فلسطين واليمن… واحدية الشعب والمصير في مواجهة العدو نفسه
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
يمانيون – متابعات
يعيش الشعب الفلسطيني المسلم المجاهد أياماً صعيبة بسبب جرائم العدو الصهيوني، التي يسعى من خلالها لتغطية هزائمه العسكرية المخزية بعملية طوفان الأقصى، وما رافق تلك العملية البطولية من تقدمات ميدانية للمقاومين الفلسطينيين، وانكسار مدوي لجيش الاحتلال رغم الفوارق الهائلة في العدة والعتاد.
وكما هي عادة اليهود دائماً، فإن الفارق في الميدان يعوضونه من دماء الأطفال والنساء كونهم الهدف الأسهل بالنسبة لسلاح الإبادة الجماعية القادم من الغرب.
بذلك يتضح جلياً مستوى الدناءة الأخلاقية لليهود التي كشف عنها القرآن الكريم قبل 14 قرناً، ومدى حقدهم على غيرهم من البشر، خاصة المسلمين.
ومن خلال تفحص طبيعة العدوان الهمجي على غزة يدرك الأعمى قبل المبصر، أن سياسة العقاب الجماعي وقتل العزل وتجويعهم وحصارهم، لا يتقنها ويتفنن بها إلا اليهود وأذنابهم في هذا العالم، فحرب روسيا وأوكرانيا المستمرة منذ قرابة العامين لم تشهد ولا حتى بعضاً من بشاعة الصهاينة خلال الأيام القلائل الأخيرة.
كما يدرك المتأمل أن العدوان على اليمن القائم منذ مارس 2015، ليس إلا نسخة أخرى من حروب الصهاينة غير الأخلاقية على شعوب أمتنا الإسلامية، حتى وإن تصدر الأعراب المشهد، وتحملوا تكاليفه المادية والأخلاقية بالكامل.
فالمجازر المروعة بحق المدنيين واستهداف المساجد والمنازل وتجمعات المدنيين في قاعات الأفراح والعزاء، والحصار والحرب الاقتصادية، كل ذلك عمل صهيوني بامتياز.
ونحن هنا لا نبرئ السعودية والإمارات، وإنما نضعهما في موقعهما الطبيعي بما يتناسب مع حجم كل منهما وتاريخه العسكري القريب والبعيد.
ولعل حرب الخليج الثانية بين عامي 1990 و1991 هي أبرز مثال على هشاشة النظامين، وعجز جيشيهما على إطلاق رصاصة واحدة في تلك المواجهة.
ونتذكر جميعاً الملك السعودي الأسبق فهد بن عبدالعزيز وهو يناشد الولايات المتحدة الأميركية بالتدخل ومنع قوات صدام حسين من التقدم عبر الكويت إلى المملكة، وذلك عقب أربعة أيام فقط من سقوط الكويت وقبل أن يحاول ولو مجرد محاولة بمواجهة خصمه العراقي رغم أن فارق التسليح، حتى في حينها كان لصالح الرياض.
فالسعودية تمتلك في ذلك الوقت أقوى سلاح جو في الجزيرة العربية، إضافة إلى امتلاك أحدث الآليات من دبابات ومدرعات تفوق في قوتها وقدرتها تلك التي غزا بها صدام الكويت.
وقد صدق بعض المحللين في تلك الفترة عندما وصف السلاح السعودي بأنه “سيف بتار بيد عجوز” فالمعدات العسكرية الضخمة لا يستطيع الجندي السعودي إدارتها إلا بوجود خبراء أميركيين تكون لهم القيادة في كل ذلك.
فمن يتذكر تلك الحقبة وما رافقها من استجداء سعودي للغرب يعلم علم اليقين أن ما تسمى “عاصفة الحزم” هي حرب أمريكيةـ صهيونية أخرى على الشعب اليمني المسلم، الذي يرفض التطبيع وينحاز بكل قوته إلى الثوابت القومية وفي مقدمها القضية الفلسطينية، بوصلة الأحرار كافة.
