بوابة الوفد:
2025-01-18@13:01:44 GMT

قصتها أبكتنى.. فأين ابنها؟

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

عندما سمعت قصتها وكلامها وشاهدتها وهى جالسة على مقعدها المتحرك انفطر قلبى وانخلع وأصابنى الجمود، لما لحق بهذه السيدة المسنة من مآس شديدة كان أفظعها أن ألقى بها وبأثاث منزلها فى الشارع. وهى حبيسة مرضها لا تتحرك إلا بمساعدة أحد، تلك الأم التى تركها ابنها تجابه ظروف المرض وقسوة الحياة بمفردها وسافر إلى خارج البلاد.

وأصبحت لا تعلم عنه شيئاً ولم يسأل عنها حتى ولو بالهاتف ولكن «المعوض» موجود وعلى الرغم من أن لا شىء يعادل طلة الأبن الحانية على أبويه طوال العمر، خاصة فى مرحلة خريف العمر، إلا أن هذا الابن الجاحد آثر البعد عن أمه التى أوصى بها الدين والرسول صلى الله عليه وسلم وأوصى بها ثلاث مرات وبعد عن وطنه وترك أُمه التى أفنت عمرها لأجل تربيته وتنشئته، أحبته أكثر من نفسها وأعطته عمرها فقابل كل ذلك بالجحود والنكران وقطع أثره أمام أمه، فظلت الأم تبكى ولكننا نرى أن قصتها مليئة بلطف الله. رغم ما واجهته من قساوة قلوب بعض البشر وعلى رأسهم ابنها الذى أصبحت لا تعلم عنه شيئاً مما دفعها لتقول أعتبر نفسى «ماخلفتش»، وأمام حكايتها أصابنى الحزن الشديد لما آلت إليه قلوب بعض البشر فماذا حدث لها عندما أصابها المرض تركها ابنها كما ذكرت ونظراً لمصاريف علاجها الباهظة عجزت الأم عن دفع إيجار مسكنها فما كان من صاحب البيت إلا أن أنذرها بالطرد ونفذ ما قال فى الشهر الثالث لتجد المسكينة نفسها وأثاثها فى الشارع لتبيت على سريرها أمام الجميع فى الشارع وتصادف مرور توك توك كان قادماً لتوصيل أحد الجيران فاسترعى انتباهه وجود الحالة التى تنطق بمأساة الطرد فاقترب منها وطلب منها أن تمهله وقتاً لتوفير مأوى لها ثم تركها الرجل الشهم الذى نفذ ما وعدها به ليقوم بحملها وساعده البعض فى حمل متعلقاتها إلى حيث المسكن الذى أوجده لها ذلك الرجل الذى عطف الله قلبه عليها وكأنه ملاك من السماء وقام بإعداد كل شىء لها من مآكل ومسكن واستحمام وكل شىء وكأنه ابنها بل أشد عطفاً: ووعدها بأنه سوف يأتى لها بالطعام والشراب يومياً ونفذ وعده كل يوم حتى إن زوجته شكت فيه أنه تزوج عليها لتغيير عوايده معها فى الحضور فقررت أن تراقبه. واستأجرت توك توك ذات صباح وسارت خلفه عن بعد حتى لا يراها وحين توقف بمركبته النارية أمام أحد المنازل ودخل سألت الزوجة عن صاحب التوك توك فأخبرها الواقفون عن أن صاحبه داخل المنزل الذى شاهدته يدخله بل زادوا أنه يأتى إلى هنا يومياً وقبل أن تسمع بقية الإجابة من الواقفين والتى أوغرت صدرها لتشهق شهقة مدوية وتدخل إلى المسكن وتطرق على بابه وكأنما حدثت كارثة ليفتح زوجها الباب بنفسه ودفعته دفعة مباغتة وتدخل إلى داخل المسكن البسيط لترى المشهد المأساوى للسيدة المسنة التى لا تتحرك وهو يقوم بتنظيف المسكن صباحاً وما كان منها غير أنها أبدت الندم فى حقها وحق زوجها الذى ظنت به السوء وقبلت يد السيدة المسنة ويد زوجها وأخذت منه «المقشة» واستكملت تنظيف المسكن البسيط والذى اعتبرته الأم جنة الله فى الأرض وأن السائق وزوجته عوض عن ابنها الذى تبرأت منه.

 هذه القصة أبكتنى وأنا أكتبها لدرجة تأزمت فيها رأسى فى قصة تحمل فى جنباتها النقيضين من الخير والشر، الحرمان والعِوَض والعقوق والوفاء.

