التهجير.. عنوان عريض في الموقف الرسمي لعمّان والقاهرة
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
بات خطر التهجير العنوان العريض للموقف الرسمي العربي، لا سيما عمان والقاهرة، ما يزيد من تعقيد ملف الصراع ويبدد المخاوف من تغريبة فلسطينية جديدة.
لا تسأل عن اليوم التالي.. حرب مستعرة وأعداد الشهداء من أربع خانات وليس ثمة ما يلوح في أفق خفض التصعيد، الحرب البرية على الأبواب، أما مواجهة مخططات التهجير فتلك مهمة عربية يبدو أنها ستكون عنوان صراع سياسي طويل.
"تغريبة فلسطينية جديدة"، سردية إسرائيلية تستحضر ذاكرة طالما أراد الفلسطينيون والعرب نسيانها.
هو مخطط غيورا آيلاند رئيس قسم التخطيط ومجلس الأمن القومي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، محمول المخطط تهجير أهالي غزة إلى عمق سيناء المصرية فيما تتعاظم المخاوف من سيناريو تهجير فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن.
لم تكن مجزرة المستشفى المعمداني إلا رسالة إسرائيلية بأن لا مكان آمنا للفلسطينيين، ما انعكس غليانا في الخطاب السياسي للأردن ومصر.
تخيير بين الموت تحت قصف الاحتلال أو النزوح باتجاه "عمق سيناء"، خياران مران لا ثالث لهما.
فما كان مستبعدا.. وقع، الاحتلال أخذ الضوء من الولايات المتحدة والغرب.. بتهجير سكان غزة مرغمين أو مجبرين منذ أُمطر القطاع بمنشورات ضرورة النزوح.
الاحتمالات كلها سيئة.. وزير الخارجية الأمريكية فشل في تأييد العرب للمخطط المرصود، فما هي الخيارات؟ محللون يقولون أن الخيار الوحيد هو الصمود والمقاومة بكل الوسائل.
إذن سيناريوهات الصراع تتبدل فتغيير الشرق الأوسط فضلا عن مشروع الوطن البديل أو ما يعرف بصفقة القرن سردية إسرائيلية قائمة أكثر من أي وقت مضى.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: مصر الاردن قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أم محمد الطلالقة.. يوميات فلسطينية في طوابير الجوع داخل غزة المحاصرة
منذ ساعات الصباح الأولى، تمضي أم محمد الطلالقة، وهي سيدة فلسطينية في الـ55 من عمرها، نحو "التكية" الشعبية في مدينة النصيرات وسط قطاع غزة، على أمل الحصول على وجبة طعام تسد بها رمقها وعائلتها التي لجأت إلى خيمة بعد أن دمر القصف الإسرائيلي منزلها.
وتنتظر أم محمد في طابور طويل، وقد أنهكها الجوع والمرض، حاملة وعاء الطعام وتقول إنها انتظرت أكثر من 4 ساعات حتى حصلت على هذه الوجبة البسيطة.
وليست أم محمد وحدها، فالمشهد يتكرر يوميا في مطابخ الحساء المنتشرة بمبادرات تطوعية في أنحاء غزة، حيث تزداد أعداد المحتاجين، وتتناقص الموارد بفعل الحصار الإسرائيلي المحكم، واستمرار إغلاق المعابر، وانهيار سلاسل التوريد.
وفي خيمتها الصغيرة، تجلس أم محمد إلى جوار حفيدتها، تسخن الطعام على الفحم، وتوزعه بإنصاف دقيق على أبنائها وأحفادها الذين يتقاسمون ما يكفي بالكاد لشخص واحد.
وتقول إن "هذه الوجبة هي كل ما يملكون طوال اليوم. فلا يوجد خبز، ولا لحم، ولا فواكه، والأطفال بحاجة إلى غذاء متوازن.. لا شيء سوى هذه الصحون من الأرز أو العدس".
وتتهم أم محمد، وكثير من الفلسطينيين، ما تسميه "سياسة التجويع" بأنها سلاح آخر في يد جيش الاحتلال، يحاصر أرواحهم كما يحاصر أرضهم. وتضيف أنهم يعيشون مجاعة حقيقية.
وتناشد النازحة من بيت لاهيا شمال القطاع، والتي فقدت نحو 20 كيلوغراما من وزنها الأشهر الأخيرة، الدولَ العربية والإسلامية والضمير العالمي للوقوف مع أهالي غزة، وتقول إننا "نحتاج فقط لأن نعيش بكرامة".
ووسط هذا الواقع القاتم، تظل أم محمد الطلالقة مثالا لصمود الفلسطينيات في مواجهة الجوع والمأساة والحصار، حيث تتحول الوجبة البسيطة إلى أمل يومي في البقاء على قيد الحياة.