موقع “والاه” الإسرائيلي: ما رأيناه لغاية الآن مجرد “برومو” لفيلم سيئ في حال توسع الحرب
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
الجديد برس:
تحدث موقع “والاه” الإسرائيلي عن ضرورة الاعتراف بحقيقة مفادها: “بعدما انتهينا من الانفعال ومن الكلام الحار من الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن إسرائيل لم تعد سيادية ومستقلة”.
وزعم الموقع أن “أمن إسرائيل لم يسبق أن كان أبداً بأيدٍ أجنبية، ولأجل ذلك بنينا أقوى جيش في الشرق الأوسط، ونمتلك السلاح النووي”.
ولكنه شكك في ذلك، متحدثاً عن “أكاذيب عن الروح الإسرائيلية، وعن الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلي، عن الشاباك الذي يعرف حتى متى يدخل كبار المخربين إلى دورة المياه في بيوتهم، وعن الموساد الذي لا يخفى عن عيونه شيء في العالم، وأنه يصل إلى أي مكان وأي شخص، فقط إذا احتاج الأمر”.
وتساءل التقرير الإسرائيلي: “من كل هذا.. ما الذي وجده سكان النقب الغربي في 7 أكتوبر؟ لا شيء.. ولا أي شيء”.
وأضاف: “إلى أي حد وضعنا سيئ؟ إلى حد أن رئيس الولايات المتحدة، القوة العظمى العسكرية الأقوى في العالم، اضطر إلى الدفاع عنا مثلما لم يفعل أي أحد من السابقين”.
وأوضح التقرير أن “ما دفع الجميع إلى ركوب الطائرة والمجيء إلى هنا (بعضهم لا يزال في الطريق) هو فقط لعلمهم أن إسرائيل تمر بلحظة اختبار أكبر من كونها تتعامل مع بعض الخلايات الإرهابية في الميدان فقط”.
وأكد موقع “والاه” أن “لا يقدر أحد على أن يضمن لنا أن الأسوأ أصبح خلفنا.. فهجوم من حزب الله، وربما من إيران أيضاً، سيجعل ما رأيناه لغاية الآن كبرومو لفيلم سيئ.. وقد يقال فوراً إن إسرائيل كما يبدو ستنجو وستنتصر في هذه المعركة أيضاً، ولكن الثمن سيكون أنها ستضطر إلى إضافة صفر إلى عدد الخسائر في الأرواح، وربما أيضاً استعمال السلاح النووي”.
يضاف هذا التقرير إلى الأجواء التي تسيطر على الإعلام الإسرائيلي بعد عملية “طوفان الأقصى”، والتي يظهر من خلالها حجم الشعور بالهزيمة أمام المقاومة الفلسطينية، وحجم الصدمة التي لم يستفق العدو، بسياسييه وعسكرييه ومستوطنيه، منها بعد، والتي يتوقع كثير من الخبراء أنها ستحدث زلزالاً في كيان الاحتلال بمجرد أن تنتهي الحرب.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
“لقاء الأربعاء”
اليمن الآن لا تحمي أمنها القوميّ فقط، لكنها تدافع عن كل الأمن القوميّ العربي.
هي الآن مركز الثّقل الوازن للخريطة العربية على امتدادها، وهي المعبّرة الآن عن صوت العرب، كلّ العرب، وتخوض إلى جوار غزة معركة الدفاع الأهمّ عن كلّ الأمة.
وعبر تاريخنا فلم تعدم الأمة مركز ثِقَل، بغداد كانت أم القاهرة، صنعاء، الجزائر، أو دمشق! يبقى أن ترفع بلادٌ لاءات الأمة في وجه المستكبرين، وتحمل لواء الفكر الأمميّ الجامع.
لا يتعلق الأمر بعد هذا بالمال، أو بالسلاح، ولكن قبلهما ومرتكزهما الفكر، والعقيدة!
والإدراك الذكيّ لحقيقة أن الأمن القوميّ لكلّ الأمة واحد.
وهذا يعني أن سقوط فلسطين يُضعف كل الأمة، تمامًا كما أن سقوط بغداد أو دمشق أو القاهرة. وإذا حركت من أقصى مغربها يدًا، فسوف تهتزّ بالتّبعيّة أجراس المشرق.
