يمانيون:
2024-07-06@01:38:50 GMT

4 جبهات من الحرب أشعلها الجنوب

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

4 جبهات من الحرب أشعلها الجنوب

يمانيون – متابعات
يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة رغم مرور أكثر من 12 يوماً. وما يجعله أكثر فظاعة عما سبق ليس العجز عن تعداد آلاف الشهداء والجرحى فحسب، وليس التدمير الممنهج للقطاع، المصحوب بخشية التطهير العرقي وحدوث نكبة ثانية لا تقل ظلماً ووحشية عن الأولى، إنما أيضاً تلك المباركة الغربية، وتحديداً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.

هذه المباركة للقتل الجماعي لم تُشعل الغضب الشعبي عالمياً فحسب، إنما وضعت أيضاً القيم والمعايير الإنسانية التي يتشدق بها هذا الغرب المستعمر مع كل نفس على مقصلة الحكم الأخلاقي.

ولكن، وبرغم الوجع المعتق في نفوسنا، أصبح يمكننا القول إنَّ الأمل حاضر بقوة، وإنهاء هذا الكيان وجودياً ليس بالأمر المستحيل، فهذا الغرب اللاهث لطمأنة كيان “إسرائيل” لم يكن ليتجند قولاً واحداً لو أنه لم يرَ نفوذه ومصالحه وكيانه المسموم في خانة التهديد.

إنها “إسرائيل” صنيعته رآها تحترق في يوم السابع من أكتوبر كما لم يرَها يوماً أو ربما كما رأى بارجتها تحترق قبالة السواحل اللبنانية خلال عدوان تموز 2006، وهو مشهد لم ولن يمحى من ذاكرة العدو ومن يقف خلفه، ولكن هل يأتي هذا الاستنفار الغربي الرسمي ردَّ فعلٍ فقط على ما لقنته كتائب القسام من درس للاحتلال، مع أهمية وفرادة المواجهة التي أشعلتها المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى، إلا أن الاستنفار الغربي بات حالة عامة يتجلّى الآن أحد أمثلته في فلسطين! إن الاستنفار الغربي هو تعبير طويل المسار عن تراجع القوة الأميركية وهيمنتها وتراجع وضعية القارة الأوروبية عالمياً.

منذ سنوات، وتحديداً منذ عامين، تزاحم الأزمات القديمة الجديدة بعضها بعضاً لتتصدر أخبار العالم. نبدأ من الحرب الروسية الأوكرانية التي دقت أول مسمار في نعش الأحادية العالمية.

وقفت روسيا في وجه الغرب الذي لم يتوقف يوماً عن تهديد أمنها القومي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عبر تمدد حلف الناتو شرقاً. خاضت، ولا تزال، حرباً معه على الأراضي الأوكرانية. ألم يسمح بذلك الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي؟ أليس هو الذي استدعى الغرب وترسانته لمحاربة موسكو غير مكترث إلى ما آلت إليه كييف والأوكرانيون؟

في هذه الحرب، عاد وجه الغرب الحقيقي ليتكشف من جديد. وبعيداً من السياسة والعسكر، لا يمكن لأحد أن ينسى تجنيد دوله للإعلام والرياضة والثقافة لمحاربة موسكو وعزلها عن العالم حتى وصلت عنصريتهم وعقوباتهم إلى القطط الروسية.

لا ينسى أحد كيف خرج أحد مراسلي القنوات الأوروبية يستهجن رؤية لاجئين ذوي بشرة بيضاء وعيون زرقاء، فهو وأبناء جلدته لم يعتادوا إلا رؤية شعوبنا في الجنوب لاجئين وفي حالٍ يرثى لها.

الجبهة الثانية كانت في أميركا اللاتينية. على سبيل المثال، كان الانتصار التاريخي لليسار في كولومبيا عبر وصول غوستافو بيترو -رئيس بلدية العاصمة بوغوتا سابقاً- إلى الرئاسة، فأصبح أول رئيس يساري في تاريخ هذا البلد الذي يعدّ من حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين، إلى درجة أن عدداً من الباحثين سمّاه “إسرائيل أميركا اللاتينية”.

ولم تقتصر المفاجأة على فوز بيترو، إنما في مواقفه، وتحديداً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. بوضوح، رأى الرئيس الكولومبي أن ما تقوم به “تل أبيب” هو إبادة جماعية ممنهجة لسكان القطاع.

الجبهة الثالثة فُتحت من القارة الأفريقية. هزَّت مالي عرش فرنسا في القارة السمراء، فالتقطت بوركينا فاسو اللحظة التاريخية لتكون الركلة الأقوى لها من قبل النيجر.

ثلاثي عرف كيف يخرج السارق الفرنسي لخيراته وموارده من أرضه رغم كل الصعوبات والتحديات الأمنية، والنظرة إلى شعوب هذه القارة لا تقل بشاعة عن نظرة كيان “إسرائيل” إلى الفلسطينيين، فأفريقيا بالنسبة إلى الغرب هي شعوب بدائية ساذجة بلا حضارة، فلا بأس في سرقة الثروات وتثبيت الطغاة كحكام وإعطاء مساعدات إنسانية بربع قيمة ما سرقوه.

اليوم، نحن في زمن طوفان الأقصى، إذ قررت كتائب القسام الرد على جرائم كيان “إسرائيل” التي لا تعد ولا تحصى، بدءاً بالاحتلال، ومروراً بحصار القطاع، وليس انتهاء بالاستفزازات والانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية والقدس وفي المسجد الأقصى ومخطط هدمه لبناء الهيكل المزعوم.

