رغم تأكيدهم بأن قرار الاجتياح البري الذي تعتزم إسرائيل شنه على قطاع غزة قد تم اتخاذه وبضوء أخضر أميركي، يقول محللون سياسيون وعسكريون إن هذا الهجوم سيكبد إسرائيل خسائر جسيمة بشريا ومعنويا، ولن يمكنها من القضاء على المقاومة في غزة.

وضمن وقفة تحليلية يومية لقناة الجزيرة حول مجريات الحرب في غزة، رأى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن المعطيات الحالية توحي بأن قرار الاجتياح البري قد اتخذ وأن الأميركيين أعطوا الضوء الأخضر لذلك، لكن الإسرائيليين تواجههم معوقات تتعلق بعوامل ميدانية، منها ما أسماها الدويري خلايا نائمة في عمق غلاف قطاع غزة، وصعوبة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باعتبار أن غزة هي مدينة فوق مدينة، والمقاومة ستقاتل الاحتلال.

ومن جهته، تحدث أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، الدكتور عبد الله الشايجي عن صعوبة العملية البرية بالنسبة للاحتلال، لأن القتال سيدور بين قوات نظامية وقوات غير نظامية، ولم ينجح أي جيش في العالم بهزيمة قوات غير نظامية بدليل أن القوات الأميركية لم تهزم حركة طالبان الأفغانية.

وتوقع أن يخسر جيش الاحتلال -الذي قال إنه يرتكب جرائم حرب في قطاع غزة- آلاف الجنود، بالإضافة إلى خسائر معنوية، في حال خاض الهجوم البري على غزة.

أما الباحث في الشؤون الإسرائيلية، سلطان العجلوني فتوقع أن يكون الاجتياح الإسرائيلي "تكتيكيا" في مناطق معينة، وليس اجتياحا كاملا لأن الاحتلال يدرك أن حركة حماس ليست جيشا وإنما هي فكرة وأيديولوجية، وأن القضاء عليها يحتاج إلى اجتياح كامل والبقاء لسنوات طويلة في القطاع.

وتوقع العجلوني أن يكون الاجتياح الإسرائيلي البري محدودا، وأن تعقبه ضغوط دولية ليتوقف هذا الاجتياح بحجة الدواعي الإنسانية، وستجد إسرائيل مخرجا لها وتقول إنها أوقفت الحرب لأسباب إنسانية، كما يرى المتحدث.

موقف إيران وأذرعها

وبشأن تدخل إيران وأذرعها في الحرب وخاصة حزب الله اللبناني، توقع المتحدث أن تبقى تدخلات هذه الأذرع محدودة وليست فاعلة.

وبدوره، استبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت أن تتدخل إيران في أي مواجهة مباشرة سواء مع إسرائيل أو مع الأميركيين.

وقال إن أذرعها يقومون بالأمر، مرجحا أنها ستطلب من حزب الله التدخل في حالة بدء الهجوم البري على قطاع غزة.

وحول موقف الدول العربية من حرب غزة وخاصة مصر والأردن، قال الخبير العسكري إن هناك تباينا في موقف الدولتين، فالأردن يرفض بالمطلق مصطلح التهجير، بينما مصر لا ترفض التهجير من حيث المبدأ، في إشارة لتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال فيها "إذا كانت هناك فكرة للتهجير، فلِمَ لا يُنقل الفلسطينيون إلى النقب؟".

وبخصوص الدعم الأميركي، رأى الخبير العسكري أن الولايات المتحدة لن تنخرط بشكل مباشر في الهجوم البري على غزة.

في حين عبّر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عن قناعته بأن الرئيس الأميركي جو بايدن في ورطة، كما هو حال رئيس وزراء إسرائيل، و"كلاهما لا يريد الحرب البرية، لكن نتنياهو عنده حسابات خاصة".

في حين رأى الباحث العجلوني، أن الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل يتغلغل في وجدان الإسرائيليين الذين اقتنعوا أنهم لا يستطيعون البقاء وحدهم، خاصة أن الحلم الصهيوني -كما يقول المتحدث- انتهى.

