العراق على خط المواجهة.. مصالح امريكا أهداف للفصائل وأموال بغداد قد تخسر حماية واشنطن
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ أثار دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة، ردود فعل من قبل الفصائل المسلحة في العراق، من خلال جعل القواعد الأمريكية ومصالحها أهدافاً لها، في وقت يؤكد مراقبون أن التواجد الأمريكي في البلاد، رسمي ومُحصّن باتفاقيات معقدة طويلة الأمد، وباستهداف تلك القواعد "سيدخل الحكومة والميليشيات على خط المواجهة".
وفي أحدث عمليات الاستهداف، تعرضت قاعدة عين الأسد غربي العراق لقصف بعدد من الصواريخ، إذ أبلغ مصدر أمني وكالة شفق نيوز، أن القاعدة تم استهدافها بعدد غير معلوم من الصواريخ نوع "كراد".
وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تضم فصائل شيعية مسلحة في وقت سابق من يوم الخميس، مسؤوليتها عن الهجوم على قاعدة "التنف" العسكرية التابعة للتحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش في العراق وسوريا.
وقالت المقاومة في بيان، إنها استهدفت صباح الخميس القاعدة بثلاث طائرات مسيّرة، مشيرة إلى أن تلك الطائرات أصابت أهدافها بشكل مباشر ودقيق.
وأمس الأربعاء، تعرّضت قاعدتي "عين الأسد" في محافظة الأنبار، و"حرير" في مدينة أربيل، اللتان تستضيفان عسكريين أمريكيين، إلى هجمات بطائرات مسيّرة.
وتعد تلك الهجمات، أول ردّ للفصائل العراقية المسلحة، على الأحداث الدائرة في فلسطين، خصوصاً بعد استهداف مستشفى المعمداني في قطاع غزّة.
وتبنّى فصيل "تشكيل الوارثيّن" استهداف قاعدة "حرير" في أربيل بطائرة مسيّرة، معلناً في بيان مقتضب: "ضمن عمليات إسناد طوفان الأقصى.. جرى استهداف قاعدة الاحتلال الأمريكي في شمال العراق (قاعدة الحرير) بطائرة مسيّرة في تمام الساعة الثانية عشر من ظهر يوم الأربعاء (أمس)".
يأتي ذلك في وقتٍ أعلنت "فصائل المقاومة" في العراق، تشكيل غرفة عمليات مشتركة لإسناد "طوفان الأقصى".
وذكرت في بيان صحفي: "انطلاقاً لتأدية الواجب والتكليف الشرعي، نعلن عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة تضم تشكيلات المقاومة الإسلامية في العراق للإشراف على العمليات تحت اسم (عمليات إسناد طوفان الأقصى)"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
مصالح أمريكا أهداف للفصائل
وفي هذا السياق، قال رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، إن "ظهور زعماء قادة فصائل مسلحة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والإعلان عن الانخراط في غرفة عمليات مشتركة يديرها حزب الله، فضلاً عن طبيعة الهجمات الأخيرة بطائرات مسيرة على قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل، مع الأخذ بنظر الاعتبار طبيعة التصريحات التي اطلقها المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله العراقي، تبين بما لا يقبل الشك أن المصالح الأمريكية من سفارة وقواعد أصبحت أهدافاً للفصائل المسلحة العراقية".
وأضاف الشمري، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز: "قد يكون اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، هو نتيجة لهذا التحرك من قبل الفصائل، ولغرض إعطاء رسالة أمريكية بأن على العراق الالتزام باتفاقية الإطار الاستراتيجي، أي أن يكون حليفاً للولايات المتحدة، خاصة أن الأخيرة تدرك جيداً بأن هذه الحكومة مُشكّلة من الفصائل المسلحة الداعمة لرئيس الوزراء وفي الوقت نفسه تقوم بتهديد الولايات المتحدة".
وخلص إلى القول "لذلك الموضوع ليس رسالة بقدر أن العمليات بدأت، نعم هي محاولة للضغط على الولايات المتحدة، لكن بعملية الاستهداف التي تمت على قاعدة عين الأسد والتي أعلن عنها التحالف الدولي، يبدو أن الموضوع أخذ منحى آخر أكثر من الرسالة".
