بوابة الوفد:
2024-09-30@21:42:43 GMT

قصتها أبكتنى.. فأين ابنها؟

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

عندما سمعت قصتها وكلامها وشاهدتها وهى جالسة على مقعدها المتحرك انفطر قلبى وانخلع وأصابنى الجمود، لما لحق بهذه السيدة المسنة من مآس شديدة كان أفظعها أن ألقى بها وبأثاث منزلها فى الشارع. وهى حبيسة مرضها لا تتحرك إلا بمساعدة أحد، تلك الأم التى تركها ابنها تجابه ظروف المرض وقسوة الحياة بمفردها وسافر إلى خارج البلاد.

وأصبحت لا تعلم عنه شيئاً ولم يسأل عنها حتى ولو بالهاتف ولكن «المعوض» موجود وعلى الرغم من أن لا شىء يعادل طلة الأبن الحانية على أبويه طوال العمر، خاصة فى مرحلة خريف العمر، إلا أن هذا الابن الجاحد آثر البعد عن أمه التى أوصى بها الدين والرسول صلى الله عليه وسلم وأوصى بها ثلاث مرات وبعد عن وطنه وترك أُمه التى أفنت عمرها لأجل تربيته وتنشئته، أحبته أكثر من نفسها وأعطته عمرها فقابل كل ذلك بالجحود والنكران وقطع أثره أمام أمه، فظلت الأم تبكى ولكننا نرى أن قصتها مليئة بلطف الله. رغم ما واجهته من قساوة قلوب بعض البشر وعلى رأسهم ابنها الذى أصبحت لا تعلم عنه شيئاً مما دفعها لتقول أعتبر نفسى «ماخلفتش»، وأمام حكايتها أصابنى الحزن الشديد لما آلت إليه قلوب بعض البشر فماذا حدث لها عندما أصابها المرض تركها ابنها كما ذكرت ونظراً لمصاريف علاجها الباهظة عجزت الأم عن دفع إيجار مسكنها فما كان من صاحب البيت إلا أن أنذرها بالطرد ونفذ ما قال فى الشهر الثالث لتجد المسكينة نفسها وأثاثها فى الشارع لتبيت على سريرها أمام الجميع فى الشارع وتصادف مرور توك توك كان قادماً لتوصيل أحد الجيران فاسترعى انتباهه وجود الحالة التى تنطق بمأساة الطرد فاقترب منها وطلب منها أن تمهله وقتاً لتوفير مأوى لها ثم تركها الرجل الشهم الذى نفذ ما وعدها به ليقوم بحملها وساعده البعض فى حمل متعلقاتها إلى حيث المسكن الذى أوجده لها ذلك الرجل الذى عطف الله قلبه عليها وكأنه ملاك من السماء وقام بإعداد كل شىء لها من مآكل ومسكن واستحمام وكل شىء وكأنه ابنها بل أشد عطفاً: ووعدها بأنه سوف يأتى لها بالطعام والشراب يومياً ونفذ وعده كل يوم حتى إن زوجته شكت فيه أنه تزوج عليها لتغيير عوايده معها فى الحضور فقررت أن تراقبه. واستأجرت توك توك ذات صباح وسارت خلفه عن بعد حتى لا يراها وحين توقف بمركبته النارية أمام أحد المنازل ودخل سألت الزوجة عن صاحب التوك توك فأخبرها الواقفون عن أن صاحبه داخل المنزل الذى شاهدته يدخله بل زادوا أنه يأتى إلى هنا يومياً وقبل أن تسمع بقية الإجابة من الواقفين والتى أوغرت صدرها لتشهق شهقة مدوية وتدخل إلى المسكن وتطرق على بابه وكأنما حدثت كارثة ليفتح زوجها الباب بنفسه ودفعته دفعة مباغتة وتدخل إلى داخل المسكن البسيط لترى المشهد المأساوى للسيدة المسنة التى لا تتحرك وهو يقوم بتنظيف المسكن صباحاً وما كان منها غير أنها أبدت الندم فى حقها وحق زوجها الذى ظنت به السوء وقبلت يد السيدة المسنة ويد زوجها وأخذت منه «المقشة» واستكملت تنظيف المسكن البسيط والذى اعتبرته الأم جنة الله فى الأرض وأن السائق وزوجته عوض عن ابنها الذى تبرأت منه.

 هذه القصة أبكتنى وأنا أكتبها لدرجة تأزمت فيها رأسى فى قصة تحمل فى جنباتها النقيضين من الخير والشر، الحرمان والعِوَض والعقوق والوفاء.

