السكتة الدماغية.. الوعي أولاً
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
مريم بوخطامين (أبوظبي)
أكد أطباء متخصصون في معهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أن المعرفة والوعي بمخاطر السكتة الدماغية، وأعراضها تعتبر خط الدفاع الأول وأثمن أدوات التصدي لها، كما أن فهم أسبابها وتبني التدابير الوقائية هي مسؤولية جماعية في المجتمع، وأن عامل الوقت عنصر حاسم، خاصة أن كل لحظة تحتسب للمصاب بها وبالتالي يتعين أن تكون الاستجابة ذكية وسريعة، خاصة أن السكتة الدماغية تحدث نتيجة توقف مفاجئ في تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، وتعتبر حالة طبية في غاية الخطورة، والتي تستدعي التعرّف على أعراضها للاستجابة لها بأسرع وقت ممكن، وفهم عوامل الخطر المرتبطة بها، وإدراك أهمية التدخل المبكر لتجنب أي ضرر دائم تسببه للمصاب وحماية حياته.
وأوضحت الدكتورة فيكتوريا آن ميفسود، طبيبة اختصاصية في معهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، مدى خطورة السكتة الدماغية والحاجة لعلاجها بشكل مباشر، لاسيما وأن كل دقيقة تُحتسب عند حدوثها، مشيرة إلى أنه يجب التعرّف سريعاً على السكتة الدماغية عند حدوثها والاستجابة لها دون أي انتظار، خاصة أن السكتة الدماغية ليست تحدياً بسيطاً، وإنما مأزق عالمي، إذ تصيب هذه الحالة نحو 15 مليون شخص سنوياً حول العالم، مسببة نحو 5 ملايين وفاة، في حين تترك ما يناهز 5 ملايين مريض مصابين بإعاقات دائمة، الأمر الذي يلقي بعبء كبير على كاهل الأسر والمجتمعات.
وقالت: يعتبر كل من ارتفاع ضغط الدم والتدخين من أبرز عوامل الخطر المرتبطة بهذه الحالة وما يثير الدهشة، أنه من بين كل 10 إصابات بالسكتة الدماغية، هنالك 4 إصابات كان من الممكن تجنبها عبر الإدارة الفعّالة لارتفاع ضغط الدم، كما أن التدخين، العدو الكامن، مسؤول عن خمس الوفيات المرتبطة بالسكتة الدماغية بين المصابين الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً، وهنالك عوامل خطر أخرى مرتبطة بهذه الحالة الخطيرة وهي الرجفان الأذيني، وفشل القلب، واحتشاء عضلة القلب، إلا أن الأمر المبشر في عالم اليوم هو تراجع أعداد الإصابات بالسكتة الدماغية في العديد من الدول المتقدمة، ويُعزى ذلك في المقام الأول لتعزيز سبل السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وانخفاض معدلات انتشار التدخين، إلا أن العدد الإجمالي لإصابات السكتة الدماغية آخذة في الارتفاع بسبب شيخوخة سكان العالم.
وبينت أنه وفي سياق العوامل المتعلقة بالعمر، تحدث السكتات الدماغية بشكل رئيسي بعد سن الأربعين، والجدير بالذكر أن السكتات الدماغية في دولة الإمارات العربية المتحدة تظهر عند سن 45 عاماً، حيث يُعزى هذا المعدل للعوامل القابلة للتعديل، مثل السمنة والتدخين والسكري ومن بين الأمور الأكثر أهمية هو ارتفاع ضغط الدم، الذي يؤثر على 25% من البالغين في دولة الإمارات، مما يزيد بشكل كبير من خطر هذا القاتل الصامت وفي حالات نادرة، تحدث السكتات الدماغية عند الأطفال المرضى المصابين بمرض فقر الدم المنجلي، الذي يؤثر على حوالي 8% من هذه الشريحة.
وأشارت إلى أن السكتة الدماغية تنقسم إلى نوعين رئيسيين: السكتات الإقفارية (نقص التروية) والسكتات النزفية وتحدث السكتات الدماغية الإقفارية، عندما تعيق الجلطات التدفق الطبيعي للدم، وهو النوع الأكثر شيوعاً. وعلى العكس من ذلك، فإن السكتات الدماغية النزفية تحدث نتيجة تمزق الأوعية الدموية الدماغية، وتؤدي إلى نزف خطير داخل الدماغ. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل النوبات الإقفارية العابرة، والتي يطلق عليها بالعامية «السكتات الدماغية الصغيرة»، بمثابة إنذار، وتتطلب رعاية مباشرة على الرغم من طبيعتها العابرة.
وقالت: «بصرف النظر عن نوع السكتة الدماغية، من الضروري التأكيد على أن أي سكتة دماغية تشكل أزمة طبية حادة وتتطلب استجابة ورعاية طارئة».
