الثورة نت:
2024-09-29@11:18:07 GMT

“طوفانُ الأقصى” بداية المعركة الإلهية

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

“طوفانُ الأقصى” بداية المعركة الإلهية

د. حبيب الرميمة
خلال عقود من الزمن مارس الإعلام الصهيوني كمنظومة إعلامية عالمية الكثير من التضليلات والحرب النفسية التي ترمي إلى تثبيط الأُمَّــة وتخليها عن القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين، بلغت تلك الحرب أوجها في بداية التسعينيات من القرن الماضي بعد أن استطاع المشروع الغربي بقيادة أمريكا إسقاط وتفكيك الاتّحاد السوفيتي، وأصبح النظام العالمي يقوم على قطب واحد وهو القطب الأحادي بقيادة أمريكا، هذا الحدث أوهن الكثير من العزائم للذين كانوا يقرأون التغيرات الدولية وفقاً للمنهج المادي البحت، لذلك حاولوا بث أراجيفهم بانتهاء مرحلة الصراع العربي الإسرائيلي القائم على استرداد الأرض بواسطة الكفاح المسلح، والنكئ على جراح المآسي والنكبات والهزائم التي لحقت بالعرب في مواجهة إسرائيل وضرورة اللجوء إلى اتّفاقيات السلام مع العدوّ الصهيوني، وهذا الإرجاف والحرب النفسية انطلى على كثير من النخب بما فيها رؤساء دول عربية، وقيادات أمضت حياتها في صفوف الكفاح المسلح، فعمت حالة اليأس، وعدم وضوح الرؤيا، فما كان من الزعيم باسر عرفات إلا أن يوقع اتّفاقية أوسلو 1993م، ثم تلاه الملك الأردني بالتوقيع على اتّفاقية وادي عربة سنة 1994م، وأصبح الذئبان الأمريكي والبريطاني-بما تربطهما مع اليهود من معتقدات تتجاوز المصلحة القومية التي تقوم عليها العلاقات الدولية إلى المنظور العقائدي- هما الراعيان لجهود السلام!
مع ذلك لم يفتر هذا التحالف يوماً في تدجين الأُمَّــة وإشغالها ببث الخلافات فيما بينها لتتحول وجهة نظرها من اعتبار إسرائيل العدوّ الأوحد لها إلى خلق صراعات سياسية ومذهبية فيما بينها، فكان اختباراً قاسياً للأُمَّـة بكلها، وكان يراهن أن تنسى الأُمَّــة جراح فلسطين لتنشغل بجراحها.

