خبراء قانون دولي.. كيف نحاسب مرتكبى جرائم الحرب الإسرائيلية ؟.. حسن عمر: طوفان الأقصى معركة تحرير أرض واستقلال شعب.. أيمن سلامة: الإبادة الجماعية وقصف المستشفيات تخالف اتفاقية جنيف
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على المدنيين العزل في قطاع غزة، لليوم الثاني عشر على التوالي واقترب عدد ضحاياه لـ20ألف ما بين قتيل ومصاب، ولم يسلم من ألسنة نيرانهم الأطفال أو الكبار أو السيدات في واقع مؤلم يُدون كجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ؛ تستلزم تقديم مرتكبيها للمحاكمات العاجلة أمام المحكمة الجنائية الدولية بحسب خبراء القانون الدولي، وطالب الخبراء الجمعية العامة للأمم المتحدة- الجهة المنوط لها – تبني قرارات وقف إطلاق نار وتشكيل فرق وقوات دولية لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وأضافوا أن عمليات طوفان الأقصى معركة تحرير أرض واستقلال شعب، واقترحوا تهجير الإسرائيليين من فلسطين إلى ألمانيا.
بحسب بيانات وزارة الصحة بقطاع غزة، اقترب عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي من الـ4 ألاف من بينهم إلى 3785 شهيدا، بينهم 1524 طفلا، و1000 سيدة، و120 مسنا إضافة إلى إصابة 12493 آخرين بجروح مختلفة".
"هناك العديد من الآليات القانونية والقضائية التي يمكن من خلالها محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين سواء عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة اعتبارًا من السابع من أكتوبر الجاري في أعقاب طوفان الأقصى، بحسب ما ذكره " أستاذ القانون الدولي" الدكتور أيمن سلامة.
ويضيف "سلامة": هناك أكثر من 100 دولة في العالم تطبق مبدأ الولاية القضائية العالمية الذى بمفادها الإتاحة للمحاكم الوطنية في هذه الدول ملاحقة مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية ومرتكبي جرائم الإبادة الجماعية أيًا كانت جنسياتهم وبغض النظر عن جنسية الضحايا، وبغض النظر أيضًا عن مكان الإقليم التى ارتكبت فيها هذه الجرائم. فالقادة الإسرائيليين سواء مدنيين أو عسكريين هم الأكثر ملاحقة في العالم بموجب هذا المبدأ ولذلك قامت الاستخبارات الاسرائيلية بإعداد كشف بأسماء هؤلاء ولا يستطيعون السفر لأكثر من 100 دولة ممن يطبقون الولاية القضائية العالمية حيث أن أسمائهم مدرجة في ملاحقات قضائية وطنية في هذه الدول.
واوضح انه بموجب ذات المبدأ حاولت بريطانيا في 2010 ملاحقة وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة "تسبني ليفني " التي همت بالسفر من مطار اللد في "تل أبيب" متوجهة إلى المملكة المتحدة، وهنا قامت الاستخبارات الإسرائيلية بإنزالها من الطائرة خشية اعتقالها خاصة أنه كانت هناك دعوة قضائية جنائية ضدها لارتكاب جريمة حرب في قطاع غزة. ويمكن لدولة فلسطين خاصة أنها -عضو في النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية -أن تطلب المدعي العام أن يقوم بضم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الموثقة من جانب فلسطين وتقديم الطلب كي يقوم كافة الجرائم في قطاع غزة إلى التحقيقات الجنائية التي بدئها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في عام 2021.
ويواصل "سلامة": بخصوص العدوان الغاشم والقصف العشوائي غير المميز والاستهداف الجائر لمستشفيي المعمداني في غزة فإن اتفاقية جنيف الرابعة لمعاملة المدنيين تحت الاحتلال عام 1949 في المادة 18 تحظر استهداف ليس المستشفيات فقط ولكن كافة الوحدات الطبية والصيدليات ومخازن تكديس الأدوية وعربات النقل الطبي وسيارات الإسعاف. وهناك ذات الحظر في المادة 12 في الملحق الإضافي الثاني لاتفاقية جنيف الصادرة عام 1977.