وبينت الطبيبة أن إدارة السكتة الدماغية وعلاجها تعتمد على عدة عوامل رئيسية، حيث يكون المحدد الأساسي هو نوع السكتة الدماغية التي يتعرض لها الشخص، ففي حالة السكتة الدماغية الإقفارية، يكون الهدف الرئيسي هو استعادة التدفق الطبيعي للدم نحو المناطق المتأثرة في الدماغ. ولا يمكن إهمال مدى إلحاح هذه العملية، إذ أنها قد تمنع حدوث ضرر دائم، أو على الأقل، تخفف من شدة السكتة الدماغية. وعادة ما يكون ذلك باستخدام أدوية إذابة تخثرات الدم، وهذا علاج دوائي للتخلص من التجلطات التي تعيق تدفق الدم. وتابعت: يستخدم كليفلاند كلينك أبوظبي نظام ARTIS Icono، وهو أحدث أنظمة التدخل الجراحي لعلاج السكتة الدماغية في المنطقة، ويضم تقنيات التصوير ثنائية وثلاثية الأبعاد المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويضمن تقييماً وعلاجاً أسرع وأكثر دقة لمرضى السكتة الدماغية، في بعض الحالات، يمكن استخدام إجراء القسطرة لاستخدام هذه المعدات الحديثة لعلاج المرضى.
وأشار الدكتور خليل وصفي زهرة، طبيب اختصاصي في معهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «يعتمد اختيار نوع العلاج والأدوية على نوع السكتة الدماغية وسرعة التدخل بعد حدوث السكتة. لذلك من المهم إدراك أن استمرارية الرعاية تمتد إلى ما هو أبعد من العلاج الفوري في حالات الطوارئ، بما في ذلك الاستراتيجيات طويلة الأمد التي يتم تطبيقها في الأيام والأشهر التالية لحدوث السكتة الدماغية الأولي».
وقال: «بعد حدوث السكتة الدماغية، تكون رحلة التعافي شخصية ومختلفة بين مريض وآخر بناءً على حالته. وفي حين أن بعض المصابين بالسكتة يعبرون هذه التجربة دون أذى كبير، إلا أن بعضهم الآخر قد يتعرضون لمضاعفات أكثر حدة، بما في ذلك الصعوبات المرتبطة بالحركة، والنطق، وأداء المهام اليومية. وهنا تحديداً يبرز الدور الحيوي لممارسات إعادة التأهيل».
اعتماد
حصل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي على اعتماد مركز للتميز في جراحة القلب للبالغين من دائرة الصحة – أبوظبي. وانطلاقاً من أهمية تقديم الرعاية الطارئة لمرضى السكتة الدماغية بشكل مباشر وفي الوقت المناسب، يقدم المستشفى خيارات علاجية طارئة وسريعة، تشتمل على التقييم السريع وإعادة الاستقرار للمريض، إلى جانب برامج إعادة التأهيل بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، بما يؤكد على التزامه بالتصدي لهذه الحالة الطبية الطارئة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي السكتة الدماغية کلیفلاند کلینک أبوظبی بالسکتة الدماغیة السکتات الدماغیة السکتة الدماغیة هذه الحالة ضغط الدم
إقرأ أيضاً:
مسيرة في حدائق الصحوة لتعزيز الوعي الصحي بالسمنة
«عمان» نظمت الجمعية العمانية للسكري بالتعاون مع المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء والمستشفى السلطاني مسيرة توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسمنة في حدائق الصحوة تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن حارب بن ثويني آل سعيد.
تأتي هذه الفعالية في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة تحت شعار «تغيير الأنظمة لحياة أكثر صحة»، بهدف رفع الوعي حول مخاطر السمنة وتشجيع تبني نمط حياة صحي.
وشملت الأنشطة مجموعة من الفعاليات التوعوية والترفيهية مثل الأنشطة الرياضية، واستشارات غذائية مجانية، وفحوصات لقياس كتلة الدهون، بالإضافة إلى التعريف بالخيارات الصحية وبرامج إنقاص الوزن، بمشاركة عدد من الشركاء في مكافحة الأمراض المزمنة، وبالأخص مشكلة السمنة.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الأشخاص الذين سيعانون من السمنة بحلول عام 2035 سيصل إلى 1.9 مليار شخص (أي 1 من كل 4 أشخاص في العالم). كما يُتوقع أن يصل الأثر الاقتصادي الناتج عن زيادة الوزن والسمنة إلى نحو 4.32 تريليون دولار، في حين سيشهد معدل السمنة بين الأطفال زيادة بنسبة 100% بين عامي 2020 و2035. وعلى المستوى المحلي، بلغ معدل انتشار زيادة الوزن والسمنة بين البالغين العمانيين 66% في عام 2017.