بايدن: نناقش مع إسرائيل بدائل الغزو البري الكامل لغزة
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
يناقش الجيشان الأمريكي والإسرائيلي، بدائل للغزو البري الكامل لقطاع غزة، والمتوقع على نطاق واسع، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي رحلة العودة إلى واشنطن بعد يوم من المحادثات في تل أبيب، سُئل بايدن عن احتمال شن هجوم بري واسع النطاق من قبل القوة الإسرائيلية التي يبلغ قوامها 300 ألف جندي والمنتشرة على طول الحدود، وقال: "لقد تحدثنا طويلا عن ذلك وما هي البدائل المتاحة".
وأضاف: "جيشنا يتحدث مع الجيش الإسرائيلي حول البدائل"، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة "الجارديان"، وترجمه "الخليج الجديد".
وجاءت تعليقات بايدن بعد يوم من تشكيك المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، للمرة الأولى حول ما إذا كان الغزو البري "أمرا حتميا".
وقال هيشت للصحفيين: "نحن نستعد للمراحل التالية من الحرب".. وأضاف: "لم نقول ماذا سيكون.. الجميع يتحدث عن هجوم بري لكن ربما سيكون الأمر مختلفا".
ومنذ اخترق حماس السياج الحدودي المحيط بغزة وقتل نحو 1400 إسرائيلي، واحتجاز أكثر من 200 شخص كرهائن، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بتدمير حماس".
اقرأ أيضاً
وزير الدفاع الإسرائيلي يُلمح لجنوده باقتراب العملية البرية على غزة
واصطفت كتائب الدبابات في جنوب إسرائيل، على ما يبدو على استعداد للهجوم البري.
ومع ذلك، تم تعليق الهجوم المتوقع بينما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يقوم بجولة في المنطقة.
ولاحقا، استقبلت إسرائيل سلسلة متتالية من الزوار الذين أرسلتهم واشنطن، بما في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا، وفي النهاية بايدن نفسه.
ووفق الصحيفة، فقد حملوا جميعا نفس الرسالة: "لتجنب الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول (قبل 22 عاما)، والاندفاع عسكريا لتهدئة الغضب الوطني دون التفكير في العواقب الطويلة الأجل".
وعلى وجه الخصوص، حذر المسؤولون الأمريكيون من أن الهجوم البري الشامل يمكن أن يؤدي إلى عمليات انتقامية من "حزب الله" اللبناني من الشمال، وخطر نشوب حرب على جبهتين.
وهناك بالفعل تبادلات شبه يومية لإطلاق النار عبر الحدود اللبنانية.
اقرأ أيضاً
بعد زيارة بايدن.. هيئة البث الإسرائيلية: دخول غزة بريا بات وشيكا
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن ذلك سيخلق كارثة إنسانية ستتحمل إسرائيل المسؤولية عنها، ولن يكون هناك ضمان بأنها ستنجح في تدمير "حماس".
ويمكنها بدلاً من ذلك خلق جيل جديد من المجندين الفلسطينيين في كل من غزة والضفة الغربية، وفق الصحيفة.
ومع ذلك، فإن ترك حماس في غزة ليس خيارًا أيضًا بالنسبة للحكومة التي فشلت في وقف الهجوم الذي تسبب في أكبر خسارة في أرواح اليهود منذ المحرقة.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس: "مهما كانت النتيجة في غزة، فهي على رأس حماس، ويجب القضاء عليها".
وأضاف: "يجب أن نلاحقهم بقدر ما يستغرق الأمر.. كل واحد منهم محكوم عليه بالإعدام".
ويتلخص أحد الآمال الخافتة التي يغذيها الدبلوماسيون الأميركيون في إمكانية إرغام حماس، في ظل الضغوط الإجماعية العنيدة من جانب العالم العربي، على مغادرة غزة إلى ملاذ متفق عليه، تماماً كما غادرت منظمة التحرير الفلسطينية لبنان، متجهة إلى تونس في عام 1982.
