تعمل مصر جاهدة مع الشركاء الدوليين على التوصل لتفهمات بشأن فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر منذ 13 يوما من قبل إسرائيل، التي توجه ضربات قاسية للقطاع ردا على عملية طوفان الأقصى "نفذتها الفصائل الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر الجاري"، حيث أكدت مصادر لقناة القاهرة الإخبارية، أن معبر رفح سيتم فتحه غدا.

كان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أكد أن مصر تعمل على إيجاد حلول لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بقصف معبر رفح من الجانب الفلسطيني أربع مرات حتى الآن.

وتفرض إسرائيل حصارا كاملا على القطاع الذي يسكنه حوالي 2.3 مليون شخص بعد أن شنت حماس هجوما كبيرا على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، وتم قطع جميع الامدادت عنه وسبل الحياة، حيث تم قطع الكهرباء والمياه والوقود كما أن هناك أزمة كبرى في الغذاء.

شاحنات الاغاثة لغزةفتح معبر رفح غداً

وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وافق على فتح معبر رفح للسماح بدخول نحو 20 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة.

وقال بايدن، في تصريحات على متن طائرته الرئاسية في طريقه إلى واشنطن، عائدا من زيارة إلى تل أبيب، إن السيسي "يستحق الكثير من التقدير الحقيقي لأنه كان متعاونًا"، محذرا من أنه إذا صادرت حركة حماس المساعدات الإنسانية، فإن دخول شاحنات المساعدات إلى غزة سيتوقف.

وذكر البيت الأبيض، في بيان منفصل، أن بايدن والسيسي بحثا التنسيق المستمر لتوصيل المساعدات الإنسانية لغزة، واتفقا على الحاجة للحفاظ على الاستقرار بالشرق الأوسط ومنع تصعيد الصراع.

وقال البيت الأبيض إن بايدن والسيسي اتفقا كذلك على العمل معًا عن كثب لتشجيع استجابة دولية عاجلة وقوية لمناشدة الأمم المتحدة الإنسانية.

وكشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، عقب محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن أن إسرائيل لن تمنع دخول مساعدات للمدنيين من مصر إلى غزة ما دامت لن تصل تلك الإمدادات إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال إنها ستواصل منع دخول المساعدات الإنسانية من إسرائيل إلى غزة لحين إعادة الرهائن الذين تحتجزهم "حماس".

ومنذ بداية الحرب تم قصف الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي، الممر الوحيد لقطاع غزة الى العالم الخارجي غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، أربع مرات.

وتمهيداً لدخول المساعدات قال مصدران أمنيان لوكالة رويترز للأنباء، اليوم الخميس: إن معدات لإصلاح الطرق أُرسلت إلى معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة في إطار الاستعدادات لفتحه من أجل توصيل بعض المساعدات.

وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة، مارتن جريفيث، إن غزة تحتاج إلى 100 شاحنة من المساعدات الإنسانية يوميا للدخول عبر معبر رفح، بعد يوم واحد من توصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى اتفاق للسماح بدخول ما يصل إلى 20 شاحنة.

وفي وقت سابق من اليوم، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، إن المنظمة تعمل مع مصر والهلال الأحمر الفلسطيني لإيصال مساعداتنا لقطاع غزة فور فتح معبر رفح.

كما رحبت منظمة الصحة العالمية، بإعلان إسرائيل عدم منع دخول الغذاء والمياه والدواء من مصر إلى قطاع غزة.

اسرائيلضمانات على إسرائيل 

وقال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إنه من المؤكد أن فتح المعبر بالشروط المصرية يعمل على تخفيف الأزمة على السكان فى غزة ويدفع نحو مراعاة الجانب الإنساني، وأعتقد أن مصر حريصة كل الحرص على إدخال المساعدات من مصر إلى غزة وتضغط كثيرا باتخاذ كافة المسارات.

وأكد التايب أن هذا وضح في حشد الشاحنات وتوفير كل ما يلزم من دواء وغذاء وأمور إغاثة وفتح مطار العريش أمام أي دولة تريد أو ترغب فى إيصال مساعدات للقطاع.

