غموض بشأن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.. اشتراطات إسرائيلية السبب
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
"خلافات اللحظة الأخيرة بين مصر وإسرائيل قد تؤجل دخول المساعدات إلى قطاع غزة"، الجمعة، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى ذلك.
هكذا شككت مصادر أممية، في إمكانية دخول المساعدات الأولى إلى القطاع منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول، الجمعة، ما لم يتمكن الطرفان من تجاوز الخلافات التي تتركز حول ملفي آلية توزيع المساعدات، وإجراءات التفتيش في معبر كرم أبوسالم.
ووفق المصادر، فإن الملف الأكثر تعقيداً يتعلق باشتراط إسرائيل "عدم تدخل أي جهة لها علاقة بحركة حماس من قريب أو بعيد في توزيع المساعدات"، وهو ما يشكل تحدياً إجرائياً لكون ما تسمى لجنة التنسيق الأهلية في غزة المتوقع أن تتولى تنظيم عملية التوزيع، وتتكون غالبيتها من شخصيات مرتبطة بـ"حماس" التي تحكم القطاع، كما أن كثيراً من رؤساء البلديات مقربون من الحركة.
أما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فلم تعد مؤهلة للقيام بهذا الدور حالياً، حسب المصادر، بعد انسحابها من مناطق رئيسة شمال ووسط القطاع، عقب الأوامر الإسرائيلية للسكان بالإخلاء إلى الجنوب.
من جانبها، اقترحت إسرائيل دخول طواقم الهلال الأحمر المصري إلى القطاع وتوليها توزيع المساعدات بشكل مباشر، وهو خيار استبعدت المصادر أن يلاقي ترحيب القاهرة لما يمثله من تحديات أمنية ولوجستية، كما أن الجانب المصري "لا يملك المعلومات التفصيلية الكافية بشأن الأوضاع المحلية لقطاع غزة حتى يتمكن من اتخاذ القرار منفرداً بشأن الجهات والمناطق الأكثر استحقاقاً، وآليات التوزيع".
اقرأ أيضاً
تمهيدا لإدخال 20 شاحنة مساعدات.. مصر تفتح معبر رفح الجمعة
وتتمثل نقطة الخلاف الثانية، وفق المصادر، في الإجراءات المتبعة في معبر كرم أبوسالم، الذي طلبت إسرائيل إدخال الشاحنات منه بدلاً من معبر رفح القريب، لكونه يضم بنية تحتية مجهزة لتفتيش الشاحنات، وكان يستخدم قبل الحرب في نقل البضائع من الضفة الغربية وإسرائيل إلى غزة.
وتخشى القاهرة من أن تؤدي إجراءات التفتيش المعقدة في معبر كرم أبوسالم إلى إبطاء وتيرة دخول المساعدات، إذ تمنع آلية عمله الشاحنات التي تحمل البضائع من دخول القطاع، وإنما يتم إفراغ حمولتها بعد أن تخضع لتفتيش عبر أجهزة (X-ray) في شاحنات أخرى قادمة من غزة.
وأضافت المصادر، أن هناك شكوكاً جدية في إمكانية تجاوز هذه الخلافات خلال الساعات المقبلة، إلا إذا تمكنت الأمم المتحدة من إيجاد حلول بديلة، أو نجحت القاهرة في التغلب على العراقيل والحجج والإسرائيلية.
يأتي ذلك في وقت قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس من القاهرة، إن وقف إطلاق النار شرط أساسي لضمان التوصيل "الآمن" للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال جوتيريش في مستهل حديثه عن الأوضاع في قطاع غزة: "نحن في أزمة لم تشهدها المنطقة منذ عقود".
اقرأ أيضاً
بعد محادثة مع السيسي.. بايدن يعلن فتح معبر رفح لإدخال 20 شاحنة مساعدات لغزة
وأضاف أنه "يتابع بشكل مباشر من مصر عمليات تحضير إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان قطاع غزة"، مضيفا أن "وقف إطلاق النار شرط أساسي لضمان التوصيل الآمن للمساعدات الإنسانية إلى غزة".
إلا أن هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، نقلت عن مصدر سياسي في إسرائيل، الخميس، القول إن إطلاق النار لن يتوقف في قطاع غزة، حتى أثناء إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأضاف المصدر (لم تُسمه)، أنّه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، ولا حتى أثناء الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة"، دون مزيد من التفاصيل.
فيما قال متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الخميس، إن هذه المرحلة لن تشهد إدخال مساعدات إلى قطاع غزة.
وقال في مؤتمر صحفي بثته هيئة البث الإسرائيلية: "في هذه المرحلة، أريد أن يعرف الجمهور أن لا مساعدات ستدخل غزة".
وأضاف: "المعابر مع غزة ما تزال مغلقة، سيتم اتخاذ القرار على المستوى الإداري ومن ثم ننفذه"، متابعا: "عندما يحين موعد إدخال المساعدات سنعلن ذلك".
