باسل العكور يكتب .. الاعلام الغربي ووسائط التواصل.. عنوانان للتضليل والتزييف والارتهان
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
#سواليف
السقوط المهني والاخلاقي في وسائل الاعلام الغربية وشبكات التواصل الاجتماعي التي تستمر في حذف المحتوى الذي يكشف جرائم الاحتلال ويقيد وصوله الى العالم، هو العنوان الابرز لهذه الازمة الكاشفة، لهذه الحرب الكونية الوحشية على اهلنا في قطاع غزة المحاصر.
الضمير المهني لادارات وصحفيي المؤسسات الاعلامية الغربية في حالة موت سريري، فهو الغائب الوحيد اثناء تغطية العدوان على المدنيين على الاطفال والنساء والشيوخ على الطواقم الطبية وعمال الاغاثة على الابنية السكنية والبنية التحية على المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والمجمعات السكنية في قطاع غزة، انحياز كلي غير مهني للرواية الاسرائيلية، رغم ما ترتكبه آلة الحرب الصهيونية والغربية من فضائع وجرائم ضد الانسانية، جرائم ابادة جماعية وتطهير عرقي ومحارق اتت على البشر والحجر والشجر .
اننا امام تغطية منحازة مضللة دون مراعاة لابسط القواعد المهنية .. كيف تقفز هذه المؤسسات الصحفية الكبرى عن مبادئ اساسية في العمل الصحفي دون ان يرتد لها طرف، كيف تتحول هذه الوسائل الاعلامية الى اعلام حربي لجيش الاحتلال، وأداة تستخدم لتضليل الرأي العام وتزييف الوقائع وقلب الحقائق؟!!
مقالات ذات صلةظللنا طوال سنوات عملنا في هذه المهنة ننظر باحترام شديد لمهنية هذه الوسائل، ليتبين في هذه الازمة الكاشفة انهم يبنون هذه المصداقية ويشكلون هذه الانطباعات، لينجحوا في المنعطفات المهمة بتضليل شعوب العالم وتشكيل او بلورة مواقفهم واتجاهاتهم..
التغطية الصحفية الغربية للازمتين الاوكرانية والعدوان على غزة كشفت انحيازاتهم وزيف ادعاءاتهم وكيف ان الحكومات الغربية تدير غرف أخبارهم وتوجه تغطياتهم وخياراتهم واتجاه عدساتهم وزاويا رؤيتها ، انها سيطرة وهيمنة تتجاوز سيطرة حكومات دول العالم الثالث على وسائل اعلامها .كل هذا يحدث في وسائل اعلام كبيرة مثل: سي ان ان، والبي بي سي، والدويتشه فيلا، وفوكس نيوز، والايه بي سي نيوز، والإندبندنت، والتايمز، وواشنطن بوست، ونيويورك تايمز، وفرانس٢٤، والقائمة السوداء تطول وتطول..
اما شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتيك توك وانستغرام وغيرها من وسائط الاتصال الكثيرة فلقد تبين انها تتبع تماما لانحيازات اصحابها والسيطرة الكاملة للحكومات الغربية ،فهي لا تنفك تحذف المحتوى العربي والغربي الداعم لنضال اهلنا في فلسطين وقطاع غزة ، تحذف كل ما من شأنه ان يكشف جرائم الاحتلال ،و تلغي حسابات اصحابها او تعلقها ،وذلك سعيا لافساح المجال والمساحات الكافية للرواية الاسرائيلية التي تملأ الفضاء كذبا وافتراء وتضليلا ..
هو حصار غربي اعلامي الى جانب القصف و الحصار العسكري المفروض على قطاع غزة ، عملية تطويق وسيطرة كاملة على التغطيات ، و الهدف هو دعم العدوان الهمجي على المدنيين الابرياء في قطاع غزة وتقديم الغطاء الاعلامي لجرائمه ، و تمكينه دون ضغط شعبي عربي و دولي من تحقيق اجندته على الارض بصرف النظر عن اعداد الضحايا و حجم الانتهاكات والجرائم التي تقترف بدم بارد ..
الدرس المستفاد من هذه الازمة ، ان لا اعلام غربيا محايدا و موضوعيا ،هذه اكذوبة كبرى ، كما هي اكذوبة حياد حكوماتهم ومنظماتهم واحترامها للقانون الدولي وحقوق الانسان..