أما الإمارات فليس في تاريخها العسكري ما يستحق أن يُذكر، كما أن عدد مواطنيها لا يفي لتأسيس جيش نظامي، ويشهد بذلك مخافر الشرطة الإماراتية المكتظة برجال أمن من الهند وبنغلادش.
محمد الجوهري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يزيد من وتيرة هدم وتدمير المساجد وأماكن العبادة في فلسطين
يمانيون../
زادت وتيرة التهديدات الصهيونية بهدم المساجد في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة من قبل سلطات العدو الصهيوني بعد السابع من أكتوبر 2023، وأخذت طابعاً سياسياً تُحركه دوافع انتقامية.
فخلال العام المنصرم، سُجلت زيادة في عدد المساجد المُهددة بالهدم، وخصوصاً مع تسلم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير حقيبة وزارة الأمن الداخلي والمسؤولية عن مراقبة أعمال البناء الفلسطيني في القدس المحتلة، وهي مسؤوليات كانت حتى قبل السابع من أكتوبر محصورة ببلدية الاحتلال.
وكشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، في تقريرٍ خاص لها حول انتهاكات العدو على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2024، بأن جيش العدو دمر نحو 1000 مسجد في قطاع غزة، فيما اقتحم المستوطنون المسجد الأقصى أكثر من 250 مرة، فيما منع رفع الأذان بالمسجد الإبراهيمي أكثر من 670 مرة، العام الماضي.
وقالت الوزارة في تقريرها، إن العدو الصهيوني دمر منذ بداية العام الماضي 815 مسجدا تدميرا كليا، و151 مسجدا بشكل جزئي، ودمَّر كذلك 19 مقبرة بشكل كامل، وانتهك قدسيتها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث، واستهدف ودمَّر ثلاث كنائس في مدينة غزة.
وأضاف التقرير: إن العدو الصهيوني اعتدى على المسجد الأقصى المبارك، من خلال سماحه لعصابات المستوطنين باقتحامه وتدنيس ساحاته ومصاطبه وذلك بـ(256) اقتحاما خلال العام الماضي، مارسوا خلالها طقوسا تلمودية غير اعتيادية وباتت تمارس بشكل يومي كالسجود الملحمي الذي بدأ لأول مرة 13 أغسطس 2024، النفخ بالبوق.
وأوضح أن الطقوس التملودية باتت تمارس في مكان وأوقات محددة لتكريس تقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، تحت إشراف وحماية شرطة الاحتلال التي تمنع بشكل دائم حراس المسجد الأقصى التابعين لدائرة الأوقاف في القدس من قيامهم بعملهم خلال هذه الاقتحامات.
وأشارت الأوقاف في تقريرها إلى أن ما تسمى “جماعات الهيكل” المزعوم، سهّلوا احتفالات رأس السنة العبرية للمستوطنين داخل المسجد الأقصى خلال العام الماضي، كما حرض “نشـطاء جبـل الهيـكل” على حرق المسجد الأقصى، من خلال نشر مقطـع فيديو يظهـر فيـه حـرق المسـجد الأقصى وأرفقت مـعه تعليـق: “قريبـا فـي هـذه الأيام”.
وأفاد التقرير بأن الإرهابي بن غفير اقتحم الأقصى مدعوما من حكومته اليمينية المتطرفة سبع مرات منذ توليه منصبه، وأربع مرات منذ بدء الحرب على غزة، وأصدر عددا من التصريحات اليمينة المتطرفة والتي هدد فيها بتأسيس كنيس يهودي في المسجد الأقصى في إشارة إلى السيطرة عليه، كما عمل على تكثيف الوجود اليهودي من خلال دعمه حكوميا وإعطائه غطاء شرعيا.
وأشار إلى أن (2567) مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك في عيد (الحانوكاه) اليهودي، ومارسوا خلاله انتهاكات عديدة كان أبرزها اقتحام “بن غفير”، وأدى الحاخام يسرائيل شليطا طقوسا تلمودية، وممارسة الرقص والغناء والسجود الملحمي.