وفي خضم تطورات الأحداث، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مساء اليوم الخميس، الشعوب العربية والإسلامية إلى القيام باعتصام على الحدود مع إسرائيل، احتجاجاً على ما يجري في قطاع غزة ومناصرة للشعب الفلسطيني.
ردات فعل
من جهته، أوضح عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، والقيادي السابق في الحشد الشعبي، وعد القدو، أن "الوضع الإقليمي مرتبك، ويشوبه الكثير من الضبابية، ويعتمد على مدى تدخل الاحتلال والعدوان الأمريكي بقضية فلسطين ومدى دعمه في هذا الاتجاه".
وذكر القدو، في حديثه للوكالة، أن "المقاومة الإسلامية والفصائل الإسلامية الأخرى أيضاً تقع على عاتقها الدفاع عن المقدسات، من المسجد الأقصى والكعبة المشرفة والأضرحة، إضافة إلى كل ما يتعلق بدم المسلم".
وبين أن "الوضع القائم في فلسطين المحتلة وتدخل الاحتلال الأمريكي في هذا الموضوع، وما قد يرافق ذلك من تصرفات غير مسؤولة باستهداف المواطنين وفصائل المقاومة في سوريا ولبنان واليمن، ربما ينتج عنها ردات فعل من قبل فصائل المقاومة المنتشرة في كل البقاع، تجاه الاحتلال الأمريكي".
وأكد أن "كل فصائل المقاومة هي معنية باستهداف المصالح الأمريكية أينما وجدت في حال تدخلها في هذا الموضوع، وقد ظهرت بوادر تدخل واشنطن في قضية فلسطين وقمع هذه الانتفاضة إن صح التعبير، وقمع الشعب الفلسطيني المسالم الأعزل"، على حد قوله.
اتفاقيات معقدة
بدوره، نبه السياسي العراقي، مثال الآلوسي، عضو البرلمان سابقاً ومؤسس حزب الأمة، إلى أن "أمريكا دولة عظمى، ومصالحها تمتد عبر القارات من اليسار إلى اليمين، وهي حلف لإسرائيل في حربها الآن، وهي بالوقت نفسه كانت أهم حليف للعراقيين جيشاً وحشداً في محاربة داعش".
وتابع الآلوسي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، بالقول: "واشنطن تحمي الآن الأموال العراقية في الخارج من تبعات الحجر نتيجة شكاوى الدول والشركات، والعراق ينتظره طابور من المشتكين (دول وشركات)، وتقدر حجم الشكاوى بآلاف المليارات، ولولا الحماية الأمريكية لما دخل دولار واحد للميزانية العراقية، بل وأجبرت الدولة على إعلان الإفلاس".
ورأى أن "استهداف القواعد الأمريكية في العراق سيدخل الحكومة والميليشيات على خط المواجهة، لأن التواجد الأمريكي في العراق مُحصّن باتفاقيات معقدة طويلة الأمد، وبالتالي تجبر الحكومة على تنفيذ التزاماتها بعدم السماح لأي طرف مسلح بالاعتداء على أي تواجد أجنبي رسمي في العراق".
وخلص الآلوسي في ختام حديثه، إلى القول إن "ما يدعو الى الاستغراب، هو هل الآن علمت الميليشيات أن أمريكا حليف وشريك لإسرائيل، أم أن مصالح السلطة جعلتهم يغضون الطرف؟".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق طائرات مسيرة الفصائل المسلحة المصالح الامريكية فصائل المقاومة الأمریکی فی عین الأسد فی العراق شفق نیوز فی هذا
إقرأ أيضاً:
سلاح البحرية الأمريكية يحدث نظامه بسبب عمليات البحر الأحمر
دفعت التحديات الكبيرة التي فرضتها العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر على مدى عام ونيف، الإدارة الأمريكية إلى البدء في إجراء تحديثات لأنظمة السفن الحربية والمدمرات التابعة لها من أجل معالجة نقاط الضعف الخطيرة التي كشفتها تلك المعارك البحرية.
وقال موقع قيادة الأنظمة البحرية التابع للبحرية الأمريكية، إن مكتب برنامج وحدات مهام سفن القتال السطحية بالبحرية، قام بتحديث نظام (سي- يو إيه إس) لمكافحة الطائرات بدون طيار على متن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) من فئة (فريدوم).
