صحيفة الاتحاد:
2024-11-05@11:32:47 GMT

طلبة علوم الفضاء.. طموح بحدود السماء

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

خولة علي (دبي) 
في ظل اهتمام دولة الإمارات بقطاع الفضاء وتكثيف جهودها ومساعيها العلمية والبحثية والابتكارية، ولإرساء دعائم هذا القطاع الاستراتيجي الذي حققت فيه الدولة إنجازات مضيئة، شيدت الدولة صروحاً ومراكز لعلوم الفضاء وهندسته، وأطلقت العديد من الأقمار الصناعية مدارياً، مع رحلات لرواد فضاء إماراتيين لإنجاز مهمات علمية، وسواها من المقومات التي أسهمت في تحفيز الكثير من الطلبة للانخراط في دراسة تخصصات مسارات علوم الفضاء لمواصلة المسيرة نحو مزيد من التطور والتفوق في عالم الفضاء.

 
هذا الأمر قادنا للحديث مع عدد من الخبراء والمتخصصين في علوم الفلك والفضاء، للتعرف على أهم توجيهاتهم للطلبة الطموحين الذين يتطلعون إلى تكريس مكانة الدولة وتحقيق الريادة في هذا المجال. 

مراصد فلكية
عمار عبدالله باحث وراصد فلكي، أكد شغفه منذ الصغر بعالم الفضاء، لذا تخصص فيه بحصوله على البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الفيزياء الفلكية من إحدى الجامعات العريقة بالمملكة المتحدة، حيث قدم مشروع التخرج حول صنع نموذج كامل لاكتشاف الثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية. أما مشروع رسالة الماجستير فكان عن تقييم المواقع المناسبة لإنشاء مراصد فلكية في مواقع مختلفة في دولة الإمارات، موضحاً أنه يحرص على تنظيم الفعاليات والترويج لعلوم الفضاء والفلك بين الشباب في الدولة، وتوفير منصة للمهتمين بممارسة مختلف الاهتمامات في علوم الفضاء والفلك بشتى الطرق. ويؤكد عمار أن توجه الطلاب واهتمامهم بدراسة علوم الفضاء، خطوة إيجابية نحو تكوين مجتمع علمي رصين، وهو مجال مهم تتسابق عبره الدول العظمى للبحث والابتكار، وتُعتبر دولة الإمارات من أوائل الدول في المنطقة التي تولي اهتماماً كبيراً بقطاع الفضاء وتقديم الدعم الكامل لخوض هذا المجال وتطويره، من خلال البرامج التعليمية الأكاديمية وبرامج رواد الفضاء ومراكز البحث العلمي ومراكز الفضاء.
طموح

ويلفت تميم التميمي، مصور وباحث في علوم الفلك والفضاء، إلى أن توجه الطلبة واهتمامهم بدراسة علوم الفضاء والفلك ليس وليد اللحظة، بل يرجع إلى عام 1976 عندما التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مع فريق وكالة «ناسا»، ليبدأ طموح الصعود إلى الفضاء يزداد بين أهل الإمارات، حيث إن قطاع الفضاء من القطاعات الاستراتيجية في الدولة. ومن هنا تم تأسيس الوكالات والمؤسسات الفضائية لدعم هذا القطاع، وتدريس علوم الفضاء والفلك في الجامعات، وانطلاق المهام الفضائية مثل «مسبار الأمل» وسواها، والتي تُعتبر حافزاً لمواطني الدولة، مقدماً نصائح للطلبة الراغبين في التميز، بالتركيز على التعلم الذاتي والبحث بالمصادر الموثوقة والتجارب العلمية الشخصية، لفهم الأجرام السماوية وحركتها، مع إمكانية الانضمام إلى الجمعيات المعنية بالفلك لتتسع مدارك الطالب نحو اكتشاف الفضاء.
«سفراء الفضاء» 
وكانت مشاركة الطالب عمران الشامسي في برنامج سفراء الفضاء والفلك في روسيا، بمثابة دفعة له لخوض دراسة علوم الفضاء والتخصص في الفيزياء التطبيقية في جامعة الشارقة. ويقول: هذا البرنامج أثار فضولي العلمي لاستكشاف الفضاء، وكان حافزاً لانضمامي إلى سياق برامج الفضاء والفلك، ولقائي بعدد من رواد الفضاء ومن ضمنهم رائد الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، وهذه اللقاءات كانت كفيلة بإشعال شرارة الحماس بداخلي لخوض هذا المجال.
 ويرى الشامسي أن إقبال الطلبة على التخصصات المتعلقة بقطاع الفضاء يُعتبر مؤشراً إيجابياً لدولة الإمارات لبناء بنية تحتية قوية ومتينة والتنافس على الفرص في القطاعين الحكومي والخاص، مشيراً إلى أن دعم القيادة الرشيدة لهذا القطاع لا حدود له، من خلال توفير البرامج التعليمية والتثقيفية حول علوم الفضاء وتشجيع الطلبة لخوض هذا التحدي من خلال ما تقدمه بعض الجهات مثل جمعية الإمارات للفلك من محاضرات علمية متخصصة في الفلك وعلوم الفضاء علي يد خبراء لهم باع طويل في دراسة الأجرام السماوي.