وتوقع العجلوني حدوث موجة هجرة عسكرية من إسرائيل إلى الخارج، مضيفا أن إسرائيل لم تعد هي المكان الآمن لليهود بل أصبحت هي المكان الأكثر خطورة عليهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل بحثت إعلان إنهاء التوغل البري في لبنان ثم تراجعت

كشفت تقارير إسرائيلية، الأربعاء، أن المؤسسة الأمنية والجيش تطرقا إلى فكرة إنهاء العمليات البرية في لبنان مطلع هذا الأسبوع، قبل التراجع عن الفكرة، في ظل المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار.

وأشار تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، أنه في ظل المفاوضات الجارية بقيادة الولايات المتحدة بهدف وقف إطلاق النار، والتي "شهدت تقدما" خلال الأيام الأخيرة، "تقرر تأجيل الإعلان".

وذكر التقرير أنه في نهاية الأسبوع الماضي، أُعيد آلاف الجنود النظاميين والاحتياط إلى منازلهم للحصول على راحة. وفي الوقت الحالي يستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ "عمليات إضافية" في جنوب لبنان، بهدف "تعميق الإنجازات الميدانية".

وقال رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، الأربعاء، في ختام تقييم للأوضاع: "يجب الاستمرار في تطوير الخطط لمواصلة القتال في لبنان، بما في ذلك توسيع وتعميق المناورات، وسننفذ هذه الخطط حسب الحاجة".

بعد خطاب "قاسم".. إسرائيل تنفذ غارات جوية في عدة مناطق بلبنان نفذت القوات الإسرائيلية عددا من الهجمات بالصواريخ الموجهة وشنت غارات جوية في عدة مناطق بلبنان الأربعاء.

وأفاد مصدر لـ"الحرة" مطلع الأسبوع، أن الجيش الإسرائيلي أوشك على "إتمام المهام الموكلة إليه"، ويستعد الآن لسيناريوهين: "إما إعادة الانتشار" بناء على ما وصف بإنجازات الجيش، أو "تعميق العملية العسكرية في لبنان، وذلك بناء على إيعاز من المستوى السياسي".

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 40 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت شرق البلاد، الأربعاء، بما في ذلك مدينة بعلبك.

وقالت الوزارة في بيان ضمنته حصيلة غير نهائية للضحايا، إن "سلسلة غارات إسرائيلية على البقاع وبعلبك" أسفرت عن مقتل "40 شخصا وإصابة 53".

قتلى في غارات إسرائيلية على شرق لبنان أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 40 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت شرق البلاد الأربعاء، بما في ذلك مدينة بعلبك، مشيرة إلى أن عمليات الإنقاذ ورفع الانقاض لا تزال جارية بحثا عن مفقودين.

وأحصت الوزارة مقتل 11 شخصا في مدينة بعلبك و16 في بلدة الناصرية.

وفتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة بعيد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023. وبعدما أضعفت حماس في القطاع، نقلت إسرائيل ثقل عملياتها العسكرية الى الجبهة الشمالية مع الحزب، وكثفت غاراتها اعتبارا من 23 سبتمبر، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية.

مقالات مشابهة

  • المقاومة تدمّر آليات للاحتلال بغزة وحصيلة الشهداء ترتفع
  • لهذه الأسباب.. احذر قيادة السيارة بخزان وقود شبه فارغ
  • رئيس الوزراء الفلسطيني يطالب الأمم المتحدة بالعمل على وقف جرائم إسرائيل بغزة  
  • إسرائيل بحثت إعلان إنهاء التوغل البري في لبنان ثم تراجعت
  • أوباما يهنئ ترامب بفوزه في الانتخابات الرئاسية.. لهذه الأسباب خسرنا
  • سياسيون: الديمقراطيون دفعوا ثمن مشاركتهم في الإبادة بغزة
  • نعيم قاسم: لا يوجد مكان في إسرائيل ممنوع عن الطائرات والصواريخ
  • لهذه الأسباب يجب تجنّب ضرب البرنامج النووي الايراني
  • وزير الخارجية الهولندي: نقدر دور مصر لوقف إطلاق النار بغزة ونطالب إسرائيل بإدخال المساعدات
  • المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفا حيويا في إسرائيل