اختتمت فعاليات مؤتمر «قراءات في قضايا التجديد والترشيد في فكر العلامة يوسف القرضاوي» الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر.
وأوصي البيان الختامي، بإنشاء فريق يقوم على إخراج موسوعة الحديث النبوي الشريف وفق رؤية الإمام القرضاوي ومقترحاته التفصيلية المتعلقة بها، ووضع خطة إعلامية تقوم على تقنيات المرئي والمسموع والتواصل بجميع أشكاله، وإنشاء موسوعة الكترونية لفكر الشيخ الراجل، الهادف لإظهار حقيقة الإسلام الوسطي القائم على التسامح والتعاطف مع الموافق والمخالف.


كما أوصي المؤتمر بتكوين فرق بحثية متخصصة لدراسة الثروة العلمية الهائلة للشيخ: دعوياً، وفقهياً، وسياسيًا، واجتماعيًا واقتصاديًا، ولتصنيفِها وترتيبها وتبويبها بحسب طبيعتها وموضوعاتها والحاجة إليها، والدعوة لأن يكون المؤتمر باكورة جهودٍ لإحياء فكر الشيخ القرضاوي ومدارسته، في ندوات ومؤتمرات وورش علمية متخصصة ودورية، بنظرة فاحصة تحليلية ثاقبة في تراث الشيخ وفق وحدة موضوعية ونقدية، بوصفه نتاج عقل بشري يستحق التقدير دون تبخيس ولا تقديس.
كما أوصى المؤتمر باستحداث منتديات فكرية تعيد قراءة تجربة العلامة القرضاوي في المجال الحضاري والتربوي والتجديد والحوار والفلسفة الأخلاقية والتكامل المعرفي وفقه الشريعة بمجالاتها المتعددة، بإنشاء مجلة تعنى بمساره الإصلاحي سيراً على تقاليد المدارس الفكرية العالمية. 
كما دعا المؤتمر في بيانه الختامي لربط مفهوم «التجديد» في الأدبيات الشرعية والدراسات الإسلامية، والاهتمام بالجانب الأدبي واللغوي للشّيخ القرضاويّ لما تمتع به من ملكة لغويّة فذّة أهّلته لأن يخوض غمار البحث والنظّر في بعض قضايا العربيّة المعاصرة، كالفصحى والمنحى الدلالي للخطاب، والعاميّة والقوميّة والعربيّة والدّين واللغة والإعلام وأخطاء المثقفين في استعمالات اللغة وما يصدر من المتكلّم تجاه المخاطب وغيرها، واستطاع الشيخ أنّ يشخّص عللها وأسبابها، ويطرح حلولاً ناجعة لمعالجة إشكالاتها.
وتضمنت التوصيات الاستفادة من نظريات الشيخ القرضاوي في تفسير القرآن الكريم وعلومه وفي السنة النبوية والتعامل معها وأنه صاحب نظرية معرفية في فهم القرآن الكريم والسنة النبوية، ولنظريته دعائم ومعالم أبدع الشيخ القرضاوي فيها بإبرازها بعد أن كانت مطمورة أو متفرقة ضمن مباحث أصول الفقه وقواعد التفسير، كما أوصي المؤتمر بتبني فقه جديدٍ متخصص بالأقليات المسلمة، بالرغم من التقائه مع أصول الفقه ومرتكزاته العامة، لخصوصيته التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، ودعا إلى تبني النظر المقاصدي الذي اعتمده القرضاوي بوصفه أنجع الوسائل في معالجة المسائل الخاصة بالمرأة والأسرة، باعتبارها أهم المحاور التي استغرقت اهتمام المفكرين والمصلحين في العصر الحاضر، التي استطاع وضعها ضمن الوضع الطبيعي المقصود شرعا، وتحريرها من فتاوى التعجيز والتحرر من الضوابط، إلى فتاوى الاستقامة، والرقي، والوسطية.
كما أوصي المؤتمر بإطلاق اسم الشيخ القرضاوي على بعض الوحدات الإدارية أو القاعات الدراسية، أو قاعات الندوات والمؤتمرات بالكلية أو الجامعة تخليدًا لذكرى الشيخ واعترافًا بفضله وبوصفه العميد الأول والمؤسس لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر جامعة قطر

إقرأ أيضاً:

"البحوث الإسلامية" يواصل فعاليات «أسبوع الدعوة» بجامعة أسيوط

واصلت اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية في يومها الثاني بمحافظة أسيوط نشاطها الدعوي بجامعة أسيوط ومساجدها، حيث حاضر علماء اللجنة العليا ونخبة من علماء الأزهر، طلاب وطالبات جامعة أسيوط حول «منهجية التعامل مع نصوص القرآن والسنة».

أمين البحوث الإسلامية: الطلاب الوافدين سفراء الأزهر وامتداد له في كل أرجاء المعمورة «البحوث الإسلامية» يعلن جهوده الدعوية خلال شهر أكتوبر


قال الدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، إن  القرآن الكريم هو الكتاب الذي أُنزل على نبينا وجعله الله معجزة باقية، فيه من القصص ما استلهم منها الناس العبرة والحكمة، وفيه من المعجزات ما أكدت نبوة رسولنا الكريم، لافتا أن الذي يتعامل مع القرآن الكريم عليه أن يلتزم بقواعد وضوابط أولها أن يكون حافظا واعيا بالقرآن، وأن يكون ملما بتفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة، لافتا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغلق باب الاجتهاد، حتى يظل المسلم في حالة اجتهاد دائم في التفسير واستنباط الأحكام.