أخبار ذات صلة سيف الزرعوني.. شغف بالروبوتات لتحقيق الإنجازات رصد أبعد تدفق راديوي استغرق مليارات السنوات ليصل إلينا

هندسة الفضاء 
وتسعى ميرة الحساني طالبة هندسة طيران وفضاء في جامعة خليفة، إلى اقتناص الفرص التي يمكن أن تمهد لها الطريق نحو المستقبل في مجال هندسة الطيران والفضاء والمجال العلمي والهندسي بشكل عام، كما تحرص على المشاركة في النشاطات والفعاليات والبرامج التي تثري المفاهيم العلمية والمعرفية فيما يتعلق بقطاع علوم الفضاء، لافتة إلى أن مجال هندسة الطيران والفضاء من المجالات الهندسية الواسعة في بناء التكنولوجيا الحديثة. فهندسة الطيران تركز على أنواع الطائرات داخل الغلاف الجوي للأرض مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ وسواها، أما هندسة الفضاء فتركز على أنواع الطائرات والتكنولوجيا التي تعمل خارج الغلاف الجوي كالصواريخ والأقمار الصناعية. 
وهي تسعى لاكتساب المهارات اللازمة مثل تحليل الديناميكا الهوائية، وفهم أنظمة الطيران لمواكبة تطورات هذا العصر، لاسيما أن انطلاق أول رائد إماراتي إلى الفضاء، ألهم الشباب على المضي قدماً في هذا المجال، لاسيما أن القيادة الرشيدة توفر مستوى تعليمياً جامعياً متكاملاً في قطاعي الطيران والفضاء، وتعزز بناء جيل واعد في المجالات العلمية، لترسيخ مكانة الدولة عالمياً في المهام الفضائية. 

صروح علمية 
رغبة الطالبة غالية أحمد في استكشاف الظواهر الطبيعية وكيفية عملها وتأثيرها على البشر، قادتها إلى التخصص في الفيزياء التطبيقية وعلوم الفلك في جامعة الشارقة، مؤكدة على اهتمام الحكومة بقطاع الفضاء وإسهاماتها العديدة في مجال التطوير وتنمية المجتمع وازدهار الدولة، وذلك بتأسيسها عدة صروح علمية منها أكاديمية الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، التي تنظم ورشاً علمية ومؤتمرات ومحاضرات حول علوم الفضاء وتطبيقاتها في الحياة. كما تضم عدداً من المختبرات المتنوعة لدراسة الفضاء بزاويا متعددة مثل مختبر النيازك، ومختبر الطاقة العالية الذي يضم أبحاثاً حول الأجسام التي تنبعث منها الطاقة العالية كالثقوب السوداء، ومختبر «الكيوب سات» الذي يشهد تصنيع أقمار صناعية مكعبة صغيرة الحجم نسبياً من قبل طلبة الهندسة بجامعة الشارقة.
 وفي إمارة دبي يقدم مركز محمد بن راشد مسابقات توعوية تشجيعية في مجال البحث العلمي والبرمجة، حيث أطلق تحدياً خاصاً بالبرمجة في الفضاء، بعنوان «تحدي الروبوتات والجاذبية»، وشاركت فيه عدة جامعات، بينها جامعة الشارقة، جامعة خليفة، وجامعة الإمارات، وهذه المنصات العلمية تشجع وتحفز الطلبة على دراسة علوم الفضاء. 
وقد شاركت غالية أحمد في العديد من الورش والمسابقات، مثل مسابقة تحدي الروبوتات والجاذبية بتنظيم مركز محمد بن راشد للفضاء، وأقيمت نهائيات المسابقة في المحطة الدولية، وتم تفعيل البرمجة من قبل رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، كما شاركت في ورشة تصنيع المركبات الفضائية المريخية بتنظيم أكاديمية الشارقة لعلوم الفضاء والفلك.