.
الخلاصة يمكن القول إن العدوّ في هذه المرحلة استطاع إلى حَــدّ كبير أن يفكك فكرة وفلسفة القومية العربية القائمة على أن إسرائيل عدو العرب، لكنه في المقابل وقف عاجزاً أمام فلسفة وفكرة أُخرى قائمة على أَسَاس أن تحرير فلسطين واجب ديني وإنساني قبل أن يكون مرتكزاً قومياً وعربياً، وأخذ هذا المشروع ينمو ويتجذر منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني، ليعيد تشكيل الصراع مع العدوّ بالرهان على صحوة الشعوب، وتدارك الخطر المحدق بها لا على مصالح قادتها، من خلال نظرة تعتمد على مصاديق الوعد الإلهي في القرآن الكريم بحتمية زوال هذا الكيان، ومن ثم بروز محور المقاومة في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وكثير من البلدان الإسلامية، ومد يد العون للفصائل الفلسطينية المسلحة وإعادة صقلها وتدريبها عسكريًّا وثقافيًّا، بعد أن تخلت عنها معظم الزعامات العربية خشية أن تصيبهم دائرة، فكانت النتيجة لدى جميع المحور وضوح الرؤية بالنصر اليقين، ووضوح الهدف، ووضوح المشروع، فمن انتصار 2000 في لبنان، إلى حرب تموز 2006م، إلى معركة سيف القدس في غزة، إلى معركة جنين في الضفة، لتدهش العالم اليوم بتطور نوعي في معركة طوفان الأقصى التي تحمل دلالات استراتيجية كبيرة أهمها عنصران:
عنصر المباغتة، وعنصر الدخول وتحرير الأرض، بالنسبة للعنصر الأول عنصر المباغته، فقد شكلت العملية تطوراً نوعياً لا مثيل لهُ.
فكل الحروب التي كانت تخوضها إسرائيل مع الدول العربية كنا نطالع لاحقاً تسريبات ووثائق حول الخيانات والتآمرات، وأن هناك خيانة من الزعيم س وهو من سرب ساعة الصفر للإسرائيلي أَو الأمريكي، وأفقدها عنصر المباغتة.
هنا واقع آخر، على رغم من المساحة الصغيرة لغزة، وتعدد الفصائل التي تصل إلى أكثر من سبع فصائل رئيسية، إلا أن الفشل المخابراتي للكيان والدول الداعمة له، حول توقيت العملية ميدانيًّا يعد انتصاراً كَبيراً جِـدًّا يتعدى الاحترافية والتقنية التي استخدمتها تلك الفصائل في تحييد التقنيات المتطورة التي يملكها العدوّ في مجال التنصت والاستشعار، ويؤشر لمدى المصداقية والتكاتف والوحدة فيما بينها كجسد واحد.
أما بخصوص العنصر الثاني (الدخول وتحرير الأرض) في جميع الحروب السابقة كان الصراع يقتصر على التراشقات الصاروخية والعمليات الفدائية من وراء الحدود، اليوم في هذه العملية هناك اقتحام وتحرير للأرض، وهذا تطور استراتيجي كبير، لم يكن في حسبان الكثير، وخطوة أولى في طريق المعركة الكبرى لزوال هذا الكيان، مصداقاً لقول الله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
إذَن معركة الدخول والتحرير بدأت، ولم يعد للحدود أَو الجدران التي صنعتها إسرائيل لحماية نفسها من كافة الجهات أي اعتبار.
من هنا حق لنا أن نقول إن عملية طوفان الأقصى هي بداية المعركة الإلهية لزوال هذا الكيان المؤقت على يد محور المقاومة، هذا من ناحية. ومن ناحيةٍ أُخرى بروز عنصر المفاجأة والهشاشة التي ظهر بها الكيان المؤقت، فمن طبعوا ومن كانوا يلهثون وراء التطبيع للتودد والموالاة لأمريكا وإسرائيل خشية أن تصيبهم دائرة، هم اليوم يتحسرون ونادمون حتى ولو لم يظهروا ذلك بعد أن شاهدوا هذا الأمر غير المتوقع والخزي والهشاشة التي ظهر بها الكيان، الذي راهنوا عليه لحمايتهم، “فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ، فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أنفسهِمْ نَادِمِين”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حماس تنعي نصر الله

#سواليف

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.

بيان نعي وتعزية وتضامن مع الإخوة في #حزب_الله والمقاومة الإسلامية في لبنان باستشهاد سماحة السيّد حسن نصر الله وثلّة من إخوانه القادة الشهداء

مقالات ذات صلة حزب الله يعلن استشهاد حسن نصر الله 2024/09/28

تنعى حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والاسلامية وأحرار العالم #استشهاد سماحة السيّد #حسن_نصر_الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ارتقى شهيداً مع ثلة من إخوانه القادة، في معركة طوفان الأقصى وعلى طريق القدس، وإسناد شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني.

ونتقدّم بخالص التعازي والمواساة والتضامن إلى الشعب اللبناني الشقيق والإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان.

إننا ندين بأشدّ العبارات هذا العدوان الصهيونيّ الهمجيّ واستهداف مبانيَ سكنية، في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، ونعدّ ذلك عملاً إرهابياً جباناً، ومجزرة وجريمة نكراء، تُثبت مجدّداً دموية ووحشية هذا الاحتلال، وأنّه كيانٌ مارقٌ مستهترٌ بكلّ القيم والأعراف والمواثيق الدّولية، وبات يهدّد بشكل سافرٍ الأمن والسّلم الدّوليين، في ظل الصمت والعجز والتخاذل الدولي.

