لأول مرة منذ عقود تمر علينا أزمة سياسية ونستطيع متابعة جميع الأخبار، ومشاهدة الأحداث على الهواء مباشرة؛ من خلال قناة تليفزيونية مصرية (القاهرة الأخبارية) ليتعالى صوتنا بكل فخر (هنا القاهرة).. ورغم أن القناة حديثة العهد، إلا أنها تمتلك قوة بشرية هائلة فى مخزونها الفكرى والثقافى، ويحملون داخلهم جينات المصرى القديم الذى يبهر العالم بقدراته الشخصية، بعيدًا عن القدرات المادية التى يمتلكها الآخرون.
تألق شباب القاهرة الإخبارية فى عرض الأحداث الجارية على أرض فلسطين، وكأن إرادة الله أن تبدأ هذه القناة العمل وتنضج، قبل أن تعود القضية الفلسطينية وتفرض نفسها على المجتمع الدولي، وتكون هذه الأحداث إختبارا حقيقيا للقائمين عليها والعاملين بها.. ظهرت قناة القاهرة قوية، ترصد وتتابع وتحلل وكأنها تعمل منذ عشرات السنين!.. فتنطلق الألسن بترديد عمار يا مصر بتاريخك وأولادك، مهما إشتدت الظروف وضاقت الأحوال الاقتصادية، قوتنا فى ذاتنا وجذورنا الممتدة عبر التاريخ..تابعنا على قناة القاهرة طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر، والذى حققت فيه حماس بعض الإنتصار العسكرى، مع إخفاق تام فى توصيل القضية بشكل حقيقى أمام العالم!.. إستغل الصهاينة بعض الصور، وأضافوا لها الكثير من الكذب والإدعاءات؛ بأن الفلسطينيين يقتلون الأطفال ويغتصبون النساء!..وهى أحداث من وحى خيال الصهاينة، الذين يمتلكون السيطرة على أغلب وسائل الإعلام والإعلان على مستوى العالم، ولا يهتمون بالمصداقية، ولكن بالتأثير المعتمد على الخداع البصرى والشائعات.. ويشنون حملاتهم بكل الحقارة والوقاحة والأكاذيب والإفتراءات ويهدرون كل القيم الإنسانية، لأنهم يسيطرون بقوة على ما يسمى “العالم المتقدم”!..لذا علينا أن يعلو صوتنا ضد أى دولة تتخذ موقفا داعما لحرب الإبادة التى تشن ضد الفلسطينيين!.
أما دور قناة القاهرة التى نقلت لنا الصورة الحقيقية بكل المصداقية، عليها بث برامج كاشفة وفاضحة للصهيونية، فهذا صراع أبدى، ربما يهدأ لسنوات ولكن لا ينتهي.. وإنفضح كذبهم بعد المجازر والهدم والقتل وقطع كل سبل الحياة، فنقلت القاهرة طوفان جماهير العالم الغاضبة، والتى أذهلها جرم الصهاينة، كما كشفت لنا القاهرة بتتبعها للأحداث معاناة أهلنا فى فلسطين، ومجون هذا الثور الهائج الباحث عن دم الأطفال ليشرب ولا يرتوى! والذى بات يتلذذ بمص دماء الأبرياء، وإنتهاك حرمة كل مقدس، وقصف المستشفيات والمساجد والكنائس، وآخرها، حتى كتابة هذه السطور، مستشفى المعمدانى الذى يأوى أطفالًا ونساءًا ومرضى!..ومنذ عدة سنوات وهم يخططون لجرائمهم، وذلك بضرب وتجريف جميع الدول المحيطة بفلسطين، إلا مصر التى نجت بعد إسقاط حكم الإخوان الذين استحلوا قبض مهر سيناء!..ولكن كان فى إسقاطهم النجاة لمصر والمصريين، ومازالت المؤامرة مستمرة ولم يكفوا عن ضرب مطارات سوريا وضرب لبنان كل حين، وحرب إبادة فى فلسطين!.. هؤلاء الصهاينة الذين يدعون السلام مع العرب!..ألا من رادع لهم؟!..أليس فى إستطاعة العرب توحيد كلمتهم؟!، وضغط دولنا الغنية صاحبة التأثير على الغرب وعلى اسرائيل نفسها؟!..هل بعد هذه المذابح مازلتم تبيعون لهم وتشترون منهم!.. كيف نسالمهم وفى أيديهم دم أطفالنا الأبرياء؟!.. كيف نمد الغرب المساند لتلك الجرائم الصهيونية بالطاقة؛ وهم يحرمون الرضع من قطرات أوكسجين أو شربة ماء؟!.. سلامهم سام! سلامهم سم يا أمة العرب!..وسمومهم لا تنضب أبدا!..