الأزهر: المستوطنون الإسرائيليون ليسوا «مدنيين»
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
هل المستوطنون الإسرائيليون ينطبق عليهم وصف «المدنيين»؟ سؤال بات مطروحا بشدة منذ هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، خاصة مع ما تروجه آلة الإعلام الغربي الذي تديره منظمات صهيونية في العالم أجمع، أن الفصائل الفلسطينية تقتل المدنيين في المستوطنات.
مركز الأزهر العالمي للفتوى حسم هذا الجدل بقول واحد، حيث أكد أن«جميع المستوطنين في فلسطين لا ينطبق عليهم تصنيف المدنيين، وجمعيهم جنود سابقون أو لاحقون، حيث يخدمون في جيش الاحتلال لمدة لا تقل عن 3 سنوات بعد سن الـ18».
وقال الأزهر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن "تصنيف المدنيين لا ينطبق على المستوطنين الصهاينة للأرض المحتلة، بل هم محتلون للأرض، مغتصبون للحقوق، منحرفون عن الصراط المستقيم الذي يتجسد به الأنبياء، معتدون على مدينة القدس التاريخية بما فيها من التراث الإسلامي والمسيحي.
كان الأزهر، أدان بشدة، عمليات القصف ضد سكان قطاع غزة، كما أدان سابقا اقتحام المستوطنين الإسرائيليين المتكرر للمسجد الأقصى بالقدس.
وبحسب ما ورد، حذر الأزهر من أن اقتحام المسجد قد يعيق الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويثير غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضاًمرصد الأزهر: فيسبوك وإكس يتعمدان حجب الرواية الفلسطينية في العدوان على غزة
ودعت الهيئة الإسلامية العليا، في بيان رسمي، المنظمات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي - بالإضافة إلى الهيئات الدولية - إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف مثل هذه "الاعتداءات الهمجية والانتهاكات الصارخة" في الموقع. ثالث أقدس الإسلام.
كما رفض الأزهر أي مخططات تهدف إلى "تهويد" القدس وطمس هويتها الإسلامية، وأي محاولات لتقسيم "الحرم الشريف".
اقرأ أيضاًالأزهر يُدين الإرهاب الصهيوني على غزة ويستنكر الصمت العالمي على جرائم الاحتلال
ويشير الاحتلال الإسرائيلي إلى المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى باسم "جبل الهيكل"، زاعمين إنه كان موقعا لمعبدين يهوديين بارزين في العصور القديمة.
اقتحام المسجد الأقصىوتزايد غضب السكان الفلسطينيين في القدس خلال الأشهر العشرة الماضية، مع سماح السلطات الإسرائيلية لأعداد متزايدة من المستوطنين اليهود باقتحام المسجد الأقصى.
واحتل الكيان الإسرائيلي القدس الشرقية خلال حرب عام 1967. ثم ضمت المدينة المقدسة في عام 1980، قبل أن تعلنها عاصمة الدولة اليهودية - وهي خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي مطلقًا.
اقرأ أيضاًمرصد الأزهر: جرائم الاحتلال بحق الصحفيين هدفها التستر على أفعالهم الوحشية في غزة
حملة للتبرع بالدم بمشيخة الأزهر ووقفة تضامنية مع أهل غزة
نداء من الأزهر الشريف إلى الأمة العربية والإسلامية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر المدنيين المستوطنين
إقرأ أيضاً:
بانتظار التعويضات.. أصحاب المصالح ليسوا بخير
على الرغم من كل المؤشرات التي تقول أنّ الصناعة صمدت خلال الحرب اللبنانية، إلا أنّ أصحاب المصالح ليسوا بخير، أقلّه لناحية أصحاب المعامل والمؤسسات التجارية التي دمّرت وسوّيت بالأرض، سواء في الجنوب، أو بيروت، أو البقاع. ولكن صدمة الحرب لا يتحملها بمجملها أصحاب هذه المؤسسات، إذ يعاني أصحاب الاعمال في كل لبنان من تبعات هذه الصدمة، والتي ترافقت اليوم مع سقوط النظام في سوريا.
تكثر الاسئلة عن الآلية التي سيتم من خلالها إعادة التصدير إلى سوريا، أو المرور في سوريا، خاصة وأن عملية تبادل السلع والخدمات كانت أصلا متوقفة جرّاء الضربة الإسرائيلية التي قطعت الطرق البرية بين بيروت ودمشق.
