فلسطين فى ظل 5 رؤساء مصريين!
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
ارتباط مصر بقضية فلسطين هو ارتباط دائم وثابت تمليه اعتبارات الأمن القومى المصرى، وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصرى من قضية فلسطين فى أى مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنية، لم يتأثر ارتباط مصر العضوى بقضية فلسطين بتغير النظم والمؤسسات المصرية، فقبل ثورة 23 يوليو 1952 كان ما يجرى فى فلسطين موضع اهتمام الحركة الوطنية المصرية، وكانت مصر طرفا أساسيا فى الأحداث التى سبقت حرب عام 1948، ثم الحرب ذاتها التى كان الجيش المصرى فى مقدمة الجيوش العربية التى شاركت فيها.
وعندما تولى الرئيس جمال عبدالناصر السلطة، وضع القضية الفلسطينية فى مقدمة اهتماماته وكانت دعوته لعقد مؤتمر الخرطوم الذى رفع فيه شعار «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع إسرائيل والذى سمى بمؤتمرات «اللاءات الثلاثة»، كما كان لمصر بقيادة عبدالناصر دور كبير فى توحيد الصف الفلسطينى من خلال اقتراح انشاء منظمة التحرير الفلسطينية.
كانت نظرة الرئيس الراحل أنور السادات، ثاقبة فى تعذير العلاقات العربية مع اسرائيل؛ لذا أطلق عليه بطل الحرب والسلام، حيث خاضت مصر حرب أكتوبر بقيادته والتى توجت بالنصر فرفع شعار «النصر والسلام» ولا يمكن أن نتجاهل مطالبات السادات بحقوق الشعب الفلسطينى خلال خطابه الشهير فى الكنيست الإسرائيلى مطالبا بالعودة إلى حدود ما قبل 1967، خلال مؤتمر القمة العربى السابع الذى عقد فى 29 نوفمبر 1973 فى الجزائر، حيث أقر المؤتمر شرطين للسلام مع اسرائيل هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضى العربية المحتلة وفى مقدمتها القدس، وكان اخر جهوده فى حل القضية الفلسطينية «السادات» هو دعوته للفلسطينيين والإسرائيليين بالاعتراف المتبادل.
خلال فترة حكم مبارك شهدت القضية الفلسطينية تطورات كبيرة وحادة ونتيجة لذلك تطورت مواقف وأدوار مصر لتحقيق الاستقرار فى هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية، وفى عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقا لقرار مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام مع وقف الاستيطان الإسرائيلى، وفى سبتمبر 1993 شارك مبارك فى توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين فى الحكم الذاتى.
وبعد ثورة 30 يونيو، تجدر الإشارة إلى أن الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور حقق انجازا خاصا بالقضية الفلسطينية، حيث نجحت مصر فى عهده فى اقناع حركتى «فتح وحماس» بالتوقيع على اتفاقية المصالحة التى طالما سعى إليها وأكد عليها فى لقاءاته وجولاته خلال عشرة أشهر.
بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى السلطة عام 2014، ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف اطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلا عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى.
ولكن مصر دائما رائدة وفى ظل حربها ضد الإرهاب مواجهة المشاكل الاقتصادية، وجدنا الرئيس عبدالفتاح السيسى يعلن خلال لقاءاته مع المسئولين الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس أبو مازن، أن مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. والتوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة ويساهم فى الحد من الاضطراب الذى يشهده الشرق الأوسط، وضرورة الحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن مصر الأمن القومي المصرى القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
ثمن الربان وليد جودة، أمين مساعد حزب المؤتمر، الدور الرائد الذي تقوم به الدولة المصرية في دعم الأشقاء في غزة، مؤكدًا على التزام القيادة السياسية بتقديم الدعم الإنساني المستمر للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء.
وقال جودة، في بيان له، إن حزم المساعدات المتتالية التي تم إرسالها إلى قطاع غزة تأتي كجزء من الجهود المصرية المستمرة لتخفيف معاناة المدنيين وتعزيز صمودهم في مواجهة التحديات الإنسانية.
وأضاف أمين مساعد حزب المؤتمر، أن المساعدات المصرية تشمل إمدادات غذائية وطبية ومواد إغاثية أساسية، لضمان حصول الشعب الفلسطيني على الدعم اللازم لمواجهة صعوبة الأوضاع المعيشية خلال فصل الشتاء.
وأكد الربان وليد جودة، أن هذه الجهود تعكس التزام مصر التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، ودورها الفاعل في تحقيق الاستقرار الإقليمي وحماية حقوق الإنسان.
وحذر أمين مساعد حزب المؤتمر، من خطورة الشائعات التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدول، مشيرًا إلى أن الشائعات تُعد من أخطر الأسلحة المستخدمة في التأثير على الروح المعنوية للمواطنين، وزرع الفتنة والتوتر بين الشعوب والحكومات.
وطالب أمين مساعد حزب المؤتمر، المواطنين بتوخي الحذر وعدم الانسياق وراء الأخبار المضللة التي تنتشر عبر وسائل الإعلام غير الموثوقة، مؤكدًا أهمية التحلي بالوعي الوطني والحصول على المعلومات من المصادر الرسمية.