إحدى بديهيات السياسة التى تعلمناها ليس فقط فى مدارسنا وجامعاتنا، بل ما تعلمناه من آبائنا وأجدادنا، هى أن مكونات أى دولة معترف بها من العالم أجمع هى ثلاثة، أرض وشعب يعيش على هذه الأرض ونظام حكم، فإذا سقط جزء، سقط معه اعتراف العالم بوجود تلك الدولة، وأهم جزءين فى تلك المعادلة السياسية أو مثلث الاعتراف بوجود دولة ما، هما الأرض، وشعب يعيش على تلك الأرض، لذلك كانت رؤية قيادة مصر المتمثلة فى رئيسها عبدالفتاح السيسى هى رؤية بعيدة النظر، وأرسل عدة رسائل كانت فيها الصراحة كبيرة جداً والتحذير واضحاً للجميع سواء كانت أطرافاً داخل الأحداث أو أطرافاً تحاول أن تجد حلاً، بل إنها رسائل لشعوب العالم كلها دون تمييز، فقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن رفضه القاطع والحاسم والذى لا يقبل المناقشة أو التفاوض عليه، وهو لا تهجير، ولا إجلاء لشعب من أرضه، فلو خرج الشعب الفلسطينى من أرضه، أصبح شعباً بلا دولة، بلا أرض، بلا سماء.
لقد أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسى وبكل صراحة لشعوب الأرض أن المخطط ليس اليوم ولا غداً، بل لأحداث كثيرة سوف تأتى مستقبلاً، لقد أوضح بسؤال مهم وأجاب عليه «ثم ماذا بعد خطة التهجير القسرى التى تحاولون تنفيذها ونحن نرفضها؟»، لقد أوضح الرئيس أن السيناريو لما بعد التهجير أن تستمر المقاومة وتصبح الدولة المستضيفة هى جزءاً من المشكلة المستقبلية، فنحن بيننا معاهدة سلام ويجب على الجميع احترامها أو أن أى انتهاك لها فهو يعد بمثابة انتهاء تلك الاتفاقية، ووقتها لن يكون هناك سلام ننشده نحن كمصر للجميع.
وكيف يكون الشعب الفلسطينى مسمى باسم دولته «فلسطين» ولا يكون وجود لتلك الدولة بفقدان أرضها، بالأمس راحت أجزاء وتم بناء مستوطنات بدلاً منها، واليوم يحاولون أن يستقطعوا جزءاً آخر، يستقطعونه بالدم والخراب والهدم والتهجير القسرى فى اتجاه الجنوب، ولكن الدم فداء للأرض، إن أهم الأشياء التى يدافع الإنسان عنها حتى الموت هو حق الدفاع عن أرضه، فالأرض من العرض لا تفريط ولا بيع ولا استبدال، بل هنا عاش آباؤنا وهنا حفر الأجداد قبورهم، وهنا ولدنا، وهنا نموت، تلك عقيدة أى شعب يعشق وطنه على تلك المسكونة أجمعها، ومصر تؤيد وتدافع عن حق الشعب الفلسطينى فى أن تكون له دولة ذات سيادة وطنية.
السؤال: لماذا طالبت إسرائيل بالاتجاه للجنوب؟ بالطبع الكل يعرف السبب حتى الشعب الفلسطينى ذاته يعرف ويرفض ويواجه الموت فى أرضه بينما العالم يتفرج، تخرج الأصوات الحرة المنددة بالجرائم الإسرائيلية وفى نفس الوقت تحتمى قوات سفك الدماء وراء الترسانات الحربية للدول المفترض أن تكون كبرى فى حمايتها للإنسانية وليس لإهدار الإنسانية، خرج صوت من مصر ليقول لا ولن تكون هناك دولة لفلسطين إلا داخل حدود فلسطين، لا ولن يكون لشعب فلسطين أرض بديلة عن أرض مات فيها أجدادهم، لا ولن نكون طرفاً فى إهدار حقوق شعب فى دولته وأرضه، لن نقبل يوماً أن يتذكرنا التاريخ بأننا كنا سبباً فى أن تتلاشى دولة فلسطين للأبد، فليسقط مخطط من النيل للفرات ولن يكون إلا على دمائنا.
فلسطين دولة شقيقة وشعبها له فى قلوبنا مكانة عظيمة، ولكن عندما نقول دولة فإن رفضنا لعملية التهجير القسرى هو دليل قاطع على خوفنا على تلك الدولة من الاندثار، بل أن تصبح لا دولة ولا نظام ولا شعب ولا أرض، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولكن كل منا فى أرضه وفى بيته، نعترف بحقه فى تقرير مصيره والعيش على أرضه.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبدالفتاح السيسى الشعب الفلسطینى
إقرأ أيضاً:
فلسطين تنتقل من حركة تحرر وطني إلى دولة مراقبة في منظمة العمل الدولية
أصبحت فلسطين دولة مراقبة في منظمة العمل الدولية، يوم الاثنين 4 نوفمبر 2024 بعد اعتماد مجلس إدارة المنظمة لتحويلها من حركة تحرر وطني.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن هذا القرار صدر في ختام اجتماع مجلس إدارة المنظمة حول فلسطين - مجموعة العمال، بمشاركة رئيس الاتحاد العربي للنقابات، الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، إلى جانب ممثلي الاتحادات العربية والدولية المنضوية في إطار المنظمة الأممية.
وأشارت الوكالة الفلسطينية الرسمية إلى أن القرار تضمن النص الصادر عن الاجتماع قرار مجلس إدارة المنظمة رقم 352 قبول فلسطين.
وأوضح الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، أنه سيتم اعتماد القرار بشكل نهائي في مؤتمر العمل الدولي خلال شهر يونيو عام 2025، مشيرا إلى أن القرار يمنح فلسطين المشاركة الكاملة في هياكل منظمة العمل الدولية كافة، ويعطيها الفرصة للانتقال إلى العضوية المشاركة.
وأضاف سعد أنه لأول مرة، ستشارك فلسطين عام 2025، بوفد رسمي ثلاثي يشار له بالمشاركة (حكومة- عمال- أصحاب عمل).
وبين أن الغالبية في قاعة الاجتماعات لمنظمة العمل الدولية رحبت بالقرار بالتصفيق الحار، باستثناء إسرائيل، دولة الاحتلال، التي عارضته.