في السياق ذاته، يقول المستشار حسن أحمد عمر، خبير القانون الدولي: القضية ليست في الملاحقة الجنائية فحسب، ولكن يعتبر غلاف غزة التى هجمت عليه حركة حماس في هجمات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر هو جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تمتد حدوده بموجب قرار التقسيم من وادي لسان جنوب رفح بـ120 كيلو متر إلى أشدود على البحر المتوسط ولكن تراجعت مساحته في أعقاب الاحتلال الإسرائيلي لغزة إلى 360 كيلو متر فقط، وهنا يكون ما فعلته حماس من هجمات هو جزء من الدفاع على الأراضي المحتلة وهي معركة تحرير للأرض واستقلال شعب، على عكس جيش الاحتلال التي توجه له جرائم الإبادة الجماعية وخطف رهائن تصل لـ7 ألاف يتعين الافراج عليهم فورًا ومحاكمة من قام باختطافهم علاوة عن الاستعانة بمرتزقة وتدريبهم لمقاتلة الفلسطينيين والسماح ببناء المستوطنات والتهجير وهي كلها جرائم حرب تعاقب عليها المحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تملك تشكيل محكمة جنائية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب من الكيان الصهيوني.
ويواصل" عمر": مسألة تقدم روسيا بمشروع قرار إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار غير صائب خاصة أن أمريكا ستفسد المشروع بموجب استخدام حق الفيتو، علاوة عن أن مجلس الأمن غير مختص بالنظر في القضية الفلسطينية منذ 1997 والجهة المختصة هي الجمعية العامة للأمم المتحدة منعقدة بصيغة الاتحاد من أجل السلام في الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة وكان من المفترض أن يتم التقدم بمشروع القرار إلى الجمعة العامة وليس مجلس الأمن، خاصة أن الأولي لا يوجد بها حق الفيتو ويحق لها ممارسة اختصاصات مجلس الأمن ويحق لها أيضًا تشكيل قوات طوارئ دولية لحماية الشعب الفلسطيني كما جري تشكيلها في انسحاب اسرائيل من أجزاء من سيناء في أعقاب العدوان الثلاثي عام 1956.
وقال: يمكن تهجير 6 مليون إسرائيلي يهودي من فلسطين إلى ألمانيا كتعويض لمن قام هتلر بحرقهم حيث أباد 6 مليون يهودي بتهمة الخيانة العظمي في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبذلك يتم حل القضية الفلسطينية ويرحل جيش الاحتلال إلى الأبد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإبادة الجماعية طوفان الأقصى الجنائیة الدولیة ضد الإنسانیة طوفان الأقصى فی قطاع غزة مجلس الأمن فی أعقاب خاصة أن
إقرأ أيضاً:
كاتبة تحذر من التطبيع مع جرائم الاحتلال في غزة.. غضبنا الأخلاقي لن يسمح بذلك
شددت الكاتبة في صحيفة "الغارديان" البريطانية، نسرين مالك، على أن السياسيون يعملون على تطبيع ما يحدث في قطاع غزة من جرائم على يد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن "غضبنا الأخلاقي لن يسمح بحدوث ذلك".
وقالت مالك في مقال نشرته الصحيفة المشار إليها وترجمته "عربي21"، إنه "كلما ازدادت المذبحة فظاعة، ازدادت معاقبة الناس على التعبير عن آرائهم. وهذا يوضح حجم المخاطر".
وأضافت أن "صور صادمة ولقطات مؤلمة ومنشورات عليها تشويش لا يكشفها إلا الموافقة على المشاهدة. منذ عام ونصف، تُخيم على ما يراه العالم من غزة عبارات التنويه [ببشاعة المحتوى]. أحيانا، تُوقفني المشاهد عن متابعة الأحداث إذ أستعيدها فجأة، ككابوس نُسي ثم استعاد ذاكرته بوضوح. مع غياب الشعور بالراحة لأن كل ذلك كان حلما".
