بوابة الوفد:
2024-06-30@01:40:30 GMT

عذوبة التفكير

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

الحقيقة الوحيدة التى بين أيدينا هى أن نعمل وننتج، وألا نضيع أوقاتنا هدراً أو عبثاً..

يموت الإنسان راضياً عن نفسه يوم أن يكون قد أدّى رسالته فى هذه الحياة.. والعظماء من الناس يشعرون بقيمة الحياة، فيمضون إلى تأدية الرسالة التى نيطت بهم على أكمل وجه، وعلى أتمّ عمل تنتهى به غاية الطاقة يؤدّيه بنو الإنسان.

لا يموت العظيم إلاّ وفى نفسه راحة، وفى قلبه اطمئنان.

العظماء هم أنفسهم أبناء القدر الذى حركهم إلى الأعمال الخالدة فبعث إليهم- من حيث يشعرون أو لا يشعرون- برسائل التبعة والتكليف والمسئولية الملقاة على عواتقهم مفروضة كواجب من قبل السماء.

من المؤكد أن الإنسان فى جميع الأحوال ليس إلا الروح التى تتردد فى جسد، وعلى قدر عظمة الأرواح تكون عظمة الأعمال، والأعمال العظيمة أرواح عظيمة ما فى ذلك شك، وعلى كبر النفوس تأتى خوالد الآثار. يموت الإنسان وتطويه أسباب الفناء ومع ذلك قد لا يشعر أنه قد أدّى رسالته التى فرضتها عليه الأقدار، لكنه مع هذا كله قد يستقبل الموت -من بعد هذا الشعور- بقلب راضٍ وخاطر سليم؛ لأنه كان بذل غاية الطاقة من عمل العاملين على الإخلاص.. أى مفارقة تلك.. أهى همّة العاجز الذى لا يبالى ولا يكترث لخطوب المنون؟ 

كلا.. الأمر أبسط من ذلك.. إنها فقط علّة التفكير.

حقيقةً إنه لا يفزع من حق بعد أن أدّى واجباً، ولا من حقيقة بعد أن قطع أشواطاً من الحياة عاملاً فيها بما يرضى الله ويرضى النفس، وإن لم يكن فى الوقت نفسه يرضى الآخرين، فكما يكون رضا الناس غاية لا تدرك، فكذلك يكون رضا النفس ورضا الله أيضاً غاية لا تنال بسهولة ويسر إلا أن تكون المعرفة أساس هذا الرضا ومنبعه فى فجاج الفكر وقرارة الضمير. 

وهيهات للمرء أن يبلغ مستطاعه من معرفة الله ما لم يكن من قبل قد عرف نفسه.

أخوف ما يخاف عليه إذ ذاك هو دعوى امتلاك الحقيقة كونها غائبة عنه، غير أنه أقدر على البحث عنها وأخلق أن يجهد نفسه فى البحث عنها بكل ما أُوتى من قدرة. والموت حق، والحق لا يظهر للعيان، ولا يتمُّ الكشف عنه فى غير جهد من ترقية الذات. 

الحقيقة الوحيدة المؤكدة هى أن سبيل البحث عن الحقيقة أفعل فى النفس من سبيل الكشف عنها ظاهرة لعيان المُبصرين.. أعنى أن البحث عن الحقيقة أولى بالإنسان من دعوى امتلاكها؛ لأنه لا توجد حقيقة يستطيع أبناء الفناء امتلاكها.

لقد كان المفكر الألمانى (لسنج Lessing) (١٧٢٩- ١٧٨١) يقول : إنّ متعة الإنسان ليست تنحصر فى امتلاكه للحقيقة، وإنّما تنحصر فى الجهد الذى يبذله من أجل العمل على بلوغها، ولا تنمو ملكات الإنسان بامتلاك الحقيقة أبداً بل بالبحث عنها، كما أن كماله المتزايد لا يتمثّل إلاّ فى هذا المظهر وحده، أى مظهر طلب الحقيقة والبحث عنها ليس إلّا.

هذا هو الجانب الإيجابى من علّة التفكير : ترقية الذات الإنسانية والبلوغ بها الى مستوى الكمال من خلال عملية البحث ذاتها، ليس أكثر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحقيقة البحث عنها

إقرأ أيضاً:

المدارس الخاصة بدبي الثانية عالمياً في «المالية» والسادسة في «التفكير الإبداعي»

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مجلس محمد بن زايد يستضيف محاضرة: «إعادة تصور التعليم المبكر» الإمارات الأولى عربياً في «التفكير الإبداعي» و«المعرفة المالية»