هؤلاء عنصريون كارهون لكل ما هو عربى.. أفيقوا وأوجعوهم وأعيدوهم إلى حجمهم الطبيعى بالنبذ والمقاطعة، فكلنا نعرف أن الهدف طرد أصحاب أرض فلسطين، وأن يكون وطنهم البديل سيناء!..فهم يريدون إغتصاب سيناء والإستيلاء على ما بها من ثروات، وهذا لن يحدث أبدا، لن نسمح بإغتصاب أرضنا وسرقة مقدراتنا، والشعب الفلسطينى لا يقبل عن أرضه بديلًا، فهم يموتون دفاعًا عن فلسطين ويعرفون ما تريده الصهيونية العالمية من ضياع لحقوق الفلسطينيين، وكان ردهم على هذا الهراء أن الجنة أقرب إلينا من سيناء!.. ونحن من هنا القاهرة، قاهرة المعز وقاهرة كل من لا يعرف قدرها، هنا القاهرة الحاضرة الحاضنة المهمومة بهموم وآلام جيرانها والفاتحة أحضانها لكل من يفتقد الأمن والأمان، ولكن ليس هجرة ولا نزوح!.. هنا القاهرة الصامدة أمام جشع الجشعين الذين لا تملأ عيونهم إلا التراب!..هنا القاهرة الصابرة المروى ترابها بدماء أغلى شبابها.. فترابنا غالٍ، ولن نترك ذرة منه مهما كلفنا الأمر.. نحن شعب يواجه عدوه بوجهه، ولا يولى وجهه عنه إلا بالنصر أو الشهادة.. أما أجمل ما قرأت على الشاشات نقلًا عن القاهرة الإخبارية (السلطات المصرية ترفض السماح لرعايا أجانب المرور من معبر رفح البري وتشترط تسهيل وصول المساعدات لقطاع غزة إلى جانب عبور الأجانب عبر المعبر).. وكان أسوء ما قرأت (طفل ١٠ سنوات يحمل شنطة المدرسة، وتسرب لعربة الإسعاف وحين سألوه لماذا أنت هنا؟! قال: أحمل أشلاء أخى الصغير فى شنطة المدرسة) ولا تعليق أمام عالم ضميره مستتر!.. علينا أن نشكر الأحداث رغم مرارتها، لأنها أسقطت قناع الود والصداقة مع الصهاينة أعداء السلام، وأعادت إيمان الأجيال الجديدة من شباب وأطفال بقضيتنا التى لن تسقط بالتقادم، وستظل مصر مهمومة بالقضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية الوجع العربى الممتد والذى يتغافل عنه الغرب بل يزيد مواجعه!!.. وستظل الأجيال العربية تؤمن أن سلاحنا سيظل "صاحى" لأن سلامهم مسموم!..ونردد مع الفلسطينيين:أنا لن أعيش مشردًا...أنا لن أظل مقيّدا..أنا لي غدٌ وغدًا سأزحف ثائرًا متمردًا..أنا لن أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى.. ومن الأعاصير التي ترمي دمارًا أسودا!
*أستاذة بأكاديمية الفنون
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القاهرة الاخبارية
إقرأ أيضاً:
مستشار «ترامب»: توقف الحروب في العالم حال فوز المرشح الجمهوري (حوار)
أعرب الدكتور جابريل صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واللجنة الانتخابية للمرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، عن ثقته في فوز الرئيس الجمهوري في الانتخابات الحالية.
وقال إن عودة «ترامب» إلى البيت الأبيض ستكون «مفيدة» على الصعيد الداخلى، حيث يضع «ترامب» مجموعة من القضايا التى تهم جموع الأمريكيين على رأس أولويات إدارته الجديدة فى حالة فوزه بالانتخابات، كما ستكون «مفيدة» أيضا على المستوى الدولى، خاصةً فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، والأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف «صوما»، فى حوار مع «الوطن»، أن «أصعب الملفات» التى ستواجه الرئيس الأمريكى القادم تتمثل فى كيفية التعامل مع حوالى 20 مليون مهاجر يقيمون بشكل غير قانونى فى الولايات المتحدة، وكيف يتعين عليه ترحيل كل هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين، فى ظل عدم توفيق أوضاعهم القانونية.
