يناقش الجيشان الأمريكي والإسرائيلي، بدائل للغزو البري الكامل لقطاع غزة، والمتوقع على نطاق واسع، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي رحلة العودة إلى واشنطن بعد يوم من المحادثات في تل أبيب، سُئل بايدن عن احتمال شن هجوم بري واسع النطاق من قبل القوة الإسرائيلية التي يبلغ قوامها 300 ألف جندي والمنتشرة على طول الحدود، وقال: "لقد تحدثنا طويلا عن ذلك وما هي البدائل المتاحة".

وأضاف: "جيشنا يتحدث مع الجيش الإسرائيلي حول البدائل"، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة "الجارديان"، وترجمه "الخليج الجديد".

وجاءت تعليقات بايدن بعد يوم من تشكيك المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، للمرة الأولى حول ما إذا كان الغزو البري "أمرا حتميا".

وقال هيشت للصحفيين: "نحن نستعد للمراحل التالية من الحرب".. وأضاف: "لم نقول ماذا سيكون.. الجميع يتحدث عن هجوم بري لكن ربما سيكون الأمر مختلفا".

ومنذ اخترق حماس السياج الحدودي المحيط بغزة وقتل نحو 1400 إسرائيلي، واحتجاز أكثر من 200 شخص كرهائن، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بتدمير حماس".

اقرأ أيضاً

وزير الدفاع الإسرائيلي يُلمح لجنوده باقتراب العملية البرية على غزة

واصطفت كتائب الدبابات في جنوب إسرائيل، على ما يبدو على استعداد للهجوم البري.

ومع ذلك، تم تعليق الهجوم المتوقع بينما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يقوم بجولة في المنطقة.

ولاحقا، استقبلت إسرائيل سلسلة متتالية من الزوار الذين أرسلتهم واشنطن، بما في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا، وفي النهاية بايدن نفسه.

ووفق الصحيفة، فقد حملوا جميعا نفس الرسالة: "لتجنب الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول (قبل 22 عاما)، والاندفاع عسكريا لتهدئة الغضب الوطني دون التفكير في العواقب الطويلة الأجل".

وعلى وجه الخصوص، حذر المسؤولون الأمريكيون من أن الهجوم البري الشامل يمكن أن يؤدي إلى عمليات انتقامية من "حزب الله" اللبناني من الشمال، وخطر نشوب حرب على جبهتين.

وهناك بالفعل تبادلات شبه يومية لإطلاق النار عبر الحدود اللبنانية.

اقرأ أيضاً

بعد زيارة بايدن.. هيئة البث الإسرائيلية: دخول غزة بريا بات وشيكا

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن ذلك سيخلق كارثة إنسانية ستتحمل إسرائيل المسؤولية عنها، ولن يكون هناك ضمان بأنها ستنجح في تدمير "حماس".

ويمكنها بدلاً من ذلك خلق جيل جديد من المجندين الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية، وفق الصحيفة.

ومع ذلك، فإن ترك حماس في غزة ليس خيارًا أيضًا بالنسبة للحكومة التي فشلت في وقف الهجوم الذي تسبب في أكبر خسارة في أرواح اليهود منذ المحرقة.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس: "مهما كانت النتيجة في غزة، فهي على رأس حماس، ويجب القضاء عليها".

وأضاف: "يجب أن نلاحقهم بقدر ما يستغرق الأمر.. كل واحد منهم محكوم عليه بالإعدام".

ويتلخص أحد الآمال الخافتة التي يغذيها الدبلوماسيون الأميركيون في إمكانية إرغام حماس، في ظل الضغوط الإجماعية العنيدة من جانب العالم العربي، على مغادرة غزة إلى ملاذ متفق عليه، تماماً كما غادرت منظمة التحرير الفلسطينية لبنان، متجهة إلى تونس في عام 1982.

اقرأ أيضاً

بعد زيارة بايدن.. هيئة البث الإسرائيلية: دخول غزة بريا بات وشيكا

ويشير مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيال هولاتا، إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي السابق على حماس في غزة (عملية حارس الجدران عام 2021) اعتمد على القوة الجوية.

ويضيف: "نفذت إسرائيل العملية برمتها دون مناورة برية داخل غزة، وتمكنت من إلحاق أضرار بالكثير من البنية التحتية لحماس.. لكن بالطبع هناك حدود لما يمكنك القيام به من الجو فقط".

ويضيف أن هناك مجموعة من العمليات الهجومية البرية لا ترقى إلى مستوى الغزو الشامل، بما في ذلك عمليات القوات الخاصة والغارات التي تهدف إلى تحديد مكان الرهائن وربما إنقاذهم.

وفي كلمته أمام القوات على حدود غزة الخميس، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن شكلاً من أشكال العملية البرية كان وشيكاً، وقال: "أنت ترى غزة الآن من بعيد، وسوف تراها قريبا من الداخل"،

كما نقل مكتب جالانت عنه قوله، إن "الأمر سيأتي"، متوقعا أن تكون هناك "عمليات برية كبيرة".

وقال العديد من المعلقين الأمنيين في الصحافة الإسرائيلية إنه مهما كان القرار العملياتي الذي سيتم اتخاذه في الأيام والأسابيع المقبلة، فلن يكون قرار إسرائيل وحدها، بعد دعوة بايدن للمشاركة شخصيا في مداولات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي خلال زيارته الأربعاء.

