط لتعبئة الأمة وتوعيتها عن العدو الإسرائيلي وخطورته، بما فيها أبسط الأشياء مثل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، إضافة إلى الضياع والتيه الذين يعيشهما كثير من الناشطين والإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومناصرة بعض القنوات الفضائية للعدو الإسرائيلي، والعمل لصالح أمريكا، وتغييب القضايا الكبرى للأمة.
النقطة الثانية: تغيير الشرق الأوسط الجديد: يؤكد السيد القائد أن هذا المشروع هو صهيوني بحد ذاته، وهو مشروع تدميري، كارثي على أمتنا الإسلامية، ولا يجوز التغاضي عنه أو تجاهله، لافتاً إلى أن العدو بات يتحدث عنه بكل جرأة ووقاحة، والمؤسف أن تنفيذ جزء كبير من المشروع في الخطة الإسرائيلية الأمريكية موكول إلى أنظمة وجماعات وكيانات، ويتحمَّل الوكلاء أعباءه الكبرى في التمويل، وفي التكاليف المالية.
ويهدف المشروع الصهيوني -وفقاً للسيد القائد- إلى توسيع الاحتلال المباشر للعدو الإسرائيلي على الأرض العربية، وفق الخريطة الإسرائيلية المرسومة، بعنوان [إسرائيل الكبرى]، كما يسعى إلى تدمير البلدان العربية، وتفكيكها إلى كيانات صغيرة مبعثرة، متناحرة على الدوام، تحت عناوين طائفية، وقومية، ومناطقية، وسياسية، وفي محيطها ومسيطِرٌ عليها العدو الإسرائيلي في كيانٍ كبيرٍ محتل لرقعة واسعة من هذه البلدان.
ويوضح السيد القائد أن المشهد الأخير للمشروع الإسرائيلي الأمريكي الصهيوني، هو أن تكون منطقتنا العربية مستباحة بأكملها للإسرائيلي، مستباحة في أرضها وعرضها، بحيث يسيطر الثنائي الشيطاني (أمريكا، إسرائيل) على ثروات المنطقة، ومياهها العذبة، ونهب أحسن الأشياء فيها، ثم تتحول هذه الأمة إلى أمة مبعثرة، وإلى دويلات وكيانات صغيرة؛ أمَّا العدو الإسرائيلي فيكون هو الكيان الأكبر، المحتل الغاصب، وتتحول كل المنطقة -في نهاية المطاف- بكل مميزاتها، وبما فيها، إلى موقع سيطرة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى؛ لأن الإسرائيلي يراد له أن يكون الوكيل الأمريكي الحصري في هذه المنطقة.
ولتحقيق هذه الأطماع يسعى الأمريكيون والإسرائيليون إلى التهيئة -كما يقول السيد القائد- من خلال نشر الفتن، والصراعات، وتزييف الوعي، وتغيير المناهج، ثم الدخول في جولة أخرى للتوسع أكثر، ثم استنزاف للأمة من جديد، وإغراقها في أزمات، وحروب، وصراعات، وتدجين للأمة أكثر وأكثر؛ لتكون أمةً مستباحة، كالدجاج والغنم.
الجهاد في سبيل الله هو الحلوأمام هذا الواقع المخيف، والأطماع الكبرى للعدوين الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا، وبعد أن قدم السيد القائد تشخيصاً للأحداث، وتقييماً لها، يقدم الحل الأنجع لمواجهة هذه المخططات، مستنداً إلى رؤية قرآنية أصيلة.
يؤكد السيد القائد أن “الموقف الذي فيه العزة، الكرامة، الحُرِّيَّة، الشرف، النجاة من الذل والاستعباد والهوان، هو الجهاد في سبيل الله تعالى، والمواجهة للعدو، والتحرك وفق تعليمات الله، والاهتداء بهدي الله تعالى”.
ويشير إلى أن التحرك في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله ضد المشروع الصهيوني، والعدو اليهودي، وللتصدي للأمريكي والإسرائيلي، هو ما يمثل حالياً -في الأساس- العائق الفعلي للعدو الإسرائيلي وللأمريكي عن اكتساح المنطقة بكل سهولة.
ويدعو السيد القائد إلى ضرورة الجهاد، والتحرك في الاتجاه الصحيح، كما هو حال النموذج الراقي في غزة، ولبنان، واليمن، وهذا الذي سيعيق المخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ويفشلها.