وأضاف التايب خلال تصريحات لـ"صدى البلد": أما بالنسبة لموعد فتح المعبر فإنه من المفترض ووفقا لتصريحات الرئيس بايدن، وافق الجانب الإسرائيلي على إدخال مساعدات من مصر إلى غزة، وبالتالي لا بد أن تتوقف إسرائيل أولا عن قصف المعبر حتى يتم التمكن من إعادة تأهيل المعبر لدخول المساعدات.

وأردف: أعتقد أن الأمر يتوقف أيضا على آلية الدخول بين مصر وإسرائيل والأمم المتحدة، بجعل ممرات آمنة تسمح بدخول المساعدات، وأخذ ضمانات على إسرائيل بعدم استهداف تلك المساعدات بالتحجج بأي حجج وهمية لعرقلة نجاح وصول المساعدات الإنسانية، في إطار حرصها على فرض حصار خانق وإصرارها على الاجتياح البري.

ولفت: من الممكن أن يتم السماح لمدة ساعات محدودة بفتح المعبر ثم يتم الالتفاف والتنصل من أي موافقة، خاصة أن إسرائيل لا ترغب في دخول المساعدات سواء برفضها دخول وقود وطاقة والاكتفاء بالغذاء والدواء فقط ما يعني أنها لا ترغب، ولكن موافقتها تأتي في إطار الضغط العالمي والرئيس الأمريكي، لحفظ ماء الوجه لا أكثر.

واستقبل مطار العريش، أضخم طائرة مساعدات إغاثية لدعم غزة قادمة من دولة بولندا.

كما استقبل مطار العريش أيضا طائرة مساعدات إغاثية ضخمة لدعم غزة قادمة من دولة باكستان، وطائرة مساعدات ومواد غذائية أخرى قادمة من روسيا.

ومن الجدير بالذكر أن مصر تتلقى شحنات المساعدات الموجهة إلى قطاع غزة، خلال الايام الماضية بعد أن خصصت مطار العريش بشمال سيناء، لاستقبال الشحنات تمهيدًا لنقلها إلى معبر رفح ومنه إلى القطاع.

ودعت مصر جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الخميس الماضي، لإيصال تلك المساعدات إلى مطار العريش الدولي.

واستقبل مطار العريش عددا كبيرا من شحنات المساعدات الدولية القادمة عبر الجسر الجوي الدولي لنقل المساعدات إلى قطاع غزة، حيث أرسلت الأردن أولى المساعدات الإغاثية وشملت المساعدات الإمدادات الطبية العاجلة لقطاع غزة وتأمين المستشفيات والجهات العاملة في هذا المجال بمواد طبية وأدوية للوقوف بجانب الفلسطينيين في غزة.

شاحنات الاغاثة لغزةأطنان من المساعدات 

كما أرسلت تركيا 3 طائرات شحن عسكرية ثالثة إلى مطار العريش، محمّلة بالمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وتشمل المساعدات مستلزمات طبية وأغذية ومعلبات وأغطية وسيتم إيصالها إلى غزة عبر معبر رفح.

وكذلك أعلنت الرئاسة التونسية،عن ارسال طائرة مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، وقالت الرئاسة التونسية في بيان لها إن طائرة عسكرية أولى محملة بنحو 12 طنًا من المستلزمات الطبية والصحية وحليب الأطفال أقلعت صباح اليوم من قاعدة العوينة بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة نحو مطار العريش بمصر.

وأرسلت دولة الإمارات، طائرة تحمل على متنها مساعدات طبية عاجلة إلى مدينة العريش ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وذلك لتقديم الدعم الإغاثي للشعب الفلسطيني الشقيق، وقالت إن المساعدات الطبية التي أرسلتها الدولة بالتنسيق مع مصر في انتظار إدخالها بشكل عاجل إلى قطاع غزة، وتهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة وخاصة الأطفال والنساء.

وكذلك ارسلت منظمة الصحة العالمية طائرة تحمل إمدادات صحية هبطت في مطار العريش في مصر تشمل الشحنة أدوية الرضوح والإمدادات الصحية اللازمة لها، لعلاج 1200 جريح و1500 مريض يعانون أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري ومشكلات التنفس، بالإضافة إلى إمدادات صحية أساسية لتلبية احتياجات 300 ألف شخص، بمن فيهم الحوامل. بحسب بيان المنظمة نشره الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

واصطفت قوافل الإغاثة الإنسانية من قبل التحالف الوطني ومؤسسة أبو العينين للعمل الخيري، داخل معبر رفح من الجانب المصري؛ في انتظار فتحه تمهيدا لإيصال المساعدات إلى الجانب الفلسطيني.

وتحركت قوافل المساعدات الإنسانية المصرية، من داخل الحدود المصرية باتجاه معبر رفح البري؛ للتوجه إلى أهالي فلسطين في قطاع غزة.

وكشف طلعت عبد القوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الاهلية، تفاصيل انطلاق قوافل التحالف الوطني للعمل الأهلي لدعم الأشقاء في فلسطين، وتشارك في القافلة العديد من المؤسسات الاهلية ومنها مؤسسة أبو العينين للعمل الخيري.

وأفاد الهلال الأحمر المصري، بأن الطائرة محملة بنحو 9 أطنان ونصف الطن من المساعدات الطبية وأدوات النظافة الشخصية مقدمة من منظمتي الغذاء العالمي واليونيسف، لصالح قطاع غزة.

وقال مروان الجيلاني، مدير عام الهلال الأحمر الفلسطيني،اليوم الخميس، إنهم يعملون منذ أكثر من أسبوع على الاستعداد لدخول المساعدات الإغاثية لقطاع غزة في أي وقت، وفي هذا الصدد تم تجهيز لجان في رفح وغزة وتجهيز مستودعات لنقل المساعدات.

وأوضح مدير عام الهلال الأحمر الفلسطيني، في تصريحات له اليوم بالمؤتمر الصحفي للأمانة العربية للهلال والصليب الأحمر في مقر جمعية الهلال الأحمر المصري بالقاهرة، أن ذلك يتم تحت القصف والدمار، مؤكدًا جاهزية اللجان وقدرتها على استيعاب ونقل تلك المساعدات للمناطق الأكثر احتياجًا في غرة، وهي المستشفيات، حيث أكبر مستشفى يحتاج إلى مساعدات هو مستشفى الشفاء بقطاع غزة.

قطاع غزة تدمير 4800 مبنى 

وأضاف أن الهلال الأحمر الفلسطيني، على أتم الاستعداد لاستقبال المساعدات من قبل الهلال الأحمر المصري داخل غزة، حيث تم الترتيب مع الهلال الأحمر الفلسطيني رغم القصف الذي يتعرض له قطاع غزة على تفريغ شاحنات المساعدات وتحميلها على الشاحنات أخرى داخل غزة وهي عملية طويلة وتحتاج إلى فريق ولكن هناك ترتيبات خاصة جاهزة لدخول المساعدات من قبل الهلال الأحمر المصري والفلسطيني فهذه العملية سيتولاها الهلاليين الأحمر المصري والفلسطيني.

كما شدد على أنه في حالة تعذر نقل المساعدات من رفح إلى قطاع غزة سيكون أمام المجتمع الدولي مسؤولية الضغط لتوفير المساعدات لكل القطاع.

وعلى مدى 13 يومًا، قصفت الغارات الجوية الإسرائيلية قطاع غزة، مما أدى إلى تسوية المباني بالأرض وتدمير البنية التحتية،  وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون فلسطيني - أي ما يقرب من نصف سكان القطاع - غادروا منازلهم بحثًا عن مأوى في وسط أو جنوب غزة، وفقًا للأمم المتحدة، ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت أكثر من 4800 مبنى سكني في غزة وألحقت أضرارا بأكثر من 120 ألف وحدة سكنية.

وتصاعدت الدعوات لوقف إطلاق النار منذ الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي المعمداني بغزة، وأثار الانفجار احتجاجات كبيرة في عدد من الدول.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء إلى "وقف فوري لإطلاق النار" من أجل تسهيل إطلاق حماس سراح الرهائن، كما دعا إسرائيل إلى السماح بوصول المساعدات دون قيود.

وكشفت وكالةُ الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن نحو مليون شخص نزحوا في قطاع غزة خلال الأسبوع الأول من التصعيد بين قوات الاحتلال والمقاومة، داعية إلى فتح ممر آمن بشكل عاجل تدخل من خلاله المواد الإغاثية والطبية والغذائية، والوقود الذي تحتاجه لتشغيل محطة تحلية الماء.