وحذر نائب رئيس جامعة الأزهر من التعامل مع النصوص التي تتضمن غيبيات لم يوضحها الله، مثل الروح، كما حذر من إعمال العقل فقط نظرا لتفاوت العقول، وكذلك لي النصوص بما يتوافق مع الواقع بحيث يكون القرأن تبعا والواقع أصلا، ودخول عالم القرآن بخلفيات فكرية مشبوهة خاصة من الذين تربوا على أفكار استشراقية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم من خلال تأويلات منحرفة بنيت على أفكار مغلوطة. 


وأضاف الدكتور مرسي محمد حسن أستاذ الحديث وعلومه وعميد كلية أصول الدين فرع أسيوط، أن ضوابط فهم السنة النبوية هو النظر إليها على أنها وحي من الله تعالى، ولا يصح إطلاقا أن نقبل القراءة الحداثية للسنة النبوية، حيث يقول أصحاب هذا التوجه أن السنة النبوية تاريخ لا يصلح لكل زمان ومكان، وهذا لنزع القداسة عن السنة النبوية، مضيفا أن من الضوابط أيضا أن نأخذ من الحديث الصحيح منه، متصل السند الضابط تمام الضبط، وهذا يقابل عند المحدثين مرتبة الحديث الصحيح، وكل له ضوابط من حيث الصحة والضعف والقبول عند المحدثين.


وعن استنباط الأحكام من النصوص الشرعية أوضح الشيخ يوسف محمد المنسي عضو الأمانة العليا لشؤون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن استنباط الأحكام تستوجب الفهم الصحيح للنص لمعرفة دلالة ألفاظ الأمر والنهي في النص، وأن أكون عالما بلغة القرآن الكريم حتى أكون قادرا على حفظ النص وحفظ فهم النص، موجها الحضور بسؤال أهل الذكر في حال عدم التمكن من استنباط الأحكام.


ونيابة الشباب طلب الدكتور حسن يحي الأمين العام للجنة العليا للدعوة الكلمة من السادة المحاضرين إزالة اللبس عن فهم الشباب لبعض النصوص، التي يقرأها المشككين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا إياها بالقراءة المسمومة، والتي ترى أن الإسلام دينا دمويا نشر بحد السيف كما جاء في قراءة المشككين لحديث رسول الله "أُمرتُ أن أُقاتل الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله" في محاولة منهم لفصل الشباب عن دينهم ووطنهم، وكان رد  المحاضرين أن هذا يرجع إلى عدم الفهم الصحيح للنص، وإلى من يوجه الأمر، وسببه، لافتين إلى أهمية معرفة ضوابط منهجية التعامل مع النص، موضحين  من خلال نصوص القرآن والسنة، الأمر بالسلام والأمن والإحسان وعدم الإسراف والجور على الأمم الأخرى ومنها قول الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) أي لا ينهاكم عن الإحسان إليهم.

توضيح دلائل إنصاف المرأة في النصوص
 

كما طلب "يحي" نيابة عن الشباب، توضيح دلائل إنصاف المرأة في النصوص، خاصة أن ملف المرأة قد واجه الكثير من الانتقادات والتشويه والتدليس من قراءة بعض الذين يدعون التنوير والحقوقية، وهو أن المرأة لاقت في الإسلام ويلات من الظلم والافتئات، ما لم تلقاه في مجتمع آخر، وكان رد علماء الأزهر أن المرأة في الإسلام تنعم بحقوق وإنصاف لم تشهده في مجتمع آخر، فكرّم القرآن المرأة، وأعطاها حقوقها بوصفها إنسانا، وكرّمها بوصفها أنثى، وكرّمها بوصفها بنتا وأما، وبوصفها زوجة وعضوا في المجتمع، وأعطى لها في بعض حالات الميراث ما تميزت فيها عن الرجل.

  
وتأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي»، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد أسيوط، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

مقالات مشابهة

  • وكيل الأوقاف: الشريعة الإسلامية تحث على حماية البيئة والموارد الطبيعية
  • افتتاح المؤتمر العلمي الدولي السادس عن الذكاء الاصطناعي بجامعة سوهاج 
  • اتفاقية لإنشاء مركز البحوث والدراسات العُمانية في "الجامعة الإسلامية" بماليزيا
  • انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثاني عشر لكلية العلوم بجامعة أسيوط  
  • كلية الصيدلة بجامعة أسيوط تعقد المؤتمر الدولي الرابع عشر للعلوم الصيدلية
  • "البحوث الإسلامية" يواصل فعاليات «أسبوع الدعوة» بجامعة أسيوط
  • دومة يبحث سبل حل الصعوبات التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية
  • بمشاركه ٥ دول عربيه.. غدا انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي السادس بجامعة سوهاج عن الذكاء الاصطناعي فى التمريض
  • أكثر من 6000 تذكرة إلكترونية رقمية وفانيله لطلاب المدارس للاشتراك في سباق الشرقية الدولي ( 26 )
  • دومة يناقش العراقيل التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية