الجديد برس:

أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، أن منطقة الشرق الأوسط “على برميل بارود، من الممكن أن ينفجر، وتخرج الأمور عن السيطرة في أي لحظة”.

وقال أمير عبد اللهيان، خلال تصريحٍ له قبيل مغادرته مدينة جدة السعودية، إن الجميع “قلق من انتشار الحرب”، مضيفاً أن الوضع الحالي الذي تشهده المنطقة يؤكد أن “الحرب يمكن أن تحدث في أي لحظة”.

وقال وزير الخارجية الإيراني إن من المثير للسخرية أن يقوم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، بالتغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، من خلال إرساله 20 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأمل أمير عبد اللهيان أن تنتهي جرائم الحرب ضد سكان غزة في أقربٍ وقتٍ ممكن.

وفي وقتٍ سابق، أكد أمير عبد اللهيان ضرورة أن تتوقف فوراً جرائم الحرب التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة، مشدداً على أن وقت الحلول السياسية يوشك أن ينفد، واحتمال توسع الحرب إلى جبهات أخرى يقترب إلى مرحلةٍ لا مفر منها.

واليوم، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حسابه في منصة “أكس”، إن طهران تنتظر من الحكومة المصرية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد دول التعاون الإسلامي فتح معبر رفح في أسرع وقتٍ ممكن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة.

وأكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، اليوم، أن صبر الشعوب وقوى المقاومة “سينفد إذا استمرت وحشية الاحتلال الإسرائيلي”، مضيفاً أنه “لن يتمكن أحد من الوقوف في وجه الشعوب المسلمة وقوى المقاومة إذا ضاق صبرها من وحشية الاحتلال”. 

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أمیر عبد اللهیان

إقرأ أيضاً:

عُمان تُنقذ التوازن العالمي في لحظة ما قبل الانفجار

أكثر ما يمكن وصفه بالهشاشة في أركان النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، هو التوازن بين الردع والاندفاع، بين العقل والمواجهة، بين النووي كقوة ردع والنووي كأداة انتحار جماعي. وإذا كان العالم يعيش تداعيات هذه اللحظة، منذ فبراير 2022 فإن منطقة الشرق الأوسط ما فتئت تعيش تجلياتها على الدوام وترقب ذرواتها وكأنها تقرب ذروة وباء تنتظر عبوره إلى الأبد. وفي هذا المشهد الملبد بالتهديدات الإسرائيلية والضغوطات الأمريكية التي وصلت إلى ذروة التصعيد والهدوء الإيراني رغم شحن العقوبات والتصعيد العسكري رأت سلطنة عُمان أن مسؤوليتها التاريخية في المنطقة تحتم عليها العمل بعمق في سبيل إعادة ترتيب قواعد الاشتباك، لا بالحرب ولكن بالكلمة، لا بالاستعراض ولكن بالثقة المكتسبة من السياق التاريخي والحضاري للأمة العمانية.

ليس من المبالغة القول إن ما جرى في مسقط السبت هو لحظة تاريخية تؤسس لما يمكن تسميته بـ«إعادة بعث الدبلوماسية» في زمن الحرب الباردة الجديدة، وفي اللحظة الأمريكية التي لا يبدو للدبلوماسية بمفهومها الكلاسيكي العريق أي مكان أو معنى. ولذلك فإن ما قامت به سلطنة عُمان من جمع ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وإن كان بوساطة غير مباشرة، هو بشكل أو بآخر «كسر للجمود التاريخي» في أخطر ملف نووي غير محسوم منذ انهيار الاتفاق في 2018، و«ترميم لمعنى الدبلوماسية» في أكثر لحظاتها تبعثرا.

كان يمكن أن يفرط المشهد إلى مواجهة مفتوحة، تُطلق شرارتها من غزة أو من الضاحية الجنوبية أو من قبالة مضيق هرمز أو من تضليل إعلامي بحجم قنبلة تطلقها إسرائيل لتبرير ضربة استباقية.. لكن عُمان، فعلت ما يشبه المعجزة الهادئة حيث أعادت واشنطن وطهران إلى الطاولة، وأزالت الغبار عن المسار السياسي الذي بدا مستحيلا، وتحمّلت قبيل هذه العودة حملة تحريض موجهة بعناية من أجل تغيير مسار المفاوضات إلى مكان فرص الفشل فيه أكبر بكثير من فرص النجاح.

