البوابة نيوز:
2025-02-17@00:35:19 GMT

الضمير الإنساني والقضية الفلسطينية

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

 

 

كلما اشتعلت الحرب في الأراضي المحتلة بين العرب الفلسطينبين أصحاب الأرض، (وغالبيتهم من المسلمين) وبين الإسرائيليين المحتلين، (وغالبيتهم من اليهود) ينقسم الرأي العام العالم إلي ٣ فرق.. فريق يتبنى وجهة نظر المحتل، وحقه في الدفاع عن نفسه، وهو فريق يشمل بالإضافة إلى أصحاب الدين اليهودي (وفصيل من أصحاب الدين المسيحي- الصهيومسيحية البروتستانتية)، وحكومات الدول الغربية بصفة عامة (خاصة حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا).

وفريق آخر يتفهم معاناة الفلسطينيين أصحاب الأرض، ومن أُجبر منهم على ترك موطنه والنزوح أو التهجير إلى وطن بديل، وحقهم في الدفاع عن وطنهم المسلوب وأرضهم المحتلة. هذا الفريق يشمل الدول العربية والإسلامية، والمتعاطفين معهم من دول الشرق والجنوب ودول العالم الثالث. وفريق ثالث يمثل الغالبية الصامته التي لا تعني بالصراع ولا المتصارعين.

الفريق الأول، يمثل قلة قليلة في العدد، ولكنها مؤثرة، تمتلك القوة الناعمة من علماء نوبل، والقوة الخشنه من أحدث الأسلحة، وتمتلك الثروة والنفوذ، والتأثير القوي علي وسائل الميديا العالمية، وتجيد التواصل مع الرأي العام العالمي.

الفريق الثاني، وهو الأكثر عددًا والأقل تأثيرًا، يدافع عن المعتَدى عليه ويتفهم دوافعه المشروعة، ولكنه محامٍ ضعيف، غير قادر على التواصل مع الرأى العام الدولى.

وبين هذا وذاك، تتكرر الحرب وتتكرر الأهوال والمآسي كل عدة سنوات، وتسأل هل من مخرج عادل لهذا الصراع الدامي، فلا تجد أى أمل في أي حل، طالما تَمَسك كل فريق برأيه المتعصب وأنه يتكلم بإسم الدين الذي يعتنقه. أتذكر أن حدث نقاش بين مجموعة من الزملاء من مختلف الأديان والثقافات، أثناء دراستي في انجلترا، بمناسبة اعتداء  إسرائيلي على قطاع غزة وقتل أسرة بكاملها سنة ٢٠٠٢. كان النقاش حول ملابسات هذا الصراع الدامي، الذي يختلط فيه الدين بالسياسة، والفقر بالغني، والتعصب مع غياب الأفق. كان الحديث يتجه إلى أن هذا الصراع شديد التعقيد، أكثر من الصراع في أيرلندا الشمالية، والذي كان قد تم التوصل إلى حل سياسي له سنة ١٩٩٧. وكدنا نجزم أنه لن يكون هناك حل لقضية الشرق الاوسط، إلى أن تدخل رجل دين مسيحي، كان في الأصل طبيب تخدير، وقال بصوت الواثق "لن يستطيع حل مشكلة الشرق الاوسط إلا بتغليب الضمير الإنساني (Human conscience)".