اقرأ أيضاً
مكتب نتنياهو: لن نمنع دخول المساعدات القادمة من مصر لغزة
وتتهم مصر إسرائيل، بتعطيل مرور المساعدات الإغاثية التي توافدت من عدة دول، عبر معبر رفح بعد استهداف متكرر للجانب الفلسطيني من المعبر.
إلا أن الأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن إسرائيل وافقت على إدخال المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المغلق، وذلك للمرة الأولى بعد إطلاق عملية "طوفان الأقصى".
وقال مصدران أمنيان لوكالة "رويترز"، الخميس، إن معدات لإصلاح الطرق مرت عبر معبر رفح من مصر إلى قطاع غزة في إطار الاستعدادات لتوصيل بعض المساعدات المكدسة في شبه جزيرة سيناء المصرية.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، لكنه أُغلق منذ الأيام الأولى للصراع في غزة في أعقاب القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من الحدود.
لكن إسرائيل تتمسك على ما يبدو بأن تمر المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الذي يقع أقصى جنوب القطاع في منطقة قريبة من الحدود مع مصر وإسرائيل.
وتنتظر أكثر من 150 شاحنة قرب معبر رفح، على الجانب المصري، الخميس، وهناك مزيد من المساعدات المكدسة تنتظر بمدينة العريش الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتراً من رفح.
اقرأ أيضاً
مصر: إسرائيل لم تتخذ موقفا بعد لإدخال المساعدات من معبر رفح
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، عقب محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن إسرائيل لن تمنع دخول مساعدات للمدنيين من مصر إلى غزة "طالما لن تصل تلك الإمدادات إلى حركة حماس".
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت، الخميس، أن 5 شاحنات محملة بالإمدادات الطبية جاهزة على الحدود بين غزة ومصر.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في مؤتمر صحفي: "شاحناتنا محملة وجاهزة للانطلاق"، وعبر عن أمله في تسليم الإمدادات بمجرد فتح معبر رفح، قائلاً: "نأمل أن يتم ذلك الجمعة".
ولليوم الثالث عشر، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة أودت بحياة أكثر من 3700 فلسطيني، بينهم أكثر من ألف طفل، وأصابت ما يزيد على 12 ألفا آخرين، فيما يواصل قطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء عن القطاع الذي يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
فيما قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 4629، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية، كما أسرت بين 200 و250 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء في سجون إسرائيل.
اقرأ أيضاً
مصر: لم نتلق أي تصاريح لإدخال المساعدات إلى غزة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر معبر رفح إسرائيل غزة الأمم المتحدة طوفان الأقصى بايدن نتنياهو المساعدات الإنسانیة إدخال المساعدات دخول المساعدات الإنسانیة إلى إلى قطاع غزة إطلاق النار اقرأ أیضا معبر کرم معبر رفح عبر معبر أکثر من إلى غزة من مصر
إقرأ أيضاً:
داخلية غزة تحذر من حملات التضليل الإسرائيلية وتدعو لفتح معبر رفح
أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، متابعتها لما وصفته بـ"حملات التضليل والحرب النفسية" التي تشنها أجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، عبر رسائل نصية ومكالمات صوتية تُوجه إلى هواتف المواطنين، بدعوى تسهيل سفرهم خارج القطاع، في إطار ما اعتبرته محاولات استدراج وخداع تستهدف النيل من صمود الفلسطينيين.
وفي بيان رسمي، دعت الوزارة المواطنين إلى عدم التجاوب مع أي رسائل أو اتصالات مشبوهة تصدر عن الاحتلال، محذرة من الانجرار وراء هذه الأساليب التي قد تعرض سلامتهم للخطر.
كما طالبت الوزارة المجتمع الدولي بالتحرك الجاد للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف ما وصفته بـ"الأساليب الخبيثة" الرامية إلى تهجير السكان من غزة، معتبرة هذه الممارسات انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
وشدد البيان على أن الأجهزة الأمنية ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تجاوبه مع أدوات المخابرات الإسرائيلية بأي شكل من الأشكال، مؤكدة أن ما عجز الاحتلال عن تحقيقه عبر عدوانه المتواصل، لن يتمكن من تحقيقه عبر التضليل والخداع.
وأعادت الوزارة التأكيد على أن حرية التنقل والسفر حق مكفول لكل مواطن فلسطيني، مشيرة إلى أن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة يمثل "جريمة متعددة الأوجه" ينفذها الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.
وفي ختام بيانها، طالبت الوزارة بسرعة فتح معبر رفح البري لتمكين الجرحى والمرضى من السفر للعلاج، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العالقة على الجانب المصري، في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية داخل القطاع.
ويُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، يواصل بدعم أمريكي، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عدواناً واسع النطاق على قطاع غزة، أسفر عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود.
ويعاني القطاع المحاصر للعام الثامن عشر على التوالي من أزمة إنسانية خانقة، حيث بات نحو 1.5 مليون شخص من أصل 2.4 مليون فلسطيني في غزة بلا مأوى، بعد أن دُمّرت منازلهم بالكامل جراء العدوان.
كما دخل القطاع مرحلة المجاعة نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.