وكانت الوكالة أعلنت الحاجة الفورية إلى 104 ملايين دولار من أجل تمكين استجابتها الإنسانية متعددة القطاعات في غزة لمدة تسعين يومًا.

وأوضحت الوكالة أن هذه الأموال المطلوبة ستغطي الاحتياجات العاجلة الغذائية وغير الغذائية والصحة والمأوى والحماية لما يصل إلى 250 ألف شخص يبحثون عن الأمان في ملاجئ (الأونروا) في مختلف أرجاء قطاع غزة، بالإضافة إلى 250 ألف لاجئ من فلسطين.

وحذر تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود أنه منذ أمر الإخلاء الذي أصدرته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والذي أجبر أكثر من مليون نسمة على الفرار إلى جنوب قطاع غزة، اضطر الناس إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية بين البقاء والمغادرة، لافتا إلى أنه بالنسبة للعاملين في مجال الصحة، كان هذا يعني الاختيار بين ترك مرضاهم إلى موت شبه مؤكد أو البقاء والمخاطرة بحياتهم.

وأوضح التقرير أن بعض العاملين أجبروا على الرحيل، في الوقت الذي بقي البعض منهم ويواصلون العمل على الرغم من المخاطر، مضيفا أن الطاقم الطبي يعانى من نفس المصير الذي يعاني منه بقية سكان غزة وهو القصف المستمر طوال الأيام العشرة الماضية، مشيرا إلى أن العديد من الأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الصحة لقوا حتفهم منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معبر رفح قطاع غزة فتح معبر رفح نتنياهو إسرائيل حركة حماس الهلال الأحمر الفلسطینی الهلال الأحمر المصری المساعدات الإنسانیة لدخول المساعدات الرئیس الأمریکی دخول المساعدات طائرة مساعدات المساعدات إلى المساعدات من فتح معبر رفح إلى قطاع غزة مساعدات إلى مطار العریش فی قطاع غزة مساعدات من من مصر إلى لقطاع غزة أکثر من إلى غزة من قبل فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

غزة على شفا «الموت الجماعي» بسبب الجوع

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة 84 قتيلاً و168 مصاباً بسلسلة غارات إسرائيلية على غزة السيسي: مصر تقف سداً منيعاً أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية

حذّرت السلطات في قطاع غزة، من أن فلسطينيي القطاع «على شفا الموت الجماعي» بسبب توسع رقعة المجاعة وانهيار القطاعات الحيوية بالكامل، مطالبةً بفتح ممر إنساني فوري ودون تأخير لإنقاذ أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.
وحمل المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، إسرائيل مسؤولية ما وصفه بـ«جريمة الإبادة الجماعية الموثقة بالصوت والصورة».
وقال: «نحذر من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة بشكل متسارع ومخيف، مع استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل وإغلاق المعابر منذ 55 يوماً، ما أدى إلى تفشي المجاعة وتهديد حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان».
وأضاف: «باتت المجاعة في غزة واقعاً مريراً لا تهديداً، بعد تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 50 طفلاً، في واحدة من أبشع صور القتل البطيء».
وتابع: «يعاني أكثر من 60 ألف طفل من سوء تغذية حاد، فيما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي الذي تسبب بالهزال وسوء البنية الجسمية وأصبحوا في بؤرة الخطر، فيما أُجبرت آلاف الأسر الفلسطينية على مواجهة الموت جوعاً بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها».
وأطلق المكتب ما أسماه «النداء قبل وقوع الكارثة»، وقال، إن «أي تأخير في الاستجابة سيُعد تواطؤاً واضحاً ومشاركة فعلية في الجريمة، ووصمة عار لا تُمحى من جبين الإنسانية والتاريخ».
وطالب بفتح ممر إنساني آمن بشكل فوري وعاجل وبدون مماطلة لإنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة قبل فوات الأوان. ودعا إلى «تشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق في جريمة التجويع والقتل البطيء التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة».
وفي السياق، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في قطاع غزة. وقال البرنامج، في بيان، إن المطابخ في غزة توفر 25% من الاحتياجات الغذائية اليومية للسكان. وأكد البيان نفاد المخزون الغذائي للبرنامج في القطاع، مع توصيل آخر الكميات المتوفرة إلى المطابخ المحلية والتي من المتوقع أن تنفد أيضاً في الأيام المقبلة.
وكشف عن توقف جميع المخابز الـ25 المدعومة من البرنامج منذ 31 مارس الماضي، بسبب نفاد الدقيق ووقود الطهي.
ولفت إلى عدم دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ أكثر من 7 أسابيع بسبب إغلاق المعابر.
وذكر أن هذا يمثل أطول إغلاق يشهده قطاع غزة على الإطلاق، مما يفاقم الأوضاع في الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلاً.
وأوضح أن أكثر من 116 ألف طن متري من المساعدات الغذائية - تكفي لإطعام مليون شخص لمدة 4 أشهر - جاهزة للدخول إلى غزة فور فتح المعابر.
وحذّر من أن «المساعدات الحيوية للبرنامج قد تضطر للتوقف إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة لفتح الحدود أمام المساعدات والتجارة».
ودعا البيان جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، والسماح فوراً بدخول المساعدات إلى غزة، والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي.
ويعتمد قطاع غزة، البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية، التي توقفت تماماً منذ 2 مارس الماضي، حين أغلقت إسرائيل معابر كرم أبو سالم وزيكيم وبيت حانون، بعد استئناف عملياتها العسكرية.
بدورها، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من عدم قدرتها على توزيع الإمدادات الغذائية الأساسية في قطاع غزة، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات الإنسانية في القطاع. وقالت «الأونروا» في بيان: «لم تدخل المساعدات والإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ أكثر من 50 يوماً حتى الآن، وذلك بسبب الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية». 
وأضافت: «نتيجة لذلك، فإن الإمدادات الإنسانية الحيوية، بما في ذلك الغذاء والوقود والمساعدات الطبية واللقاحات للأطفال، تنفد سريعاً». 
وأكدت «الأونروا» أن إمداداتها من الدقيق قد نفدت ولم يتبق سوى 250 طرداً غذائياً - يحتوي على الأرز والعدس والفاصوليا والزيت والملح والسكر والحليب المجفف والحمص والحلاوة الطحينية والخميرة والأسماك المعلبة - مصمم لتلبية احتياجات أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة أسبوعين. 
وأشارت «الأونروا» إلى أن نحو نصف مليون شخص نزحوا مجدداً في قطاع غزة خلال الشهر الأخير، بفعل الأوامر المتعددة بالإخلاء التي أصدرتها القوات الإسرائيلية.
وأوضحت أن عمليات النزوح الأخيرة تركت الفلسطينيين محصورين في أقل من ثلث مساحة غزة الأصلية، مشيرة إلى أن هذه المناطق المتبقية، مجزأة، وغير آمنة، وتكاد تكون غير صالحة للحياة.
وأكدت الوكالة أن الملاجئ المكتظة تعاني من أوضاع كارثية، في حين تواجه الجهات المقدمة للخدمات صعوبات كبيرة في العمل وسط استنزاف شبه كامل للموارد المتوفرة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر من تداعيات تخفيضات التمويل على المساعدات الإنسانية
  • باجعالة يدعو إلى تعزيز التنسيق مع المنظمات الإنسانية لمساعدة ضحايا العدوان الأمريكي
  • اجتماع برئاسة باجعالة يناقش تقديم المساعدات الطارئة للمتضررين من العدوان الأمريكي
  • اجتماع يناقش آليات التنسيق لتقديم المساعدات الطارئة للمتضررين جراء العدوان الأمريكي
  • عاجل - أونروا: نفاد إمدادات الطحين في قطاع غزة والوكالة تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية
  • عاجل:- أونروا: إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ مارس
  • ترامب يناقش مع نتنياهو إدخال المساعدات إلى غزة.. ماذا عن المباحثات مع إيران؟
  • غزة على شفا «الموت الجماعي» بسبب الجوع
  • 84 شهيدا في قطاع غزة خلال 24 ساعة
  • طبيب نرويجي عائد من غزة يكشف حجم الأزمة الإنسانية