سألت، وماهو الضمير الانساني؟.. أجاب؛ هو مشاعر إنسانيه غرسها الله سبحانه وتعالي في نفوس البشر، تهتدي بعفوية وتلقائية إلى مبادئ الأخلاق والعدالة، وتقف إلى جانب المظلومين والضعفاء والمهمشين، وتحاول أن تنتصر لهم. سألت: وهل للضمير الإنساني تأثير مادي على صناعة القرار الدولي في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ وأعطيت مثالًا لذلك بقرارات مجلس الأمن أرقام ٢٤٢ لسنة ١٩٦٧، ٣٣٨ لسنة ١٩٧٣، واللذين التفت حولهما إسرائيل. أجاب: للأسف ليس للضمير الإنساني قوة قانونية في الوقت الراهن، ولكن بدون شك سوف ينتصر الضمير الإنساني على المدى الطويل. واعطي مثالين لذلك، نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا (الأبرتيد)، في العصر الحديث. ونظام الرق والعبيد في القرون الوسطي، واللذان نجح الضمير الإنساني العالمي في إلغائهما.. سألت، وكيف سينجح الضمير العالمي في حل مشكلة الشرق الاوسط؟ أجاب: بمرور الوقت، وتغير موازين القوى، سوف ينتصر الضمير الانساني العالمي لإنصاف المظلومين. سوف تجد إسرائيل نفسها معزولة وإن كانت قوية، ومكروهة وإن كانت متفوقة، ومتهمة وإن كانت تنصرها القوى العظمى. عندها فقط سوف ينتصر الضمير الانساني، ويجلس الطرفان معًا للعيش في سلام كما حدث في جنوب أفريقيا وفي ايرلندا الشمالية. سألت: وهل حل الدولتين ممكن؟ أجاب: نعم ممكن إذا تقبله الطرفان، ولكن، ستظل المشاحنات والحروب بين الطرفين، طالما كان العنصر الديني موجودًا في الصراع، إلى أن يتغلب الضمير الجمعي، وييعيش الطرفان في شكل دولة مدنية يكون للجميع فيها نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات، ويكون فيها الدين لله والوطن للجميع. قلت وكم يستغرق ذلك؟ أجاب: ربما يستغرق ذلك جيلًا كاملًا، ولكنه سوف يحدث يومًا ما، ربما في جيل الأبناء أو حتى الأحفاد.. قلت لله الأمر من قبل ومن بعد.

*رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الضمير الإنساني

إقرأ أيضاً:

متمردو حركة إم23 المدعومة من رواندا يدخلون بوكافو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية

فبراير 15, 2025آخر تحديث: فبراير 15, 2025

المستقلة/- دخل متمردون من جماعة إم23 المدعومة من رواندا إلى بوكافو، عاصمة إقليم جنوب كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد تقدم سريع نحو الجنوب في الأيام الأخيرة.

دخل مقاتلو إم23 منطقة كازينجو وباغيرا في المدينة وفي وقت متأخر من يوم الجمعة كانوا يتقدمون نحو وسط المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون شخص. وسمع إطلاق النار لكن قوات المتمردين لم تواجه مقاومة تذكر. وأغلقت المتاجر والشركات منذ فترة طويلة وفر المدنيون الخائفون.

سقطت بوكافو في السابق في أيدي جنود فروا من الجيش الكونغولي في عام 2004، وسيؤدي الاستيلاء على المدينة إلى منح إم23 السيطرة الكاملة على منطقة بحيرة كيفو. وسيمثل الاستيلاء عليها توسعًا غير مسبوق للأراضي الخاضعة لسيطرة إم23 منذ بدء التمرد الأخير في عام 2022، وسيوجه ضربة أخرى لسلطة كينشاسا في الشرق.

وقال اثنان من سكان باجيرا، في الجزء الشمالي من بوكافو، إنهما رأيا متمردين في الشوارع ولا توجد علامة على القتال.

قالت هيلين، وهي من سكان المنطقة، والتي وصفت مشاهدتها للمتمردين وهم يمرون من أمام نافذتها: “كانت زيهم العسكري مختلفًا. لقد كنا مستعدين منذ الصباح لوصولهم… لقد غادر جنود الجيش الكونغولي. لم تحدث أي اشتباكات”.

قبل ساعات، استولى المتمردون على المطار في بلدة كافومو، حيث كانت القوات الكونغولية متمركزة. وقال المتحدث باسم الجيش الكونغولي سيلفان إيكينجي إن القوات انسحبت بعد الاستيلاء على المطار.

لم يذكر إلى أين انسحبوا، لكن اثنين من السكان ومصدرًا من الأمم المتحدة قالوا إن القوات الكونغولية والبوروندية شوهدت وهي تغادر المعسكر العسكري الرئيسي في بوكافو، سايو، خلال النهار.

في الشهر الماضي، استولى المتمردون على غوما، عاصمة مقاطعة شمال كيفو، في هجوم خاطف مماثل.