وصنعاء الآن تصنع من قلب الإحباط نصرًا مشهودًا، وتفرض رغم العالمين هيبة العرب، تثبت مكانة الإسلام العزيز، تكسر أميركا بواحا، وتصفع كيان القاذورات بالموقف قبل الصاروخ والمسيّرة، وقبل إسقاط الإف ١٨ فإنّها تُسقط هيبتها في أعماق البحر، وفي أرجاء السماء.
أميركا تفقد أمام اليمن وجهها، تعترف بعدها أننا أسقطنا الإف ١٨، أم نيران صديقة! فسيّان. إنه كبريائها المجروح يدفعها للتخبط، والإنكار، والإحباط، وقلّة الحيلة.
أرى موقفنا لا بعين اليمنيّ الفخور، ولكن بعين كلّ مسلمٍ يفخر بإسلامه، وكلّ عربيٍّ يعتزّ بعروبته. لتبقى الحدود بيننا محض فواصلٍ أنشأها عدو، فيما حدود قلوب الأحرار مفتوحة.
هذا ما يفسّر فخر كلّ عربيٍّ باليمن، وكل مسلمٍ تؤرقه على إسلامه غِيرة المؤمنين الأحرار! بنفس درجة فخرنا لو قامت الجزائر بنفس الدور، أو بغداد، أو حتى الرياض برغم ما كان بيننا.
وهذا يعني أننا نستنكر تخاذل الأمة من حرقة الأخ المحبّ إذ لا تعجبه أحوال أخيه، نقسو بطرحنا للأسباب ذاتها، ولأنها لا تعجبنا أحوال الأمة! ولا نشعر إلا أن كلّ أرجاء الأمة لكل أبنائها وطن!
وهذا إجابةٌ مفتوحةٌ لكل من يتسائل: ما شأنكم ببغداد، بدمشق أو بالقاهرة، بالقدس أو بالمحتلة يافا! لتبقى عاطفة كل جماهير الأمة شاهدةً- رغم الإلهاء وتأجيج الفتنويات والتعامي- على أن أمتنا برغم كل الحواجز المصطنعة البلهاء واحدة.
إن غزة أرضنا،
ونحبها بالفعل حبّنا لصنعاء، ونتألم على إخواننا لأنهم بالفعل إخواننا، تمامًا كما نفخر بمجاهديها في غزة ولبنان، وفي كل مكان.
لأنهم بالفعل إخواننا،
بضعةٌ منّا كما أننا منهم.
وبقدر محبّتنا لإخواننا فإننا نكره العدو،
ونعرف الدخيل، ونحتقر الخونة لأنه لا أحقر ممن يخون أخيه.
ولهذا فصنعاء اليوم عاصمة الأمة،
تمامًا كما أن غزة اليوم عاصمة الأمة.
وبالضبط كما أن فلسطين ليست شأن الفلسطينيين فقط، لكنها شأن كل الأمة.
وإذ يتوغّل العدو اليوم في سوريا، أو في لبنان، فإنه يتوغل في أرض كافة الأمة، ويقتطع من أكباد أبنائها أجمعين.
وكما أن أرض الأمة لا تتجزأ،
أو لا ينبغي بها هذا.
فكذلك شرفها، وكرامتها، وعزّتها.
هزائمها وانتصاراتها.. ودعكم بعدها من المنافقين الغثاء الأراذل.
إن ضمير الأمة الكامن في كلّ لحظةٍ فخرٍ يتوهج.
ولهذا فانتصارات اليمن لا تخصّها وحدها، لكنها انتصارات كلٌ مسلمٍ توّاقٍ للمعالي، وكلّ عربيٍّ ما زالت عروق عروبته تتنفس.
ومن يعتقد بخلاف هذا الأمر، فعليه بالتأكيد أن يقرأ أكثر، في تاريخ كلّ الأمّة.
وبالتأكيد فمن مقتضيات المقاومة ألا تفصل حدود سايكس بيكو؛ حتى بين قلوب أبناء الأمة، من يستشعرون حلاوة النصر في قلوبهم بعد كل بيانٍ للعميد، أو تجمعهم على المحجّة بيانات أبي عبيدة.
فاذكروا الله ذكرًا كثيرًا،
يا كلّ الأمة.
والحمدلله إذ تتجلّى أمام العالمين آيات قدرته سبحانه،
وتأييده لرجالٍ صدقوا، إذ شدّ ساعدهم ورمى!
ألا فسبحانه، هو الله.
وما كانت يا أميركا نيرانٌ صديقة!
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله.
يبقى لنا حديث.