رغم كلّ الدمار الذي تلحقه كيان “إسرائيل” بالقطاع بشراً وحجراً، فإن ذلك لن يمحو الذل الذي لحق بها في السابع من أكتوبر. هذا الانكشاف الأمني وضع قادة الاحتلال في حالة من الجنون، وجنونهم وصل بهم إلى محاولة استغلال العملية للسير في مخطط إفراغ القطاع من أهله عبر مجازر لا تتوقف على مرأى كل العالم.

لا يمكن لأحد أن يستشرف مآلات المرحلة، ولكن التاريخ دوّن السابع من أكتوبر في سجله، وخلاصة التدوين هو أن القطاع المحاصر انتقل من مرحلة المفعول به إلى مرحلة الفاعل، والسبحة ستكر بلا شك. فمن التالي؟ من سيتسلم دفة هزّ أسس هذا العالم الأحادي القطب لتخليص الشعوب من القتل على الهوية؟

من روسيا إلى أميركا اللاتينية وأفريقيا، وصولاً إلى “قلب العالم” في غزة، الحرب تبدأ من الجنوب هذه المرة.

موقع الميادين نت / رانا أبي جمعة

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

تحت الأرض أو فوقها.. تفاصيل رحلة البحث عن يحيى السنوار

مع اشتعال شرارة الحرب في قطاع غزة قبل حوالي 9 أشهر كان مكان إقامة زعيم حركة حماس يحيى السنوار الشغل الشاغل للأوساط الإسرائيلية ولوسائل إعلام عربية وأجنبية.

ومع تعدد الروايات وأماكن التواجد بين داخل القطاع وخارجه وتحت الأرض أو فوقها يعتبر هدف القضاء على السنوار وتصفيته من أهداف إسرائيل الاستراتيجية في القطاع لما لذلك من رمزية قد تدفع بمصالح بنيامين نتنياهو نحو الأمام.

وآخر التطورات المرتبطة بهذا الملف كان ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" التي نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن دائرة صغيرة جداً لا تتعدى الشخصين أو الثلاثة على أبعد تقدير هي من تعرف مكان السنوار وتؤمِّن احتياجاته المختلفة، وكذلك تؤمّن تواصله مع قيادات الحركة بالداخل والخارج".

ولم تحدد المصادر ما إذا كان السنوار مختبئاً فوق الأرض أو تحتها.

 نتنياهو شخصيا انخرط في عملية تحديد مكان عدوه اللدود، حيث قال في أحد تصريحاته إن "قادة حماس، ومن بينهم يحيى السنوار، ما زالوا في مدينة غزة أو في أنفاق تحتها، مضيفا: "إنهم هناك. سوف نصل إليهم".

صحيفة "إسرائيل هيوم"، أيضا دخلت في دوامة التحليلات وقالت في أحد تقاريرها إن مكان السنوار، معروف بالنسبة لإسرائيل بشكل دقيق، ولكن موانع استهدافه تكمن في كونه محاطا بعدد كبير من الرهائن الإسرائيليين الأحياء.

خان يونس كانت إحدى المناطق الأكثر توقعا في التحليلات، فتقرير لهيئة البث الإسرائيلية مثلا نقل عن مصدر أمني قوله: التقديرات تشير إلى أن السنوار أمام خيارين رئيسيين:

الأول هو أن يترقب أن يحاصر الجيش الإسرائيلي المخبأ تحت الأرض الذي يتواجد فيه هو وزملاؤه من قادة حماس، ثم يبدأ بعد ذلك مفاوضات مع إسرائيل بينما يتخذ من مخطوفين إسرائيليين دروعا بشرية، وعندها قد يطالب السنوار، بتأمين ممر للخروج إلى دولة توافق على إيوائهم".

أما الثاني فهو انتظار استسلام قيادة حماس، بعد اكتمال قوات الجيش الإسرائيلي مهمة تطويق مدينة خان يونس بالكامل، والقضاء على الحركة في المدينة.

وأثار فيديو نشره الجيش الإسرائيلي ظهر فيه السنوار داخل نفق ضجة كبيرة واعتبر عمل من أعمال الحرب النفسية على حماس.

وظهر في الفيديو شخص يمشي داخل النفق، وقد ظهر وجهه عندما أداره للخلف، ثم تتبعه سيدة وطفلة وصبيان ثم شخص يتبعهم ويظهر من الخلف وكأنه السنوار، فيما وضع الجيش علامة حوله قائلا إنه يحيى السنوار.

ويعتبر السنوار بحسب تقارير صحفية مهندس هجوم 7 أكتوبر الذي أدى إلى اشتعال الحرب في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل.

ويتواصل السنوار مع قادة حماس في الداخل والخارج خلال الحرب التي كلفت القطاع فاتورة باهضة للغاية، وكان له دورا هاما في المباحثات الهادفة إلى التوصل لهدنة من شأنها أن توقف القتال لكن دون جدوى حتى اللحظة.

مقالات مشابهة

  • خطة نتنياهو بإبعاد السلطة وحماس عن حكم غزة سيناريو يرفضه الفلسطينيون.. فيديو
  • فاينانشيال تايمز: واشنطن تستشعر "فرصة كبيرة" في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • منظمة الصحة تحذر من نقص الوقود لتشغيل المستشفيات في غزة
  • وثيقة مسربة تكشف مخطط إسرائيل لتهجير سكان غزة إلى مصر
  • ما قبل الغرب.. صعود وسقوط أنظمة العالم الشرقي.. قراءة في كتاب
  • اجتماع متوقع بين بايدن ونتانياهو في واشنطن أواخر يوليو
  • "كيف صنع العالم الغرب؟"
  • تحت الأرض أو فوقها.. تفاصيل رحلة البحث عن يحيى السنوار
  • صراع «الجنوب» و«الغرب» يُشعل «يورو 2024»!
  • من يجبر نتنياهو على وقف الحرب؟