وفيما يخص المسجد الإبراهيمي، مارست قوات العدو انتهاكاتها له بشكل يومي سواء من خلال منع رفع الأذان فيه والذي وصل منذ بداية العام (674) مرة تقريبا، أو من خلال التضييق على المسلمين من خلال منعهم، وإغلاقه عشر مرات خلال ذات الفترة.
ويُشار إلى أن عدد المصلين في المسجد الإبراهيمي خلال عام 2024 بلغ 236,530 مصليا فقط، ويُعتبر هذا الرقم أقل من المتوقع بسبب الإجراءات المشددة التي فرضها العدو، بما في ذلك إغلاق مداخل المسجد منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أعاق وصول أعداد كبيرة من المصلين.
واقتحم المسجد الإبراهيمي الشريف 3,381 جنديًا صهيونيًا خلال العام، في انتهاك صارخ لحرمة المكان الديني، واستفزازا لمشاعر المسلمين.
وفيما يتعلق ببقية أماكن العبادة والمساجد، أفادت الأوقاف باعتداء العدو الصهيوني على (20) مسجدا في مناطق مختلفة في الضفة الغربية مع تركيز واضح على محافظتي طولكرم وجنين، إما بالتدمير الجزئي لعدد من المرافق أو من خلال تدنيسها بالكتابة والسخرية من الشعائر الإسلامية.
ورصدت الأوقاف في تقريرها عددا من الاعتداءات على الأماكن المقدسة والمصلين المسيحيين، حيث قامت جماعات دينية يهودية متطرفة بالاعتداء والبصق بحق الحجاج المسيحيين في مدينة القدس المحتلة، وتحديدا في منطقة كنيسة حبس المسيح. كما ضيَّقت عليهم خلال الأعياد المسيحية ومنعتهم من الوصول إلى كنيستي المهد والقيامة.
ودعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، المجتمع الدولي إلى إجبار الاحتلال على وقف الاستمرار بهذه الانتهاكات التي أصبحت ذات وتيرة عالية، خاصة مع حرب الإبادة على قطاع غزة.
الهجمة المتعمدة على المساجد الفلسطينية، أيدها جانب كبير من الصهاينة الذين ذهبوا إلى ادعاء أنها تأتي ضمن استهداف “الإرهاب والإرهابيين وسيرتهم”، وأنها أيضا استجابة “لتعاليم يهودية ووصايا إلهية”، حسب زعمهم.
وعلى الرغم من التأييد الصهيوني لتدمير المساجد وانتهاك حرماتها، خرجت أصوات داخلية معارضة تقول: إن “الشعب المختار يجب ألا يفعل ذلك”، مُذكرة بأهمية “الحفاظ على التراث الثقافي خاصة المساجد التاريخية”.
وبهدف طمس الهوية الثقافية والدينية الفلسطينية، دمر جيش العدو الصهيوني نحو 206 مواقع أثرية وتراثية في قطاع غزة، من أصل 325 موقعًا، في إطار حرب الإبادة.. وهذا ما أكده إسماعيل الثوابتة، المدير العام للمكتب الإعلامي بقطاع غزة.. معتبراً أن هذه الاعتداءات على المواقع التاريخية تأتي ضمن محاولات العدو لطمس الهوية الفلسطينية، مُشددًا على تمسك الشعب الفلسطيني بإرثه وتاريخه.
ويُذكر أن العدو الصهيوني لم يترك أي معلم أثري وتاريخي خلال العملية العسكرية الواسعة على شمال قطاع غزة وبالتحديد مخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا، سليما، حيث يعمل جيش العدو على تدمير ومحو المباني السكنية والمعالم التاريخية العريقة من مقابر ومساجد وكنائس، تعود جميعها للحقب التي سكنت فلسطين قبل آلاف السنين، وذلك بشكل متعمد وممنهج يهدف منه إلى طمس تاريخ فلسطين العريق، وتدمير أي إثبات يبرز أحقية الفلسطينيين بالأرض.
سبأ – مرزاج العسل