طلبت الولايات المتحدة، من قطر التوسط للإفراج عن الرهائن لدى حماس، بعدما تأكدت أن الإنقاذ العسكري مستحيل، وسط توقعات أن تنجح هذه الوساطة في إطلاق سراح 50 من مزدوجي الجنسية.

هكذا تحدثت تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، وترجمه "الخليج الجديد"، والتي تشير إلى أن حماس تحتجز ما لا يقل عن 199 رهينة، تحت حراسة مسلحين وأفخاخ، وترجيحات أن يكونوا متفرقين ومختبئين عن أي منقذين محتملين، بينما تستعد إسرائيل لغزو بري.

ونفذت قوات كوماندوز إسرائيلية وأمريكية عمليات إنقاذ غير عادية للرهائن من قبل، لكن البيئة الفوضوية في غزة، التي تنزلق إلى أزمة إنسانية والقاعدة التي شنت فيها حماس هجمات مدمرة على إسرائيل هذا الشهر، جعلت مثل هذه المهمة غير محتملة بسبب المخاطر التي يتعرض لها الرهائن والجنود على حد سواء.

وقد ترك ذلك الدبلوماسية اليائسة والمعقدة، بقيادة الولايات المتحدة وقطر، وهي دولة صغيرة لها علاقات واسعة مع الجماعات المسلحة، باعتبارها الخيار الأفضل لإنقاذ الرهائن في نظر العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين، وفق الصحيفة.

وفي المحادثات حتى الآن، تعمل قطر كوسيط بين حماس ومسؤولين من الولايات المتحدة.

ومما يزيد من تعقيد المحادثات وجود أشخاص من أكثر من 40 دولة من بين الرهائن.

ووفق الصحيفة، فإذا اعتقدت حماس أن احتجاز الرهائن يشكل وسيلة للتحوط ضد الغزو الإسرائيلي، فربما تكون الجماعة قد أخطأت في اللعب.

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: بطلب أمريكي.. قطر تبدأ وساطة مع حماس لإطلاق صراح أسرى بغزة

وعلى الرغم من أن المسؤولين الغربيين والأمريكيين دعوا إلى ضبط النفس للحد من المخاطر التي تهدد الرهائن والمدنيين في غزة، إلا أن القادة الإسرائيليين تعهدوا بتدمير حماس، وحشدوا القوات والدبابات على الحدود واستدعوا حوالي 360 ألف جندي احتياطي.

يقول غيرشون باسكن، الذي تفاوض على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011 بعد أكثر من 5 سنوات في الأسر: "يبدو أن التضحية بالرهائن والجنود هي الحالة النفسية السائدة اليوم في إسرائيل".

ويضيف: "لا أحد يفكر في اليوم التالي: ماذا ستفعل بغزة؟"

ويقول العديد من المسؤولين والمحللين الأمريكيين السابقين إنه على الرغم من أن تلك المهمة كانت خطيرة للغاية، إلا أنها لا يمكن مقارنتها بمخاطر عملية الإنقاذ العسكرية في غزة، وهي منطقة حضرية مكتظة بالسكان ومليئة بالأسلحة والمقاتلين وأميال من الأنفاق تحت الأرض.

ونظراً لهذه المخاطر، وأن غزة تشكل خطراً متزايداً على الجميع، مع تضاؤل المياه النظيفة والأدوية والوقود، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الإنقاذ العسكري أمر مستحيل.

وهذا يعني أن الدبلوماسية تظل هي الجهد المركزي.

اقرأ أيضاً

"لا غنى عنها".. الدوحة تتوسط بين واشنطن وحماس لإطلاق الأسرى

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الجمعة، في مؤتمر صحفي في الدوحة، إن البلدين يعملان بشكل مكثف لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

ثم سافر بلينكن إلى إسرائيل مع نائب المبعوث الرئاسي الخاص بوزارة الخارجية لشؤون الرهائن ستيف جيلين، وهو مكتب تم إنشاؤه في عام 2015، بعد أن اشتكت العائلات الأمريكية بمرارة من طريقة تعامل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع الرهائن.

التقى جيلن مع غال هيرش، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد تم تعيينه منسقاً للأسرى والمفقودين.