إن قطيعة الوالدين من أشد الذنوب خطراً، وأعظمها ضرراً، فقد توعد الله صاحبها باللعن، وخُصّت الأم إظْهَارًا لِعِظَمِ حَقِّهَا فكيف ينام هذا الابن العاق أو يغلق له جفن أمام تركه لأمه التى أبكتنا قصتها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بين السطور خارج البلاد

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: غزة ومقاومتها بيّضت وجه الأمّة وانتصرت بمعيّة الله وفضله

الثورة نت../

أكد الخبير والمحلل العسكري الفلسطيني محمد المقابلة، أنّ “غزة ومقاومتها بيضت وجه الأمّة وانتصرت لها، ولا نعزو ذلك إلا لفضل الله ومعيته”.

وقال المقابلة خلال تصريحاتٍ خاصةٍ للمركز الفلسطيني للإعلام، الليلة، بمناسبة الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة: “بمنتهى اليقين وليس عجزًا عن التحليل، أؤكد أنه يجب علينا الوقوف عند الحقيقة التي تقول إنّ أيّ تحليلٍ عسكريٍ، لما قامت به المقاومة وحاضنتها الشعبية في غزة، عبر حرب زادت عن ١٥ شهرًا، يجب أن يتوقف عند حقيقة أنّ ما رأيناه في غزة من صمود وصبر وقدرة على استمرار القتال، ومن قدرة إستراتيجية على القيام بالعمليات وتخزين السلاح والعتاد، كلها في هذه اللحظات لا تخضع لأي تحليل عسكري”.

واستدرك بالقول: “إنّ كل ما جرى في غزة يخضع لتحليل واحد يجب أن نؤمن به عسكريًا، وعقديًا، أنّ الأمر كلّه بمعية الله، لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ كل ما تمّ لا يخضع لأيّ منطق عسكري، لا سيما وأنّ دولا عظمى، لم ولن تصبر على مثل هذه الحرب، التي شنّها العالم بأجمعه، من القريب والبعيد، على قطاع غزة المساحة الصغيرة، جغرافيًا، التي لا تملك لا جيشًا ولا سلاحًا، إلا العقيدة”.

وأضاف: أنا كمحلل عسكري بعد أكثر من عام، في مرحلة ما أقف عاجزًا لأنني لا أستوعب كيف هذه المقاومة صمدت، وكيف قطاع بحاضنة شعبية صمد، ولم نر منه خائناً، أو عميلاً أو متذمرًا، أو هاربًا، أو متشردًا، وكيف أنّ المقاومة قوة نيرانها تزداد، وكيف تلحق خسائر في العدوّ بازدياد، ولا يتسبب لها بنقص.

وتابع قائلاً: هنا أضرب مثلاً، لو أنّ الكيان الصهيوني – جدلاً – أنه عبر الست أشهر الماضية لم يقم أحد بتزويده بالسلاح والذخائر، هل كان لإسرائيل التي تعتبر نفسها قوة عظمى، لو حصل لها ذلك، هل كانت لتصبر، ابدًا لن تصبر، ومنذ زمن لأعلنت استسلامها.

وتساءل: كيف لقطاعٍ محاصر، من الأرض والبحر والسماء ومن الجوّ ومن القريب والبعيد، لا تزويد ولا مدد، ويصمد، وأنا بذلك كعسكري أقول: “إنّها قدرة الله”، وهذا هو تحليلي العسكري إيمانًا وعقيدة، وأيضًا علمًا عسكريًا، لأنّ هذه القوة العسكرية التي تبنى على عقيدة لن تُهزم.

مقالات مشابهة

  • الأهلي يرفض مطالب ين شرقى وينسحب من الصفقة بشكل نهائى
  • هالة صدقى: انتظرونى فى الماراثون الرمضانى 2025
  •  محمد مغربي يكتب: ما الفرق بين ChatGPT وDeepseek V3 الصيني؟
  • محللون فلسطينيون: اتفاق غزة خطوة مهمة تنهي المجازر بحق الأبرياء.. ويجب وقف الحرب
  • عنف اللغة!
  • المسئولية والجزاء.. وضوابطهما القانونية
  • نور محمود: حنان مطاوع لها فضل كبير عليَّ .. وهذا سبب حبي لـ أحمد زكي | حوار
  • خبير عسكري: غزة ومقاومتها بيّضت وجه الأمّة وانتصرت بمعيّة الله وفضله
  • بريئة ومدانة!
  • وقف النار المرتقب!