إن قطيعة الوالدين من أشد الذنوب خطراً، وأعظمها ضرراً، فقد توعد الله صاحبها باللعن، وخُصّت الأم إظْهَارًا لِعِظَمِ حَقِّهَا فكيف ينام هذا الابن العاق أو يغلق له جفن أمام تركه لأمه التى أبكتنا قصتها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بين السطور خارج البلاد

إقرأ أيضاً:

وطنك لا يخذلك

قبل أن يغادر الأطالسة منطقتنا إلى مواجهات أكثر أهمية بالنسبة لهم، فى شرق أوروبا حيث روسيا وجنوب شرق آسيا حيث الصين وكوريا الشمالية، ها هم يدعمون إسرائيل بقوة من أجل إحداث تغييرات استراتيجية عميقة، تبقى لإسرائيل وجودها، وتمنحها ليست القدرة فقط وإنما الهيمنة.
اختفى إسماعيل هنية، واختفى حسن نصر الله، واختفت معهما قيادات وكوادر سياسية وعسكرية، وقبلهما اختفت دول وجيوش عربية، كانت تضع المواجهة مع إسرائيل عنوانا أبديا لها.
تصر إسرائيل على شرق أوسط جديد، وكانت تتوهم خلو الساحة من القوى العربية والإسلامية التقليدية، وهى مصر وسوريا والسعودية والعراق وإيران، وقوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والقوى الداعمة لها والممولة أيضا.
ونجحت إسرائيل عبر الأطالسة، فى هدم العراق جيشا ودولة، وقوضته وأزكت فيه نار الطائفية. كما نجحت فى تقويض أركان سوريا سياسيا وعسكريا، وأصبحت سيادتها منتهكة يوميا.
ولا تكشف الهجمات المميتة على حزب الله فى لبنان، خللا أمنيا فحسب، وإنما تكشف خللا بنويا وتحديا وجوديا للحزب، الذى حصد نتائج تدخلاته فى الأزمة السورية الداخلية تارة، وتبعيته الهيكلية والسياسية لإيران.
ولا يمكن استدعاء البعد المذهبى وإلقاء التبعية على فصيل وحده دون الآخر.. فكما ظهرت ميليشيات شيعية، كانت هناك ميليشيات سنية استخدمت لهدم الدول السنية نفسها، وأكبرها كان تنظيم «داعش» الإرهابى الذى لم يوجه رصاصة واحدة نحو إسرائيل، وراح يحارب بالوكالة عنها. 
وتبقى مصر ثابتة فى محيطها الإقليمي، هى والجارة الشقيقة السعودية، التى تعرضت هى الأخرى قبل سنوات لابتزاز أمريكى غربى، كان هدفه نهب خيراتها.
وعندما وقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قبل أيام، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأمسك بخريطتين ادعى أن إحداهما هى خريطة الخير والأخرى خريطة الشر، أظنه كان يسعى مجددا كما سعى دوما لوضع القوى السنية فى المنطقة فى مواجهة القوى الشيعية، واستدعاء البعد الطائفى فى معركته الشخصية مع إيران.
لكن قادة المنطقة أذكى من ذلك، خصوصا أن رجع الأنين من الغطرسة الإسرائيلية لا يزال يسمع فى غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن والعراق.
تبقى كلمة وهى التمسك بالأوطان، والتماسك فى مواجهة القوى الاستعمارية.
فهذة القوى قد تأتى على ظهر بارجة حربية أو حاملة طائرات، وقد تأتى عبر أموال ضخمة تشترى السياسيين والمثقفين والإعلاميين، وقد تأتى عبر جهات مدنية أو قنوات فضائية تشتت الأفكار، وتؤلب المجتمعات على نفسها.
وأضم صوتى إلى صوت فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق فى بيانه الذى طالب فيه بالالتفاف حول الرئيس ومؤسسات الدولة فى هذة الفترة الحرجة، وحسن الولاء للوطن.. فوطنك لا يخذلك.

مقالات مشابهة

  • وطنك لا يخذلك
  • سكب الماء على أصدقائه.. صينية تعاقب ابنها بنفس الطريقة
  • الحليب في الريف.. «مصدر خير كتير.. قريش وجبنة قديمة وزبدة وفطير»
  • أشرف غريب يكتب: الإسكندرية تنتظر مهرجانها
  • مأساة أم بريطانية توفي ابنها منذ 27 عاما.. تنتظر دفن خلايا جلده الشهر المقبل
  • «الأهلي»: مساهمات التنمية المجتمعية تجاوزت 13 مليار جنيه
  • الكهرباء: خطة متكاملة لترسيخ ثقافة ترشيد الاستهلاك والتصدي لسرقات التيار
  • وزير الكهرباء: مواصلة التواجد الميداني لرفع معدلات الأداء وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمشتركين
  • وفاة سيدة ببورسعيد دهسا تحت عجلات سيارة نقل أمام عملها
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: تجربة مصر الفتاة والمعركة مع سمير رجب