وتابعت أنه "في الأسبوع الماضي، شاهدت لقطات تُظهر ما بدا أنه جثة رضيع ممزقة مقطوعة الرأس. رأيت أشلاء ممزقة مُجمعة في أكياس بلاستيكية. سمعت صراخ المحتضرين وصمت الموتى، بينما تلتقطهم الكاميرات متراكمين، بعضهم في عائلات بأكملها. إن هجوم إسرائيل على غزة يتحدى كل التوقعات. مع مرور الوقت، ومع تزايد عتبة ما يُعتبر لا يُطاق، تستمر أشكال القتل المُرعبة والمتنوعة في اجتياز حاجز الخدر".
وأشارت إلى أنه "في الوقت نفسه، تفعل السياسة أحد أمرين: إما أن تُخفف وطأة هذه الكارثة التاريخية، باللجوء إلى لغة مُملة تُشجع على العودة إلى طاولة المفاوضات، كما لو كانت مجرد خلاف مؤسف يُمكن حله بتهدئة النفوس قليلا، أو أن تُعكس الكارثة. إن الدعوة إلى وقفها، بدلا من أن تكون غريزة إنسانية طبيعية، أصبحت الآن دافعا يُعادل في بعض البلدان حد الاعتقال أو الترحيل".
وشدد على أن "هذه الرواية تجعل أهل غزة، الحاضرين دائما على شاشاتنا وجداولنا الزمنية في مجازرهم اليومية، بعيدين ومنعزلين. لقد رُحِّلت غزة إلى بُعد آخر لا تُطبَّق فيه أي قواعد. جغرافيا، عُزلت وانتُزعت من الأرض. لا يُسمح للصحفيين والسياسيين الأجانب بالدخول. يُقتل الصحفيون المحليون. تُمنع المساعدات الأجنبية. يُقتل عمال الإغاثة المحليون. تتحدث المحاكم الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بصوت واحد عن إجرام ما يحدث. وتتجاهلها أو تهاجمها الجهات الراعية الإسرائيلية دون اكتراث".
وقالت الكاتبة إنه "مع ذلك، ورغم جهود حجب الغرباء وإسكات من في الداخل، تتزايد الأدلة على عدم قانونية الحملة الإسرائيلية على غزة وعدم تناسبها. في الشهر الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية عاملين في الهلال الأحمر ودفنتهم مع مركباتهم. وتُظهر لقطات من هاتف محمول أن ادعاء إسرائيل بأن أنشطة الفريق مشبوهة كان كاذبا. وُجد العامل الذي صوّر الفيديو مصابا برصاصة في الرأس. قبل وفاته، طلب من والدته المغفرة على موته، لاختياره مهنة خطيرة كهذه. كم من هذه الجرائم، التي ارتُكبت ودُفنت تحت جنح الظلام في غزة، دون تسجيلات تُناقض ادعاءات إسرائيل، قد وقعت؟".
ووفقا للمقال، فقد يبدو الأمر "كما لو أن إسرائيل نجحت في لعب دور القاضي والمحلف والجلاد، وأنها تنجح، برعاية أمريكية وغربية، في عزل الفلسطينيين عن بقية البشرية. لكنها مهمة تتطلب الآن إكراها. تتصاعد الحرب وتُحبط أي مبرر، لذا يجب تطبيعها بالقوة. وقد تكون هذه القوة قمعية على المدى القصير، لكنها مُهينة على المدى الطويل. إنها تتطلب موارد ومواجهات وتقلّب. باستهداف الطلاب الذين يتحدثون ضد ما يحدث في غزة، تخوض الحكومة الأمريكية حربا مع جامعاتها، وأثارت صراعا داخلها. وبتحركها لترحيل الطلاب والأكاديميين، تورطت إدارة ترامب في صراع مع نظامها القانوني. إن جهود ألمانيا لترحيل المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لغزة توسع الاستبداد المقلق إلى أبعد من ذلك. إن تعبئة آلية الدولة ضرورية لأنه لم يعد من الممكن إسكات القلق بشأن حجم الأزمة في غزة بالتوبيخ وحده".