نرفع القبعات احتراما و تقديرا و اعتزاز لقناتي الجزيرة والميادين على تغطيتهما المهنية لمجريات العدوان الوحشي البربري على اهلنا في قطاع غزة ..
الحقيقة ستجد طريقها للناس لا محالة ، رغم محاولات الطمس والتضليل و التزييف الغربي ..
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حضارة الساموراي .. فضح ادعياء الارتجال والتزييف !
بقلم : حسين الذكر ..
اليابان اول بلد متاهل للمونديال بحصيلة اسيوية مذهلة تدل على مدى قوتها وتفوقها وهيمنتها كرويا بقدرات محلية بحتة .. فلم نرَ لاعبا مجنسا فيما الملاك الإداري والفني والطبي جميعهم ياباني الجنسية وصناعة كومبيوترية .
قطعا – لتفوق المبهر بالاداء والنتيجة لم يات اعتباطا ولا بالتصريحات الرنانة والشعارات الفارغة وبالاساليب الخادعة ولا بالالتفاف على التعليمات ولا بخرق القوانين ولا سرقة المال العام .. بل اهي حضارة الساموراي المعروفة بجد وتخطيط وإخلاص وحس وطني وضمير انساني حي باستراتيج بعيد المدى دقيق مذهل التنفيذ .
لعبوا الكرة اول مرة منذ سبعينات القرن المنصرم وكانت فرقهم تشارك شرفيا ثم ظهروا بالبطولات القارية للتجربة والفائدة والتعلم أي انهم تلمسوا طريق الصواب للسيادة تلك السيادة التي لم تكن منفصلة عن بقية الملفات ولا تظهر نشازا عن الحياة بل تسير بهدى العلم والتربية والتعليم والثقافة والفن والصناعة والاقتصاد … مما جعلهم من مصاف الدول العظمى في عصر العولمة مع انها خرجت من الحرب الكونية تحت وقع وفجاعة قنبلتين نووية مدمرة عصية التعويض .
مطلع التسعينات بدا منتخب الكومبيوتر – كما كنا نسميه في الصحافة – يتلمس طريقه للمنافسة الجادة عبر الوصول لنهائيات كاس العالم وقد وضعوا خطة بعيدة المدى باهداف وتوقيتات واضحة لا تقبل اللبس بدأوها برعاية المواهب واستعانوا بالمخلصين والمختصين بعيدا عن الفاسدين والادعياء مقتلعين قبل التنفيذ الاعشاش الضارة المعشعشة التي تعرقل المسيرة ثم هيأوا البنى التحتية والملاعب والقاعات ومتطلباتها بمواصفات عالمية وشرعوا القوانين اللازمة المنبثقة من روح الساموراي المتماشية مع القانون الدولي واستعانوا بالخبرات العالمية وجنسوا بعض اللاعبين ظرفيا للاحتكاك واطلقوا نظام احترافي صارم لا تزييف ولا تخريف ولا تدليس فيه .
ثم اعلنوا هدف الوصول الى كاس العالم وبعدها احرازا كاس العالم بما يتسق مع القدرات الحقيقية ولم يتقصدوا بلوغ ذلك بفرص مصادفاتية وفلتة زمانية بادوات ملتوية .. بل اظهروا الابداع والقدرة والسيطرة من خلال بناء اجيال متخصصة باللعب والإدارة والتخطيط والطب والاعلام والصحافة والصحة والتربية … مما لا يخرج عن منظومة وحضارة الساموراي .
ثم سيطروا على آسيا بمختلف بطولاتها منذ اكثر من عقدين ومثلوها ببطولات وشكلوا خطرا على بقية المنتخبات وهم ماضون بالتنافس لاحراز الكاس ليس باعتباره الهدف كما يتوهم البعض .. بل التتويج على منصات العالم لها دلالة ومعنى التفوق الحضاري الياباني بالقيادة والسيرة والتخطيط والتنفيذ بمختلف مجالات الحياة .. والا فالوصول للمونديال فضلا عن احراز الكاس العالمية والتطور الكروي بحد ذاته ليس هو الهدف الاسمى بل يعد تحصيل حاصل لتطور الحضارة الوطنية .. وما تحتاجه من عقل وعمل وإخلاص وديمومة واستدامة من اجل ذلك .. وهذا هو الفوز العظيم .. !