الدول الناجحة، دائما، هي التي تحسن استخدام قيمها ومبادئها ومؤسساتها، وهذا ما فعلته عُمان بالضبط؛ ففي لحظة أقرب إلى ذروة الفوضى وحافة النار صنعت عُمان اللحظة المناسبة للتفكير في الحل من أجل تجنيب المنطقة امتداد ألهبة نار جديدة يختلط فيها السياسي بالاقتصادي والثقافي بالتاريخي وتعود موجات التطرف للعصف بالمنطقة، وكل شيء مهيأ لذلك، وتدخل المنطقة في انغلاق جيوسياسي كان يمكن تجنبه بشيء من العقل والحكمة.

تملك عُمان الكثير من المؤهلات التي تجعلها قادرة على جعل الأطراف المتخالفة تنصت لها وتقتفي أطروحاتها، وأول تلك المؤهلات تاريخها من الحياد الذي لا يعني اللاموقف، ولكن يعني بناء موقف يُؤمِن بالسلام العادل للجميع، وثاني تلك المؤهلات هي مصداقيتها لدى كل الأطراف، إيران تثق، وأمريكا تُصغي، والمنطقة تعرف أن مسقط لا تسعى لمكانة بل لوظيفة تاريخية. ثم إن عُمان تدرك بشكل عميق أن الحرب في زمن التوازنات الهشة لا تنتصر فيها الدول، بل تنهار فيها الحضارات.

ورغم أن الأمر لا يمكن فهمه على أنه نزهة دبلوماسية إن لم تنته بالسلام ستعود بالتفاهم لكن عمان، أيضا، تدرك ذلك، ولذلك قدمت للطرفين فضاء تفاوض بصيغة قابلة لكل الاحتمالات لكن لا أحد يهزم في هذه المنطقة، والمواقف المتطرفة يمكن أن تقابلها لغة العقل والحكمة.

وقيمة النظم السياسية، كما يقول المفكرون، لا تُستمد من القوة فقط ولكن من الشرعية القادمة من القدرة على توفير بدائل سلمية دائمة. وبهذا المعنى يمكن أن نفهم أن سلطنة عُمان لم تكن مجرد وسيط في هذه المفاوضات إنما كانت، وهذا مهم جدا، دولة تُنتج شرعية جديدة في عالم مضطرب ومتآكل القيم والمبادئ. والدولة التي تستطيع ترتيب لحظة تاريخية بهذا الحجم توقف انفجارا عظيما، وتعيد اختبار صدقية النظام العالمي، دولة قوية وعميقة وعظيمة، وعلى العالم أن يتعلم منها الطريقة الصحيحة لممارسة النفوذ الأخلاقي لا التهديد العسكري.

وإذا كان أساتذة السياسة في الجامعات الكبرى يبحثون عن لحظة مفصلية في تاريخ ما بعد الاتفاق النووي الأول، فإن ما جرى في 12 أبريل 2025 وفي مسقط بالتحديد يستحق أن يُدرَّس كاختبار لجدوى الدبلوماسية، وقوة الهدوء، وفلسفة اللاصراخ في زمن الخفة التي لا تحتمل. وسيُكتب في دفاتر التاريخ أن مدينة على ضفاف الخليج، حين صمتت، بدأت في إنقاذ العالم من نفسه ومن شروره الدفينة.

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة الإيراني:اتفقت مع مرجعية السيستاني وزعماء الإطار والحشد الشعبي على تفويج (4) ملايين شيعي لزيارة إيران سنوياً
  • وزير الخارجية ونظيره الإيراني يبحثان هاتفيا تطورات الأوضاع في المنطقة
  • وزير الخارجية ونظيره الإيراني يبحثان تطورات الأوضاع في المنطقة
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيريه الإيراني والسوري تطورات الأوضاع المنطقة
  • روسيا تدخل على الخط.. وزير خارجية إيران إلى موسكو قبل جولة روما النووية
  • جرائم إسرائيلية جديدة وسقوط شهداء في غزة.. تفاصيل
  • شاهد لحظة استقبال أمير قطر لـ الرئيس السيسي
  • عبدالله بن زايد يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية إيران
  • عبدالله بن زايد يتلقى اتصالا هاتفيا من وزير خارجية إيران
  • عُمان تُنقذ التوازن العالمي في لحظة ما قبل الانفجار