كشفت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، عن إنجاز جديد يُضاف لسجل إنجازات جودة قطاع التعليم الخاص في دبي الذي يستشرف المستقبل لبناء جيل واعٍ بمتطلبات الحياة ومواكبة مستجداتها، حيث أحرز طلبة المدارس الخاصة في دبي المرتبة الثانية عالمياً في مجال المعرفة المالية، والمرتبة السادسة عالمياً في مجال التفكير الإبداعي، وذلك بحسب نتائج المشاركة الأولى لدبي في هذين المجالين ضمن البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA 2022)، الذي تنفِّذه منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، ويهدف مجال «المعرفة المالية» إلى قياس معارف الطلبة وفهمهم لمبادئ الإدارة المالية والمخاطر ذات الصلة، وتقييم قدرتهم على تطبيق هذه المهارات والمعارف في الحياة الواقعية، والاستفادة منها في اتخاذ قرارات صحيحة في سياقات مالية متنوعة.
ويركز مجال «التفكير الإبداعي» على تقييم قدرات الطلبة ومشاركتهم البنَّاءة في تقييم أفكارهم وتطويرها للوصول إلى حلول مبتكرة وفعّالة، والارتقاء بمعارفهم إلى مستويات متقدمة، واستكشاف آفاق إبداعية جديدة.
وشارك في هذه الدراسة الدولية نحو 20 دولة ومنطقة حول العالم ضمن مجال «المعرفة المالية»، و64 دولة ومنطقة حول العالم ضمن مجال «التفكير الإبداعي»، فيما شهدت الدراسة مشاركة أكثر من 4478 طالباً وطالبة في المدارس الخاصة بدبي في مجال «المعرفة المالية»، ونحو 7474 طالباً وطالبة في مجال «التفكير الإبداعي»، ينتمون إلى 171 مدرسة خاصة بدبي تطبق 8 مناهج تعليمية متنوعة.

المعرفة المالية
وحقق طلبة المدارس الخاصة في دبي معدل إنجاز بلغ 522 نقطة في مجال «المعرفة المالية»، وهو أعلى بمقدار 24 نقطة من المعدل العالمي المعتمد من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) البالغ 498 نقطة.
وأفاد 82% من طلبة دبي بأنهم على دراية بالإدارة المالية، في وقت أشار 79% من الطلبة إلى أنهم يضعون أهدافاً ادخارية بشأن ما يعتزمون شراءه أو اقتناءه.

التفكير الإبداعي
وحقق طلبة المدارس الخاصة في دبي 36 نقطة في مجال «التفكير الإبداعي»، وهو أعلى من المعدل العالمي البالغ 33 نقطة.
وبيّنت النتائج أن مهارات التفكير الإبداعي لنحو 84% من طلبة دبي تندرج ضمن المستوى المتوقع لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) أو أعلى، كما أفاد 74% من الطلبة بأنهم يتمتعون بالثقة اللازمة للمشاركة بفعالية في الأنشطة الإبداعية التي توفرها لهم المدارس.

مهارات المستقبل
وفي هذه المناسبة، قالت عائشة عبدالله ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي: «إن هذه النتائج تؤكد مُجدداً مكانة دبي كوجهة دولية رائدة للتعليم المتميز انطلاقاً من الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، كما تعكس تنافسية منظومة التعليم في الإمارة إقليمياً ودولياً، وجاهزية الطلبة للمستقبل بما يواكب مستهدفات خطة دبي 2033 على مستوى أجندتي دبي الاقتصادية (D33) والاجتماعية (33)، وأن تكون دبي من بين الأفضل عالمياً في جودة التعليم».
وأضافت: «فخورون بأداء طلبتنا ومدارسنا في هذه التقييمات الدولية، والذي يعكس قدرة مدارسنا على إتاحة فرص التعليم والتعلم لجميع الطلبة بمعايير عالمية، والتزامها بضمان جودة التعليم، وتمكين الأجيال الناشئة عبر تزويدهم بمهارات المستقبل في ظل عالم متغير بوتيرة متسارعة، كما يُبيِّن الدور المهم للقيادات المدرسية في تحفيز المعلمين وأولياء الأمور على ترسيخ مفاهيم الإبداع والابتكار في البيئة المدرسية، وتشجيع الطلبة على تطبيقها في تفاصيل الحياة اليومية داخل وخارج البيئة المدرسية، بهدف تنمية قدراتهم وتعزيز مساهماتهم الإيجابية في مسيرة التنمية الشاملة في مختلف القطاعات».

تمكين الطلبة
من جانبها، قالت فاطمة إبراهيم بالرهيف، المدير التنفيذي لجهاز الرقابة المدرسية في الهيئة: «تقدم هذه الدراسة الدولية بيانات شاملة حول المهارات المالية ومهارات التفكير الإبداعي لدى طلبتنا، ما يوفر للقيادات المدرسية ولراسمي السياسات التعليمية معلومات تفصيلية يمكنهم الارتكاز عليها في بناء الخطط وتطوير السياسات الكفيلة بتمكين الطلبة من اكتساب مهارات المستقبل».

تقييم 
يهدف البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA 2022) إلى فهم مدى قدرة الطلبة في عمر 15 عاماً على استخدام مهارات الحياة الواقعية في مجالات المعرفة بالرياضيات والعلوم والقراءة وتطبيقها في المواقف العملية اليومية.

مقالات مشابهة

  • موجة حر شديدة بهذه الولايات حتى الإثنين
  • الصمت الانتخابي.. فترة التفكير الحر للناخبين
  • القبض على طفل في مصر لإجبار والده على تسليم نفسه.. ما الحقيقة؟
  • كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي
  • الإمارات الأولى عربياً في «التفكير الإبداعي» و«المعرفة المالية»
  • المدارس الخاصة بدبي الثانية عالمياً في «المالية» والسادسة في «التفكير الإبداعي»
  • الجلفة: نشوب حريق بمنطقة الوكاريف على مستوى غاية الحواص
  • بين العلم والدين.. تقف الفلسفة بين الاثنين
  • “الفاف” تكشف البرنامج الكامل للدورة الوطنية لكرة القدم الشاطئية
  • حرارة بين 45 و49 درجة تضرب هذه الولايات إلى غاية السبت