مباحثات «سودانية مصرية» لتعزيز التعاون الصحي
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
القاهرة – نبض السودان
التقى وزير الصحة الإتحادي المكلف د.هيثم محمد إبراهيم وزير الصحة والسكان المصري دكتور خالد عبدالغفار، وذلك بديوان عام وزارة الصحة والسكان المصرية، بحضور سفير دولة السودان بجمهورية مصر العربية محمد عبدالله التوم، والمستشار الطبي بالسفارة د. الرشيد محمد حمزة، وممثل المجلس القومي للتخصصات الطبية بروفسير عبد الرؤوف شرفي، ومدير المكتب التنفيذي للصندوق القومي للإمدادات الطبية د.
وأكد الجانبان السوداني والمصري أن العلاقات الثنائية بين السودان ومصر تشهد تطورا كبيرا فضلا عن التنسيق الفاعل بين البلدين في مجابهة الأوبئة والعمل على إعادة النظام الصحي بالسودان بعد تأثره بالحرب.
وبحث اللقاء سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في القطاع الصحي، بجانب عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك أبرزها الوضع الراهن للسودان، كذلك سبل دفع التعاون في مجالات التدريب وبناء القدرات خاصة تدريب وتأهيل الكوادر الطبية السودانية المتواجدة بجمهورية مصر العربية بما يعزز قدرة النظام الصحي على مجابهة التحديات الراهنة، بالإضافة إلى أهمية التنسيق لعلاج أصحاب الأمراض المزمنة.
كما تناول اللقاء سبل نقل التجارب وتبادل الخبرات بين البلدين في القطاع الصحي عبر المبادرة المصرية القطرية والعمل على تنفيذها وفق إحتياجات وزارة الصحة السودانية.
وعبر وزير الصحة الإتحادي د.هيثم محمد إبراهيم عن بالغ شكره وتقديره للحكومة المصرية على دعمها المتواصل لمنظومة الرعاية الصحية بالسودان، مؤكدا تطلع السودان للاستفادة من التجربة المصرية المتميزة في توفير الحوجة الدوائية عبر الشراء من خلال تنسيق مع هيئة الشراء بجمهورية مصر العربية، مشيرا إلى أن مصر من أوائل الدول التي وقفت مع الصحة من خلال إجتماع وزراء الصحة العرب وإيصال الأدوية للسودان.
من جانبه أكد سفير السودان بجمهورية مصر العربية محمد عبدالله التوم على متانة العلاقات السودانية المصرية، مشيرا إلى أنه بعد تمرد مليشيات الدعم السريع والدمار الذي أحدثته، اصبحت مصر هي شريان الحياة للسودان، مؤكدا أن مسيرة إعمار الخرطوم ستبدأ قريبا ولجمهورية مصر دور كبير، معبرا عن عميق امتنانه لما وجده السودانيون في مصر.
ولفت وزير الصحة والسكان المصري د. خالد عبدالغفار إلى أن التاريخ والأزمات تصبح شاهدا على قوة العلاقات بين البلدين ملتزما بتنفيذ كل توصيات الإجتماع، وتسهيل كل إجراءات الكوادر الطبية، داعيا إلى ضرورة التنسيق المشترك لبداية تنفيذ المبادرة المصرية القطرية للحوجة الماسة لها دعما للقطاع الصحي بالسودان، .
واوضح دور وزارته تجاه المرضى السودانيين والعمل على تقديم الرعاية الصحية لهم منذ دخولهم عبر المعبر.
وتابع عبدالغفار أن الاجتماع تطرق لمناقشة زيادة فرص تدريب الأطباء السودانيين ضمن البرامج التدريبية التي تتيحها الوزارة للكوادر البشرية من الأطباء المصريين وغير المصريين، كما تم الاتفاق على التوسع في البرامج التدريبية للأطباء السودانيين، لتشمل عددًا من التخصصات الدقيقة، بما يساهم في تقديم خدمات طبية متكاملة بمختلف التخصصات للأشقاء بدولة السودان. متمنيا أن تكون أزمة السودان عابرة ويعود السودان كما كان، واعدا بتقديم كل ما يدعم إستقرار القطاع الصحي بالسودان.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: سودانية لتعزيز مباحثات مصرية بجمهوریة مصر العربیة بین البلدین وزیر الصحة
إقرأ أيضاً:
كيف كافحت لاجئة سودانية على أمل انتهاء الحرب في بلادها وعودة السلام؟
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
إعداد وتحرير: صحيفة التغيير
تقرير: فتح الرحمن حمودة
كمبالا 25 نوفمبر 2024 – في صباح الخامس عشر من أبريل 2023، استيقظ السودانيون على أصوات لم يعهدوها في مدينة أمدرمان، وكانت “مرام” وأسرتها بين جدران منزلهم يشاهدون بداية قصة لم يتوقعوا أن تسيطر على حياتهم، وتغرقهم في فصول من الخوف والترقب.
ومع دوي الأسلحة الثقيلة وأصوات الطائرات الحربية دخلت الفتاة وأسرتها في حالة من الذعر مثل آلاف العائلات في المنطقة التي وجدت نفسها فجأة وسط حرب غير متوقعة.
ومنذ اندلاع الحرب شهدت العاصمة الخرطوم بمناطقها الثلاث معارك عسكرية دامية أودت بحياة مئات المدنيين، وخلفت العديد من الجرحى إلى جانب آلاف الأسر التي اضطرت للنزوح هربا من الأوضاع المأساوية كما أسفرت هذه العمليات عن تدمير واسع في البنية التحتية.