في يوم الخميس، استولت المجموعة على كابامبا والمركز التجاري كاتانا أثناء تقدمها جنوبًا على طول الطريق N2.

وقال موظفو المطار إنه تم إخلاء المطار وإغلاقه فعلياً، حيث قامت القوات الكونغولية بإزالة طائرة ومعدات أخرى. وشوهدت القوات وهي تتجه عائدة إلى بوكافو في شاحنات عسكرية وعلى دراجات نارية محملة بالفرش وغيرها من المتعلقات.

وقال كورنيل نانجا، رئيس تحالف نهر الكونغو، وهو تحالف من الجماعات المتمردة التي تضم حركة 23 مارس، إن الميليشيات تعرضت للهجوم وكانت تدافع عن نفسها.

وسافر رئيس الكونغو، فيليكس تشيسكيدي، إلى ألمانيا لحضور مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة في سعيه للحصول على الدعم الدولي لإنهاء الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وحذر المؤتمر قائلاً: “بالطبع قد يؤدي هذا إلى امتداد الصراع إلى المنطقة”، مؤكدا دعوته إلى محاسبة رواندا على دورها في الصراع. “إن الأمر متروك للمجتمع الدولي لمنع انتشار هذا الصراع”.

ولن يحضر قمة الاتحاد الأفريقي السنوية التي ستعقد هذا الأسبوع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي تركز على الجهود الرامية إلى وقف الصراع، حيث ستحل محله رئيسة الوزراء جوديث سومينوا تولوكا.

اشتعلت المعارك في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدى السنوات الثلاث الماضية، لكن الارتفاع الأخير في العنف دفع إلى دعوات دولية لخفض التصعيد وتفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل. ودمر القتال 70 ألف ملجأ للطوارئ حول غوما ومينوفا في جنوب كيفو، مما ترك 350 ألف نازح داخلي بلا مأوى، وفقًا للأمم المتحدة.

تعد حركة إم23 أحدث حلقة في سلسلة من الجماعات المتمردة التي يقودها التوتسي العرقية والتي تعمل في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغنية بالمعادن منذ أن كان من المفترض أن يؤدي اتفاق عام 2003 إلى إنهاء الحروب التي قتلت 6 ملايين شخص، معظمهم من الجوع والمرض. وتدعم رواندا المجموعة، التي تقول إن مصلحتها الأساسية هي القضاء على المقاتلين المرتبطين بالإبادة الجماعية عام 1994. وتقول الحكومة الكونغولية والعديد من تقارير الأمم المتحدة إن رواندا تستخدم المجموعة كوسيلة لاستخراج المعادن الثمينة ثم تصديرها لاستخدامها في منتجات مثل الهواتف المحمولة.

وقد اجتذب القتال جيوش العديد من البلدان من داخل القارة وخارجها، بما في ذلك تلك التي تساهم في مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وأعلنت كندا هذا الأسبوع أنها سحبت أفرادها العسكريين من القوة، مشيرة إلى “ظروف أمنية خطيرة بشكل متزايد” في غوما.

 

 

مقالات مشابهة

  • السيسي: استمرار الصراع بغزة وتوسيع نطاقه سيضر بكل الأطراف دون استثناء
  • لواء البراء بن مالك.. كيف عادت كتائب الدفاع الشعبي إلى واجهة الصراع في السودان؟
  • عادل حمودة: البيت الأبيض شهد مناظرات قوية بين إبراهام لينكولن وستيفن دوجلاس
  • أمين سر فتح: نثق في الرئيس السيسي والقضية الفلسطينية أمن قومي مصري
  • متمردو حركة إم23 المدعومة من رواندا يدخلون بوكافو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية
  • عادل حمودة: البيت الأبيض شاهد على أشرس الصراعات السياسية الأمريكية
  • عادل حمودة: البيت الأبيض شاهد على أشرس الصراعات السياسية
  • أستاذ علوم سياسية: مصر راعية للقضية الفلسطينية وحائط صد لمخططات التهجير
  • موقع إخباري: ما صحة الروايات عن الصراع في الكونغو الديمقراطية؟
  • دروس الثورة السورية