على الأرض لا شيء يمكن أن يخفى، الخسائر تتراكم يومًا بعد يوم، خاصة مع اقتراب نهاية السنة واستمرار العدد الأكبر من المؤسسات في إغلاق أبوابه، وهذا يدلّ على الازمة الإقتصادية الكبيرة التي ستتفاقم خلال فصل الشتاء، خاصة إذ لم تشغّل هذه المؤسسات عجلتها الاقتصادية.
ويشير الخبراء الاقتصاديون في هذا المجال إلى أنّ الخسائر وعلى الرغم من انتهاء الحرب لم تظهر إلى العلن بعد، ولم يتم حتى الآن تحديد القيمة الحقيقية لها، وحسب الأرقام الاخيرة الصادرة عن البنك الدولي، فإنّ الاضرار التي لحقت بالهياكل المادية وحدها بلغت 3,4 مليار دولار، بالاضافة إلى خسائر اقتصادية قدّرت بـ5,1 مليار دولار.
ومن هنا تؤكّد المصادر الاقتصادية أنّ النمو الاقتصادي، وعلى الرغم من عدم توقف الصناعة سوف ينخفض بنسبة 6,6% أقلّه حتى نهاية العام الجاري، وتلفت المصادر إلى أنّ هذا الانخفاض سيتبعه انكماش سيستمر أقلّه لمدة 5 سنوات، ليطيح بالنمو الذي شهدناه عام 2023، علمًا أنّه بعيدًا عن حجم كارثة الإسكان، فإنّ خسائر التجارة لوحدها بلغت 2 مليار دولار، وتعزو المصادر الإقتصادية الأمر إلى نزوح الموظفين وأصحاب الأعمال، حيث فقد أكثر من 166 ألف موظف وظيفته، ذلك بالاضافة إلى تدمير المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ونزوح المزارعين، حيث وصلت الأضرار الزراعية لوحدها إلى 1,2 مليار دولار.
توضح المصادر الاقتصادية أنّ حجم الدمار الكبير يعود إلى القدرات العسكرية الإسرائيلية الهائلة، حيث يمكن لصاروخ إسرائيلي واحد يكلّف 500 ألف دولار أن يدمر بنى تحتية تتراوح قيمتها بين المليون والمليونيّ دولار، ومن هنا أوضح المصدر أن التقليل من حجم الخسائر قد يوصل رسالة خاطئة إلى المجتمع الدولي، لا وبل إن أي أرقام قد تحصل عليها إسرائيل من المجتمع الدولي قد يدفعها إلى الاستمرار في التدمير طالما أنّها مستمرة في الخروقات، علمًا أن الخسائر التي تم عرضها لا تشمل في الحدّ الأدنى منها الخسائر غير المباشرة التي تتعلق بالسياحة والتربية وتعطل الصناعات، وغيرها العديد من الأمور المتعلقة بالصناعة.
في الشتاء القاسي، يقف أصحاب المصالح المتضررة أمام تحدٍ مصيري. فقد أدى العدوان الإسرائيلي إلى تدمير مراكز عملهم ومصادر رزقهم، لكن الانتظار الطويل للحصول على التعويضات التي وعدوا بها جعل الوضع أكثر تعقيدًا. يعاني كثيرون من غياب البدائل أو الموارد اللازمة للبدء مجددًا، خاصة أن البرد القارس يزيد من الأعباء اليومية، بدءًا من الحاجة لتأمين التدفئة، مرورًا بمصاريف الترميم المؤقت، وصولًا إلى توفير الاحتياجات الأساسية للعائلات.
البعض اضطر للبحث عن حلول ذاتية رغم قلة الإمكانيات، مثل الاستدانة بفوائد عالية أو بيع ممتلكاتهم الشخصية لتغطية النفقات العاجلة، بينما الآخرون ما زالوا عالقين في دائرة الانتظار، بين وعود التعويضات وضغط الواقع. التجار وأصحاب الورش والمزارعون يشعرون بالعجز أمام التزاماتهم اليومية، خصوصًا مع تراجع الحركة الاقتصادية في المناطق المتضررة، مما أفقدهم أي مصدر للدخل في الوقت الراهن.
ومع ضعف استجابة الدولة وتباطؤ الجهات المانحة في تقديم الدعم، يُخشى أن تتفاقم الأزمة خلال الشتاء، حيث يصبح إصلاح البنية التحتية وترميم المراكز أمرًا أكثر تكلفة وصعوبة. هذا الواقع يترك أصحاب المصالح في حالة من القلق المستمر، ويدفع كثيرين منهم للتفكير بجدية في الهجرة أو البحث عن عمل في مجالات أخرى، ما قد يؤدي إلى خسارة الاقتصاد اللبناني لجزء مهم من قواه الإنتاجية. المصدر: خاص "لبنان 24"