قصة “مرام” التي ولدت وترعرعت في أمدرمان، وتخرجت في كلية الآداب بجامعة النيلين مثل قصص آلاف الأسر الناجين من الموت.
تحدثت إلى “التغيير” عن تجربتها قائلة إن حياتها بدأت تتغير مع اشتداد المواجهات العسكرية وتفاقم الأوضاع الإنسانية ومع توسع النزاع في أنحاء السودان، إذ وجدت نفسها تواجه واقعا جديدا لم يخطر ببالها.
وتقول إنها في الساعات الأولى من الحرب كانت نائمة، واستيقظت فزعة على أصوات الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية، وكانت تلك الأصوات بداية لكابوس طويل لم تكن تتوقع استمراره.
ومع تصاعد القتال قضت أسابيع في المنزل مع والدتها وأخواتها. وبعد مرور شهر على الحرب اتخذت قرارا صعبا بالرحيل بعدما أصبح البحث عن مكان آمن ضرورة لحماية أسرتها.
غادرت مرام مدينتها إلى ولاية النيل الأبيض، وروت لـ”التغيير” كيف عاشت أياما كانت تتأرجح فيها بين ألم الغربة والحزن على وطنها، ثم بعد معاناة طويلة بدأت تفكر في خطوة جلبت لها الأمان، إذ قررت الهجرة إلى بلد آخر رغم الصعوبات الكبيرة.
وتقول بعد مشاورات عائلية حصلت على دعم من منظمة إنسانية تساعد المدافعين عن حقوق الإنسان، وبدأت رحلتها عبر طرق وعرة وصول إلى منطقة “جودا” الحدودية، ومنها إلى “الرنك” ثم إلى منطقة “السلك” حيث قضت أياما طويلة وسط الخوف مشدودة بين الخوف من المجهول والأمل في الوصول بسلام.
وتواصل “مرام” روايتها مشيرة إلى لحظة مغادرتها إلى “المبان” حيث اضطرت للبقاء هناك فترة بسبب مشاكل الطيران، حتى تمكنت من الوصول إلى “جوبا” في جنوب السودان بمساعدة إحدى صديقاتها، ولكن جوبا لم تكن كما توقعت، فقد كانت الحياة باهظة التكاليف؛ مما دفعها لاتخاذ قرار بالسفر إلى أوغندا.
محطات شاقةوتحت وطأة الحرب المستعرة اختار العديد من الفارين من ويلات النزاع دولتي جنوب السودان وأوغندا كوجهتين رئيسيتين للنجاة، إلا أن الرحلة إلى هاتين الوجهتين لم تكن سهلة، فقد مر الفارون بمحطات شاقة مليئة بالتحديات والصعوبات حتى وصولهم إلى بر الأمان حيث واجهوا عقبات جسيمة على طول الطريق قبل بلوغهم الملاذ الأخير.
ووصفت “مرام” رحلة دخول أوغندا بالمغامرة حيث عبرت الحدود دون أي أوراق رسمية تاركة كل ما تملك خلفها في أمدرمان، إلا أنها اصطدمت بواقع صعب وجدت فيه تحديات جديدة، لكنها أصرت على مواجهة هذه الصعوبات على أمل توفير حياة أفضل لعائلتها.
في منطقة ديالى قالت إنها بدأت في تنفيذ فكرة مشروع صغير يجمعها بأبناء بلدها. فتحت مقهى متواضعا ومع مرور الوقت أصبح مكانا للقاء السودانيين اللاجئين، حيث يتبادلون الأحاديث، ويعبرون عن أحزانهم وآمالهم كما أصبح هذا المكان مساحة للفرح البسيط وملاذا نفسيا وملتقى للذكريات.
وتمضي في حديثها بأنه لم يكن نجاح المشروع سهلا بالنسبة لها، فقد واجهت تحديات عديدة أهمها صعوبة التواصل مع أهل البلد، لكنها واجهت كل خطوة بإصرار أكبر، وشعرت بألفة وسط اللاجئين السودانيين الذين احتضنوها.
وبالرغم من ضيق الحال كان المقهى يوفر لها ولأسرتها دخلا بسيطا، إلا أن الشعور الدائم بالأسى لم يفارقها وكأنها تخوض معركة جديدة كل يوم، وتصف كيف تستيقظ كل صباح محملة بالهموم تفكر في مستقبل غامض وقلق دائم على عائلتها في السودان.
وأحيانا – تقول “مرام” – تجد نفسها تحلم بالعودة إلى السودان، رغم معرفتها بأن العودة تعني مزيدا من المخاطر، لكنها تستمر في الأمل، وتتساءل في كل يوم: هل سيأتي يوم نعود فيه؟ هل سنعيش مرة أخرى تلك الحياة التي افتقدناها؟
وتسترجع “مرام” بذاكرتها الأيام الأولى للحرب، وكيف كانت تبكي عند سماع أخبار الفقدان، حتى تبلد الحزن بداخلها، وتختتم قصتها بأنها اليوم تعيش على أمل انتهاء الحرب وشيوع السلام، متمنية أن ترجع يوما إلى شوارع أمدرمان، وتستعيد ذكرياتها العزيزة، إذ أصبحت حياتها في المنفى رمزا للصمود واستعدادا ليوم العودة.
في منطقة بيالي يعيش الآلاف من اللاجئين السودانيين في ظروف إنسانية بالغة السوء نتيجة لضعف الخدمات داخل المعسكرات؛ مما دفعهم إلى تأسيس مشاريع صغيرة في محاولة لتسيير حياتهم وتلبية احتياجات أسرهم الأساسية.
منتدى الإعلام السودانيينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
الوسوماللاجئات السودانيات حرب الجيش والدعم السريع حرب السودان