عالم خفي
فضولها في استكشاف الفضاء والتعرف على هذا العالم الخفي، دفع الطالبة عائشة فيصل الحمر للتخصص في علوم الفيزياء التطبيقية بجامعة الشارقة، والتي تعتبرها بداية لتشق طريقها في دراسة علوم الفضاء من خلال رغبتها بالالتحاق بمركز محمد بن رشد للفضاء، لتنفيذ مهمتها العلمية في إجراء البحوث والدراسات لتواصل مسيرة من سبقها وتحقيق إنجازات واستكشافات جديدة تخدم البشرية.
اكتساب خبرات
توضح ريان الرئيسي طالبة فيزياء الفضاء بالجامعة الأميركية، أن رغبتها في فهم مراحل تكوين وتشكّل الكون بمحتوياته من كواكب ونجوم وأجرام، وموقع الأرض، دفعها لدراسة هذا المجال، والسعي لقراءة البيانات العلمية للمشاريع الفضائية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفضاء الإمارات جامعة الشارقة لعلوم الفضاء هذا المجال فی علوم من خلال

إقرأ أيضاً:

شرطة الشارقة تحتفل بيوم العلم

احتفلت القيادة العامة لشرطة الشارقة بمناسبة يوم العلم، وقام العميد أحمد حاجي السركال، مدير عام العمليات الشرطية، برفع علم الدولة على سارية مبنى القيادة، صاحبه عزف الفرقة الموسيقية بأكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية السلام الوطني، وذلك بحضور مدراء العموم ونوابهم ومديري الإدارات وكبار الضباط وعدد من منتسبي القيادة.

وأكد اللواء عبدالله مبارك بن عامر، قائد عام شرطة الشارقة، أن الاحتفاء بهذا اليوم الوطني الخالد هو تعبير عن فخرنا واعتزازنا براية دولتنا التي ترفرف شامخة في سماء المجد وتجسيد لروح التفاني والولاء التي يتحلى بها أبناء الإمارات الذين واصلوا مسيرة الإنجازات والتنمية بفضل الله تعالى ثم بحكمة القيادة الرشيدة ورؤيتها الطموحة.
وقال: "تحت ظل هذا العلم نجدد العزائم ونعزز الروابط ونؤكد التزامنا بمواصلة العمل لتعزيز أمن الوطن واستقراره سائلين الله أن يحفظ الإمارات وشعبها ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والتقدم والازدهار".

#الإمارات تحتفل بـ #يوم_العلم.. مسيرة وطن بدأ من الصحراء ووصل الفضاء#يوم_العلم_الإماراتيhttps://t.co/RYOewTdxdQ pic.twitter.com/E0HTYmpVCz

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 1, 2024

مقالات مشابهة

  • خبراء: اجتماعات الحكومة تعكس طموح الإمارات في الريادة واستشراف المستقبل
  • الشائعات تحطمت.. أستاذ علوم سياسية: الشفافية أصبحت عنوان التعامل ما بين الدولة والمواطن
  • رواد الإمارات يحتفون على الأرض وفي الفضاء بـ «يوم العلم»
  • شرطة الشارقة تشارك في احتفالات يوم العلم
  • الإمارات تؤكد التزامها بالاستخدام السلمي للفضاء الخارجي
  • عبدالله بلحيف النعيمي: علمنا عنوان مجدنا ورمز وحدتنا
  • أستاذ علوم سياسية: الشائعات تتحطم على صخرة الوعي المجتمعي
  • الإمارات تشارك في اجتماعات الأمم المتحدة حول الفضاء الخارجي
  • شرطة الشارقة تحتفل بيوم العلم
  • 18 ألف مستفيد من «مجمع البيانات الفضائية»