وأضافت الكاتبة أن "هذا الحشد والصراع المصاحب له يُسلطان الضوء أكثر على ما جرّت إسرائيل إليه بقية العالم. فهو لا يُنتج سوى شخصيات بارزة من المتظاهرين، مثل محمود خليل، خريج جامعة كولومبيا وحامل البطاقة الخضراء، الذي يُملي، من خلال محاميه، تقارير مُدمرة حول ما يكشفه اعتقاله عن الحرب وعن نظام الهجرة والعدالة الأمريكي. كما يُوطّد هذا الروابط مع الفلسطينيين التي يسعى خصومهم إلى قطعها. وبرفع سقف الاحتجاج، يُظهر بوضوح أن هذه المخاطر مُلكٌ للجميع - الحق في حرية التعبير والإجراءات القانونية الواجبة، والحماية من تجاوزات الدولة، وممارسة أبسط مبادئ الإنسانية. المطلوب هو أنه لكي تكون آمنا من الاضطهاد، يجب عليك أن تقلع عينيك. فبدلا من إقصاء غزة عن السياسة الداخلية، أعاد حلفاء إسرائيل الحرب إلى الوطن".
"أضف ذلك إلى الموت والجوع اللذين يتفاقمان في غزة، وستحصل على وصفة لا للخوف، بل لزيادة الرغبة في الضغط الأخلاقي والشهادة"، حسب الكاتبة.
وشددت مالك على أنه "مع التنازل السياسي، لم ينطفئ ذلك النوع من الإدانة العاجلة ودق ناقوس الخطر الذي كان ينبغي أن يصدر عن القادة، بل انتقل. ففي الأسبوع الماضي وحده، كشفت مذكرات فيديو لجراح صدمات ومقابلة له على برنامج بي بي سي نيوزنايت عن المزيد من قتل الأبرياء، والمزيد من الأطفال الذين يستيقظون مشلولين، أو ببطون مليئة بالشظايا وهم ينادون على أمهاتهم. في لندن، أوقف احتجاج حركة المرور. وفي واشنطن العاصمة، رُفعت لافتة تحمل أسماء القتلى في احتجاج آخر. وفي جامعة كولومبيا في نيويورك، قيد الطلاب اليهود أنفسهم بالسلاسل إلى البوابات احتجاجا على احتجاز إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (آيس) لزملائهم".
وانتقلت رواية عمليات قتل الهلال الأحمر من الجثث إلى مسؤول الأمم المتحدة، إلى وسائل الإعلام. ويجري الآن تشكيل حكومة ظل للمساءلة، تتكون من أشخاص يئسوا منذ فترة طويلة من الثقة أو الأمل في المؤسسات السياسية. لقد حلّ نقيض التعب، وهو أمرٌ متوقعٌ منطقيا بعد عام ونصف، وفقا للمقال.
وقالت الكاتبة إنه "قد يبدو أن الحياة مستمرة، كما تستمر الحرب على غزة. قد يبدو أن الهزيمة قد حلّت، حيث تتصارع إسرائيل وحلفاؤها مع الناس والنظام العالمي بأسره لإجبار الحرب على الصمود. وقد أغرقت رئاسة دونالد ترامب المنطقة بصدمات متعددة، من الاقتصادية إلى السياسية. لكن الوضع الراهن مضطربٌ وهائج، لأن ما يحدث للكثيرين لا يُطاق، ولو أن الاحتجاج والإدلاء بالشهادة والمواجهة قد تُنقذ حياة واحدة أو تُعجّل نهاية الحرب ولو دقيقة واحدة، فإنها ستستمر".
وشددت على أنه "كل جثة، وكل مدينة تُسحق وتُصبح أنقاضا، وكل طفل مُدمى، لا وجود له في أرض بعيدة ميؤوس منها، بل في أعماق الناس. لأنه من المستحيل أن يُرى العالمُ الدمارَ اليوميَّ الذي يُصيبُ شعبا ويُرهَب أو يُرهَق حتى يعتاد عليه. قد يختار البعض تجاهله، أو تبريره، أو حتى دعمه، لكنهم لن يستطيعوا أبدا تطبيعه".