وقال المسؤول الأمريكي السابق ومسؤول غربي كبير مطلع على المفاوضات، إن هناك تفاؤلا بأن حماس قد تطلق سراح النساء والأطفال، بسبب رد الفعل الدولي العنيف على عمليات الاختطاف.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، إنه بناء على المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع قطر، وهناك احتمال أن تقوم حماس بإطلاق سراح ما يقرب من 50 مواطنا مزدوج الجنسية، بشكل منفصل عن أي صفقة أوسع.

ومع ذلك، فإن الجيش الأمريكي لم يقف مكتوف الأيدي، حتى لو ظلت جهود الإنقاذ احتمالا بعيدا.

وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع إن البنتاغون أرسل فريقا صغيرا من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة في المعلومات الاستخبارية والتخطيط لأي عمليات للمساعدة في تحديد مكان الرهائن وإنقاذهم.

اقرأ أيضاً

ألمح بلقاء ممثلي حماس.. نائب وزير الخارجية الروسي يزور قطر

وقال مسؤولون أمريكيون إن قيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية التابعة للجيش نشرت أيضًا طائرات ولوجستيات في المنطقة كإجراء احترازي قبل أي مهام محتملة، لكنها لم ترسل بعد أي فرق كوماندوز عملياتية إلى إسرائيل.

يقول كريستوفر كوستا، وهو ضابط سابق في الجيش ومسؤول في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض: "الأولوية الأولى هي تبادل المعلومات الاستخبارية.. أين يتم احتجاز الرهائن؟".

ووفق مسؤول أمريكي كبير، فإنه لا توجد معلومات تذكر عن مكان وجود الرهائن.

وحتى الآن، لا يزال أكثر من عشرة أمريكيين في عداد المفقودين، على الرغم من أنه لم يكن من الواضح عدد الرهائن.

بالنسبة لعائلات الرهائن، هناك القليل من التفاصيل الموثوقة بشكل محبط، مع تسرب معلومات خاطئة محتملة.

وقالت حماس إن رهائن قتلوا في غارات جوية إسرائيلية، وهي تأكيدات لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.

اقرأ أيضاً

هآرتس: مفاوضات الأسرى الأولية بدأت بجهود متوازية من مصر وقطر وتركيا

ويبدو أن حماس، التي فوجئت بنجاح الهجوم، وفقا لمسؤول غربي رفيع المستوى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا للحساسيات، تقاوم الإدانة واسعة النطاق لعمليات اختطاف الرهائن.

وقال المسؤول الغربي إنه خلال المناقشات مع قطر، زعمت حماس أنها لم تصدر تعليمات لمسلحيها باختطاف النساء والأطفال، وألقت باللوم على المجرمين العاديين الذين تدفقوا عبر السياج الحدودي المخترق في بعض عمليات الاختطاف.

وقال المسؤول إن حماس أبلغت المفاوضين أيضا أنها لا تحتجز جميع السجناء.

وفي مقطع فيديو نشرته حماس لإحدى الرهائن، وهي ميا شيم (21 عاما)، يبدو أن شخصا ما يربط ذراعها بينما يمكن سماع أصوات عالية وأبواق السيارات في الخلفية.

تقول سكيم، وهي مواطنة فرنسية إسرائيلية، في الفيديو: "في هذه اللحظة أنا في غزة"، مضيفة أنها تخضع للرعاية، وأن ذراعها خضعت لعملية جراحية في المستشفى.

وينتهي الفيديو بمناشدتها إعادتها إلى إسرائيل.

وبعد نشر الفيديو، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن "حماس تحاول تصوير نفسها كمنظمة إنسانية، في حين أنها منظمة إرهابية قاتلة مسؤولة عن قتل واختطاف الأطفال والنساء والأطفال والمسنين".

اقرأ أيضاً

قطر تنفي بدء وساطة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل: ليس أوانه

المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطر وساطة وساطة قطرية رهائن غزة طوفان الاقصى إسرائيل أمريكا الولایات المتحدة إلى إسرائیل اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: حماس تطالب بالإفراج عن البرغوثي والمفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تطالب بالإفراج عن الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي ضمن صفقة التبادل، في حين أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقدم في المفاوضات، دون التوصل إلى اتفاق نهائي.