ما توقعاتك لسير العملية الانتخابية؟
- إلى الآن، يبدو أن الانتخابات الأمريكية ستجرى فى وقتها، ولا توجد أى مشاكل، ولكن علينا أن ننتظر إلى يوم الانتخابات ومرحلة فرز الأصوات فى اللجان الانتخابية، وعلينا أيضاً أن نكون حذرين، ولا نريد أن يتكرر ما حدث فى عام 2020 من تجاوزات أثناء العملية الانتخابية.
الرئيس السابق سيحترم نتيجة الانتخابات حال جرت بصورة سليمة.. أما إذا تكرر ما حدث فى عام 2020 فلا نعرف ردة فعله ومؤيديه.. ونتوقع زيادة عدد المصوتينكيف ترى حظوظ المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات الحالية؟
- أعتقد أن الرئيس السابق دونالد ترامب هو الذى سيفوز بالانتخابات الحالية لسببين رئيسيين، أولهما يتمثل فى أن المواطن العادى فى الولايات المتحدة إذا سألته عن وضعه الآن ووضعه منذ 4 سنوات، إجابته ستكون: «كلا»، لأنه منذ 4 سنوات كان الاقتصاد الأمريكى قوياً ومتيناً، ولم يكن هناك غلاء فى المعيشة، وأسعار البترول والنفط والبنزين كانت رخيصة، ولم تكن هناك هجرة غير قانونية مثلما يحدث الآن، وبالنتيجة فالمواطن الأمريكى يصوت فى الانتخابات بحسب وضعه الاقتصادى، وبالطبع وضعه الاقتصادى كان أفضل، وبالتالى يذهب صوته لصالح دونالد ترامب، وأعتقد أن هذا هو ما يجرى حالياً، خاصة أن الاقتصاد الأمريكى على وشك الانهيار، وكل ذلك بسبب سياسات مرشحة الديمقراطيين، كامالا هاريس، حيث إنها نائبة للرئيس الحالى، جو بايدن، وهى من تتحمل ذلك الوضع الاقتصادى السيئ فى الولايات المتحدة.
ملف الهجرة غير الشرعية من أصعب الملفات التى ستواجه «ساكن البيت الأبيض الجديد»كيف تفسر تقدم ترامب فى استطلاعات الرأى الأخيرة؟
- الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى تقدم دونالد ترامب، وأعتقد أن الصورة أصبحت واضحة للناخب الأمريكى بأن كامالا هاريس ليس لديها حلول للمشكلات الاقتصادية على الصعيد الداخلى وأزمة الهجرة غير القانونية، والوضع الاقتصادى هى متسببة فيه، وكذلك فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية التى تمت، فمنذ أن تولى الرئيس جو بايدن الحكم، كانت هاريس مسئولة عن أمور الهجرة، إضافة إلى مهامها كنائب للرئيس.
الصورة أصبحت واضحة للناخب الأمريكى بأن «هاريس» لا تمتلك حلولاً للمشكلات الاقتصادية فى الولايات المتحدةما ردك على من يروجون بأن أنصار ترامب سيقومون باحتجاجات حال عدم فوزه فى الانتخابات؟
- هذا ليس صحيحاً، الرئيس السابق دونالد ترامب يحترم نتيجة الانتخابات حال جرت هذه الانتخابات بصورة سليمة، أما إذا تكرر ما حدث فى عام 2020، فنحن لا نعرف ماذا ستكون ردة فعل ترامب وغيره من الناخبين من مؤيديه الذين صوتوا له أيضاً، إذ إن من صوتوا لترامب فى الانتخابات السابقة كان عددهم يقارب 75 مليون ناخب أمريكى، أما فى الانتخابات الحالية فمن المتوقع أن يزيد العدد، وحسب التوقعات والإحصائيات من الممكن أن نتخطى 85 مليون ناخب، وإذا وجد الرئيس السابق أن هناك تجاوزات ولم يجد أى تعامل من الإدارة الأمريكية الحالية، فالطبيعى أن تكون له ردة فعل، ونأمل أن تجرى الانتخابات بصورة نزيهة ولا تشوبها أى عيوب.