وإذ ننعى بكلّ معاني الصَّبر والاحتساب سماحة السيّد حسن نصر الله وإخوانه، فإننا نستذكر بكلّ فخر واعتزاز سيرته ومسيرته الحافلة بالتضحيات في سبيل تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمواقف المشرّفة الدَّاعمة لشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وحقوقنا المشروعة، وإصراره على مواصلة جبهة الإسناد البطولية لشعبنا ومقاومتنا في طوفان الأقصى، على الرّغم من عظم التضحيات وجسامة التحدّيات، حتى قضى شهيداً وهو على ذات النهج الدَّاعم والمؤيّد للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

نؤكّد أنَّ الاحتلال الصهيوني يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، كما تتحمَّل الإدارة الأمريكية المسؤولية باستمرار دعمها لهذا الاحتلال سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً وأمنياً واستخبارياً، ومواصلة صمتها وتقاعسها عن إدانة وتجريم ووقف هذا الإرهاب الصهيوني المتصاعد ضدّ الشعبين الفلسطيني واللبناني.

إنَّنا في حركة حماس، وأمام هذه الجريمة والمجزرة الصهيونية، لنجدّد تضامننا المطلق ووقوفنا صفاً واحداً مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، الذين يشاركون شعبنا ومقاومتنا في معركة طوفان الأقصى دفاعاً عن المسجد الأقصى، وعن حقوق شعبنا المشروعة وتطلعاته في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير، وهو المسار الذي يجب أن تلتّف حوله كلُّ قوى الأمَّة الحيَّة وجماهيرها والأحرار والأشراف في العالم.

إنَّ هذه الدماء الطاهرة التي سالت على أرض لبنان في معركة إسناد شعبنا ومقاومتنا في ظلال طوفان الأقصى، وهي تمتزج مع دماء قوافل الشهداء في قطاع غزَّة العزَّة وفي ضفة الإباء والصمود والقدس، ستكون لعنة تطارد هذا العدو الصهيوني، وستعبّد بنورها وامتدادها طريق شعبنا ومقاومتنا، الذي لا يعرف الانكسار أو الاستسلام.

لقد أثبت التَّاريخ أنَّ المقاومة ضدَّ العدو الصهيوني، بكافة فصائلها وأماكن وجودها، كلَّما يمضي قادتها شهداء، سيخلفهم على ذات الدَّرب جيلٌ من القادة أكثرَ بأساً، وأشدَّ قوَّة وإصراراً على مواصلة المواجهة مع هذا العدو الصهيوني حتى دحره وزواله عن أرضنا ومنطقتنا.

إننا على ثقة ويقين بأنَّ هذه الجريمة وكل جرائم الاحتلال واغتيالاته، لن تزيد المقاومة في لبنان وفي فلسطين إلاّ إصراراً وتصميماً، ومضياً بكل قوَّة وبسالة وكبرياء، على درب الشهداء، والوفاء لتضحياتهم، والسير على نهجهم وخطاهم، ومواصلة طريق المقاومة والصمود حتى النصر و دحر الاحتلال.

رحم الله سماحة السيّد حسن نصر الله ورفاقه وإخوانه القادة، الذين ارتقوا معه شهداء على درب تحرير القدس والأقصى، في معركة طوفان الأقصى المتواصلة، ونسأل الله تعالى أن يتغمّدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم عائلاتهم وإخوانهم وذويهم والشعب اللبناني الشقيق، جميل الصبر وحسن العزاء، وإنَّا لله وإنّا إليه راجعون.

حركة المقاومة الإسلامية – حماس

السبت: 25 ربيع الأول 1446هـ
الموافق: 28 أيلول/ سبتمبر 2024م

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ359 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ابنة السيد حسن نصر الله: المعركة مع العدو بدأت الآن
  • تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان: نصر الله قاد جهادًا مستمرًا ضد العدو الصهيوني
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حماس تنعى حسن نصر الله وتدين جريمة الاحتلال.. شهيد في معركة الطوفان
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • حماس تنعي نصر الله
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • »طوفان الأقصى« معركة الأمة الإسلامية
  • عبد الملك الحوثي: لبنان وفلسطين المعركة واحدة