وأوضح الموقع أن الأحداث الأخيرة في منطقة مسؤولية الأسطول الخامس للولايات المتحدة تؤكد أهمية تجهيز السفن الحربية بأنظمة (سي- يو إيه إس) الحديثة لإبقاء التهديدات الناشئة تحت السيطرة، مبيناً أن التحديث يتضمن إطلاق صواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار لمواجهة التهديدات.
ووفقاً لتقرير نشره موقع “تاسك آند بوربس” الأمريكي المختص بشؤون البحرية، فإن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) كانت في البحر الأحمر خلال الخريف الماضي في مهمة استمرت عدة أشهر، وفي سبتمبر 2024 تعرضت هي ومدمرتان لهجوم يمني في البحر الأحمر.
وأشار الموقع إلى أن هذا التحديث يأتي بدافع البحث عن بدائل أرخص من الذخائر المكلفة التي كانت البحرية الأمريكية تستخدمها في البحر الأحمر لمواجهة قوات صنعاء، لأن صاروخ (هيلفاير) يكلف حوالي 200 ألف دولار، وهي أرخص من صواريخ (آر آي إم) الموجودة على السفينة والتي تكلف أكثر من مليون دولار للصاروخ الواحد، وكذلك أرخص من صواريخ (إس إم -2، و3، و6) ذات التكاليف الأكبر بكثير، والتي تم استخدام المئات منها في البحر الأحمر.
وكان موقع “ذا وور زون” العسكري الأمريكي قد أفاد أن البحرية الأمريكية نفذت العام الماضي برنامجاً تدريبياً مكثفاً لتمكين سفن القتال الساحلية من فئة (فريدوم) المسلحة بصواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار من إطلاق تلك الأسلحة ضد الأنظمة الجوية غير المأهولة، أو بعبارة أخرى، الطائرات بدون طيار، وقد جاء هذا في استجابة مباشرة للمخاوف بشأن تهديدات الطائرات بدون طيار اليمنية على السفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر وحوله.
وذكر أن السفينة (إنديانابوليس) هي أول سفينة تحصل على هذا التحديث، مشيراً إلى أن من غير الواضح عدد السفن من فئة (فريدوم) التي تنتظر الحصول على ترقيات جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار، وما إذا كانت هذه القدرة قد تنتقل إلى أنواع فئات أخرى.
ونوه موقع “ذا وور زون” إلى أن شركة (لوكهيد مارتن) عرضت في وقت سابق هذا الأسبوع نموذجاً لمدمرة من فئة (آرلي بيرك) مجهزة بمجموعتين من القاذفات التي يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ (هيلفاير)، في إشارة إلى احتمالية حصول المدمرات الحربية على هذا التحديث أيضاً.
وأردف أن الغرض الرئيسي من هذا النظام في البداية كان إعطاء هذه السفن قدرة إضافية لمواجهة أسراب القوارب الصغيرة، المأهولة وغير المأهولة، وهو الأمر الذي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً، مبيناً أن القوات اليمني كانوا رواداً بشكل خاص في استخدام زوارق انتحارية غير مأهولة محملة بالمتفجرات.
في سياق متصل، ذكر تقرير نشره موقع المعهد البحري الأمريكي أن البحرية الأمريكية بدأت بتحديث أنظمة بعض المدمرات، مشيراً إلى أن المدمرة (يو إس إس ستيريت) ستكون أول مدمرة تتلقى جميع ترقيات الحرب الإلكترونية والرادار ونظام القتال في إطار برنامج تحديث المدمرات 2.0.
وأضاف الموقع أن هناك أربع مدمرات من فئة (آرلي بيرك) من المقرر تحديثها، وهي كل من (يو إس إس بينكني) و(يو إس إس جيمس إي ويليامز) و (يو إس إس تشونغ هون)، و (يو إس إس هالسي) والتي ستخضع للمشروع في مرحلتين، لافتاً إلى أن تكلفة برنامج التحديث لهذه المدمرات تبلغ 17 مليار دولار.
ونقل الموقع عن الكابتن البحري تيم مور، قوله: إن هذه السفن، تم بناؤها خصيصاً برادار (سباي-1) ونظام القتال (ايجيس) والآن أنا مكلف بإزالة هذا الرادار القديم واستبداله بنظام (سباي-6) الجديد ونظام القتال المحدث، إلى جانب ترقيات أخرى كبيرة.