اقرأ أيضاً
بعد زيارة بايدن.. هيئة البث الإسرائيلية: دخول غزة بريا بات وشيكا
ويشير مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيال هولاتا، إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي السابق على حماس في غزة (عملية حارس الجدران عام 2021) اعتمد على القوة الجوية.
ويضيف: "نفذت إسرائيل العملية برمتها دون مناورة برية داخل غزة، وتمكنت من إلحاق أضرار بالكثير من البنية التحتية لحماس.. لكن بالطبع هناك حدود لما يمكنك القيام به من الجو فقط".
ويضيف أن هناك مجموعة من العمليات الهجومية البرية لا ترقى إلى مستوى الغزو الشامل، بما في ذلك عمليات القوات الخاصة والغارات التي تهدف إلى تحديد مكان الرهائن وربما إنقاذهم.
وفي كلمته أمام القوات على حدود غزة الخميس، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن شكلاً من أشكال العملية البرية كان وشيكاً، وقال: "أنت ترى غزة الآن من بعيد، وسوف تراها قريبا من الداخل"،
كما نقل مكتب جالانت عنه قوله، إن "الأمر سيأتي"، متوقعا أن تكون هناك "عمليات برية كبيرة".
وقال العديد من المعلقين الأمنيين في الصحافة الإسرائيلية إنه مهما كان القرار العملياتي الذي سيتم اتخاذه في الأيام والأسابيع المقبلة، فلن يكون قرار إسرائيل وحدها، بعد دعوة بايدن للمشاركة شخصيا في مداولات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي خلال زيارته الأربعاء.
اقرأ أيضاً
إعلام عبري وغربي: إسرائيل تعيد حساباتها بشأن الاجتياح البري لغزة
يشار إلى أن بايدن، ناشد الإسرائيليين قبل مغادرته تل أبيب كبح غضبهم، وقال: "وأنتم تشعرون بهذا الغضب العارم، لا تسمحوا له بأن يستغرقكم.. بعد (هجمات) 11 سبتمبر/أيلول 2001، شعرنا بالغضب العارم في الولايات المتحدة وارتكبنا أيضا الأخطاء، ونحن نسعى للعدالة وبعد أن حصلنا عليها".
وإثر ذلك كتب ناحوم بارنيا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "قواعد اللعبة التي تم تحديدها على مر السنين هي بشكل أو بآخر كما يلي: إسرائيل والولايات المتحدة حليفتان، ويحافظون على التعاون العسكري والتنسيق السياسي".
وأضاف: "مع ذلك، إسرائيل لا تشارك خططها العسكرية مع الولايات المتحدة".
وتابع: "لقد تصرف نتنياهو بشكل مختلف، لقد أدخل الأمريكيين في عملية صنع القرار في مجلس الوزراء الأمني، وفي مجلس الطوارئ، وهذا يعني أن بايدن سيكون مسؤولاً عن أي شيء تفعله إسرائيل في غزة، وهذا يلزمه ويلزمنا".
وردت إسرائيل على الهجوم الأعنف في تاريخها بالتعهد بالقضاء على حماس، ووضعت القطاع الساحلي الضيق المكتظ الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة، تحت حصار مطبق ودكته بالقصف والضربات الجوية، مما أسفر عن استشهاد الآلاف، وإصابة ما يزيد عن 12 ألفا، وتشريد أكثر من مليون.
وحذرت منظمات أممية من كارثة إنسانية وبيئية مع خروج 4 مستشفيات عن الخدمة، ووجود جثامين شهداء تحت الأنقاض، مع انعدام المياه الصالحة للشرب.
اقرأ أيضاً
غطاء للقتل.. تحذير من تداعيات غزو بري إسرائيلي محتمل لغزة
المصدر | الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل بايدن نتيناهو غزة اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
#سواليف
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) رمت بـ” #كرة_من_نار ” على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي #عيدان_ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام #الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن #حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
مقالات ذات صلة 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى 2025/03/14وأوضح أن “موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلان
وبينما أعرب عن اعتقاده بأن “موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين”، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات”.
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد “رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن “التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة”، ولأن “مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين”.
إعلان
وكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.