إلى أى مدى سيكون فوز ترامب مفيداً لحل النزاعات الدولية، لا سيما فى الشرق الأوسط؟
- عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فى هذه الانتخابات ستكون مفيدة على الصعيد الداخلى كما ذكرت لكم، وستكون مفيدة على المستوى الدولى كذلك. وبالعودة إلى الوراء 4 سنوات، نجد أن الأوضاع الخارجية كانت مستقرة، فالوضع فى القارة الأوروبية الآن، وتحديداً بين روسيا وأوكرانيا، يشهد نشوب حرب بينهما، تسببت بمقتل وجرح أكثر منذ نصف مليون شخص من الطرفين، ولم تكن هناك حرب فى منطقة الشرق الأوسط، وكانت علاقتنا مع الصين علاقة طيبة، وكذلك مع كوريا الشمالية، واليوم نجد حرباً فى أوكرانيا، وإلى الآن صرفت الولايات المتحدة على هذه الحرب فى حدود 140 مليار دولار، ونرى أننا بحاجة إلى السلام فى أوروبا، والشخص الوحيد الذى سيوقف هذه الحروب هو دونالد ترامب، وكذلك فى الشرق الأوسط، عند وصوله إلى البيت الأبيض سيكون هناك أمن وسلام فى المنطقة، وستتوقف الحرب أيضاً.
ما أبرز الملفات الاقتصادية التى سيركز عليها ترامب حال فوزه بالانتخابات؟
- يضع ترامب ملف النفط على رأس الملفات الاقتصادية، بعكس كامالا هاريس التى كانت تقول إنه يجب ألا نستخرج النفط فى الولايات المتحدة لأنه يضر فى مسألة المناخ، ولكن هناك عدد كبير من الدول يتخطى عددها الـ30 دولة تستخرج النفط أيضاً، ألا يتسبب هذا فى ضرر للبيئة؟ طبعاً، ولكن سياسة جو بايدن وكامالا هاريس ترمى إلى منع استخراج النفط فى الولايات المتحدة، وهذا يعنى أن أسعار النفط سوف ترتفع فى العالم وفى أمريكا، وسوف يزيد الضغط على الاقتصاد الأمريكى، كما يؤدى ذلك إلى حدوث نزيف كبير للاقتصاد الأمريكى، الذى أصبح على وشك الانهيار، إذا قامت كامالا هاريس بمنع استخراج النفط من أراضى الولايات المتحدة التى لديها أكبر مخزون للنفط فى العالم، بين ألاسكا وتكساس وشمال الولايات المتحدة، وهناك كميات كبيرة من النفط، ولكن الحزب الديمقراطى لا يريد استغلالها، وبصورة خاصة كامالا هاريس التى كانت رافضة وأعلنت عدم سماحها بهذا، واليوم غيرت سياستها لأنها وجدت أن الرأى العام الأمريكى ضد توجهاتها.
لماذا ازدادت المشاحنات الكلامية بين ترامب وهاريس خلال الفترة الأخيرة؟
- فى كل انتخابات فى الفترة الأخيرة تزداد المشاحنات الكلامية بين المنافسين، وهى مسألة طبيعية فى الفترة الأخيرة التى تسبق الانتخابات فى الولايات المتحدة الأمريكية.أصعب الملفاتأصعب الملفات التى ستواجه الرئيس الأمريكى القادم تتمثل فى كيفية ترحيل حوالى 20 مليون مهاجر غير قانونى فى الولايات المتحدة، كما تعلمون سياسة كامالا هاريس وجو بايدن تسببت فى نزوح هذه الأعداد، فالقوانين الأمريكية تسمح للشخص بأن يذهب إلى السفارة الأمريكية ويقدم طلب فيزا، وعلى هذا الأساس يمكنه القدوم إلى أمريكا، إلا أن سياسة بايدن وهاريس فتحت الحدود، وسمحت لهؤلاء بالدخول إلى أمريكا، قد يكون بينهم بعض المجرمين أو مدمنى المخدرات، وهناك من يتاجر فى المواد المخدرة والفتيات والأطفال، وعلينا أن نغلق باب الهجرة إلى الولايات المتحدة، والشخص الذى يريد دخول البلاد عليه المجىء بشكل قانونى، وسوف يتم ترحيل هؤلاء بأسرع وقت ممكن، وتغلق الحدود مع المكسيك، ونتبع نفس السياسة التى اتبعها دونالد ترامب فى السابق، عندما طلب من الحكومة المكسيكية البحث فى شأن هؤلاء اللاجئين فى المكسيك، وفتح مكاتب أمريكية للنظر فى مسألة هجرتهم للولايات المتحدة الأمريكية.