اقرأ أيضاً

إعلام عبري وغربي: إسرائيل تعيد حساباتها بشأن الاجتياح البري لغزة

يشار إلى أن بايدن، ناشد الإسرائيليين قبل مغادرته تل أبيب كبح غضبهم، وقال: "وأنتم تشعرون بهذا الغضب العارم، لا تسمحوا له بأن يستغرقكم.. بعد (هجمات) 11 سبتمبر/أيلول 2001، شعرنا بالغضب العارم في الولايات المتحدة وارتكبنا أيضا الأخطاء، ونحن نسعى للعدالة وبعد أن حصلنا عليها".

وإثر ذلك كتب ناحوم بارنيا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "قواعد اللعبة التي تم تحديدها على مر السنين هي بشكل أو بآخر كما يلي: إسرائيل والولايات المتحدة حليفتان، ويحافظون على التعاون العسكري والتنسيق السياسي".

وأضاف: "مع ذلك، إسرائيل لا تشارك خططها العسكرية مع الولايات المتحدة".

وتابع: "لقد تصرف نتنياهو بشكل مختلف، لقد أدخل الأمريكيين في عملية صنع القرار في مجلس الوزراء الأمني، وفي مجلس الطوارئ، وهذا يعني أن بايدن سيكون مسؤولاً عن أي شيء تفعله إسرائيل في غزة، وهذا يلزمه ويلزمنا".

وردت إسرائيل على الهجوم الأعنف في تاريخها بالتعهد بالقضاء على حماس، ووضعت القطاع الساحلي الضيق المكتظ الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة، تحت حصار مطبق ودكته بالقصف والضربات الجوية، مما أسفر عن استشهاد الآلاف، وإصابة ما يزيد عن 12 ألفا، وتشريد أكثر من مليون.

وحذرت منظمات أممية من كارثة إنسانية وبيئية مع خروج 4 مستشفيات عن الخدمة، ووجود جثامين شهداء تحت الأنقاض، مع انعدام المياه الصالحة للشرب.

اقرأ أيضاً

غطاء للقتل.. تحذير من تداعيات غزو بري إسرائيلي محتمل لغزة

المصدر | الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل بايدن نتيناهو غزة اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة إنسانية جديدة جنوب غزة

قالت هيئة البث الإسرائيلية ( كان 11) مساء السبت 26 أبريل 2025 ، إن الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة "منطقة إنسانية" جديدة جنوبي قطاع غزة ، تمهيدًا لمحاصرة السكان بين محوري "موراج" الفاصل بين رفح وخانيونس، و"محور فيلادلفيا" الحدودي مع مصر.

وأضافت أن الجيش يعتزم نقل السكان الفلسطينيين إلى هذه المنطقة بعد إخضاعهم لـ"فحوصات أمنية".

وادعت القناة أن المنطقة التي يتم تجهيزها حاليًا خالية من السكان، وسيُقام فيها مجمع من الخيام لإيواء من يتم نقلهم من أنحاء مختلفة من القطاع، بما في ذلك من المنطقة المواصي.

وبحسب الخطة، ستُدخل المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة عبر شركات مدنية، يُرجح أن تكون أميركية، من أجل توزيعها على السكان.

وأشارت القناة إلى أن جيش الاحتلال لا يزال يرفض تولي مهمة توزيع المساعدات الإنسانية بنفسه، تفاديًا لوصولها إلى حركة حماس .

ووفقا لـ"كان 11" أن الخطة تشمل الفصل بين المدنيين الفلسطينيين ومقاتلي المقاومة، لضمان أن تمر المساعدات فقط إلى السكان دون استخدامها من قبل فصائل المقاومة.

يأتي ذلك فيما يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع عملياته العسكرية في إطار حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة بشكل كبير خلال الأيام المقبلة، مع الدفع بقوات احتياط إضافية.

وفي إطار الضغط الإسرائيلي على حماس، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر عسكرية أن التصعيد سيتضمن "توغلا في مناطق جديدة" في القطاع.

وأشارت إلى أن "أدوات إضافية" ستُفعّل قريبًا في حال فشل مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع الحركة.

ويهدد الجيش الإسرائيلي بأن النموذج العملياتي المستخدم حاليًا في رفح سيتم "تكراره في مناطق أخرى"، مشيرًا إلى أن التقدم الميداني يزيد من حدة المواجهات مع حماس.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية تفاصيل معركة الشجاعية التي قتل فيها ضابط وجندي إسرائيلي الجيش الإسرائيلي يهدد بتوسيع الهجوم على غزة الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن الأكثر قراءة صورة: مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 مجندات شمال غزة تفاصيل اجتماع قيادة حماس مع رئيس المخابرات التركية محدث: نتنياهو : لن نخضع لإملاءات حماس ولهذه الحرب أثمان كبيرة يديعوت تكشف تفاصيل مقتل جندي وإصابة 3 مجندات شمال غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يحشد "ألوية احتياط" للقتال في غزة
  • محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات لغزة واستخدامها سلاح حرب
  • الأمم المتحدة: يجب أن تحترم “إسرائيل” تأمين المستلزمات الإنسانية لغزة
  • الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
  • إسرائيل أمام محكمة العدل..اتهامات بعرقلة دخول المساعدات لغزة
  • حماس: نؤكد استمرار التحرك في المستوى السياسي لإنهاء حرب الإبادة وإغاثة المواطنين
  • ناطق “حماس” ينتقد عجز ملياري مسلم عن تقديم دعم حقيقي لغزة
  • برهوم ينتقد عجز ملياري مسلم عن تقديم دعم حقيقي لغزة
  • الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة إنسانية جديدة جنوب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يهدد بتوسيع الهجوم على غزة