وأشار إعلام إسرائيلي إلى أنه قد يتم نفي البرغوثي إلى تركيا، في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات لمحاولة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

من جهتها، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر أن تل أبيب انتهت من إعداد قائمة بالأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب تطالب بإبعاد الأسرى ذوي الأحكام العالية إلى الخارج، وليس للضفة الغربية، وذلك لتجنب صور احتفالات التحرير وتقليل احتمال عودتهم لممارسة ما تصفه إسرائيل بـ"الإرهاب".

وعن مغادرة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز العاصمة القطرية الدوحة، نقلت هيئة البث عن مسؤول إسرائيلي أن ذلك لا يعني بالضرورة أن الاتصالات عالقة، مضيفا أن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح.

"تحسن الظروف"

في الأثناء، أبلغ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عائلات المحتجزين في قطاع غزة، بأن ظروف إبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية "تحسنت"، وفقا لصحيفة "إسرائيل اليوم".

إعلان

وهذه المرة الأولى التي يُصدر فيها مكتب نتنياهو بيانا يتحدث عن "تقدم" بالمفاوضات منذ بداية الإبادة في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأصدرت لجنة "إدارة ملف الأسرى والمفقودين" في مكتب نتنياهو بيانا قالت فيه، إن ظروف إبرام صفقة تبادل أسرى تحسنت بعد الجهود المبذولة، وإنه تم إبلاغ العائلات بذلك.

وأضاف البيان أن "إسرائيل تطالب بإطلاق أكبر عدد من الأسرى الأحياء خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما ترفض حماس هذا الشرط".

وأكد أن "الأولوية العليا لإسرائيل هي ضمان عودة أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء".

والاثنين الماضي، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن تل أبيب تريد التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول الجاري، في وقت تواصل فيه ارتكاب إبادة جماعية بقطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرا.

كما ادعت هيئة البث الإسرائيلية في اليوم نفسه، حدوث "تقدم غير مسبوق" وأن الأسبوع الجاري "سيكون حاسما" في المفاوضات غير المباشرة بشأن إبرام صفقة لتبادل الأسرى.

وفي السياق، قال نتنياهو لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أمس الجمعة إنه لن يوافق على إنهاء الحرب قبل "إزالة" حركة حماس من السلطة في قطاع غزة، على حد قوله.

غالبية تريد صفقة

وعلى صعيد متصل، أظهر استطلاع للرأي، أمس الجمعة، أن أغلبية مطلقة من الإسرائيليين يدعمون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة يفضي إلى صفقة تبادل للأسرى.

ووفق صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن "74% من الإسرائيليين يعتقدون أن على تل أبيب أن تسعى الآن للتوصل إلى اتفاق كامل لعودة جميع المختطفين حتى لو كان ذلك على حساب وقف الأعمال القتالية في غزة".

وأضافت أن "هذا الموقف يؤيده 84% من ناخبي أحزاب المعارضة، و57% من ناخبي الأحزاب في الائتلاف الحكومي الحالي".

وخلال الأشهر الأخيرة صعّدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة نشاطاتها الضاغطة على حكومة بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق.

إعلان

وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إن قبل إنهاء الحرب.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، أسفرت عن أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • مستشار ترامب للأمن القومي يهدد حماس بـعواقب وخيمة بسبب الأسرى الإسرائيليين
  • حماس: قريبون من التوصل لاتفاق أكثر من أي وقت مضى
  • وفد التفاوض الإسرائيلي في الدوحة لإيجاد مخرج لصفقة غزة
  • غانتس يتهم نتانياهو بتدمير صفقة الرهائن
  • لابيد وليبرمان يهاجمان نتنياهو: حكومته غير شرعية ويحاول إفشال صفقة التبادل
  • مظاهرات في تل أبيب للمطالبة بإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن
  • عائلات الأسرى الصهاينة تطالب بصفقة شاملة وانهاء الحرب لضمان عودة الأسرى
  • دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
  • حماس تطالب بمروان البرغوثي.. والاحتلال يتحدث عن تقدم ملحوظ في المفاوضات
  • إعلام إسرائيلي: حماس تطالب بالإفراج عن البرغوثي والمفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح